إنترسبت: نفوذ ترامب يتغذى على مخاوف البيض الديموغرافية
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
يشعر الأميركيون البيض بخوف مرضي من فقدان وضعهم كأغلبية وما يمنحهم ذلك من نفوذ، وهم بالتالي يدعمون سياسات الرئيس دونالد ترامب العنصرية المناهضة للهجرة.
وبهذه الجملة القصيرة لخص موقع إنترسبت مقالا للصحفي جيمس رايزن، وصف فيه غيتيسبيرغ بأنها أكثر المدن الأميركية أصالة، وقال إنها المكان الذي حاول فيه القائد الجنوبي روبرت إي.
ورغم أن بريق ماكدونالدز وبرغر كينغ وول مارت يخفي اليوم الكثير من ماضي هذه المدينة الدموي في الحرب الأهلية، فإن غيتيسبيرغ بنسلفانيا لا تزال العاصمة الرمزية للصراع الأميركي التاريخي الذي لا ينتهي، والذي يكون مآله في النهاية دائما مسألة العنصرية.
مفتاح فهم ترامب
وهذا يعني -حسب الكاتب- أن هذه المدينة مفتاح فهم الرئيس الأميركي على أفضل وجه، وبمجرد أن يدرك المرء أن صعود ترامب يدور حول مخاوف البيض وسلطتهم -وأن هذه هي نفس الدوافع التي أشعلت الحرب الأهلية- حينها تصبح أجندة ترامب منطقية بالنسبة له.
وتنبع رمزية غيتيسبيرغ -حسب الكاتب- من كونها المكان الذي غزا فيه الكونفدراليون الشمال لحماية العبودية والتفوق الأبيض، ولا تزال هجمة بيكيت يوم 3 يوليو/تموز 1863 حية في الأساطير الجنوبية وإن كانت في الحقيقة كارثة عليهم، وبعدها أصبحت هزيمتهم النهائية مجرد مسألة وقت.
إعلانولذلك جاء لينكولن إلى غيتيسبيرغ ليقول في خطابه الأكثر شهرة "إن هذه الأمة ستولد من جديد من الحرية، وإن حكومة الشعب -التي هي من الشعب ولأجل الشعب- لن تزول من على وجه الأرض" وأكد أنه لا يمكن السماح لحكم سلافي أوليغاركي بإدارة البلاد.
ولكن بعد استسلام لي، وانتهاء الحرب عام 1865، ظل ملايين البيض في الجنوب يرفضون قبول زوال الحكم السلافي، كما لم يقبل الكثير من أحفادهم قط أن البيض والسود يمكن أن يعيشوا على قدم المساواة حقا، كما يقول جيمس رايزن.
ونبه الكاتب إلى أن الهستيريا البيضاء التي اجتاحت الجنوب قبل الحرب الأهلية هي التي غذت صعود ترامب، وتصاعد التطرف اليميني في أميركا، لا القلق الاقتصادي كما ادعى الكثير من الخبراء.
الهستيريا البيضاء التي اجتاحت الجنوب قبل الحرب الأهلية هي التي غذت صعود ترامب، وتصاعد التطرف اليميني في أميركا، لا القلق الاقتصادي كما ادعى الكثير من الخبراء.
ومع أن العديد من الناخبين المترددين دعموا ترامب لظنهم خطأ أنه سيكون مفيدا للاقتصاد، فإن الأمر بالنسبة لقاعدته المؤيدة كان دائما متعلقا بالعرق والعنصرية، وقد اتضح أن ناخبي حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (ماغا) لا يحركهم الاقتصاد، والدليل أنهم لا يكترثون بارتفاع الأسعار والذعر المالي الناتج عن رسوم ترامب الجمركية.
واليوم -كما يقول الكاتب- تخشى ماغا، كما خشي أسلافها الجنوبيون، أن تصبح أميركا قريبا شديدة التنوع لدرجة أن يفقد البيض سلطتهم على السياسة والمجتمع، خاصة أن عدد الأطفال الأميركيين البيض دون سن الخامسة سيكون حوالي 47% فقط عام 2025.
مستعدون للتخلي عن الديمقراطيةورأى الكاتب أن هذه الإحصائية تفسر هستيريا ماغا وجزءا كبيرا من أجندة ترامب، كما تفسر سياساته القاسية المناهضة للهجرة وتشدده في الترحيل، ومحاولاته إنهاء حق المواطنة بالولادة، كما تفسر حركة مناهضة الإجهاض وحركة اليمين المؤيدة للولادة، وتظهر أنها كلها محاولات فاشلة لزيادة نسبة البيض بين السكان.
وتتضح الحقيقة العنصرية لحركة اليمين المؤيدة للولادة من خلال مواقفها المتناقضة، إذ يعادي العديد من قادتها الهجرة بشدة، وفي الوقت يزعمون أنهم يخشون انخفاض عدد السكان، والحقيقة -حسب الكاتب- أنهم يخشون انخفاض عدد السكان البيض فقط.
وفي هذا السياق، أصدر ترامب سلسلة مسعورة من الأوامر المناهضة للهجرة، شملت تجميد تمويل إعادة توطين اللاجئين، وحظر المساعدة القانونية للمهاجرين، واحتجاز وترحيل الطلاب لمجرد مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، وسحب مئات تأشيرات الطلاب الدوليين دون تفسير، والهدف الوحيد من كل ذلك تقليل عدد الأشخاص غير البيض الذين يدخلون البلاد، ويتجلى ذلك في منحه وضع اللاجئ للبيض من جنوب أفريقيا، مدعيا زورا -حسب الكاتب- أنهم يتعرضون للاضطهاد في بلادهم.
إعلانويخلص رايزن إلى أن الأمر الأكثر شؤما اليوم أن ماغا غارقة في نظريات المؤامرة لدرجة أنها طورت كراهية عميقة للحكومة الفدرالية، لأنهم لا يعتقدون أنها لعبت دورا أساسيا في تراجعهم الديموغرافي فحسب، بل يبدو أنهم مقتنعون بأن الديمقراطية الليبرالية على النمط الغربي لم تعد النظام السياسي المناسب لهم، وهم بالتالي مستعدون للتخلي عنها لصالح حاكم مستبد قومي أبيض مثل ترامب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الحرب الأهلیة حسب الکاتب الکثیر من
إقرأ أيضاً:
إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
(CNN)-- نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، الجمعة، صورا من مقتنيات تركة جيفري إبستين، تُظهر عديدا من الشخصيات النافذة في دائرة تاجر الجنس، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وستيف بانون، وبيل غيتس، وريتشارد برانسون، وغيرهم.
والعديد من هؤلاء الرجال لهم صلات سابقة بإبستين، لكن الصور قد تلقي ضوءا جديدا على مدى عمق تلك العلاقات.
وبشكل إجمالي، فإن الصور الـ19 - التي قالت اللجنة إنها جاءت من تركة إبستين - تؤكد أنه كان مرتبطا في الماضي بمجموعة متنوعة من الأشخاص النافذين والبارزين الذين تخضع علاقاتهم به الآن لتدقيق واسع.
وتظهر إحدى الصور التي نُشرت، الجمعة، ما يبدو أنه "وعاء يحتوي على واقيات ذكرية مُبتكرة عليها رسم كاريكاتوري لوجه ترامب"؛ ويحمل الوعاء لافتة كُتب عليها "واقيات ترامب 4.50 دولار".
ويحمل كل واق ذكري صورة لوجه ترامب مع عبارة "أنا ضخم!". وأظهرت صورة أخرى ترامب مع 6 نساء يرتدين أكاليل الزهور، وقد حجبت اللجنة وجوههن. ونُشرت صور أخرى لستيف بانون وإبستين وهما يلتقطان صورة أمام المرآة؛ وصورة لبيل كلينتون مع إبستين وماكسويل وزوجين آخرين؛ وصورة لملياردير التكنولوجيا بيل غيتس مع الأمير السابق أندرو. كما ظهر رئيس جامعة هارفارد السابق لاري سامرز والمحامي آلان ديرشوفيتز في صور من مقتنيات تركة إبستين.
ولا تُظهر أي من الصور التي تم نشرها أي سلوك جنسي غير لائق، ولا يعتقد أنها تصور فتيات قاصرات. ولم يتضح على الفور متى أو أين تم التقاط هذه الصور، أو من التقطها.
وحصلت اللجنة التي يقودها الجمهوريون على هذه الصور من تركة إبستين كجزء من تحقيقها الجاري. وقد نشرت اللجنة حتى الآن عشرات الآلاف من الوثائق ورسائل البريد الإلكتروني والمراسلات التي تلقتها من تركة إبستين، والتي لا تزال تفتح آفاقا جديدة في التحقيقات.
ووجه محامو تركة جيفري إبستين رسالة إلى اللجنة، الخميس، أشاروا فيها إلى "إمكانية مراجعة مقاطع الفيديو والصور التي طلبتها، والتي تم التقاطها في أي عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين، وذلك خلال الفترة من 1 يناير 1990 حتى 10 أغسطس 2019".
وذكر المحامون في رسالتهم: "كما هو الحال بالنسبة لما تم الكشف عنه بالأمس، تتضمن هذه الوثائق أيضا موادا قد لا تكون ذات صلة بالموضوع، ولكن لم تتمكن إدارة التركة من تأكيد ما إذا كانت قد التُقطت في عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين. وقد أجرت التركة تعديلات طفيفة على هذه الصور، واقتصرت هذه التعديلات على صور العُري".
وقال النائب روبرت غارسيا، كبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب، في بيان، إن آخر ما قدمته التركة من وثائق يحتوي على "أكثر من 95 ألف صورة، من بينها صور لرجال أثرياء ونافذون قضوا وقتا مع جيفري إبستين"، و"آلاف الصور لنساء ومقتنيات تابعة لإبستين".
وأضاف غارسيا في بيان: "حان الوقت لإنهاء هذا التستر من قبل البيت الأبيض، وتحقيق العدالة لضحايا جيفري إبستين وأصدقائه النافذين. هذه الصور المقلقة تثير المزيد من التساؤلات حول إبستين وعلاقاته ببعض أقوى الرجال في العالم. لن نهدأ حتى يعرف الشعب الأمريكي الحقيقة. يجب على وزارة العدل أن تفرج عن جميع الملفات، الآن".
ولم يتم اتهام بيل كلينتون مطلقا من قبل سلطات إنفاذ القانون بأي مخالفة تتعلق بإبستين، وقد أعلن متحدث باسمه مرارا أنه قطع علاقاته بإبستين قبل اعتقاله بتهم فيدرالية في عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه.
ونفى متحدث باسم غيتس مرارا أن يكون إبستين قد عمل لديه. وكان غيتس قد أعرب من قبل عن ندمه على لقائه بإبستين، حيث قال لأندرسون كوبر من شبكة CNN عام 2021: "كان خطأً فادحا قضاء الوقت معه، ومنحه مصداقية التواجد هناك".
في حين أن علاقات ترامب بإبستين معروفة جيدا. فقد كانا ينتميان إلى نفس الأوساط الاجتماعية في مانهاتن وبالم بيتش. لكن لم يتم توجيه الاتهام لترامب بأي مخالفة جنائية، وقد وصف هو وفريقه سابقا إبستين بأنه شخص "بغيض" طرده ترامب من ناديه.
وفي مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي نشرتها اللجنة مؤخرًا، ادعى إبستين أن ترامب "قضى ساعات" مع إحدى أبرز من اتهموا إبستين، الراحلة فيرجينيا جيوفري. كما كتب إبستين في رسالة بريد إلكترونية أن ترامب "كان على علم بالفتيات" - في إشارة واضحة إلى ادعاء ترامب أنه طرد إبستين من ناديه مار-أ-لاغو لقيامه باستدراج الشابات اللواتي يعملن هناك.
في أعقاب تلك الرسائل الإلكترونية، وصف ترامب والبيت الأبيض القضية بأنها "خدعة"، حيث قالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت إن الرسائل الإلكترونية "لا تثبت شيئا على الإطلاق، سوى حقيقة أن الرئيس ترامب لم يرتكب أي خطأ".
وكشفت مراجعة شبكة CNN لآلاف الصفحات من رسائل إبستين الإلكترونية أنه على مر السنين، استشهد إبستين مرارا وتكرارا بترامب، أحيانًا لتحليل سلوكه، وأحيانا أخرى لغرض النميمة، وأحيانا أخرى لمجرد تصوير نفسه كشخص لديه فهم نادر للرجل الذي أصبح رئيسًا.
وواجه آخرون ممن ارتبطوا بإبستين عواقب مهنية أو غيرها بسبب تلك العلاقة، على الرغم من أنهم لم يُتهموا أيضا بارتكاب أي مخالفات جنائية.
وأخذ سامرز إجازة من التدريس في جامعة هارفارد واستقال من منصبه في مجلس إدارة OpenAI، وقال إنه "يشعر بخجل شديد" من استمراره في التواصل مع إبستين، وإنه سيعمل، مع تنحيه عن أداء الأدوار العامة، على "إعادة بناء الثقة وإصلاح العلاقات مع الأشخاص الأكثر قربا منه". وتخلى أندرو ماونتباتن-ويندسور عن استخدام ألقابه الملكية، ونفى أي مزاعم بسوء السلوك.