السودان: ترتيبات لبدء استبدال العملة بولايتي الخرطوم والجزيرة
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
لجنة استبدال العملة في السودان أكدت خلال اجتماعها ضرورة إدخال جميع الوحدات الإيرادية المحلية والاتحادية ضمن نظام السداد والتحصيل الإلكتروني.
بورتسودان: التغيير
بحثت اللجنة العليا لاستبدال العملة السودانية، آخر ترتيبات واستعدادات المصارف لبدء استبدال العملة بولايتي الخرطوم والجزيرة اللتين استعاد الجيش السيطرة عليها من قوات الدعم السريع، كما بحثت عدداً من الموضوعات ذات الصلة بعملية الاستبدال.
وأعلن بنك السودان المركزي في 9 نوفمبر الماضي، طرح عملة نقدية جديدة لفئة الألف والخمسائة جنيه، وطالب بإيداع الفئات المتداولة في حسابات الأشخاص بالبنوك دون السماح بالاستبدال، على أن يوقف التعامل بالطبعات الحالية لاحقًا.
وأفاد إعلام مجلس السيادة السوداني، ان عضو المجلس، مساعد القائد العام للجيش إبراهيم جابر، ترأس يوم الثلاثاء، اجتماع لجنة استبدال العملة، بحضور وزير مجلس الوزراء المفوض بمهام رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء والمؤسسات الاقتصادية والأمنية ذات الصلة.
وذكر أن الاجتماع استمع إلى تنوير حول آخر الاستعدادات لبدء عملية استبدال العملة بولايتي الجزيرة والخرطوم، علاوة على جملة من الموضوعات والتطورات الخاصة بخدمة الدفع عبر الموبايل ومتابعة عمل لجان الاستبدال بالولايات وجهود منع ظواهر الاتجار بالعملة.
كما اطلع عضو مجلس السيادة على تقارير سير أعمال اللجنة الإشرافية لغرفة طوارئ الدفع الإلكتروني.
وتطرق الاجتماع إلى مشروع الحكومة الإلكترونية، واستمع إلى شرح حول خطط ديوان الزكاة للتحصيل عبر منصة الدفع الإلكتروني.
وقال وزير الثقافة والإعلام، الناطق باسم الحكومة خالد الإعيسر في تصريح صحفي، إن الاجتماع أمن على ضرورة إدخال جميع الوحدات الإيرادية المحلية والاتحادية ضمن نظام السداد والتحصيل الإلكتروني.
وأشار إلى موقف الربط بين التطبيقات المصرفية، حيث أكملت نحو ثمانية عشر مصرفاً ربط تطبيقات تسهيل التحويلات الإلكترونية.
وشملت عمليات الاستبدال الفترة الماضية ولايات البحر الأحمر، كسلا، القضارف، نهر النيل، الشمالية، النيل الأبيض، النيل الأزرق وسنار، على أن تجري عمليات استبدال لاحقة في المناطق التي تستعاد من قبضة الدعم السريع.
وكانت اللجنة اطلعت على تقرير من وفد مكلف بمتابعة الوضع في ولاية الخرطوم، وقررت وضع إطار زمني لمعالجة المشكلات المتعلقة بقبول الإيداعات، وليس عملية الاستبدال نفسها.
الوسومإبراهيم جابر الجزيرة الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان اللجنة العليا لاستبدال العملة النيل الأزرق بورتسودان خالد الإعيسر سنارالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إبراهيم جابر الجزيرة الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان اللجنة العليا لاستبدال العملة النيل الأزرق بورتسودان خالد الإعيسر سنار استبدال العملة
إقرأ أيضاً:
حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
دخل الصراع المستمر في السودان مرحلة جديدة وغاية في التعقيد، بعد أن حولت قوات الدعم السريع المواجهات على الأرض إلى حرب جوية مسيّرة، عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات الدقيقة بالطائرات بدون طيار على مواقع استراتيجية في بورتسودان والخرطوم وكوستي ومروي وأم درمان، ما يعيد رسم معادلة النزاع ويهدد بإطالة أمد الحرب لسنوات.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “سودان تربيون”، نفذت قوات الدعم السريع 17 هجومًا مسيّرًا استهدفت خلالها قواعد عسكرية، مطارات، منشآت للطاقة ومستودعات وقود، في إطار تصعيد يُفهم على أنه محاولة لفرض واقع عسكري جديد يضعها على قدم المساواة مع الجيش السوداني في السيطرة على الأجواء.
وصرّح مصدر في الدعم السريع للموقع ذاته، أن أبرز الأهداف شملت قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة، والتي تعرضت لهجوم في مايو الماضي، إضافة إلى منشآت استراتيجية في عطبرة وكوستي ومروي.
في المقابل، رد الجيش السوداني باستعادة السيطرة على مدينة الصالحة جنوب أم درمان نهاية مايو، وضبط ترسانة من الطائرات المسيّرة الحديثة وأجهزة تشويش، ما يشير إلى حجم وتعقيد المواجهة التقنية بين الطرفين.
ويصف خبراء عسكريون هذه المرحلة بأنها نقطة تحول حاسمة في مسار النزاع. وقال العميد المتقاعد في سلاح الجو السوداني، عادل عبد اللطيف، في حديثه لـ”سودان تربيون”، إن الطائرات المستخدمة من قبل الدعم السريع تنتمي إلى فئة MALE (متوسطة الارتفاع وطويلة التحليق)، ويمكنها البقاء في الجو نحو 30 ساعة وتنفيذ مهام استخباراتية وقتالية عالية الدقة.
كما كشفت تقديرات حكومية أن الدعم السريع استخدم طائرات صينية من طراز FH-95، وهي مسيّرات متعددة المهام قادرة على شن هجمات دقيقة من مسافات بعيدة.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الجيش فقد السيطرة المطلقة على المجال الجوي، مؤكداً أن قوات الدعم السريع “كسرت احتكار سلاح الجو للمجال الجوي”، في تطور يصفه بالمفصلي في توازن القوى.
في هذا السياق، اعتبر عبد اللطيف أن الجيش لا يزال يستخدم الطائرات المسيّرة بصورة تكتيكية محدودة لدعم القوات البرية، مثل الهجمات الأخيرة على مطار نيالا، فيما تعتمد قوات الدعم السريع على المسيرات في ضربات استراتيجية موسّعة، تهدف إلى تقويض البنية التحتية الحيوية للجيش.
من جانبهم، يرى مراقبون سياسيون أن التصعيد الجوي يحمل رسالة ضغط مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لدفعه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
لكن دبلوماسيًا غربيًا نبه لـ”سودان تربيون” إلى أن “الطرف المنتصر غالباً ما يفتقر إلى الحافز لتقديم تنازلات”، رغم إقراره بتغير اللهجة التفاوضية لدى قادة الجيش والدعم السريع مؤخراً، إذ “يشعر كل طرف أنه يمتلك زمام المبادرة”.
وأكد الدبلوماسي أن تحول الحرب إلى الجو يُدخل السودان في مرحلة بالغة الحساسية، خاصة مع وجود تدخلات إقليمية ودولية تعمّق تعقيدات النزاع.
ويرى خبراء أن تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين بات صعبًا، بسبب الخسائر البشرية والتقنية الفادحة، خصوصاً في القوات الجوية، التي تتطلب زمنًا طويلاً وموارد ضخمة لتعويضها.
وتشير هذه التطورات إلى أن الحرب في السودان لم تعد محصورة بالأرض، بل باتت تتحرك في فضاء أكثر تعقيدًا وخطورة، ما يزيد من مأساة المدنيين ويُبعد احتمالات الحل السياسي في المدى القريب.