يمانيون../
مما لا شك فيه إن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنجهية مع تبخر وعوده بالسلام وتكريس اتجاه ولايته الثانية صوب الحروب بأشكالها المختلفة السياسية والاقتصادية والعسكرية؛ إنما تؤكد الحقيقة الأمريكية الواضحة؛ ممثلة في فوقية القرار الرامي إلى امتهان العالم والإمعان في تكدير الاستقرار الدولي واستنزاف الدماء ما دام ذلك يخدم الامبريالية الامريكية بصميمها الصهيوني؛ وهو ما يؤكده ابتداء من استئناف العدوان على غزة واليمن.

بعد نحو ثلاثة أشهر من وصوله إلى البيت الأبيض، هل يكرس ترامب في ولايته الثانية صورة “صانع السلام” كما وصف نفسه في خطاب تنصيبه أم أنه يكشف عن صورة متجذرة في الحقبة الأمريكية؛ وهي همجية الامبريالية الاستعمارية التي نجده اليوم يكرسها (بكل بجاحة) أمام العالم؛ متميزا بقبحه وفجاجته؟!

لم ينتظر ترامب كثيرًا ليخرج بتصريحات وقرارات حيال ما ستقدم عليه إدارته بشأن الشرق الأوسط، حتى قرر أن يقف كسابقه بايدن في يستأنف الحرب بالوكالة عن الكيان الإسرائيلي؛ من خلال العدوان على اليمن، الذي يساند الحق الفلسطيني، ويقف مع غزة إسنادا لمظلوميتها التي يشهدها العالم بأم عينيه؛ وهي الحرب التي تمثل اليوم واحدا من أبشع أشكال العدوان التي يشهدها التاريخ؛ أليس بعد مجزرة ميناء رأس عيسى من دليل آخر على تلك الهمجية الامبريالية الامريكية؟!

وأفادت وزارة الصحة والبيئة بأن عدد ضحايا العدوان الأمريكي على الأعيان المدنية منذ 16 مارس الماضي حتى 14 أبريل الجاري بلغ 370 مواطناً بينهم 123 شهيداً منهم أطفال ونساء.

وأرتكب العدو الأمريكي جريمة إرهابية جديدة مكتملة الأركان باستهداف الأعيان المدنية في رأس عيسى، وأعلنت وزارة الصحة والبيئة عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة إلى 245 شهيداً وجريحاً.

وأوضحت وزارة الصحة في بيان، أن عدد الشهداء جراء العدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي، وصل إلى 80 شهيداً، فيما بلغ عدد الجرحى 150 من العمال والموظفين في الميناء في حصيلة غير نهائية.

ترامب تباهى حتى قبل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، بأنه “صانع سلام” ، وتندر على بايدن بأنه الرئيس الأضعف، وأنه لم يستطع أن ينهي الحرب في غزة، ولم ينجح في إطلاق الأسرى الإسرائيليين في غزة، وأنه لوكان في السلطة لما وقع الصراع في أوكرانيا، لكن ثبت العكس أن ترامب هو وجه آخر لبايدن بل أكثر قبحًا ودمامة منه؛ بل إنه الأسوأ على الاطلاق؛ بل هو الانعكاس الأوضح للحقيقة الأمريكية!

مع كل هذه التعهدات “الترامبية” ما زالت الحرب مستعرة، وبقوة في قطاع غزة وبضوء أخضر من ترامب نفسه وإدارته الصهيونية، وما زال هناك أسرى اسرائيليين في غزة، وما زالت المساعدات الإنسانية متوقفة عند المعابر المغلقة، وسط دعوات المنظمات الدولية والمحلية لفتح المعابر وإدخال المساعدات في ظل الظروف المعيشية الكارثية التي يعيشها سكان القطاع، وما زالت الحرب في أوكرانيا على أشدها.

في هذا الإطار، يبين قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الذي القاه الخميس الماضي، أن العدو الإسرائيلي مازال يواصل عدوانه الهمجي، الإجرامي، الوحشي، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة، بشراكةٍ أمريكية، ودعمٍ أمريكي، وإذنٍ أمريكي، ويرتكب في كل يوم جرائم الإبادة الجماعية، ويستخدم كل الوسائل الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.

ويتابع السيد القائد قائلا:” العدو يلقي القنابل الأمريكية المدمِّرة ويلقيها على النازحين، بعد أن تحوَّل معظم سكان قطاع غَزَّة إلى نازحين، يلقي عليهم القنابل الأمريكية المدمِّرة والحارقة إلى خيامهم؛ فيحرقهم، ويقتلهم، ويمزِّق الأطفال إلى أشلاء، والبعض إلى جثامين متفحمة، في داخل تلك الخيام”.

ويواصل سياسية التجويع الممنهجة لأكثر من شهر ونصف الشهر وهو يمنع دخول أي مساعدات غذائية، أو دوائية، أو الوقود، إلى قطاع غَزَّة، وبحسب تصريحٍ للأمين العام للأمم المتحدة، يقول فيه: “مرَّ أكثر من شهرٍ كامل دون قطرة مساعدات إلى غَزَّة، لا طعام، ولا وقود، ولا دواء، غَزَّة ساحة قتل، والمدنيون في دوامة موتٍ لا نهاية لها”، كل المنظمات العاملة في غَزَّة أيضاً تشهد على نفاد المواد الغذائية، وإغلاق المخابز والأفران، والمعاناة الحقيقية من الجوع.

ويستخدم العدو الإسرائيلي أيضاً التعطيش: يحاول أن يمنع على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة حتى شربة الماء، منع عنهم الماء الذي كان في إطار مشاريع توصل الماء إليهم (إلى القطاع)، وهم كانوا في أمسِّ الحاجة إلى ذلك، عندما حاول البعض من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة الإصلاح لخطوط الماء تلك، قام باستهدافهم بالغارات الجوية وأبادهم.

ويمنع دخول الوقود، من أجل احتياجهم إليه في قطاع غَزَّة لتشغيل المضخَّات، التي تضخ المياه.

ويوضح قائد الثورة أن “العدو الإسرائيلي يواصل كل هذه الجرائم بدعمٍ كاملٍ أمريكي، وتبنٍ كاملٍ أمريكي”.

وبدعم أمريكي مطلق، يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 51,201 ، جرح 116,869 حتى اليوم الأحد أغلبيتهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

في كل ذلك يتجلى فشل ترامب وخيبة أمله؛ فلم يتم الافراج عن الأسرى في غزة ، ومازالت صواريخ اليمن تنطلق إلى عمق الأراضي المحتلة وصوب القطع البحرية الامريكية. ولهذا لم يجد أمامه سوى استهداف المدنيين والاعيان المدنية وصولا إلى استهداف المقابر في صنعاء؛ أليس بعد كل هذا من فشل وتخبط لهذه السياسية الاجرامية القبيحة؟! وهذا الامعان الاجرامي وما يدلل عليه هذا التخبط ما هو إلا دليل على قرب أفول هذا الاستكبار وذهابه إلى الزوال.

سبأ عبدالعزيز الحزي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی فی قطاع غ ز رأس عیسى فی غزة

إقرأ أيضاً:

أنعم يتهم السعودية بالضغط على المبعوثين الأمميين عبر حقائب الأموال

وأشار الدكتور أنعم في حديثه لقناة المسيرة، صباح اليوم الأربعاء، ضمن برنامج تغطية التاسعة، إلى أن هذه السياسة تفسر "انحراف مواقف" المبعوثين الأمميين بعد أشهر قليلة من توليهم مهامهم.

واستشهد بالمبعوث الأممي الأسبق، جمال بن عمر، كنموذج للمبعوث الذي كان له موقف إيجابي وواقعي، مبيناً أن بن عمر أغضب المملكة السعودية عندما طالب بإبعاده بعد أن أكد أن سبب العدوان على اليمن هو "التدخل السعودي المباشر"، معتبراً أن التدخل السعودي والأمريكي أدى إلى استبعاد بن عمر، وبدأ بعده تعيين مبعوثين أوروبيين "منحازين" يتبعون النهج السعودي.

وأوضح مستشار المجلس السياسي الأعلى أن اليمن يمر حالياً بمرحلة "خفض تصعيد" فيما يخص العدوان السعودي والإماراتي، مبيناً أن سبب هذا التوقف ليس إلى "إيمان بالعروبة أو الجوار"، بل إلى "الخوف من الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة التي قد تدمر اقتصادهم ومنشآتهم الحيوية"، مؤكداً أن السعوديين والإماراتيين أصبحوا "يتخوفون" مما يسمونه "عدواناً يمنياً" بعد تغير موازين القوى.

وأضاف: "رغم أن العدوان الإسرائيلي المباشر على اليمن قد توقف مؤخراً، إلا أن هناك محاولات "لتحريك بعض الجبهات الداخلية" في اليمن عبر العملاء والخونة"، مضيفاً أن هؤلاء العملاء مترددون بسبب فقدانهم الدعم السعودي والإماراتي.

وفيما يخص العدو الصهيوني، لفت أنعم إلى أنهم "جربوا حظهم كثيراً" في اليمن، وتعرضوا لاستهداف طائراتهم بشكل أخافهم، مما جعلهم يتوقفون عن الاقتراب من السواحل اليمنية، منوهاً إلى أن الشعب اليمني، بدعم من الله، سيستمر في "إسناد غزة"، وأن اليمن سيواصل الضربات على مواقع العدو الإسرائيلي.

وفي سياق العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل، نوه مستشار المجلس السياسي الأعلى إلى أن دولاً غربية مثل النرويج وبلجيكا وإسبانيا قد أعلنت أنها ستلتزم بتنفيذ مذكرة الاعتقال الدولية بحق المجرم نتنياهو إذا دخل أراضيها، وفي المقابل، انتقد الأنظمة العربية التي ما تزال تستقبل نتنياهو كبطل قومي، مبيناً أن الحكومات الغربية "خاضعة للإملاءات الأمريكية"، وأن مواقفها هذه تأتي فقط للحفاظ على صورة "الديمقراطية والضمير الحي"، بينما الأنظمة العربية "خانعة" وغير موجودة على خريطة القرارات الدولية، وتعمل فقط كـ "أدوات" للكيان الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • أنعم يتهم السعودية بالضغط على المبعوثين الأمميين عبر حقائب الأموال
  • القوات المسلحة تستهدف بأربع عمليات عسكرية أهدافًًا حيوية للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية
  • الدقران: العدو الإسرائيلي مصمم على عدم إدخال حليب الأطفال إلى غزة
  • فضل أبو طالب: جرائم العدو في غزة شهادة على التوحش الصهيوني والدعم الأمريكي
  •  المؤتمر العفاشي .. جناح العمالة وورقة العدو التخريبية في اليمن
  • الصحة بغزة: 69 شهيدًا و362 إصابة خلال 24 ساعة جراء العدوان الإسرائيلي
  • 61,430 شهيدًا فلسطينيًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • المجموعة العربية ومندوب الكويت يدينان العدوان الإسرائيلي على غزة
  • دول أوروبية تدين خطة العدو الإسرائيلي لاحتلال غزة وتحذر من تغيير ديموغرافي
  • انطلاق جلسة مجلس الأمن لبحث توسيع العدوان الإسرائيلي على غزة