ثلاث عواصم خليجية تستعد لإستقبال الرئيس ترامب.. رسائل الردع وقرارات الحرب والسلام وتوقيع الصفقات
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
يترقب العالم نتائج زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة الى المنطقة ، حيث يستعد للقيام بأول جولة خارجية له في ولايته الثانية، حيث سيزور المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة في الفترة من 13 إلى 16 مايو 2025، وفقًا لما أعلنته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت.
وهذه ثاني رحلة دولية يجريها الرئيس الأميركي منذ تنصيبه في 20 يناير، بعد زيارته المقرّرة إلى الفاتيكان لحضور مراسم جنازة البابا فرنسيس السبت.
أهداف الزيارة
وتهدف الجولة إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دول الخليج، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، بما في ذلك الحرب في غزة والمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
كما يسعى ترامب إلى طمأنة شركاء الولايات المتحدة في الخليج بشأن التزام واشنطن بأمن المنطقة، ومناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية.
أبرز الملفات المطروحة في زيارة ترامب
ومن المتوقع أن تتناول المباحثات عدة ملفات رئيسية، أبرزها التهديد الإيراني عبر مناقشة سبل التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة في ظل المفاوضات النووية الجارية.
كما يحتمل مناقشة الوضع في غزة ببحث التطورات الأخيرة في الصراع بين إسرائيل وحماس، ودور دول الخليج في دعم جهود التهدئة وإعادة الإعمار، فضلاً عن التعاون الاقتصادي عبر استكشاف فرص جديدة للاستثمار والتعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، بما يعزز النمو الاقتصادي في المنطقة.
علاقات متينة ومصالح مشتركة
وسبق لترامب أن زار المملكة العربية السعودية في مايو 2017، وكانت تلك الزيارة الأولى له إلى الخارج كرئيس، حيث شهدت توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي وعسكري كبيرة.
كما استضاف قادة من دول الخليج في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى، مما يعكس أهمية العلاقات الأمريكية الخليجية في استراتيجياته السياسية والاقتصادية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تتصاعد التوترات في غزة، وتستمر المفاوضات النووية مع إيران، مما يجعل من هذه الجولة اختبارًا حقيقيًا لتحالفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وقدرتها على الحفاظ على استقرار المنطقة وتعزيز التعاون مع شركائها التقليديين.
ومن المتوقع أن تسفر هذه الجولة عن تعزيز العلاقات الثنائية، وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات مختلفة، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بدورها القيادي في المنطقة، وسعيها لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات الرد الإيراني على ضربة أمريكية: استهداف القواعد وإغلاق الخليج
د. حامد محمود
رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز العرب للدراسات الاستراتيجية د. حامد محمود مع تزايد الحشود العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وإعلان القوات الأمريكية أنها في حالة تأهب قصوى في قواعدها بجميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الإمارات والأردن والسعودية، بالإضافة إلى ترحيل أسر الموظفين والجنود الأمريكيين من الخليج، وبدء مغادرة الأمريكيين المقيمين في إسرائيل، وسحب بعض القطع العسكرية الحساسة من قطر والبحرين، يتداعى التساؤل حول أسباب تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا، وما طبيعة السيناريوهات المطروحة حال تعرض إيران لضربة أمريكية محتملة، ولا سيّما منشأة “فوردو” النووية التي يُجرى فيها التخصيب العالي لليورانيوم.
الحشد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط
أرسلت الولايات المتحدة نحو 30 طائرة للتزود بالوقود إلى أوروبا، يمكن استخدامها لمساندة الطائرات المقاتلة التي تحمي القواعد الأمريكية، أو لتوسيع مدى القاذفات المشاركة في أي ضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية. وترافق ذلك مع قلق متزايد بين المسؤولين الأمريكيين من احتمال اندلاع حرب أوسع، في ظل ضغط إسرائيلي على البيت الأبيض للتدخل في الصراع مع إيران.
كما عززت الولايات المتحدة من وجودها العسكري بإعادة نشر طائراتها وسفنها الحربية في الشرق الأوسط وحوله، في خطوة تهدف إلى حماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية.
ورغم أن الجيش الأمريكي لم ينفذ أي عمليات هجومية ضد إيران حتى الآن، فقد اقتصر على توجيه ضربات دفاعية لاعتراض الصواريخ الإيرانية التي تستهدف إسرائيل.
وذكرت مجموعة “أورورا إنتل”، المتخصصة في مراقبة المعلومات المفتوحة في الشرق الأوسط، في تقرير لها، أن سلاح الجو الأمريكي نشر طائرات للتزود بالوقود ومقاتلات في مواقع استراتيجية بأوروبا، تشمل بريطانيا، إسبانيا، ألمانيا، واليونان، استنادًا إلى بيانات من مواقع تتبع الطائرات.
كما تجري المقاتلات الأمريكية دوريات في أجواء الشرق الأوسط لحماية الأفراد والمنشآت، في وقت تم فيه رفع مستوى التأهب في القواعد العسكرية، واتخاذ إجراءات أمنية إضافية.
وشملت خطة إعادة تموضع القوات الأمريكية في المنطقة حاملات الطائرات “يو إس إس ذا سوليفانز” و”يو إس إس أرلي بيرك”، واللتين شاركتا في التصدي للضربات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقد انضمت السفينة “يو إس إس توماس هادنر” هذا الأسبوع إلى “ذا سوليفانز” في شرق البحر الأبيض المتوسط لمواصلة الضربات الدفاعية، بينما غادرت “أرلي بيرك” المنطقة. وتوجد حاليًا حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فنسون” في بحر العرب، ترافقها أربع سفن حربية ضمن مجموعتها القتالية. ورغم أنها لا تشارك في العمليات الدفاعية عن إسرائيل، إلا أنها متمركزة لتوفير الحماية للقوات والقواعد الأمريكية في محيط خليج عُمان والخليج العربي.
وتشير التقارير إلى أنه من المتوقع أن تحل حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” محل “كارل فنسون”، وهي تبحر حاليًا من منطقة المحيطين الهندي والهادئ باتجاه الشرق الأوسط.
كما تنتشر مدمرات أمريكية في البحر الأحمر، وأخرى متمركزة في غرب البحر الأبيض المتوسط، وتشارك في مناورات بحر البلطيق.
ولا توجد حاليًا أي قاذفات “B-2” في الشرق الأوسط، لكن قاذفات “B-52” متمركزة في قاعدة “دييغو غارسيا”، وهي قادرة على إطلاق ذخائر ذات أحجام أصغر. أما في حال تقرر استخدام “B-2”، فستلزمها رحلة ذهاب وإياب تستغرق 30 ساعة من قاعدة “وايتمان” الجوية في ولاية ميزوري، مع الحاجة للتزود بالوقود عدة مرات خلال الطريق.
⸻
سيناريوهات الرد الإيراني على ضربة عسكرية أمريكية
استهداف القواعد الأمريكية – ضرب حقول النفط – إغلاق مضيق هرمز
لن تحتاج إيران إلى تحضيرات كبيرة لمهاجمة القواعد الأمريكية في المنطقة، إذ يمتلك الجيش الإيراني قواعد صاروخية تقع ضمن نطاق استهداف سهل يشمل البحرين وقطر والإمارات.
وهكذا، تقف منطقة الشرق الأوسط أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة للرد الإيراني على الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية المحتملة.
⸻
السيناريو الأول: ضرب القواعد الأمريكية وإسرائيل بالصواريخ
إيران تمتلك آلاف الصواريخ متوسطة المدى القادرة على الوصول إلى القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك مواقع في العراق وقاعدة العديد الجوية في قطر.
في عام 2020، استهدفت إيران قواعد جوية في العراق تستضيف قوات أمريكية ردًا على مقتل الجنرال قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة. ورغم عدم وقوع قتلى بين الأمريكيين، فقد تم إخلاء القاعدة في الوقت المناسب بعد تلقي تحذيرات.
أي هجوم جديد قد يستهدف عدة قواعد في وقت متزامن، ويشمل مشاركة وكلاء إيرانيين في العراق واليمن، مما يصعّب مهمة اعتراض الصواريخ.
⸻
السيناريو الثاني: مهاجمة حقول النفط في المنطقة
ينتج الشرق الأوسط نحو 30% من إمدادات النفط العالمية، خصوصًا في السعودية والإمارات والكويت.
في عام 2019، أدى هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ على منشأة نفطية سعودية، قيل إنه تم برعاية إيران، إلى خفض الإنتاج السعودي للنصف مؤقتًا، مما تسبب بتوقف نحو 5% من إمدادات النفط العالمية.
ورغم حدوث تقارب لاحق بين السعودية وإيران، فإن طهران لم تستبعد استهداف منشآت نفطية إقليمية حال تعرض مواقعها النووية لهجوم.
ويكمن التحدي أمام إسرائيل والولايات المتحدة في تدمير أكبر عدد ممكن من بطاريات الصواريخ الإيرانية في الموجة الأولى، للحد من حجم الرد.
⸻
السيناريو الثالث: إغلاق الملاحة في الخليج العربي
الخليج العربي هو ممر رئيسي لشحنات النفط، إذ تمر عبره نحو 30% من الإمدادات العالمية.
وقد يؤدي أي تصعيد عسكري إلى توقف حركة الشحن البحري، وقد نصحت “وكالة التجارة البحرية في المملكة المتحدة” السفن بالإبحار بحذر في المنطقة.
⸻
في التحليل النهائي:
إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الحملة الإسرائيلية وهاجمت منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، فمن شبه المؤكد أن الحوثيين سيستأنفون قصف السفن في البحر الأحمر.
كما ستسعى الجماعات الموالية لإيران في العراق وسوريا إلى استهداف القواعد الأمريكية هناك.
وفي حال وقوع هجوم، قد تبدأ إيران بزرع ألغام بحرية في مضيق هرمز، في محاولة لإبطاء حركة السفن الحربية الأمريكية.
كما أن إيران أعدّت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لاستهداف قواعد أمريكية في الشرق الأوسط، خاصة تلك الواقعة في الدول العربية التي تشارك في أي هجوم عليها.