المسلة:
2025-10-12@23:28:15 GMT

من حلبجة إلى تلعفر: خطوة للأمام أم عودة إلى الوراء؟

تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT

من حلبجة إلى تلعفر: خطوة للأمام أم عودة إلى الوراء؟

15 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: في جلسة برلمانية شهدت توتراً ملحوظاً، أقر مجلس النواب العراقي، يوم الإثنين 14 أبريل 2025، إدراج مقترح قانون استحداث محافظة تلعفر على جدول أعماله، في خطوة أعادت إلى الواجهة نقاشات محتدمة حول تقسيم المحافظات والتوازنات السياسية في العراق.

القرار، الذي جاء بعد سنوات من المطالبات بتحويل قضاء تلعفر إلى محافظة على غرار حلبجة، أثار موجة من الجدل شملت أبعاداً سياسية، مالية، انتخابية، قانونية، وإدارية، وسط تلويحات من بعض الكتل بطعن الجلسة أمام المحكمة الاتحادية.

وبدأت الجلسة بأجواء مشحونة، حيث دافع نواب يمثلون مناطق تلعفر عن المقترح، مشيرين إلى أن تحويل القضاء إلى محافظة سيسهم في تحسين الخدمات وتعزيز التنمية في منطقة عانت طويلاً من الإهمال.

النائب مختار الموسوي، الذي كان له دور بارز في دفع المقترح، أكد أن “تلعفر تستحق أن تكون محافظة كاملة الأوصاف، لما لها من أهمية ديموغرافية وتاريخية”. لكن هذه الرؤية لم تلق قبولاً موحداً، إذ عارضت كتل سياسية، خاصة من محافظة نينوى، المقترح، معتبرة أن تقسيم المحافظة سيؤدي إلى إضعاف هيكليتها الإدارية وتفتيت وحدتها الاجتماعية.
ومن الناحية السياسية، يُنظر إلى استحداث محافظة تلعفر كجزء من معادلة معقدة تتعلق بالتوازنات بين المكونات العراقية. فبينما يرى البعض أن القرار يعزز تمثيل التركمان والشيعة في المنطقة، يخشى آخرون أن يكون مقدمة لمزيد من التقسيمات على أسس طائفية أو قومية.

وفي هذا السياق، أشار مصدر برلماني إلى أن “الاتفاق غير المعلن بين بعض الكتل شمل استحداث تلعفر مقابل حلبجة، لكن هذا التوازن لم يُرضِ الجميع”.

مالياً، أثارت فكرة استحداث محافظة جديدة قلقاً حول قدرة الدولة على تمويل هيكلية إدارية موسعة في ظل التحديات الاقتصادية. فوفقاً لتقديرات سابقة، تتطلب إنشاء محافظة جديدة تخصيص ميزانية لإقامة دوائر حكومية، وتأمين رواتب موظفين، وبناء بنية تحتية.

معارضو المقترح، ومنهم نواب من نينوى، حذروا من أن هذا سيؤدي إلى تشتيت الموارد المخصصة أصلاً للمحافظة الأم، التي ما زالت تعاني تداعيات الحرب على داعش.

في المقابل، يرى مؤيدون أن تلعفر، بما لها من موارد طبيعية وموقع استراتيجي، قادرة على تحقيق اكتفاء ذاتي إذا أُحسن استثمارها.

من الناحية الانتخابية، أثار المقترح جدلاً حول إعادة رسم الدوائر الانتخابية وتوزيع المقاعد البرلمانية. ففي حال أصبحت تلعفر محافظة، ستتطلب تمثيلاً مستقلًا في البرلمان، مما قد يؤثر على الحصص الحالية لنينوى وباقي المحافظات.

هذا التحول أثار مخاوف من إعادة فتح ملف قانون الانتخابات، الذي يُعتبر نقطة خلاف دائمة بين الكتل السياسية.

وقانونياً، أشار معارضون إلى أن إجراءات استحداث المحافظة لم تستوفِ الشروط الدستورية بالكامل، مشيرين إلى ضرورة  جراء استفتاء محلي.

إدارياً، يواجه المقترح عقبات تتعلق بإعادة هيكلة الدوائر الحكومية وتوزيع الصلاحيات بين تلعفر ونينوى. ففي الوقت الذي يطالب فيه مؤيدو المحافظة الجديدة بالاستقلالية الإدارية، يحذر آخرون من أن ذلك سيؤدي إلى تضارب في الاختصاصات وتأخير في تقديم الخدمات.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

المنوفي الذي هزم أمريكا وإسرائيل

لم يكن أنور السادات مجرد رئيس جلس على مقعد الحكم بعد ناصر،  بل كان عبقرية سياسية نادرة أدركت أن معارك الأوطان لا تُدار بالشعارات  بل بحسابات العقل واتخاذ القرار في التوقيت الصحيح، خاصة بعد هزيمة ومعنويات في الأرض، قرأ السادات خريطة المنطقة بعيون تختلف عن الجميع وحسم قراره، فجاء قرار الحرب في السادس من أكتوبر ليغير الموازين ويعيد لمصر مكانتها بذكاء نادر وانتصار دبلوماسي غيّر وجه الشرق الأوسط لعقود.

تحرك السادات برؤية لم يفهمها كثيرون، فهو لم يرد حربا تُنهك مصر، بل حربا تُعيد إليها إرادتها، أعاد بناء الجيش في صمت، وحوّل الهزيمة إلى درس واليأس إلى طاقة، وفي الوقت الذي انشغل فيه خصومه بالخطابات كان هو يرسم خطوط المعركة في ذهنه، ويضع توقيتها بدقة رجل يعرف أن النصر لا يأتي صدفة، بل يُصنع بتوقيت محسوب.

في السادس من أكتوبر 1973 نطق القرار التاريخي ودوّت صيحة الله أكبر على ضفة القناة لتبدأ ملحمة العبور التي أدهشت العالم، لم يكن النصر مفاجأة للسادات بل ثمرة تخطيط دقيق بين العقل والسياسة والسلاح، أدرك أن النصر العسكري لا يكتمل إلا بانتصار سياسي، فانتقل من خنادق القتال إلى ساحات التفاوض، واضعًا نصب عينيه استعادة الأرض وتحقيق السلام بشروط المنتصر لا المهزوم.

لم يكن السلام عند السادات ضعفا بل امتدادا لشجاعة الحرب، واجه الجميع بقرار الذهاب إلى القدس وهو يعلم أنه يغامر بكل شيء في سبيل أن يحمي كل شيء، أراد أن يخرج بمصر من دائرة الدم إلى دائرة التنمية وأن يحول النصر إلى طاقة بناء لا استنزاف. عبقرية السادات لم تكن في قراراته فقط بل في توقيته، في قدرته على قراءة المستقبل، وفي شجاعته على مخالفة المألوف.

رحل السادات لكن بقي اسمه محفورا في ذاكرة الأمة كقائد آمن بأن الحرب وسيلة للسلام، لا غاية في ذاتها، وبأن مصر تستحق أن تكون في مقدمة الأمم لا في ذيلها، ذلك هو السادات بطل الحرب والسلام وابن المنوفية الهمام.

مقالات مشابهة

  • أمين بغداد يعلن استحداث مركز بلدي جديد ضمن قاطع بلدية الشعلة
  • استحداث معايير جديدة لتعيين أبناء المتقاعدين والمصابين العسكريين في القطاع العام
  • نائب:تلعفر ستصبح محافظة في الدورة البرلمانية المقبلة
  • وزارة الدفاع العراقية تعلن وضع حجر أساس مطار تلعفر العسكري في محافظة نينوى
  • الدفاع العراقية تضع حجر الأساس لمطار تلعفر العسكري
  • بودن: لن نتراجع عن مواجهة كل فكر متطرف يهدف إلى العودة بالجزائر للوراء 
  • حزب الدعوة يرفض عودة رموز الارهاب والقتل
  • المنوفي الذي هزم أمريكا وإسرائيل
  • حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف النار في غزة
  • رسميا.. الحكومة الإسرائيلية تصدق على اتفاق وقف الحرب في غزة