«اليونيسف» لـ «الاتحاد»: الإمارات في مقدمة الداعمين لتوفير التطعيمات عالمياً
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أن الإمارات تقوم بجهود كبيرة ودور استثنائي في جهود التحصين العالمية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة إلى أن دور الإمارات، خلال حملة تزويد اللقاحات ضد مرض شلل الأطفال في قطاع غزة، كان أساسياً من خلال الدعم المادي واللوجستي من قبل «مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني».
وقالت لينا الكرد، المتحدثة الإعلامية لـ«اليونيسف» بمكتب منطقة الخليج العربي، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» بمناسبة الأسبوع العالمي للقاحات: «إن من أبرز الجهود المشتركة والمدعومة من الإمارات، حملة التطعيم الجماعية ضد شلل الأطفال في 26 فبراير الماضي، التي استمرت خمسة أيام في قطاع غزة، ووصلت إلى ما يقرب من 603.000 طفل دون سن العاشرة». وأضافت: «لقد تم منح هؤلاء الأطفال، لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد، وذلك بعد وصول شامل ومتزامن إلى جميع المحافظات الخمس خلال وقف إطلاق النار».
وأوضحت أن هذه الجولة كانت الثالثة ضمن ثلاث جولات سبقتها، جولة في شهر سبتمبر، وأخرى في نوفمبر 2024، لافتة إلى أن هذه النتائج تحققت على الرغم من التحديات التي واجهتها الجولة الثالثة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.
وذكرت أن هذا الدعم ساعد في تحقيق أهداف الحملة، ويعكس أهمية الشراكات الدولية والتزاماً مشتركاً بمكافحة الأمراض الوبائية، لافتة إلى أن الحملة التي دعمتها الإمارات جاءت في وقت حرج، خاصة بعد العودة المفاجئة لشلل الأطفال بعد نحو 25 عاماً من القضاء عليه.
تحدٍّ كبير
حول احتفاء العالم بالأسبوع العالمي للقاحات في الفترة من 24 إلى 30 أبريل الجاري، أكدت أن هذا أسبوع لتسليط الضوء على واحد من أهم الإنجازات المنقذة للحياة وهو اللقاحات، والدعوة إلى تجديد الالتزام بتوفير اللقاحات للجميع، وأولهم الأطفال، للوقاية من الأمراض التي تهدد صحة الجميع. وقالت: «على رغم الإنجازات التي تم تحقيقها في مجال تزويد اللقاحات وتحصين الأطفال، فإن جهود التحصين العالمية معرضة لخطر متزايد، بسبب نقص كبير في التمويل، وبسبب الأزمات الإنسانية، مثل الحروب والكوارث وأيضاً المعلومات المضللة». وأضافت: «ملايين الأطفال والمراهقين والبالغين معرضون لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها، وخاصة في الشرائح السكانية الأكثر حاجة، والذين يعيشون في مناطق نزاعات أو في الأماكن الأشد فقراً في العالم، أو ممن يضطرون للجوء والنزوح».
وشددت المتحدثة الإعلامية لـ«اليونيسف» بمكتب منطقة الخليج العربي، على أن اللقاحات أنقذت حياة أكثر من 150 مليون شخص على مدى العقود الخمسة الماضية، أي من عام 1974، إلا أن العديد من دول العالم تعيش حالياً في ظروف مضطربة بشدة، حيث يتوفى ملايين الأطفال سنوياً من جراء أمراض يمكن منعها ومعالجتها. وأكدت الكرد أن بمقدورنا تحقيق مستقبل يكون جميع الأطفال فيه محميين باللقاحات المنقذة للحياة؛ لأنَّ من حق جميع الأطفال التمتع بالصحة أينما كانوا.
وحول أسباب توقف حملات التحصين أحياناً في بعض البلدان أو خطر انتشار هذه الأمراض مجدداً، أرجعت ذلك إلى وجود أزمة تمويل عالمية تحدّ بشدة من قدرتنا على تطعيم أكثر من 15 مليون طفل مُعرّض للخطر في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات. واعتبرت أن ذلك يقلل من خدمات التحصين، وحملات تزويد اللقاحات والاستجابة لتفشي الأمراض في عشرات الدول حول العالم مُعطّلة بالفعل، مع انتكاسات تُشابه ما شهدناه خلال جائحة «كوفيد-19».
وأكدت أن تفشي أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الحصبة والتهاب السحايا والحمى الصفراء، يتزايد عالمياً، كما أن أمراضاً مثل الدفتيريا، التي ظلت تحت السيطرة لفترة طويلة أو اختفت تقريباً في العديد من البلدان، قد تعود هي أيضاً للظهور مرة أخرى. ودعت إلى أن يصبح بمقدور المزيد من الأطفال أكثر من أي وقت مضى الاحتفال بعيد ميلادهم الأول من خلال تزويدهم باللقاحات الروتينية، مشددة على أن أهمية اللقاحات لا تقتصر على حماية الأطفال فحسب، بل تحمي كذلك الناس من جميع الأعمار، من النساء الحوامل إلى كبار السن، داعية الحكومات والقطاع الخاص للاستثمار المالي في اللقاحات، عبر دعم برامج «اليونيسف»، ودعم التحالف العالمي للقاحات والتحصين.
عام الحسم
وصفت لينا الكرد عام 2025، بأنه «عام حاسم الأهمية للتمويل» إذا أردنا المحافظة على التقدم الذي تحقق وحماية جميع الأطفال أينما كانوا باللقاحات. وقالت: «يجب ضمان إمكانية حصول جميع الأطفال على اللقاحات للمساعدة في تحسين تغطية التحصين، ويجب تعزيز أنظمة الصحية لضمان حصولهم على اللقاحات الأساسية المنقذة للحياة. وهذا يعني تدريب العاملين في القطاع الصحي ودعمهم، وبناء الثقة في المؤسسات الصحية ونشر الوعي بأهمية حصول الأطفال على اللقاحات».
جهود عالمية
عن جهود «اليونيسف» في دعم البلدان في تحصين الأطفال، قالت: «(اليونيسف) أكبر مشترٍ للقاحات في العالم، حيث تُسلّم سنوياً حوالي 250 مليون جرعة من لقاحات الحصبة، وتقوم بتحصين أكثر من 400 مليون طفل سنوياً في العالم ضد فيروس شلل الأطفال».
وأضافت: «(اليونيسيف) تدير عملية شراء وتوزيع أكثر من مليار جرعة سنوياً، أي أكثر من 50 في المئة من الإمدادات العالمية من اللقاح الفموي لشلل الأطفال، وتستثمر في البنية الأساسية لسلسلة إمداد اللقاحات، من قبيل غرف التجميد، والثلاجات، والصناديق الباردة، وحقائب نقل اللقاحات، وأجهزة رصد الحرارة».
وتطرقت إلى تدريب «اليونيسف» الاختصاصيين الصحيين على كيفية إدارة «السلسلة الباردة» للمحافظة على سلامة اللقاحات أثناء النقل والتخزين، واستخدام استراتيجيات التغيير الاجتماعي والسلوكي في نشر الوعي بأهمية اللقاحات وحملات التحصين لزيادة قبول لقاحات شلل الأطفال، وغيرها والطلب عليها من الوالدين ومقدمي الرعاية، مؤكدة أن هذا يمثل الخطوة الأولى الحاسمة نحو الوصول إلى تغطية عالية في التحصين ضد شلل الأطفال والمحافظة عليها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليونيسيف الإمارات الأمم المتحدة التحصين اللقاحات شلل الأطفال غزة قطاع غزة التطعيم جمیع الأطفال شلل الأطفال الأطفال فی أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تطالب بالحياد في اختيار مستضيف ملحق المونديال.. وتؤكد أحقيتها بتنظيم إحدى المجموعتين
طالب الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، الاتحادين الدولي (فيفا) والآسيوي (AFC) بالتحلي بالحياد الكامل عند اختيار الدول المستضيفة لمباريات الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، مؤكدًا في خطاب رسمي أرسله للجهتين المنظمتين أن العدالة والشفافية في هذا القرار عنصران لا غنى عنهما لضمان حقوق المنتخبات الوطنية كافة.
ويأتي هذا التحرك من الاتحاد الإماراتي في وقت حساس، بعد أن نجح المنتخب الإماراتي في التأهل إلى الملحق القاري إثر احتلاله المركز الثالث في مجموعته برصيد 15 نقطة، ليرافق منتخبات قطر والسعودية والعراق وعمان وإندونيسيا في صراع الوصول إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات المونديال.
وجاء في البيان الرسمي الذي نشره اتحاد الكرة الإماراتي عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "طالب اتحاد الإمارات لكرة القدم الاتحادين الدولي والآسيوي بالحيادية عند اختيار الدول المستضيفة لمباريات الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في أكتوبر المقبل، بما يضمن العدالة وتكافؤ الفرص بين كافة المنتخبات".
وأضاف البيان: "تقدّم الاتحاد الإماراتي بطلب رسمي لاستضافة مباريات إحدى المجموعتين ضمن المهلة المقررة من الاتحاد الآسيوي، مؤكدًا أن الإمارات تمتلك سجلًا حافلًا في تنظيم أكبر البطولات الرياضية والفعاليات الكروية على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يمنحها الأفضلية والاستحقاق الكامل لتنظيم هذه المرحلة الحاسمة".
كما شدّد الاتحاد في خطابه على أن "منتخب الإمارات يُعد الأعلى ترتيبًا بين المنتخبات المتأهلة إلى الملحق، بعدما جمع 15 نقطة واحتل المركز الثالث، وهو ما يُعزّز من موقفه الفني والتنظيمي في طلب استضافة مبارياته على أرضه".
وتأتي هذه المطالبة وسط أنباء وتكهنات تشير إلى أن الاتحاد الآسيوي استقر بشكل غير رسمي على إقامة مباريات المجموعتين في السعودية وقطر، الأمر الذي دفع الاتحاد الإماراتي إلى التحرك العاجل للمطالبة بالعدالة وضمان عدم انحياز القرار لمصالح بعينها.
ويُنتظر أن يحسم الاتحاد الآسيوي في الأسابيع المقبلة هوية الدول المستضيفة للملحق، الذي سيكون بمثابة المحطة قبل الأخيرة نحو بلوغ مونديال 2026، وسط منافسة محتدمة بين المنتخبات الستة الطامحة إلى انتزاع بطاقتي العبور من خلال التصفيات التكميلية.