قُتل 13 فلسطينيا وأصيب أكثر من 200، اليوم الخميس، برصاص القوات الإسرائيلية قرب مركز المساعدات في محيط حاجز “نتساريم” وسط قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية في القطاع القول إن أكثر من 13 مواطنا قتلوا وأصيب نحو 200 آخرين بنيران القوات الإسرائيلية عند مركز توزيع المساعدات.

وشهد قطاع غزة يوم الأربعاء واحدًا من أكثر الأيام دموية خلال التصعيد الحالي، حيث قتل 60 فلسطينياً على الأقل وأصيب 363 آخرون، إثر إطلاق نار وغارات إسرائيلية استهدفت بشكل خاص مواقع قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، وفق مصادر طبية فلسطنية.

وكانت أغلب الضحايا والمصابين في مناطق توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، حيث أفادت وزارة الصحة في غزة بأن عدد ضحايا المستشفيات القريبة من هذه المواقع ارتفع إلى 224 قتيلاً وأكثر من 1858 مصاباً منذ بداية التصعيد. وأكد مسؤولون طبيون في مستشفيي الشفاء والقدس مقتل 25 فلسطينياً وإصابة العشرات أثناء اقترابهم من مركز توزيع المساعدات في منطقة نتساريم وسط القطاع. كما قتل 14 شخصاً وأصيب آخرون في حادث مماثل قرب مركز توزيع تابع لنفس المؤسسة في رفح جنوب القطاع.

بدورها، أوضحت القوات الإسرائيلية أن إطلاق النار جاء باتجاه “مشتبه بهم” كانوا يشكلون تهديداً في منطقة ممر نتساريم، مؤكدة أنها أطلقت طلقات تحذيرية عدة، في حين لا تزال التفاصيل قيد المراجعة.

من جانبها، أكدت مؤسسة غزة الإنسانية عدم علمها بتفاصيل الحوادث، مشددة على عملها بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية لتأمين طرق آمنة لتوزيع المساعدات، ودعت السكان إلى اتباع التعليمات بدقة لتفادي المخاطر.

وأوضحت المؤسسة أنها وزعت 2.5 مليون وجبة في يوم واحد، وهو أكبر رقم منذ بدء عملياتها في أواخر مايو، ليصل إجمالي الوجبات المقدمة إلى أكثر من 16 مليون وجبة.

في المقابل، نددت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة بالهجمات المتكررة، معربة عن قلقها من تقديم المساعدات عبر المؤسسة المدعومة من جهات خاصة ذات دعم عسكري إسرائيلي، معتبرة ذلك انتهاكاً للمعايير الإنسانية.

على صعيد متصل، وجهت “مؤسسة غزة الإنسانية” اتهامات لحركة “حماس” بتنفيذ هجوم متعمد استهدف حافلة تقل موظفيها جنوب القطاع، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، في حادث وصفته المؤسسة بـ”العمل الوحشي”.

وأشارت إلى أن الحافلة كانت تقل أكثر من عشرين عضواً من فريق الإغاثة في طريقهم إلى مركز توزيع المساعدات غرب خان يونس، قبل أن تتعرض للهجوم قرابة الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي، وأبدت المؤسسة قلقها من احتمال وجود رهائن بين الركاب، مؤكدة أن الضحايا كانوا يعملون في المجال الإنساني وسط ظروف خطرة.

في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وحدة أمنية تابعة لحماس نفذت إعدامات بحق 12 فرداً من “عصابة أبو شباب” المتهمة بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، فيما قدم الجيش الإسرائيلي دعماً جوياً لهذه الميليشيا خلال اشتباكات مع عناصر حماس، في تطور يعكس تصعيداً جديداً في المشهد الأمني داخل القطاع.

وتستمر جهود الوساطة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لم يظهرا استعداداً للتنازل عن مطالبهما الأساسية، مما يزيد من مخاوف استمرار الأزمة وتصاعد معاناة المدنيين.

وتشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن حصيلة ضحايا التصعيد المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 55,104 شهداء و127,394 إصابة، مع تسجيل 123 قتيلاً و474 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية.

الجمعية العامة للأمم المتحدة تستعد للتصويت على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

تعتزم الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 دولة عضواً، التصويت اليوم الخميس على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وسط توقعات بموافقة واسعة على النص.

ويأتي هذا التصويت في ظل ضغوط إسرائيلية مكثفة على الدول الأعضاء لمنع المشاركة، وُصفت بأنها محاولة لعرقلة ما وصفتها تل أبيب بـ”مسرحية ذات دوافع سياسية وغير مجدية”، ويُذكر أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانونياً، لكنها تعكس غالباً الموقف الدولي العام تجاه النزاعات.

ويعاني قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، أزمة إنسانية متفاقمة، مع تحذيرات أممية من خطر مجاعة وشيكة. ويأتي التصويت قبل مؤتمر للأمم المتحدة مقرر الأسبوع المقبل يهدف إلى تعزيز جهود حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

في المقابل، حذرت الولايات المتحدة الدول من اتخاذ إجراءات “معادية لإسرائيل” عقب المؤتمر، مشيرة إلى احتمال فرض “عواقب دبلوماسية” على من يتجاوز هذه التوجيهات، وكانت واشنطن قد استخدمت حق النقض الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبرة أن المشروع قد يعرقل جهود التوسط التي تقودها.

ومع ذلك، حظي مشروع القرار في مجلس الأمن بتأييد 14 دولة من أصل 15.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أحداث غزة أطفال غزة أطفال غزة يموتون جوعا الجوع في غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة وقف إطلاق النار غزة توزیع المساعدات إطلاق النار مرکز توزیع قطاع غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

الخطة الجديدة المدعومة من أمريكا لمساعدات غزة ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟

عواصم - الوكالات

بدأت مؤسسة مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة توزيع الطرود الغذائية في قطاع غزة في نهاية شهر مايو، وتشرف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني، لكن الأمم المتحدة ترفض النموذج بوصفه غير كاف وخطر وينتهك قواعد النزاهة.

وأُطلقت مؤسسة غزة الإنسانية بعد أن فرضت إسرائيل حصارا شاملا على جميع الإمدادات إلى غزة لثلاثة أشهر تقريبا، وهو ما تقول الأمم المتحدة إنه جعل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على شفا المجاعة.

وتقول إسرائيل إن النظام السابق لتوزيع المواد الغذائية، الذي تأسس قبل عقود من الزمن وتم تعزيزه خلال الحرب، أتاح لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تحويل مسار المساعدات.

والهدف المعلن لمؤسسة غزة الإنسانية هو التخفيف من حدة الجوع. لكن الخطة تعرضت لانتقادات وتخضع للتدقيق بعد مقتل عشرات الفلسطينيين في عمليات إطلاق نار خلال محاولتهم الحصول على المساعدات من مواقعها.

* ما مؤسسة غزة الإنسانية؟

تم إطلاق مؤسسة غزة الإنسانية الشهر الماضي، بدعم من الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية.

وقالت المؤسسة إنها تعتزم العمل مع شركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة. وقال مصدر مطلع إن المؤسسة تلقت بالفعل تعهدات بأكثر من 100 مليون دولار. ولم تفصح المؤسسة بعد عن مصدر هذه الأموال.

وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمنإن مسؤولين أمريكيين كبارا يعملون مع إسرائيل لتمكين المؤسسة من بدء العمل، وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون. وقالت إسرائيل إنها ستسمح للمؤسسة بأن تباشر عملها دون المشاركة في إيصال المساعدات.

وفي الأسبوع الماضي، عيّنت مؤسسة غزة الإنسانية القس الدكتور جوني مور، وهو زعيم مسيحي إنجيلي أمريكي ومستشار سابق للرئيس دونالد ترامب، رئيسا تنفيذيا لها، وحل محل جيك وود، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي، الذي أعلن استقالته عشية إطلاق مؤسسة غزة الإنسانية في 26 مايو أيار، قائلا إن المؤسسة لا يمكنها الالتزام بالمبادئ الإنسانية.

* كيف ستعمل الخطة الجديدة؟

افتتحت المؤسسة ثلاثة مواقع للتوزيع، من بينها موقعان في منطقة رفح في غزة، وموقع في وسط غزة. وتقول المؤسسة إنها تعتزم افتتاح المزيد من المواقع بالإضافة إلى آليات لإيصال المساعدات إلى أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إليها.

وقالت في الخامس من يونيو حزيران إنها وزعت أكثر من 130 ألف صندوق من المساعدات، لكن عملية التوزيع تعطلت بعد إطلاق نار أسقط قتلى قرب مواقع المساعدات التي يقول مسؤولو الصحة الفلسطينية إنها أسفرت عن مقتل العشرات على مدى ثلاثة أيام.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته فتحت النار على مجموعات اعتبرتها تشكل تهديدا واقتربت من مواقعها.

وقالت المؤسسة إن أولويتها القصوى هي ضمان سلامة وكرامة المدنيين الذين يتلقون المساعدات.

* لماذا لا تعمل الأمم المتحدة مع نموذج التوزيع الجديد؟

تقول الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية.

وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه لا ينبغي إضاعة الوقت في هذا الاقتراح الذي قال إنه سيؤدي إلى مزيد من النزوح وتعريض الناس للأذى وحصر المساعدات في جزء واحد من غزة.

ومنذ وقوع عمليات إطلاق النار، اشتدت انتقادات الأمم المتحدة، إذ قال المسؤولون إن ندرة المواقع ومخاطر الوصول إليها تعني استبعاد الفئات الأكثر ضعفا، بمن فيهم الجرحى وكبار السن والأطفال الصغار الذين يعانون من ضعف شديد من الجوع يجعلهم لا يستطيعون التوجه إلى هناك.

وقال جيمس إيلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الذي التقى أهالي غزة الذين حاولوا الحصول على مؤن المؤسسة، إن بعض الذين غادروا المواقع دون الحصول على شيء ساروا مسافة تصل إلى 20 كيلومترا للوصول إلى هناك وبدت عليهم علامات واضحة لسوء التغذية مثل بروز أضلاعهم.

وعلى النقيض من ذلك، وخلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت شهرين في بداية هذا العام، كان لدى الأمم المتحدة وشركائها حوالي 400 موقع توزيع، ووزعت المؤن الغذائية من منزل إلى منزل وأعدت وجبات طازجة.

واعترض بعض المسؤولين أيضا على محتويات صناديق الغذاء التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، قائلين إنها غير كافية وتحتاج إلى الطهو في ظل شح المياه النظيفة والوقود.

ووصفت منظمات إغاثية أخرى مثل الصليب الأحمر منظومة المساعدات الجديدة بأنها لا تفي بالغرض، قائلة إنه لا ينبغي تسييس المساعدات وعسكرتها. وأظهرت الخرائط التي شاركتها الحكومة الإسرائيلية والأمم المتحدة أن مواقع مؤسسة غزة الإنسانية تقع داخل المناطق العسكرية الإسرائيلية.

* لماذا طرحت خطة بديلة لتوزيع المساعدات؟

منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس آذار متهمة حماس بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة.

وفي أوائل أبريل نيسان، اقترحت إسرائيل "آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات" إلى غزة. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش سرعان ما رفضها.

وتزايد الضغط على إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات.

وحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع مدعوم من الأمم المتحدة، من وقوع المجاعة.

ووسط جمود بشأن المقترح الإسرائيلي، دعمت واشنطن مؤسسة غزة الإنسانية المنشأة حديثا.

في غضون ذلك، سمحت إسرائيل باستئناف دخول مساعدات محدودة بموجب نموذج التوزيع الحالي حيث تفحص المساعدات أولا ثم تعتمدها لتأخذها الأمم المتحدة بعد ذلك وتوزعها.

ومع ذلك، تشكو المنظمة الدولية من أن معظم طلبات البعثات منذ أواخر أيار مايو رفضتها إسرائيل أو أعاقتها، وتدعوها إلى فتح مزيد من المعابر وتخفيف القيود.

مقالات مشابهة

  • غزة.. مقتل 60 فلسطينيا معظمهم قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية
  • مؤسسة غزة الإنسانية تتهم حماس بقتـ.ـل خمسة من موظفيها
  • عشرات الضحايا بقصف إسرائيلي قرب موقع توزيع مساعدات في غزة
  • استشهاد 60 فلسطينيًا معظمهم قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية
  • «مثلث الموت» في غزة.. قصف مركز مساعدات يوقع عشرات القتلى والجرحى
  • جريمة جديدة.. الاحتلال يطلق النار تجاه مئات الفلسطينين بنقاط توزيع المساعدات
  • غارة دامية على جباليا.. الاحتلال يدمر منزلًا ويسقط عشرات الجرحى
  • العربية لحقوق الإنسان: يجب حل مؤسسة غزة وملاحقة القائمين عليها
  • الخطة الجديدة المدعومة من أمريكا لمساعدات غزة ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟