التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
ربطت مئات الدراسات الطبية التي شارك فيها عشرات الآلاف من المتطوعين بين السرطان وبين الاكتئاب وتدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعوامل الأخرى المسببة للتوترات العصبية.
تقول الباحثة جوليان بوار أستاذ طب النفس بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس الأميركية إن الباحثين عكفوا على دراسة هذه الصلة من زوايا مختلفة من خلال إجراء تجارب على الخلايا والحيوان، وقد أفضت هذه الدراسات إلى اكتشاف آليات مهمة لطريقة تأثير التوتر على الأورام السرطانية.
وأضافت في مقال بحثي نشرته دورية علمية متخصصة في طب النفس أن "العوامل النفسية يمكن أن تؤثر على الجوانب البيولوجية للورم السرطاني، وأن منع الإشارات الكيميائية التي يسببها التوتر داخل الجسم يمكن أن تحسن من فرص العلاج من هذا المرض".
التوتر يحفز نمو الخلايا السرطانية
وتؤكد الطبيبة إليزابيث راباسكي من مركز روزيل بارك لعلاج السرطان في نيويورك في تصريحات لموقع متخصص في الأبحاث العلمية: "لا أحد يدرك مدى جسامة التأثير السلبي لحالة التوتر العادية، إذا كانت مزمنة، على نمو الخلايا السرطانية".
وقد توصلت الباحثة إريكا سلون المتخصصة في مجال السرطان بجامعة موناش بأستراليا أن فئران التجارب المصابة بحالات توتر مزمنة تتزايد لديها الوصلات بين أورام الثدي والنظام الليمفاوي داخل الجسم، مما يزيد من فرص انتشار السرطان.
واتضح خلال الدراسة أن العلاج بأدوية "حاصرات مستقبلات بيتا" Beta Blockers، وهي من الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وتثبط هرمونات التوتر داخل الجسم مثل "نوربينفرين"، توقف نشاط جزيئات رئيسية في النظام العصبي السيمبثاوي وتمنع انتشار السرطان لدى فئران التجارب.
التأثير على الجهاز المناعي
وتوصلت فرق بحثية أخرى إلى أن التوتر يؤدي إلى تغيرات على مستوى الجزيئات داخل الجهاز المناعي للجسم، مما يعزز نمو الخلايا السرطانية.
وأوضحت أن التوتر يؤدي إلى زيادة الالتهابات، وهي رد فعل مناعي ينجم عن الإصابات أو العدوى، وأن الالتهابات بدورها تعزز نمو الأورام السرطانية.
ويؤكد الباحثون أن التوتر يعرقل نشاط الخلايا المناعية التي تلعب دورا رئيسيا في مقاومة السرطان.
وفي مطلع القرن الحالي، توصلت سوزان لتوجندورف أستاذ العلوم السلوكية بجامعة أيوا الأميركية أن التوتر والاكتئاب يثبطان قدرة الخلايا المناعية على مقاومة السرطان لدى مريضات سرطان المبيض، وتوصل الباحثون أيضا إلى أن غياب الدعم النفسي والاجتماعي للمريضات بهذا النوع من السرطان يؤدي إلى تزايد نمو الاوعية الدموية التي تغذي الأورام السرطانية.
"حاصرات مستقبلات بيتا"
وتوصلت الطبيبة إليزابيث راباسكي أن حاصرات مستقبلات بيتا تساعد في زيادة فعالية وسائل العلاج المناعي للسرطان، وخلال بعض التجارب السريرية، وجد الباحثون أن خلايا سرطان الثدي التي تم استئصالها من مرضى يتلقون العلاج بحاصرات مستقبلات بيتا تحتوي على كمية أقل من المؤشرات الحيوية التي تدل على حدوث انبثاث أي هجرة الخلايا السرطانية داخل الجسم، وزيادة في عدد الخلايا المناعية التي تقاوم السرطان.
ورغم أن الدراسات على حاصرات مستقبلات بيتا تعتبر واعدة، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية يمكنها علاج جميع أنواع السرطان، حيث أن بعض المرضى ظهرت لديهم استجابة سلبية حيال هذه العلاجات لاسيما مرضى الربو وبعض مرضى القلب.
وتقول باتريشيا مورينو خبيرة طب النفس في جامعة ميامي الأميركية: "لا يمكننا أن نقول بشكل قاطع أن التوتر يؤدي للإصابة بالسرطان"، ولكن بالنسبة للمصابين بالفعل بهذا المرض الخبيث، فإن كثير من الباحثين يؤكدون وجود أدلة علمية قوية تنصح بضرورة خضوعهم لجلسات علاج من التوتر ضمن برامجهم العلاجية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات التوتر الأورام السرطانية السرطان التوتر نمو الخلايا السرطانية هرمونات التوتر مقاومة السرطان الدعم النفسي العلاج المناعي للسرطان أنواع السرطان مرض السرطان التوتر الأورام السرطانية دراسات التوتر الأورام السرطانية السرطان التوتر نمو الخلايا السرطانية هرمونات التوتر مقاومة السرطان الدعم النفسي العلاج المناعي للسرطان أنواع السرطان صحة الخلایا السرطانیة داخل الجسم أن التوتر
إقرأ أيضاً:
وزراء الخارجية العرب يحذرون من التصعيد الإسرائيلي.. طالبوا بحل سياسي مع إيران
عقد وزراء الخارجية العرب، الجمعة، اجتماعًا طارئًا في مدينة إسطنبول بدعوة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، في ظل مخاوف متزايدة من انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع.
الاجتماع، الذي ترأسه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلُص إلى إدانة جماعية للعدوان الإسرائيلي على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتباره خرقًا خطيرًا لميثاق الأمم المتحدة وتهديدًا للأمن والسلم في الشرق الأوسط.
وأكد البيان الختامي للاجتماع ضرورة خفض التصعيد ووقف الأعمال العدائية، مشددًا على أهمية العودة إلى المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، ودفع المساعي الدبلوماسية لحل الخلافات بالطرق السلمية.
وفي تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع، قال الصفدي إن "إسرائيل تدفع المنطقة نحو مزيد من الصراع والتوتر، بينما نعمل عربياً من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي يضمن الأمن للجميع".
وأضاف: "هنالك موقف عربي واضح: يجب وقف العدوان فورًا، والعودة إلى طاولة التفاوض للتوصل إلى حل سياسي للأزمة"، مشيرًا إلى أن المنطقة لا تحتمل مزيدًا من التصعيد في ظل الظروف الراهنة.
كما جدد وزراء الخارجية العرب تأكيدهم على أن تحقيق السلام الإقليمي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، داعين إلى تسوية عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة.
ويُعقد الاجتماع الطارئ على هامش أعمال الدورة العادية لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي تنطلق السبت في إسطنبول وتستمر يومين، برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.