مازال سعر الدولار الأمريكي يسجل هبوطا أمام حزمة من العملات الأجنبية، في خضم التوترات التجارية التي يشهدها العالم جراء قرارات ترامب بشأن فرض التعريفات الجمركية بنسب مرتفعة، يقابلها ردا عنيفا من الدول التر تفرض عليها الولايات المتحدة رسوم على صادراتها المختلفة لأمريكا.

ينعكس ذلك على سعر صرف الدولار، أكبر عملة تنتمي لأكبر اقتصاد عالمي، التي لم يقتصر تراجعها أمام العملات الأجنبية المُنافسة، بل أيضا تسجل هبوطا لافتا أمام العملات الأسيوية، التي تنتمي لأغلب الدول التي نالت من تعريفات ترامب أكبر الرسوم المفروضة على صادرات تلك الدول للولايات المتحدة.

تراجع سعر الدولار اليوم

ولامس سعر الدولار الأمريكي أدنى مستوى له أمام حزمة كبيرة من العملات منذ 3 سنوات، وانخفض مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.1% في التداولات الأسيوية، بعد أن هوى بأكثر من 1% أمس، مسجلا أدنى مستوى له منذ مارس الماضي.

يذكر أن مؤشر الدولار، يتم من خلاله قياس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسة عالميا وغيرها.

وتواجه العملة الأمريكية حاليا ضعفا يتزايد يوما بعد يوم، في ظل استمرار قرارات ترامب التي يعيد بها تشكيل الهيكل الاقتصادي للولايات المتحدة.

وسجل سعر الدولار تراجعها بنسبة 0.5%، فيما ارتفع سعر الدولار الأسترالي بنسبة 0.4%.

تراجع سعر الدولار عالميا

كما سجل الدولار السنغافوري والون الكوري الجنوبي مكاسب طفيفة أمام الدولار بنسبة 0.1% لكل منهما، وكذلك الروبية الهندية التي ارتفعت بنفس النسبة.

وفي المقابل، خالف اليوان الصيني الاتجاه العام، حيث سجل انخفاضا مع استمرار التوترات بين بكين وواشنطن فقد حذرت وزارة التجارة الصينية أمس الدول من الدخول في اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة من شأنها الإضرار بمصالح الصين، متهمة واشنطن باستخدام الرسوم والعقوبات النقدية للضغط على شركاء تجاريين محتملين.

وارتفع سعر اليوان أمام الدولار في السوق الداخلية بنسبة 0.2% إلى 7.3074 يوان، بينما ارتفع الزوج في السوق الخارجية بنسبة 0.3%.

وجاء هذا التراجع بالرغم من أن بنك الشعب الصيني حدد سعر صرف اليوان اليومي عند 7.2074 للدولار، أي أعلى بـ850 نقطة من توقعات السوق، في خطوة ينظر إليها على أنها محاولة لدعم الاستقرار المالي في ظل تصاعد المخاوف من التأثير الاقتصادي للرسوم الأمريكية.

وتشير هذه الخطوة إلى إصرار السلطات الصينية على الحفاظ على استقرار العملة والأسواق المحلية، رغم تصاعد الضغوط الخارجية وتدهور المعنويات الاستثمارية نتيجة الحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاًسقوط حر لـ «الدولار» بسبب إصرارا ترامب على زيادة الرسوم الجمركية

ارتفاع سعر الذهب عالميا وسط أنباء عن اضطرابات مستقبلية في الدولار

الذهب يتراجع عالميا وسط ترقب لقرار «الفيدرالي الأمريكي» بشأن تحديد أسعار الفائدة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاقتصاد الآن الاقتصاد اليوم الدولار الأمريكي تراجع سعر الدولار تراجع مؤشر الدولار تراجع مؤشر الدولار الأمريكي سعر الدولار سعر الدولار أمام العملات الأجنبية سعر الدولار الأمريكي سعر الدولار اليوم

إقرأ أيضاً:

الدولار الأمريكي.. تراجع تاريخي وتأثيرات عميقة على الاقتصاد العربي والعالمي

تحوّل الدولار الأميركي خلال سبعة عقود من مجرد عملة وطنية في نظام نقدي متعدد إلى ركيزة لا غنى عنها في الاقتصاد الدولي، يتربع على عرش العملات العالمية ويسيطر على حوالي 80% من المعاملات التجارية الدولية، ويرتبط الدولار بأكثر من 33 تريليون دولار سنويًا من التجارة العالمية، منها نحو 24 تريليون دولار في تجارة السلع الأساسية، مثل النفط والمعادن والمواد الغذائية، وحوالي 9 تريليونات دولار في قطاع الخدمات، بما يشمل السياحة والنقل والتكنولوجيا والخدمات المالية.

ولا يقتصر نفوذ الدولار على الاقتصاد فحسب، بل يمتد إلى السياسة والجغرافيا المالية، حيث تحتفظ البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم بحصص ضخمة من احتياطياتها به، ما يجعل عملة الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في صياغة النظام المالي العالمي، وفي العالم العربي، يشكل الدولار حجر الزاوية للمنظومة الاقتصادية والمالية، سواء من حيث الاحتياطات أو الواردات أو العقود التجارية.

تراجع مفاجئ في قيمة الدولار

مع ذلك، شهد الدولار تراجعًا حادًا بنحو 11% خلال النصف الأول من عام 2025، وهو أسوأ أداء نصف سنوي منذ عام 1973، ما أثار قلقًا عالميًا حول استقرار هذه العملة وسيطرتها، ويرجع هذا التراجع إلى عوامل هيكلية متشابكة تهدد تفوق الدولار الذي كان يعتبر ثابتًا لسنوات، وفق تقرير لقناة الجزيرة.

أسباب التراجع

الإفراط في الطباعة النقدية: عقب جائحة كوفيد-19، ضخّت الحكومة الأميركية ما يقارب 5 تريليونات دولار ضمن برامج تحفيزية تعتمد على سياسة التيسير الكمي، والتي أدت إلى زيادة ضخ السيولة دون مقابل إنتاجي حقيقي، مما تسبب في ارتفاع معدلات التضخم واهتزاز الثقة بالدولار.

ارتفاع الدين العام: بلغ الدين العام الأميركي 37 تريليون دولار منتصف عام 2024، وهو الأعلى في التاريخ، مما يزيد المخاوف من استدامة العملة نتيجة التمويل المستمر من خلال طباعة النقود وفرض زيادات ضريبية محتملة.

الاستخدام السياسي للدولار: الإجراءات مثل تجميد الأرصدة الروسية عام 2022 ساهمت في تفاقم الشكوك حول حيادية الدولار كعملة عالمية، مما دفع دولًا كبرى لإعادة النظر في اعتمادها عليه خوفًا من الاستغلال السياسي.

صعود العملات البديلة: توقيع اتفاقيات ثنائية وإقليمية تستخدم العملات المحلية بدلًا من الدولار، إضافة إلى محادثات مجموعة “بريكس” لإنشاء عملة احتياطية جديدة، يعكس توجهًا نحو نظام مالي عالمي متعدد الأقطاب، يقلل من هيمنة الدولار التاريخية.

انعكاسات التراجع على الاقتصاد العالمي

زيادة تكلفة الاستيراد للدول التي تعتمد على الدولار في تسعير وارداتها. تراجع قيمة الاحتياطيات الدولارية للبنوك المركزية. ارتفاع تقلبات أسعار السلع الأساسية مثل النفط والذهب والقمح. اضطرابات في تدفقات الاستثمار وتذبذب في العملات المحلية للأسواق الناشئة.

تأثيرات التراجع على الدول العربية

يرتبط الاقتصاد العربي ارتباطًا وثيقًا بالدولار، سواء عبر ربط العملات الخليجية به أو عبر الواردات والقروض الدولية في الدول غير النفطية مثل مصر وتونس والمغرب. وتحتفظ البنوك المركزية العربية بمئات المليارات من الدولارات، أغلبها على هيئة سندات خزانة أميركية.

تآكل الاحتياطيات: يؤدي انخفاض قيمة الدولار إلى تراجع القوة الشرائية لهذه الاحتياطيات، ما يستلزم مبالغ أكبر لتمويل الاستيراد. عجز الموازنات: انخفاض قيمة الدولار يضعف الإيرادات الحكومية الحقيقية ويرفع تكاليف الواردات وخدمة الدين، مما يفاقم الفجوات التمويلية. ضغوط معيشية: ارتفاع تكلفة السلع المستوردة يؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية والطبية والطاقة، مما يقلص القدرة الشرائية للمواطنين. انتقال التضخم: ربط العملات المحلية بالدولار يجعل التضخم العالمي ينعكس بشكل مباشر على الأسعار المحلية، مع محدودية أدوات احتواء الحكومات.

انعكاسات على الشركات والأفراد

الشركات: تعاني من تقلص هوامش الربح بسبب تقلبات سعر الصرف، ويواجه قطاع الطاقة والإنشاء مشاكل في العقود المقومة بالدولار، بينما قد تتحسن التنافسية الصادرة لبعض الشركات على المدى القصير. الأفراد: يتأثرون بتآكل قيمة التحويلات المالية من الخارج، وضعف المدخرات بالدولار، وتقلبات الرواتب المرتبطة بالعملة، وارتفاع الأسعار وصعوبة التخطيط المالي في ظل حالة عدم الاستقرار.

خطوات التكيف مع الواقع الجديد

الحكومات: يجب تنويع الاحتياطيات عبر زيادة حصة اليورو واليوان والذهب، توقيع اتفاقيات لتداول العملات المحلية مع شركاء تجاريين، وتعزيز الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الاستيراد. الشركات: تطبيق استراتيجيات تحوط مالي باستخدام العقود الآجلة وصناديق العملات، مراجعة العقود طويلة الأجل لتشمل سلال عملات متعددة، وتنويع مصادر التمويل والموردين. الأفراد: تنويع المدخرات في أصول متعددة، مراقبة أسعار الصرف واختيار أوقات مناسبة للتحويل، وترشيد الإنفاق لمواجهة ارتفاع الأسعار وتقلبات السوق.

هذا ويعيش الدولار الأميركي اليوم لحظة تحوّل كبيرة قد تعيد رسم ملامح النظام المالي العالمي. التراجع الملحوظ في قيمته يفرض على الدول العربية، بحساسيتها العالية لاعتمادها عليه، ضرورة مراجعة مواقفها الاقتصادية والمالية بشكل عاجل، لتعزيز مرونتها وقدرتها على مواجهة التحديات المالية والجيوسياسية المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • أبو هميلة: انضمام مصر لبريكس يدشّن شراكة اقتصادية قوية ويقلل الاعتماد على الدولار
  • الدولار بـ 49.39 جنيه.. أسعار العملات الأجنبية ختام الأحد
  • الدولار الأمريكي.. تراجع تاريخي وتأثيرات عميقة على الاقتصاد العربي والعالمي
  • سيف بن زايد: الإمارات الثالثة عالمياً في الثروات السيادية وأصول المعاشات التقاعدية
  • سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم السبت 10 -1-1447
  • تعرف على أبرز الوثائق والتحقيقات التي تفضح الاحتلال.. الأكثر إجراما عالميا
  • أستراليا تتوقع بقاء التعريفة الجمركية الأمريكية الأساسية بنسبة 10%
  • كيف يؤثر تراجع الدولار على اقتصادات ومواطني الدول العربية؟
  • ترامب يُصعّد الضغوط الجمركية بخطابات إلى شركاء التجارة حول تعريفات جديدة
  • أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم مقابل الجنيه