بقلم : تيمور الشرهاني …
مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تتكرر على مسامع المواطنين ذات الخطابات الرنانة والشعارات البراقة، وتنتشر الوعود التي كثيراً ما ثبت أنها بلا رصيد. اليوم، ونحن نشهد التحضيرات الجارية للانتخابات المقبلة، يبدو المشهد السياسي وكأنه نسخة مكررة من السيناريوهات السابقة، حيث يعاد تدوير نفس الوجوه ونفس الأدوات، دون أن يلوح في الأفق أي أمل حقيقي في التغيير.
من المؤسف أن معظم القوى السياسية لا تزال تعتمد نفس الأساليب التقليدية في استقطاب الناخبين، عبر فتح مكاتبها و”دكاكينها” في كل المناطق، حتى النائية منها، في محاولة لاستمالة كل صوت ممكن. يرافق ذلك استعراض كبير للوعود، بعضها مستحيل التحقيق وبعضها الآخر مجرد تكرار لما قيل في الدورات الماضية ولم ينفذ منه شيء يذكر.
إن ما نشهده اليوم هو ممارسة مكشوفة لما يمكن وصفه بـ”الضحك على الذقون”، حيث يُعاد تدوير النفايات السياسية في عباءات جديدة، يُقدَّم الفشل على أنه خبرة، وتُسوَّق الإخفاقات وكأنها انتصارات. المواطن، الذي عانى طويلاً من غياب التنمية الحقيقية وغياب الخدمات الأساسية، بات يدرك أن معظم ما يُطرح لا يتجاوز كونه محاولات يائسة للعودة إلى السلطة بأي ثمن.
الأخطر من ذلك أن هذه الممارسات لا تهدد فقط العملية الديمقراطية، بل تكرّس حالة من الإحباط وفقدان الثقة لدى الشارع، وتدفع الكثيرين للعزوف عن المشاركة السياسية، معتقدين – وعن حق – أن لا شيء سيتغير وأن النتائج معروفة سلفاً.
إن استمرار هذه الدورة المفرغة يطرح سؤالاً ملحاً: إلى متى سيظل المواطن رهينة لنفس المعزوفة القديمة؟ ومتى يحين الوقت لكي تفرز الانتخابات قوى جديدة تحمل مشروعاً وطنياً حقيقياً، وتلتزم أمام الشعب ببرنامج عمل واقعي وشفاف يمكن محاسبتها عليه؟
ما يحدث اليوم لا يعدو كونه تمهيداً لتكرار ذات الدائرة المغلقة، ما لم يتحمل الجميع مسؤوليتهم، مواطنين وسياسيين، في كسر هذه الحلقة وفرض معادلة جديدة يكون جوهرها التغيير الحقيقي لا التجديد الشكلي.
تيمور الشرهانيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الحجازي: مجلسا النواب والدولة يرغبان في تشكيل حكومة جديدة تعمل على إجراء الانتخابات
????️ ليبيا | الحجازي: المشهد السياسي معقد وأي مرشح لرئاسة الحكومة بحاجة لغطاء داخلي ودولي
ليبيا – قال المحلل السياسي الليبي خالد محمد الحجازي إن الوضع السياسي في ليبيا معقد للغاية، وإن البرلمان يواجه تحديات كبرى في فرض شرعيته وقدرته على إقناع جميع الأطراف بقبول رئيس حكومة جديد، في ظل انقسام المؤسسات وتعدد القوى الفاعلة على الأرض.
???? تزكيات متبادلة ومساعٍ لتشكيل حكومة ????
الحجازي أوضح، في تصريحات خاصة لموقع “إرم نيوز” القطري، أن شخصيات عديدة تقدمت بترشيحاتها، وقد حصل بعضها على تزكية 100 عضو من مجلس الدولة و100 من مجلس النواب، ما يعكس رغبة المجلسين في تشكيل حكومة جديدة تُكلّف بإجراء الانتخابات، في ظل سحب الثقة سابقًا من حكومة عبد الحميد الدبيبة وتصاعد المطالب الشعبية بإسقاطها.
???? صعوبة التوافق في ظل انقسام البرلمان ⚖️
وأضاف الحجازي أن التحدي الأكبر يتمثل في أن أي مرشح يحتاج إلى قبول من طرابلس وبنغازي معًا، إضافة إلى دعم من الأمم المتحدة وبعض القوى الإقليمية، معتبرًا أن البرلمان نفسه منقسم، وهناك شكوك حول تمثيله لجميع الأطراف، خاصة مع استمرار وجود حكومة موازية في طرابلس.
???? فرص أكبر لشخصية محايدة أو تقنية ????
وشدد الحجازي على أن اختيار شخصية محايدة أو ذات خلفية تكنوقراطية قد يُسهم في تحقيق توافق هش على الأقل، إذا ما حظي بدعم دولي، لكنه لن يكون كافيًا لحل الأزمة من جذورها، ما لم يحصل على غطاء سياسي داخلي وإقليمي واسع.