يمانيون../
أكملت الحرب الأمريكية على اليمن شهرها الأول دون تحقيق أي تقدم واضح في أهدافها، مما يثير تساؤلات حول اتساع نطاق الصراع وازدياد تداعياته، بما في ذلك إمكانية تورط السعودية والإمارات في موجة جديدة من التصعيد العسكري. صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية تناولت هذا الموضوع بشكل موسع، محذرة من أن هناك موانع قد تحول دون أن يُسحب هؤلاء اللاعبون الإقليميون إلى دائرة الاستهداف المباشر من قبل اليمن، على الرغم من أن الوضع لا يزال غير مستقر.

الصحيفة أوضحت أن الحرب الأمريكية على اليمن مرتبطة بشكل وثيق بالحرب في قطاع غزة، رغم محاولات إدارة بايدن الفصل بينهما. ففي عام 2024، حاولت واشنطن التفرقة بين الملفين، لكن الواقع أكد أن الحروب لا تنفصل عن بعضها البعض. بعد الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحركة حماس في يناير 2025، توقفت العمليات العسكرية اليمنية، ولكن نكث حكومة نتنياهو بالاتفاق أعاد الأمور إلى المربع الأول.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت وراء تعطيل التفاهمات الإنسانية والاقتصادية بين الرياض وصنعاء، خاصة بعد رفض الحكومة اليمنية تعليق دعمها العسكري لغزة. هذا الموقف، كما تقول الصحيفة، أوقع اليمن بين خيارين: إما الاستمرار في دعم غزة، وهو ما يعني تحمل المزيد من المعاناة الاقتصادية، أو الدخول في حرب شاملة مع السعودية والإمارات إلى جانب المواجهة ضد “إسرائيل”.

وكانت الرياض وأبوظبي قد استغلتا الموقف اليمني لتجنب الالتزامات التي تعهدتا بها في اتفاقية التهدئة عام 2022، خاصة بعد انخراط اليمن في معركة دعم غزة. هذا الموقف وضع السعودية والإمارات في حرج شديد، خصوصًا في ظل تطبيع أبوظبي مع “إسرائيل” واقتراب الرياض من ذلك، في وقت كان فيه اليمن يعبر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية، رغم الحرب والحصار المدمِّرين.

وفي السياق نفسه، أشارت الصحيفة إلى محاولة السعودية في يوليو 2024 الضغط على الحكومة اليمنية لنقل البنوك اليمنية من صنعاء إلى عدن. هذه الخطوة لقيت رد فعل قويًا من الحوثيين، الذين اعتبروا أنها خطوة لخدمة “إسرائيل” وطاعة للأوامر الأمريكية. تصاعد التهديدات إلى مستوى غير مسبوق، حيث أعلن الحوثي أن الشعب اليمني لن يسمح للسعودية بتدمير اليمن بشكل كامل.

اليمنيون، في رد فعلهم العنيف، خرجوا بمسيرات حاشدة ضد التصعيد السعودي، وأعطوا تفويضًا للحوثي باتخاذ خطوات رادعة ضد الرياض. الصحيفة أوضحت أن المزاج الشعبي اليمني يزداد شراسة تجاه السعودية والإمارات، وأن جزءًا كبيرًا من اليمنيين يعتبر هذه الدول السبب الرئيس في تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمن، والتي تم تصنيفها قبل حرب غزة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

المقال يطرح أسئلة هامة حول استمرار التصعيد في الحرب وتوسعها، وما إذا كانت السعودية والإمارات ستتجنب المزيد من الاستهداف اليمني في المستقبل، خاصة في ظل غياب الحلول السياسية والوضع المتأزم على الأرض.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السعودیة والإمارات

إقرأ أيضاً:

الذهب يرتفع لأعلى مستوى بتاريخه في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية

قالت وكالة رويترز إن أسعار الذهب ارتفعت لتسجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا، حيث لامست الأسعار أعلى مستوياتها على الإطلاق الاثنين‭ ‬متجاوزة مستوى 3900 دولار للأوقية لأول مرة، مع إقبال المستثمرين على شراء المعدن النفيس الذي يعد ملاذا آمنا في ظل إغلاق الحكومة الأمريكية وحالة عدم اليقين الاقتصادي واحتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).

Gold prices rose to hit a new record high, supported by safe-haven demand as the US government shut down most operations, while growing expectations of a Federal Reserve rate cut this month added to the metal's appeal https://t.co/S1ozAGtQXt pic.twitter.com/8nupjrD9Ny — Reuters (@Reuters) October 1, 2025
وذكر مسؤول رفيع في البيت الأبيض، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستبدأ بتسريح جماعي للموظفين الاتحاديين إذا رأى الرئيس أن المفاوضات مع الديمقراطيين في الكونجرس لإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة "لن تسفر عن أي نتيجة.

وقال لقمان أوتونوجا كبير محللي الأبحاث لدى إف.إكس.تي.إم "لا تزال الشهية للذهب كبيرة بشدة بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر"، وارتفع الذهب 50 بالمئة تقريبا هذا العام، مدعوما بالشراء القوي للبنوك المركزية، وزيادة الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، وضعف الدولار، والاهتمام المتزايد من المستثمرين الأفراد الذين يسعون إلى التحوط وسط تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية.

ووفقا لأداة فيد ووتش يقدر المستثمرون الآن خفض سعر الفائدة المقبل عند 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الاتحادي هذا الشهر، مع توقع خفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس في كانون الأول/ديسمبر.


بدوره قال بنك يو.بي.إس في مذكرة "نرى أسبابا تتعلق بالعوامل الأساسية وأخرى قائمة على الزخم لارتفاع الذهب أكثر، ونتوقع الآن أن يصل سعر الذهب إلى 4200 دولار للأوقية بحلول نهاية هذا العام"، وبالنسبة للمعادن النفيسة الآخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 1.5 بالمئة عند 48.68 دولار للأوقية مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من 14 عاما وزاد البلاتين 0.5 بالمئة إلى 1613.75 دولار. وصعد البلاديوم 0.7 بالمئة إلى 1269.06 دولار.

كما تتوقع شركة جولدمان ساكس للأبحاث أن يرتفع سعر الذهب بنسبة 6 بالمئة حتى منتصف عام 2026، اعتبارًا من 24 أيلول/سبتمبر، مدعومًا بطلب جديد من مجموعات رئيسية من المشترين الذين ساهموا في سلسلة من  الارتفاعات القياسية  للمعدن الأصفر.

مقالات مشابهة

  • الحوثي: اليمن يمتلك قوة صاروخية دقيقة لضرب أي دولة تعتدي عليه
  • معرض الرياض للكتاب يناقش التحولات العميقة بالمشهد الصحفي في ظل الذكاء الاصطناعي
  • “اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”
  • حماية الصحفيين الفلسطينيين”: مذبحة مستمرة تطال الصحفيين بغزة في عامها الثالث من الإبادة الجماعية
  • مع دخول الحرب عامها الثالث.. مركز حماية يحذر من استمرار استهداف الصحفيين بغزة
  • صنعاء .. فعالية تضامنية مع الصحفيين ضحايا العدوان الصهيوني
  • الذهب يرتفع لأعلى مستوى بتاريخه في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية
  •  تساؤلات
  • إطلاق مسيرة من اليمن على "إيلات"
  • 5 شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي في حي الرمال