إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
البلاد – رام الله
في مشهد متسارع لا يحمل سوى نُذر الكارثة، تتعرض غزة لعدوان مزدوج، لا يقتصر على قصف وتدمير ممنهج، بل يمتد إلى مخطط واضح لتقسيم جغرافي واستيطان مباشر على الأرض، بينما تغرق المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى في جمود قاتل، في ظل اشتراطات إسرائيلية تُقارب الشروط التعجيزية.
فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استمرار جيش الاحتلال في تنفيذ عمليات عسكرية عالية الكثافة داخل قطاع غزة، مستخدمًا معدات هندسية ضخمة لتجريف شوارع وتدمير أحياء بأكملها بطريقة ممنهجة.
الخطة، التي وصفها الموقع بأنها من “أضخم العمليات العسكرية”، ستستلزم وفق المعلومات المنشورة، تجنيدًا واسعًا لقوات الاحتياط وتحريك وحدات نظامية من جبهات أخرى، لتأمين السيطرة على المناطق المستهدفة. حتى اللحظة، تسيطر القوات الإسرائيلية على ما يُقارب 40% من مساحة القطاع، بعدما نفذت نحو 1300 غارة وهجوم، وسيطرت على محاور رئيسية شمالًا وفي رفح جنوبًا، بما يشمل مناطق مكتظة مثل حي الدرج وحي التفاح.
وفي موازاة الاجتياح العسكري، تتقدم على الأرض حركة استيطانية إسرائيلية باتجاه قطاع غزة، لأول مرة منذ انسحاب 2005. فقد كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن نحو 30 عائلة إسرائيلية تعيش حاليًا في مواقع مؤقتة شرق القطاع، فيما سجّلت 800 عائلة أخرى أسماءها للانتقال إلى 6 مستوطنات محتملة داخل غزة، بدفع من حركة “ناحالا” الاستيطانية المتطرفة.
وقد نُظِّم احتفال رمزي بعيد الفصح اليهودي في خيام نُصبت قرب السياج الفاصل شرق غزة، تمامًا كما فعل المستوطنون سابقًا في الخليل عام 1968 وكيدوميم عام 1975، حين استغلوا الطقوس الدينية لبناء أمر واقع استيطاني دائم. اليوم، تقول أربيل زاك، إحدى أبرز قيادات “ناحالا”، إن نحو 80 بؤرة استيطانية أُنشئت في الضفة الغربية منذ بداية الحرب، وإن غزة ستكون “الجبهة التالية”.
في هذا السياق، افادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن تل أبيب لن توقف الحرب على غزة قبل تحقيق أربعة شروط أساسية: إطلاق سراح جميع الأسرى، إنهاء حكم حماس، نزع سلاح غزة بالكامل، وإبعاد قادة الحركة إلى الخارج. وهي شروط رفضتها حماس بشدة، مؤكدة أن إطلاق الأسرى مرهون بوقف الحرب أولًا، وبصفقة شاملة تتضمن انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة.
وسط هذه الوقائع المتسارعة، يبدو أن غزة لم تعد تواجه فقط آلة حرب تقليدية، بل مشروعًا متكاملًا لإعادة رسم خريطتها بالسلاح والمستوطنات والابتزاز السياسي، ما يجعل ما تبقى من القطاع على حافة التفكك الكامل والانهيار الجغرافي والديموغرافي في آن.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة تودّع 300 من شهداء المساعدات منذ بدء الخطة الأميركية
استُشهد وأُصيب عشرات الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، اليوم الأحد، بينهم عدد من شهداء المساعدات الذين ارتفعت حصيلتهم الإجمالية إلى 300 شهيد وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وأفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 37 شخصا منذ فجر اليوم، بينهم 17 من شهداء المساعدات الذين سقطوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ووثقت صور خاصة حصلت عليها الجزيرة استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين بنيران قوات الاحتلال، أثناء انتظارهم المساعدات قرب نقطة توزيع تابعة للشركة الأميركية المدعومة إسرائيليا في منطقة العلم غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وتمكّنت سيارات الإسعاف من نقل عشرات المصابين إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفيات ميدانية أخرى في منطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي القطاع.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بوصول 65 شهيدا -بينهم 8 شهداء انتشال- و315 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.
محتضنا كيس الطحين.. شهيد فلسطيني خرج ليحضر ما يسد به جوع عائلته من “مركز للمساعدات” فقتله جيش الاحتلال قبل أن يصل الطحين للجياع#حرب_غزة pic.twitter.com/2MI7qCIYQx
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 15, 2025
إعلانوبذلك ترتفع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 55 ألفا و362 شهيدا و128 ألفا و741 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا للتقرير اليومي للوزارة.
وأوضحت الوزارة أن 26 من شهداء المساعدات وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، إلى جانب أكثر من 117 إصابة.
"راح يجيب مساعدات وطخوه في راسه".. طفلة تبكي شقيقها الذي ذهب لإحضار الطعام لعائلته فقتله جيش الاحتلال في رفح#حرب_غزة pic.twitter.com/g7j4mdXIE1
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 15, 2025
وبذلك "يرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات إلى 300 شهيد وأكثر من 2649 إصابة".
ويمثل هذا العدد حصيلة الضحايا منذ بدء شركة أميركية توزيع المساعدات في عدة نقاط جنوبي ووسط قطاع غزة في 27 مايو/أيار الماضي، ضمن مشروع أميركي إسرائيلي أدانته الأمم المتحدة ومنظمات دولية عديدة، باعتباره أداة لعسكرة المساعدات، ووسيلة لإذلال السكان وتهجيرهم من مناطقهم.