مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
ما يقوم به عبدالرحيم دقلو من إظهار للاهتمام بالنازحين في زمزم وإن كان القصد منه المتاجرة السياسية إلا أنه يظل فعل إيجابي. إظهار المليشيا الاهتمام بأمر المواطن هو فعل إيجابي ويجب التعاطي مع بإيجابية.
الحرب بين الدولة والدعم السريع مستمرة ولا هوادة فيها. ولكن من الضروري إيجاد أرضية مشتركة فيما يتعلق بحماية المواطن.
وجود قواعد للحرب يراعيها الجميع ويحترمها هو خطوة أولى نحو السلام. ومن المفيد بل من الضروري جر الجنجويد والقوات المتحالفة معهم إلى الإلتزام بحماية المدنيين وعدم استهدافهم وحصر الحرب لتكون مع القوات المقاتلة.
إذا التزم الجنجويد بقواعد الحرب على الأقل فيما يتعلق بالمدنيين سيكون هذا مكسب سياسي لأنه سيحسن من صورتهم، هذا مكسب سياسي للعدو ولا شك، ولكنه من ناحية أخرى مكسب لحياة المواطن، وفي نفس الوقت يرفع عبء إنساني كبير عن الدولة، لأن استهداف المواطنين من الجنجويد تتحمله الدولة بشكل أو بآخر كعجز عن الحماية أو كتقاعس وتكلفته الأخلاقية والسياسية أعلى من مكسب إدانة المليشيا المشوهة أصلا.
صحيح مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم، ولكن يجب على الحكومة أن تسعى لذلك من أجل المواطن أولا، ومن أجل أن تريح نفسها من التداعيات السياسية والاجتماعية لما يقوم به الجنجويد، ففي النهاية إجرام الجنجويد له آثار تتجاوز الجنجويد إلى الدولة والمجتمع وإلى المستقبل. الحكومة يجب أن تفكر في هذا أكثر من استثمار الجرائم التي يرتكبها الجنجويد للحشد السياسي والعسكري. لقد تجاوزنا هذه المرحلة. والدولة يجب أن تقدم خطابا للشعب أفضل من خطاب المظلومية والتباكي على ما تقوم به المليشيا من جرائم. يجب أن تقدم مشروعا سياسيا متكاملا ومقعنا.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
التأهل إلى كأس العالم حلم شخصي .. لم تكن مجرد كلمات عابرة
صراحة نيوز -عدي أبو مرخية
لم يقتصر الأمر على كونه حدثًا رياضيًا يدور في عالم المستديرة، بل كانت الارتباطات أعمق وأجمل بكثير. منذ لحظة إطلاق الفيلم الوثائقي الذي تناول سيرة سمو ولي العهد، وتحديدًا عند حديثه بأن تأهل المنتخب الأردني إلى كأس العالم هو “حُلم شخصي”، ازداد في داخلي اليقين بأن هذا التصريح لن يمرّ مرور الكرام، بل سيُترجم إلى التزام حقيقي، وربما ضغط إضافي على كاهل اللاعبين والأجهزة الفنية، وكل من يقف خلف مسيرة المنتخب.
لكن الصورة تغيّرت حين رصدت العدسات الإعلامية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وسط الجماهير في مسقط، بلا منصات ولا ألقاب ولا بروتوكولات. أدركت حينها أن ولي العهد لا يقف فوق الحدث، بل يعيش تفاصيله كما نعيشها نحن؛ يفرح لفرحنا، ويحزن لحزننا. وتجلّت تلك الحقيقة في ردود فعله العفوية بعد تسجيل الأهداف، وفي مشاهد احتفاله الصادق مع اللاعبين، ومشاركته لهم متابعة مباراة العراق، وكأنهم عائلة واحدة تنتظر مصيرها في الدقائق الأخيرة.
انتظر كما انتظرنا، قفز كما قفزنا، واحتفل كما احتفلنا. من الطائرة إلى تقطيع الكيكة، من المطار إلى ساحة الوطن، لم يكن أميرًا فقط، بل أخًا كبيرًا يشارك أبناء وطنه الفرح كما لو أنه يُكمل قطعة من الحلم الذي لطالما سكن القلوب.
حين قال “حلم شخصي”، لم تكن كلمات مجاملة، ولم تكن جملة عابرةكان يعنيها تمامًا.
سمو ولي العهد سطّر معنا، وبنا، معاني الفرح والانتماء.