موسكو تضرب من الجو والبحر.. تصعيد جديد يستهدف العمق الأوكراني
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تطور ميداني خطير يعكس تصاعدًا في وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، عن تنفيذ ما وصفته بـ"ضربة ضخمة ومنسقة" ضد منشآت صناعية عسكرية في أوكرانيا، مستخدمة طائرات مُسيّرة وصواريخ دقيقة التوجيه أُطلقت من الجو والبر والبحر.
مصانع لإنتاج المركبات المدرّعة
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الضربات استهدفت منشآت متخصصة في قطاعات الطيران والصواريخ والفضاء، إضافة إلى مصانع لإنتاج المركبات المدرّعة، ووقود الصواريخ، والبارود.
وأشارت إلى أن العملية كانت "ناجحة" في ضرب "البنية التحتية الدفاعية الأوكرانية"، في خطوة قد تُفهم كمحاولة لتعطيل القدرات العسكرية والصناعية لكييف.
كييف في مرمى أكبر هجوم هذا العام
بالمقابل، أفادت السلطات الأوكرانية بأن كييف تعرّضت الليلة الماضية لأعنف هجوم صاروخي منذ بداية العام، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص، وإصابة أكثر من 70 آخرين، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة طالت مناطق عدة من العاصمة.
وأصابت الضربات خمسة أحياء مختلفة، حيث اندلعت حرائق في مواقف للسيارات وبعض المباني الحكومية، كما تضررت عدة وحدات سكنية. وأوضح جهاز الطوارئ الأوكراني أن عمليات الإنقاذ لا تزال مستمرة، مع استمرار البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وتجسّد مشاهد المواطنين الذين هرعوا إلى الملاجئ فور إطلاق صافرات الإنذار الجوي، حالة الهلع التي تعيشها كييف مع كل موجة تصعيد. وقد رُصدت مشاهد لعائلات تنزل بسرعة إلى أقبية الأبنية، في محاولة للاحتماء من الهجوم المفاجئ.
الرسائل الاستراتيجية.. من المصنع إلى العاصمة
الضربة الروسية تحمل أبعادًا تتجاوز الاستهداف التكتيكي لمنشآت التصنيع العسكري؛ فهي توجه رسالة مزدوجة: أولًا عبر التأكيد على قدرة موسكو على توجيه ضربات دقيقة لمنشآت عسكرية "عميقة" داخل أوكرانيا، وثانيًا من خلال استهداف العاصمة نفسها، في توقيت حرج تحشد فيه كييف جهودًا دولية لدعم جيشها استعدادًا لهجوم مضاد جديد.
الضربة على كييف، التي لم تشهد هجومًا مشابهًا منذ بداية أبريل، تشير إلى أن روسيا تسعى لإبقاء العاصمة الأوكرانية تحت ضغط دائم، وربما لإحباط أي تصعيد محتمل من جانب أوكرانيا.
الضربات تتجاوز التكتيك
تجدر الإشارة إلى أن استخدام روسيا لصواريخ دقيقة ومسيرات هجومية متعددة المنصات، يعكس تصعيدًا نوعيًا في أدوات الحرب. فالاستهداف المزدوج – الصناعي والعمراني – قد يعكس استراتيجية تهدف لإضعاف الجبهة الخلفية الأوكرانية، وضرب المعنويات، وإبقاء السكان في حالة خوف دائم.
في المقابل، من المتوقع أن تعزز هذه الهجمات الموقف الأوكراني في المحافل الدولية، وسط دعوات متزايدة لتقديم دعم عسكري إضافي، بما يشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
4 قتلى في كييف وخاركيف تتعرض لأوسع هجوم منذ بدء الحرب
تصاعدت الضربات المتبادلة بين أوكرانيا وروسيا في الساعات الأخيرة، حيث أعلنت كييف مقتل 4 أشخاص في قصف روسي مكثّف على العاصمة، بينما أكدت موسكو إسقاط عدة مسيرات.
وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع سلسلة انفجارات ضخمة في مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا، أدت لاندلاع حرائق واسعة جراء هجمات روسية متزامنة ومكثفة بالمسيرات الانتحارية والصواريخ على المدينة.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في خاركيف إن 10 أشخاص على الأقل أصيبوا في حصيلة أولية للهجمات المتواصلة على عاصمة المقاطعة، والتي تتم عبر صواريخ وقنابل موجهة من طائرات روسية ومسيرات انتحارية من طراز شاهد.
كما قال عمدة المدينة إن هجمات صاروخية وبالمسيرات طالت وسط المدينة أيضا.
وكانت السلطات الأوكرانية قد أعلنت مقتل 4 أشخاص على الأقل، وإصابة 16 جراء قصف روسي مكثف على كييف.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن العاصمة استُهدفت بطائرات مسيّرة، وصواريخ "كروز" من نوع "كاليبر".
في المقابل، ذكرت مواقع عسكرية أن الجيش الروسي نفذ ضربات واسعة على مواقع عسكرية وبنى تحتية أوكرانية، باستخدام صواريخ مجنحة من طراز "كاليبر"، ومسيرات "غيران".
وحسب المواقع العسكرية الروسية، فإن الضربات كانت في كييف، و9 مقاطعات أوكرانية أخرى.
إعلانكما بثت تلك المواقع صورا، قالت إنها لتدمير منظومة دفاع جوي أوكرانية من طراز "باتريوت".
من جانبه، قال رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف، فجر اليوم السبت، إن المدينة تتعرّض حاليا لأقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة"، مؤكدا استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والقنابل الموجهة في آن لقصف المدينة.
وعززت روسيا في الأسابيع الأخيرة تقدمها على خط الجبهة، لكن المحادثات الأخيرة في إسطنبول بين موسكو وكييف فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكتب تيريخوف الساعة 4:40 صباحا (01:40 بالتوقيت العالمي) "حتى الآن، سُمع ما لا يقل عن 40 انفجارا في المدينة خلال الساعة والنصف الماضية"، مضيفا أن "الطائرات المسيرة لا تزال تحلّق في السماء"، محذرا من أن "التهديد لا يزال قائما".
وأشار تيريخوف إلى أن غارة على مبنى سكني في منطقة كييفسكي أسفرت عن مقتل شخص واحد.
والخميس، أُصيب ما لا يقل عن 18 شخصا، بينهم 4 أطفال، في غارات على المدينة الشمالية الشرقية تسببت باشتعال النيران في مبنى سكني.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 82 طائرة مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية، بما في ذلك منطقة موسكو على مدى 8 ساعات ونصف الساعة.
وذكرت الوزارة، في بيان، على تطبيق تليغرام أن معظم الطائرات المسيرة دُمرت فوق مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية أو في وسط روسيا مساء اليوم الجمعة.
وفي بيان منفصل على تليغرام، قال رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين إنه جرى تدمير 6 طائرات مسيرة كانت متجهة نحو العاصمة.
والأسبوع الماضي، تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على هجوم أوكراني بطائرات مسيرة دمّرَ طائرات عسكرية عدة قادرة على حمل رؤوس نووية.
وتسعى أوكرانيا إلى التوصل لهدنة فورية وغير مشروطة لمدة 30 يوما، حيث قدمت آخر مقترحاتها إلى موسكو خلال محادثات السلام في إسطنبول الاثنين.
لكن روسيا رفضت مرارا الدعوات إلى وقف إطلاق النار، ومنذ الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022 قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ودُمرت مساحات شاسعة من شرق وجنوب أوكرانيا وأُجبر الملايين على النزوح.
إعلان