الحرب في غزة تعمّق مصاعب حياة الصم وتفرض عليهم تحديّات جسيمة
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
تستذكر سعاد اللحظات القاسية، حين كانت تدرك أن الخطر قد يداهم أبناءها في حرب لا ملاذ آمن فيها، حتى المدنيين وذوي الإعاقة.
لم تتخيل سعاد ذات الـ44 عاما، أن طفلها الوحيد الذي رزقت به بعد عقم دام 12 عام، سيصاب بنقص حاد في السمع رغم أنه ولد بصحة جيدة.
وفي تفاصيل القصة، قالت سعاد التي تقطن في بيت لاهيا شمال القطاع،: "في عيد ميلاد عبدالله الأول، وأثناء خروجنا من قاعه للاحتفالات، إذ بطائرات الاحتلال تقصف هدفا بالقرب منهم".
وهنا فزعت العائلة، حيث حاولت الهروب من المكان، خوفاً على أنفسهم وابنهم الذي أبصر النور بعد سنوات من الحرمان.
مضى الوقت دون أن تعلم العائلة أن القصف ستكون له تبعاته السلبية على طفلهم، حيث شرحت والدة عبدالله كيف تم اكتشاف إصابة ابنها قائلة : "بعد مرور عدة سنوات ومع تجدد الهجمات الإسرائيلية والقصف خلال السنوات السابقة، شعرت أن ابني لا يستجيب للأصوات بسهولة".
تابعت قائلة " توجهت إلى المدرسة لتقصي الأمر لدى المعلمات رغم أن الطفل يتميز بذكاء، إلا أن تأكيد المعلمات بوجود مشكلة بالسمع، دفعني للذهاب إلى الأطباء المختصين، وجاء تأكيدهم أنه يعاني من نقص حاد في السمع ويحتاج إلى تركيب سماعات بشكل عاجل حتى لا يفقد السمع بشكل مطلق. نزل هذا الخبر كالصاعقة علّي خصوصًا في ظل غلاء أسعار السماعات الطبية وشح توفرها بسبب الحرب وإغلاق المعابر وتدمير المنشآت الصحية التي كانت تقوم بتصنيعها".
بعد الصدمة التي تجرعت توابعها، تابعت سعاد قائلة:" بدأت رحلة المشقة والعلاج في ظل أوضاع مادية صعبة، بدأت بتركيب سماعة خاصة لابني تكلفتها 6500 شيكل أي ما يعادل حوالي 2000 دولار أمريكي، ليكتشف الطبيب لاحقا أن حالة الطفل أخطر مما تخيلنا، وأن السماعة لا تفيد في شيء، حينما أخبرني الطبيب أنه بحاجة إلى زراعة قوقعة، وأنه يحتاج إلى السفر للخارج، لكن إغلاق معبر رفح البري كان عائقا أمام إمكانية خروج ابني للسفر وإجراء العملية".
رغم معايشة سعاد وفي ظل معاناة الوالد الاقتصادية والمعيشية بسبب البطالة، فقد اضطرت إلى اللجوء للجمعيات الخيرية لعلها تنقذ مستقبل صغيرها، ولكن دون جدوى!
وبحسب المنظمات الإنسانية، فإن حوالي 83% من الأشخاص ذوي الإعاقة، فقدوا الأدوات الطبية المُساندة لهم جراء الحرب على غزة، هذا إلى جانب ارتفاع نسبة الإصابة بإعاقات سمعية، لدى المواليد الجُدد في القطاع، بسبب غياب الرعاية الصحية. ورغم تعرض قطاع غزة لعدة حروب سابقة، إلا أن هذه الحرب تحمل مشاهد وأحداثًا أكثر ترويعًا، تجعل سعاد قلقة على الدوام على نفسها وأبنائها من "أهوال الخطر الصامت"، كما تقول.
في زيارة لشركة الزيبق التي تقدم الخدمات السمعية، لم يكن الحال عاديًا طوابير من الرجال والنساء والأطفال وكبار السن ينتظرون دورهم في قاعة مكتظة بالمواطنين جلهم من الصمّ في ظل تدمير مركز السمعيات الوحيد داخل مستشفى الشفاء.
تقول الحكيمة أم أحمد (40) عاما التي تعمل داخل المستشفى الأندونيسي في شمال غزة: "استقبلت ابني شهيدًا داخل المستشفى بعد أن قامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف منزلنا في بيت حانون، بعد شهر من هذا الحدث تفاجأت أن ابنتي البالغة من العمر 7 سنوات تشتكى من آلام حادة في الأذن اليمنى، وعند ذهابنا للطبيب أبلغني أنها بحاجة ماسة إلى تخطيط للسمع لأنها تعاني من مشكلة جراء القصف، في سياق البحث عن مراكز خاصة بالخدمات السمعية في قطاع غزة علمت أن هناك شركة واحدة تعمل في الوقت الراهن هي شركة الزيبق للخدمات السمعية، توجهت إليها مباشرة برفقة ابنتي، وبعد إجراء فحص لتخطيط السمع تبين أنها تعاني من نقص حاد في السمع بالأذن اليمنى ويتطلب هذا الأمر تركيب سماعة طبية بتكلفة تتراوح بين 800 و1000 دولار، حسب النوع والحجم والشركة المصنعة".
الجدير بالذكر، إن معظم سكان قطاع غزة يعانون من إعاقة سمعية بسبب الانفجارات الضخمة.
كما تُعتبر الفئات المهمّشة من ذوي الإعاقة الأكثر تعرضًا لتداعيات الحرب، حيث لا تصل إليهم خدمات الرعاية الصحية ومقوّمات الحياة من ماء وغذاء ودواء.
ومن بين هؤلاء عائلة فلسطينية من ذوي الإعاقة السمعية تُحاول إيصال معاناتها في قطاع غزة، لعل وعسى من يسمع.
وبلغة الإشارة، روى الشاب سامي (33) عامًا الذي تخرّج من قسم الوسائط المتعددة في الجامعة الإسلامية بغزة.
قال: "كنت أحلم بمستقبل مهني، لكن الحرب حرمتني من العمل والعيش بأمان، فقدت منزلي، وأجبرت على النزوح عدة مرات منذ بداية الحرب، أجاهد من أجل توفير قوت أسرتي واحتياجاتها في ظل عدم توفر فرص عمل، أطفالي يواجهون صعوبة في نسيان القصف المتواصل الذي يُمطر القطاع، لا يمكنني سماع صوت الانفجارات مطلقًا لكنني أرى الخوف والرعب وهو ينزل على زوجتي وأطفالي أثناء الانفجارات القريبة".
وحسب تصريح للدكتور محمد الجرحاوي أخصائي السمعيات بشركة الزيبق لعلاج مشاكل التخاطب والسمعيات، فقد أكد أن هناك ارتفاعا ملحوظا في أعداد فاقدي السمع خلال الحرب بنسبة كبيرة جدًا تتعدى 80 % من المدنيين الذين يقطنون في أماكن قريبة من القصف.
ويجب الإشارة إلى أن الإصابة بفقد السمع تحدث نتيجة عدة أسباب، أهمها العامل الوراثي، وزواج الأقارب، والولادة المبكرة، في حين تعتبر الحروب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة سببا آخر، خاصة هذه الحرب، وفق ما أجمع عليه أطباء مختصون.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فقدان السمع يكون خفيفاً أو شديداً أو عميقاً، ويمكن أن يؤثر في أذن واحدة أو في كلتيها، ويؤدي إلى صعوبة سماع الحديث الحواري أو الأصوات الصاخبة.
وتعتبر نسبة الإصابة بــ"الصمم" في قطاع غزة من أعلى النسب في العالم، ففي دول العالم تبلغ النسبة 0.001 ، بينما تصل 7 أضعاف تقريباً في غزة، وفق ما ذكره أخصائي السمعيات الدكتور محمد الجرحاوي مدير قسم السمعيات بمركز الزيبق للخدمات السمعية.
وأوضح الجرحاوي أن الإصابة بفقد السمع أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ بين جميع الفئات العمرية في قطاع غزة، معتبرا النسبة في غزة مرتفعة مقارنة مع دول العالم، وتعزى أسباب الإصابة إلى تعرض المواطنين للأصوات العالية الناجمة عن القصف والانفجارات، إضافة إلى الإصابة المباشرة في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن تلك الأصوات تسبب خللا في العصب السمعي ومشاكل دائمة في السمع، قد تستمر مع الإنسان طيلة حياته.
وأشار إلى أن غالبية الإصابات تتركز في أذن واحدة، حيث تبلغ نسبة الإصابة من 50 إلى 80%، لافت إلى أن الوسيلة الوحيدة للعلاج هي تركيب السماعات الطبية، في حين أن بعض الإصابات تكون صعبة ولا يمكن علاجها حتى بالسماعات.
وذكر أنه لاحظ الإقبال المتزايد من المواطنين، وأن معظم الإصابات التي تصلهم داخل المركز تحتاج إلى سماعات للحفاظ على حاسة السمع.
وتتراوح تكلفة السماعة الواحدة (العادية) بحسب الجرحاوي، بين 3000- 5000 شيكل، أما سعر السماعة الرقمية (الديجتال) فيبلغ 3000 تقريباً فما فوق، فيما يبلغ السعر الإجمالي للسماعتين قرابة 6000 شيكل، وهو ما يعتبر عبئاً جديداً يضاف لمسلسل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الحصار المفروض عليه الذي يتزامن مع إغلاق معبر رفح البري وتدمير المنشآت الصحية.
وتختلف وظيفة السماعتين في الأداء، فالسماعة العادية توصل الكلام مع صوت الضجيج الخارجي، أما سماعة (الديجتال) فهي الأفضل، حيث تتميز بإيصال الصوت بوضوح ودقة أعلى وتتم برمجتها عن طريق الحاسوب، وتعمل على تخفيف الضجيج حول المريض، إضافة إلى تعدد أحجامها.
وإزاء هذا الارتفاع الكبير في الأعداد، مع ضعف الإمكانيات وصعوبة المعيشة، إلا أن ما يزيد الطين بلة هو عدم تقديم المؤسسات الخيرية المساعدة لهؤلاء المحتاجين لسماعات لو بأقل القليل.
وأكد ذلك أخصائي السمعيات الجرحاوي، قائلًا: "بعد الحرب الأخيرة على القطاع، توقفت الجمعيات الخيرية عن دعم هذه الفئة، بسبب عدم حصولها على التمويل الخارجي من بعض الدول، مما فاقم معاناة المصابين"، موضحًا أن المصابين بفقد السمع بحاجة إلى سماعات بشكل عاجل، وعدم تركيبها يؤثر سلباً عليهم ويحرمهم من حقوقهم في الاندماج بالمجتمع، إضافة إلى تراجع مستواهم الاجتماعي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی قطاع غزة فی السمع إلى أن
إقرأ أيضاً:
رهف سامي جميل عبدالله تحرز لقب بطلة تحدي القراءة العربي في اليمن
فازت الطالبة رهف سامي جميل عبدالله بلقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية اليمنية، بعد تصفيات شهدت منافسة كبيرة بين الطلاب والطالبات المشاركين للظفر بالمركز الأول وتمثيل اليمن في المرحلة النهائية التي تجري في دبي لتتويج بطل تحدي القراءة العربي 2025.
شارك في التصفيات 996 مدرسة تحت إشراف 100 مشرف ومشرفة في تصفيات الدورة التاسعة.
وجاء الإعلان عن فوز الطالبة رهف سامي جميل عبدالله من الصف السابع في مدرسة دار القرآن الكريم الأهلية التابعة لمحافظة تعز، خلال الحفل الختامي للدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي الذي جرى في مدينة عدن بحضور معالي طارق سالم العكبري وزير التربية والتعليم في الجمهورية اليمنية، ومشاركة عدد من القيادات التربوية والكوادر التعليمية وأولياء أمور الطلاب والطالبات المشاركين في التصفيات على مستوى الجمهورية اليمنية.
وفي فئة أصحاب الهمم، توج تحدي القراءة العربي الطالبة أنهار عبدالكريم عبدالرحمن من الصف الحادي عشر في مدرسة أروى للبنات التابعة لمنطقة تعز التعليمية بلقب هذه الفئة.
وتأهل إلى التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية اليمنية عشر طلاب وطالبات، وضمت القائمة إضافة إلى الطالبة رهف سامي جميل عبدالله صاحبة المركز الأول، كلاً من: آيات عمر محمد سلام من الصف الحادي عشر في مدرسة النورس كابوتا التابعة لمنطقة عدن التعليمية، وعبدالقادر حسين حسن العيدروس من الصف الحادي عشر في مدرسة ثانوية سيئون النموذجية (حضرموت الوادي)، ومريم علي عبدالرب ردمان من الصف العاشر في مدرسة الشهيد زيد الموشكي (تعز)، ورزان رامز عبدالملك من الصف الثامن في مدرسة دار القرآن الكريم الأهلية (تعز)، وعبدالكريم عبدالله عوض مسلم من الصف الثاني عشر في مدرسة النجاح الأهلية (حضرموت الوادي)، وهناء عفان علي بن علي أحمد الظاهري من الصف الخامس في مدرسة النورس كابوتا (عدن)، وفرح سامي صالح الأشولي من الصف العاشر في مدرسة ثانوية باحسن للبنات (حضرموت الساحل)، ومنى محمد سعيد باشماخ من الصف الحادي عشر في مدرسة ثانوية المكلا النموذجية (حضرموت الساحل)، وندى عارف محمد الدبعي من الصف الحادي عشر في مدرسة التفوق (الجوف).
وحققت الدورة التاسعة من مبادرة تحدي القراءة العربي، التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، مشاركة قياسية وصلت إلى 32 مليوناً و231 ألف طالب وطالبة من 50 دولة يمثلون 132112 مدرسة، وبإشراف 161004 مشرفين ومشرفات.
وتوجه معالي طارق سالم العكبري بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، لحرصه الدائم على إطلاق مبادرات معرفية وثقافية ملهمة، حيث تجسد مبادرة تحدي القراءة العربي سعي دولة الإمارات ومؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، لتوفير بيئة نموذجية للتنافس المعرفي بين الطلبة العرب، وتوفير كافة الإمكانات من أجل الكشف عن مواهب عربية واعدة، وإعداد جيل جديد وفق منهجية عمل واضحة، قادر على مواكبة المستجدات في مختلف نواحي المعارف والعلوم، بما يسهم في تحقيق تطلعات المجتمعات العربية في التنمية والازدهار".
وأضاف معاليه: "كشفت تصفيات الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي عن قدرات كبيرة لطلابنا وطالباتنا من حيث عدد الكتب المقروءة وسرعة الاستيعاب والتمكن باللغة العربية، والمثابرة والتعاون مع إدارات المدارس والمشرفين والمشرفات، ونتطلع إلى رفع معدلات المشاركة في الدورات المقبلة وفق آليات عمل محددة وبتنسيق كامل مع مؤسسة (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية)".
وقدم معالي طارق سالم العكبري التهنئة إلى الطالبة رهف سامي جميل عبدالله، بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى الجمهورية اليمنية، وإلى جميع المشاركين في المنافسات، كما هنأ المشرفين والمشرفات، وأولياء أمور الطلبة الذين قدموا الدعم والتشجيع لأبنائهم طوال تصفيات الدورة التاسعة.
من جانبه، أكد الدكتور فوزان الخالدي مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" أن تحدي القراءة العربي سجل عبر دورته التاسعة صفحة جديدة في مسيرة النجاح التي بدأها منذ انطلاق دورته الأولى في العام 2015، وذلك من خلال التعاون الوثيق بين المؤسسة والوزارات المعنية بالتربية والتعليم في الوطن العربي.
وقال إن طلاب وطالبات الجمهورية اليمنية الشقيقة المشاركين في تصفيات الدورة التاسعة، أظهروا وعياً عميقاً بأهمية القراءة والاجتهاد واكتساب المعارف والتمكن باللغة العربية، ما ميز مشاركتهم طوال تصفيات الدورة التاسعة، حيث خاضوا المنافسات بجدية بالغة والتزام كبير بمتطلبات تحدي القراءة العربي، وحرصوا على التفاعل مع توجيهات وإرشادات المشرفين والمشرفات، الذين سخّروا طاقتهم ووقتهم من أجل مساعدة المشاركين على استكمال مراحل التصفيات.
وهنأ الدكتور فوزان الخالدي بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى الجمهورية اليمنية، وأوائل المتنافسين وجميع المشاركين في تصفيات التحدي وذويهم، كما قدم الشكر إلى وزارة التربية والتعليم اليمنية التي قدمت كل ما يلزم لإجراء التصفيات.
ويهدف تحدي القراءة العربي، الذي أطلق في العام الدراسي 2015 – 2016 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، إلى إنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل، وترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية بوصفها لغة قادرة على مواكبة كل أشكال الآداب والعلوم والمعارف، وتشجيع الأجيال الصاعدة على استخدامها في تعاملاتهم اليومية، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي.
ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.