بين النور والظلام: قراءةٌ في التأييد الإلهي لأنصار الله
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
د. شعفل علي عمير
عند التعمق في الصراع المحتدم بين أنصار الله وقوى الطغيان الأمريكي والصهيوني، يتضح لنا وجودُ تباين جوهري في مصادر القوة والمشروعية لكل طرف.
قدرة أنصار الله -على الصمود وتحقيق النجاحات في مواجهة هذه القوى العاتية- تعود بشكل رئيسي إلى تجذُّرِهم في دعامة روحية عميقة، وهو ما يميزهم عن خصومهم الذين يفتقرون إلى هذا النوع من الدعم الروحي والمعنوي.
لا يمكن فصل قوة أنصار الله عن مسألة التأييد الإلهي؛ إذ يشكل هذا التأييد أحد العوامل المعنوية الحاسمة التي تمنحهم القدرة على مواجهة أقوى قوى الطغيان بثقة وثبات. إن الإيمان الراسخ بأن العدالة الإلهية ستنصف المستضعفين وتعاقب الظالمين يمنح أنصار الله إلهامًا دائمًا، بالإضافة إلى قدرة على التحمل في أوقات الشدة والمحن. في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى المجازر والحصار الفظيع المفروض على غزة، تبرز قوى أنصار الله في اليمن كمثال حي للصلابة والثبات، حَيثُ يواصلون مقاومتهم ضد الطغيان والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل يومي.
إن هذه المعركة ليست مُجَـرّد صراع عسكري بحت؛ بل تمثِّلُ صراعًا عميقًا بين قوى الحق والعدالة، التي تجسدها أنصار الله، مقابل قوى الظلم والطغيان، التي تتجسد في الولايات المتحدة و(إسرائيل). لقد تجاوز هذا الصراع الحدود الجغرافية والسياسية ليصبح رمزًا لمعركة كبرى بين الخير والشر، بين قوى تحظى بتأييد إلهي وقوى أُخرى تستند إلى دعم شيطاني.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا تمكّن اليمنيون، على الرغم من محدودية إمْكَانياتهم المادية، من هزيمة تلك القوى العالمية الضخمة؟ وما السر وراء قدرتهم على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلًا بالنسبة للكثيرين؟ الإجَابَة تكمن في الإيمان القوي. الإيمان بقضية عادلة، الإيمان بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، والإيمان بأن القوة الروحية والمعنوية تتفوق على أية قوة مادية مهما كانت. هذا الإيمان ليس مُجَـرّد شعور ديني بل هو استراتيجية وجودية تعزز روح البقاء والمقاومة في نفوس المؤمنين.
من جهة أُخرى، تصر الولايات المتحدة و(إسرائيل) على استخدام كُـلّ إمْكَانياتها العسكرية والسياسية والاقتصادية لتنفيذ سياساتها القمعية والإبادية تجاه الشعوب المضطهدة. إن الدعم الذي تتلقاه هذه القوى من التأييد الشيطاني لا يمنحها الحق في السيطرة، بل يُعمق من عزلتها الأخلاقية ويفضح نفاقها أمام المجتمع الدولي.
إن هذه المواجهة ليست مُجَـرّد حرب تقليدية بين طرفين؛ بل هي صراع جوهري بين مواقف ومبادئ وقيم متعارضة.
بينما تقف قوى الطغيان على أعتاب الانهيار المعنوي نتيجة أفعالها المحكومة بالفشل، يواصل أنصار الله السير في الطريق المضاء بنور الهدى الإلهي، حاملين رسالة سلام وعدالة لكافة الشعوب. إنهم يُظهرون للعالم بأسره أن الإيمان يمكن أن يتفوق على أي سلاح، وأن الحق يمكن أن يحقّق النصر على الباطل مهما كانت التحديات. وفي خضم هذا النضال الملحمي، يبقى الأمل مشعلًا، مضيئًا دروب المقاومة ومؤكّـدًا على أن النور سيشرق في النهاية، حتى في أحلك الظروف وأكثرها ظلامًا.
إن قراءة هذا الصراع من منظور التأييد الإلهي تعكس عمق الفهم لطبيعة المعركة، وتسلط الضوء على أهميّة الإيمان في مواجهة الظلم والاضطهاد. تذكّرنا هذه الديناميكية بأن كُـلّ نضال؛ مِن أجلِ الحق يستحق الاحترام والدعم، وأن الأمل في النصر يتجدد مع كُـلّ لحظة صمود، مما يعكس الروح الإنسانية العميقة الساعية للعدالة والسلام.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أنصار الله
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على مطار صنعاء.. نتنياهو: من لا يفهم بالقوة سيفهم بمزيد من القوة
أعلن الجيش الإسرائيلي،اليوم الأربعاء 25 مايو 2025، تنفيذ هجوم جوي استهدف مطار صنعاء ومواقع لطائرات تابعة لجماعة “أنصار الله- الحوثيين“ في اليمن، في تصعيد جديد للصراع الذي يمتد بين الطرفين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان رسمي إن “سلاح الجو استهدف مواقع لجماعة الحوثي في مطار صنعاء ودمر آخر طائرة هناك”، متوعدًا بتكرار استهداف المطار مرارًا وتكرارًا، في إطار سياسة إسرائيلية جديدة للتصدي لأي تهديدات قادمة من اليمن.
وأضاف كاتس أن “الغارات على اليمن رسالة واضحة بأن من يطلق النار على إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً”، مؤكدًا أن “المطارات والموانئ اليمنية ستتعرض لضربات شديدة”، واصفًا جماعة الحوثي بأنها “تحت الحصار البحري والجوي”.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ هجومًا جديدًا على مطار صنعاء الخاضع لسيطرة ما وصفه بـ”نظام الإرهاب الحوثي في اليمن”.
وأشار نتنياهو في تصريحاته إلى أن إسرائيل تتبع مبدأ واضحًا: “من يعتدي عليها سترد عليه، ومن لا يفهم ذلك بالقوة سيفهمه بمزيد من القوة”.
ووصف جماعة “أنصار الله” بأنها “وكيل لإيران والقوة الرئيسية التي تقف خلفها، والمسؤولة عن العدوان الذي ينطلق من اليمن”، مؤكدًا على التزام إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد أي تهديد.
وجاء هذا الإعلان بعد أن كشف الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقال في بيانه إن “منظومات الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تمكنت من اعتراض الصاروخ بعد انطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق”.
في المقابل، أكد العميد يحيى سريع، المتحدث باسم جماعة “أنصار الله”، أن خسائر الغارات الإسرائيلية والأمريكية على موانئ الحديدة تقترب من 1.4 مليار دولار، ما يعكس حجم التصعيد العسكري والاقتصادي في اليمن.
من جهة أخرى، تستمر جماعة “أنصار الله” في شن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة ضد إسرائيل، حيث أعلنت، الأحد الماضي، استهداف مطار “بن غوريون” في تل أبيب بصاروخ فرط صوتي، في إطار الرد على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
يُذكر أن جماعة “أنصار الله” تشن هجمات منذ نوفمبر 2023 على إسرائيل والسفن المرتبطة بها والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، رداً على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وبالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين “أنصار الله” والولايات المتحدة، إلا أن الجماعة أكدت أن الاتفاق لا يشمل عملياتها ضد إسرائيل، ما يعكس استمرار التوترات في المنطقة.
سياسيًا وعسكريًا، تسيطر جماعة “أنصار الله” على معظم محافظات وسط وشمال اليمن منذ سبتمبر 2014، بما في ذلك العاصمة صنعاء، فيما يقود تحالف عربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية لاستعادة تلك المناطق منذ مارس 2015.
????أفادت مصادر يمنية، بتدمير آخر طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية في هجمات إسرائيلية على مطار صنعاء اليوم.
ركزوا..طائرة مدنية
لا الحوثي يضرب إسرائيل ولا إسرائيل تضرب الحوثي.
الحوثي يرسل مفرقعات،وإسرائيل تدمر مقدرات الشعوب. pic.twitter.com/YOaTVSY3U2
#شاهد: لحظة قصف آخر طائرة في مطار صنعاء الدولي. #تعز_تايم #اليمن #yemen
تم النشر بواسطة تعز تايم – Taiz Time في الأربعاء، ٢٨ مايو ٢٠٢٥