الصبي الذي سيكبر يومًا
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
أبريل 20, 2025آخر تحديث: أبريل 20, 2025
المهندس زيد شحاثة
شهد العراق مراحل صعبة في تاريخه، وهذا ليس وصفا أو كلام إنشائي، وإنما حقيقة تكشفها الأرقام.. فمنذ تأسيس دولته الحديث عام 1921، خاض عدة حروب كبرى، منها مع إيران (1980-1988)، وحرب الخليج الثانية (1990) ليعقبها حصار اقتصادي دمَّر بنيته التحتية، ثم غزاه الأمريكان عام 2003 وأطاحوا بالنظام السابق، وهو ما فتح الباب لموجة إرهاب وصلت ذروتها مع سيطرة داعش على ثلث البلاد عام 2014، مما جعله ثالث أكثر دولة في العالم تضررًا من الإرهاب، بحسب مؤشر الإرهاب العالمي .
رغم أن العراق قد يبدو للوهلة الأولى، ضعيفًا اقتصاديًا وسياسيًا حاليا، لكن المؤشرات تناقض هذا الإنطباع، فهو ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك بحوالي 4.5 مليون برميل يوميًا، ورغم أن 30% من شبابه عاطلين عن العمل، كما تذكر تقارير البنك الدولي، و40% من سكانه تحت خط الفقر، كما ورد بتقارير الحكومة العراقية لعام 2023، لكن نسبة النمو الاقتصادي فيه، هي من الأعلى عالميا.. أما سياسيًا فالبلد في المرتبة 134 بحسب تصنيف مؤشر الديمقراطية، وربما هذا بسبب المحاصصة والفساد السياسي الواسع، ويضاف لذلك مشاكل إجتماعية وثقافية تطفو على السطح، كالنزاعات العشائرية وصراع الهوية الثقافية، وإرتفاع نسب التفكك الأسري وتعقيد مشكلة المخدرات.
مع كل ما سبق لكن حالة الهدوء الحالية ليست صدفة، فالعنف المسلح انخفض بنسبة تتجاوز ربما 95%, كما يوضحه مؤشر السلام العالمي، ونجح البلد في إستضافة عدة فعاليات دولية وإقليمية، وبدء بترسيخ علاقات ندية مع دول الجوار، في تطور لافت يؤكد قبول تلك الدول، لحقيقة حكم “الأغلبية الشيعية” للبلد، بل وبدأت بعض الدول تتشجع للإستثمار فيه.. ووقعت عقود مهمة مع شركات عالمية، مثل “توتال” الفرنسية لاستثمار الغاز المصاحب، والذي كان يُحرق مما يسبب خسارة تصل لثمانية مليات دولار، وعقود ضخمة لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية مع شركات “جي إي” الأمريكية.
يمتلك البلد ثروات خفية، يسيل لها لعاب كثير من القوى، دولية كانت أو إقليمية، فالأرض العراقية تحتوي على 145 مليار برميل نفط مؤكد، ليجعله ذلك الخامس عالميًا، وما يقارب 132 تريليون قدم مكعب غاز، ليضعه في المرتبة الثانية عشر عالميا، وفقا لمنظمات عالمية تختص بالثروات.. لكن الثروة الأكبر التي يمتلكها البلد هو “قدراته البشرية العجيبة” فرغم الحرب يحتل العراق المرتبة الأولى عربيًا، في نسبة الحاصلين على الدكتوراه لكل مليون نسمة، كما ورد في تقارير منظمة اليونسكو 2021، كما أن مهندسيه يشغلون مناصب رفيعة في كبرى شركات التقنية العالمية، مثل “مايكروسوفت” و”غوغل” وفقًا لتقرير مؤسسة “وورلد تايلنت” 2023.
العراق اليوم قد يشبه ذلك الصبي، الذي كبر وبدأ النهوض من تحت الرماد، وصار يسير على أعتاب القوة، فرغم أنه لازال يعاني من أثار جراح الماضي، لكن مؤشرات صحوه بدأت تظهر، ففي عام 2024 قفز إحتياطه النقدي إلى 100 مليار دولار (وهو أعلى مستوى منذ 1980) وارتفع تصنيفه السيادي إلى (B-) بعد سنوات من العزوف الدولي، بحسب تصنيف وكالة “موديز” الشهيرة.. والتاريخ يعلمنا أن الحضارات العظيمة تُبنى على أنقاض المآسي، والعراق بموقعه الجيوسياسي الفريد، وثرواته وعقول أبنائه، قادر على أن يكون “السيد” الذي يفرض إحترامه على العالم.. وسيأتي قريبا ذلك اليوم، الذي سيضع العراق، كل من خاصمه او أذاه في موقعه الذي يستحقه!
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
القسام تستخرج جثة جديدة لأحد أسرى الاحتلال وتسلمها الليلة
أعلنت كتائب القسام، تسليمها جثة جندي للاحتلال، عثرت عليها اليوم، خلال أعمال البحث عن جثث أسرى الاحتلال بغزة.
وقالت الكتائب في بلاغ عبر حسابها الرسمي، إنها ستقوم بتسليم جثة أحد الأسرى، بعد استخراجها اليوم، للصليب الأحمر، في تمام الساعة 9 مساء بتوقيت القطاع.
لا تزال أماكن جثث العديد من أسرى الاحتلال، تشكل صعوبة كبيرة لفرق البحث، رغم عمليات بحث ميدانية متواصلة بإشراف من حركة حماس واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحسب إعلام عبري.
وقالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية، إن "أماكن جثامين أربعة مختطفين بغزة غير معروفة حتى الآن، رغم عمليات البحث الميدانية المتواصلة، ودخول طواقم مصرية للمساعدة بالبحث".
وأضافت أن جيش الاحتلال انسحب خلال الساعات الأخيرة من مناطق في غزة، لإتاحة المجال أمام فرق "حماس" والمنظمات الدولية لمواصلة البحث، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وجاءت هذه الخطوة "تحت ضغط من الوسطاء وستيف ويتكوف وجاريد كوشنر مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتسريع الانتقال إلى "المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية"، بحسب الهيئة.
وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بدأ سريان مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس"، وفقا لخطة ترامب، الذي دعمت بلاده حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
والأحد، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن تل أبيب سمحت بإدخال معدات ثقيلة إضافية من مصر إلى غزة، لتكثيف البحث عن جثامين أسرى إسرائيليين.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر لم تسمّها السبت إن "مصر تقدم مساعدات لوجستية ومعدات للمساعدة في تحديد مكان جثامين المحتجزين الإسرائيليين نظرا لحالة الدمار التي يشهدها قطاع غزة".