تصريحات متضاربة بين بكين وترامب تعمق ضبابية الحرب التجارية
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
في خضم واحدة من أكثر الحروب التجارية اضطرابًا بين قوتين اقتصاديتين، تجدد الجدل بين الصين وأميركا بشأن حقيقة انعقاد مشاورات لتخفيف التوترات الجمركية، وسط تبادل اتهامات يعكس عمق انعدام الثقة بين الطرفين، ويفاقم حالة الغموض التي تؤثر بشكل مباشر على الأسواق العالمية.
نفي صيني وتصعيد أميركيوزارة الخارجية الصينية فاجأت الأسواق ببيان حازم أمس، أكدت فيه أن "الصين والولايات المتحدة لم تعقدا أي مشاورات أو مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية"، مشيرة إلى أن ما تداولته وسائل الإعلام بشأن انعقاد اجتماعات هو مجرد "أخبار كاذبة" لا أساس لها من الصحة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سارع إلى الرد من البيت الأبيض، مؤكداً أن "اجتماعًا عقد بالفعل صباح اليوم بين الجانبين"، دون أن يحدد هوية المشاركين أو مستوى التمثيل الدبلوماسي.
وأضاف بنبرة ساخرة: "ربما نكشف عن الأسماء لاحقًا، لكنهم اجتمعوا هذا الصباح، ونحن نجتمع مع الصين".
لتعود وزارة الخارجية الصينية وتنفي مجددا وبشكل قاطع، الجمعة، أنه لا توجد أي مشاورات أو مفاوضات بين الصين والولايات المتحدة بشأن التعريفات الجمركية.
هذا التناقض الصارخ في التصريحات يعكس التوتر العميق في قنوات الاتصال بين الطرفين، ويعيد إلى الأذهان سنوات من الرسائل المربكة التي ميزت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن منذ عهد ترامب الأول.
اتصالات منخفضة المستوى ومحاولة لاحتواء الأزمةرغم الإنكار الصيني، نقل مسؤول في البيت الأبيض أن "محادثات مباشرة على مستوى منخفض" قد عُقدت بالفعل خلال الأسبوع، إضافة إلى اتصالات هاتفية بين مسؤولين من البلدين.
كما أشار وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إلى ضرورة تهدئة التوترات، مؤكدًا أن "خفض الرسوم الجمركية شرط أساسي لمواصلة أي مفاوضات مجدية" بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كانت إدارة ترامب قد فرضت رسومًا جمركية ضخمة بلغت 145 بالمئة على واردات صينية، في ما بدا أنه تصعيد كبير، أعقبه رد صيني بفرض رسوم على المنتجات الأميركية بنسبة 125 بالمئة، وتشديد القيود على تصدير المعادن الحيوية مثل الغاليوم والغرافيت، التي تُعد أساسية في الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا المتقدمة.
إشارات تراجع من جانب بكين؟في مؤشر غير مباشر على الضغط الداخلي الذي تواجهه بكين، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أن الصين بدأت دراسة إعفاءات جمركية لبعض السلع الأميركية.
كما أظهر تقرير لمجلة Caijing المالية، أن وزارة التجارة الصينية طلبت من الشركات تقديم قوائم بالسلع التي يصعب الاستغناء عنها، تمهيدًا للنظر في إعفائها من الرسوم التي تبلغ حاليًا 125 بالمئة.
وتداولت منصات الأعمال ووسائل التواصل الاجتماعي في الصين قائمة أولية تضم 131 فئة من المنتجات – من اللقاحات إلى محركات الطائرات – دون تأكيد رسمي من وزارة التجارة أو هيئة الجمارك حتى الآن.
ووفق تصريحات لمايكل هارت، رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين، فإن "السلطات الصينية تسأل الشركات عن المنتجات الأميركية التي لا يمكن إيجاد بدائل لها، تحسبًا لمخاطر انهيار سلاسل التوريد".
لكن وبسؤال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن هذا الموضوع، الجمعة، رد أن الوزارة ليست على دراية بالتفاصيل، والإجابة ستكون عند السلطات المختصة.
الواقع الاقتصادي يضغط على الطرفينوراء الخطابات النارية، يظهر الواقع الاقتصادي أكثر تعقيدًا، فالصين، التي تواجه خطر انكماش الأسعار وضعف الاستهلاك، باتت أكثر حساسية لتداعيات الحرب التجارية.
ومع ركود الطلب المحلي وتراجع ثقة المستهلكين، لم يعد تصدير الأزمة إلى الداخل خيارًا سهلًا.
أما في أميركا، فتواجه الشركات ارتفاعًا حادًا في تكاليف الواردات، لا سيما في الصناعات التقنية والإلكترونية، في وقت تسعى فيه الإدارة لتفادي موجة تضخم جديدة قد تُضعف شعبية ترامب قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبحسب تقرير لبلومبرغ، فإن استئناف جزئي للتجارة، عبر إعفاءات محدودة، يمكن أن يوفر متنفسًا لاقتصادَي الطرفين، لكنه لن يعالج جذور الأزمة المتمثلة في نزاع هيكلي حول السيطرة على التكنولوجيا وسلاسل التوريد العالمية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين الولايات المتحدة وزارة الخارجية الصينية ترامب ترامب بكين الصين الحرب التجارية خسائر الحرب التجارية أميركا الولايات المتحدة الصين الولايات المتحدة وزارة الخارجية الصينية ترامب أخبار الصين
إقرأ أيضاً:
عاجل. قبل ساعات من انتهائها.. ترامب يمدد هدنة الرسوم الجمركية مع الصين 90 يومًا
كانت الهدنة التجارية بين بكين وواشنطن على وشك الانتهاء، الأمر الذي كان سيؤدي إلى رفع الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 145%، مقابل رفع الصين رسومها على السلع الأميركية إلى 125%. اعلان
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتمديد الهدنة الجمركية مع الصين لمدة 90 يومًا إضافية، وفق ما نقلت "رويترز" عن مسؤول في البيت الأبيض، وذلك قبل ساعات من انتهاء المهلة التي كانت ستشهد قفز الرسوم الأميركية على السلع الصينية إلى معدلات ثلاثية الرقم.
وكانت الهدنة التجارية بين بكين وواشنطن على وشك الانتهاء عند منتصف ليل الثلاثاء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (04:01 بتوقيت غرينتش)، الأمر الذي كان سيؤدي إلى رفع الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 145%، مقابل رفع الصين رسومها على السلع الأميركية إلى 125%، وهي معدلات كانت ستؤدي فعليًا إلى شبه حظر تجاري متبادل.
ترامب، الذي تجنب في اليوم السابق إعطاء إجابة واضحة للصحفيين حول تمديد الهدنة، قال في مؤتمر صحفي: "سنرى ما سيحدث.. لقد كانوا يتعاملون بشكل جيد. العلاقة جيدة جدًا بيني وبين الرئيس الصيني شي جين بينغ".
تفاصيل الرسوم الحالية ومسار المفاوضات
تخضع الواردات الصينية حاليًا لرسوم بنسبة 30%، تشمل 10% كرسوم أساسية و20% أخرى مرتبطة بإجراءات ضد الفنتانيل فرضتها واشنطن في فبراير ومارس. وكانت بكين قد خفضت بالمثل رسومها على الواردات الأميركية إلى 10%.
وأعلن الطرفان في مايو/أيار عن هدنة في نزاعهما التجاري بعد محادثات في جنيف، على أن تمتد لمدة 90 يومًا لإفساح المجال لمزيد من المفاوضات. وعُقدت جولة جديدة من المحادثات في ستوكهولم أواخر يوليو/تموز، لكنها لم تُسفر عن اتفاق لتمديد الهدنة آنذاك.
Related عرض جديد لتفادي "ضربة اقتصادية".. سويسرا تتحرك لاحتواء أزمة الرسوم الأميركيةترامب يتوعد الهند بزيادة الرسوم الجمركية بسبب شرائها النفط الروسيمتوسط الرسوم الجمركية الأمريكية يصل إلى أعلى مستوى له منذ الكساد العظيمآراء وتحليلات
كيلي آن شو، كبيرة مسؤولي التجارة في البيت الأبيض خلال الولاية الأولى لترامب، والتي تعمل حاليًا لدى شركة Akin Gump Strauss Hauer & Feld، توقعت قبل الإعلان الرسمي أن يمدد ترامب هدنة الرسوم 90 يومًا إضافية، قائلة: "لن تكون مفاوضات على طريقة ترامب إذا لم تصل إلى اللحظات الأخيرة". وأضافت أن التمديد قد يتزامن مع إعلان تقدم في ملفات اقتصادية أخرى.
من جانبه، رحّب رايان ماجروس، المسؤول التجاري الأميركي السابق والمستشار الحالي في شركة King & Spalding، بالخطوة، معتبرًا أنها "ستخفف بلا شك منسوب القلق لدى الجانبين بينما تتواصل المحادثات، ومع سعي الولايات المتحدة والصين للتوصل إلى اتفاق إطاري في الخريف". وأكد أن التمديد سيمنح الجانبين مزيدًا من الوقت لمعالجة القضايا التجارية العالقة.
ملفات أخرى على الطاولة
إلى جانب الملف التجاري، تضغط واشنطن على بكين لوقف شراء النفط الروسي، ملوحة بفرض رسوم ثانوية في حال استمرار تلك المشتريات. كما كان ترامب قد دعا، الأحد، الصين إلى زيادة مشترياتها من فول الصويا الأميركي إلى أربعة أضعاف، لكنه لم يكرر هذا الطلب يوم الإثنين، وسط شكوك محللين بشأن إمكانية تنفيذ مثل هذا الاتفاق.
وأكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن واشنطن تمتلك "مقومات التوصل إلى اتفاق" مع بكين، معربًا عن "تفاؤله" إزاء المسار المستقبلي للمفاوضات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة