شبكة انباء العراق:
2025-06-21@14:51:22 GMT

عفة القائد وفساد الزبانية ..!

تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

إن ( التقوى أصل الفضيلة وأساس الايديولوجيا للمجتمع الصيني قديما وحديثا ).. لم تقم النهضة والحضارة الصينية الا على هذا الوجدان من خلال احترام القيم الاسرية … فلا تقوى للمجتمع الذي لا احترام للوالدين فيه .. هكذا قال المعلم كونفوشيوس الذي علم طلابه ورسله الى جميع المدن الصينية يعلمون التقوى كفلسفة لا بد منها .

. والوالدان هما المثل والقيمة العليا التي بمجملها تمثل الفضيلة .. ومن طريف ما يذكر هنا : ( حتى الان ينظر في المحاكم الصينية الى انزال عقوبة الطلاق بالمرأة لاسباب عدة منها عدم طاعة والدي الزوج او ان تكون الزوجة ثرثارة ) .

خلال فترة حكم المامون حدثت مشكلة مع انها لونية او رمزية لكن دلالاتها وصنع ما يحاك من خلالها له أهمية تذكر وما زال فعلها مؤثراً حتى اليوم .. اذ شكا الخليفة المامون لدى وزيره بان محبي الامام الرضا اخذوا يلبسون اللون الأخضر المخالف للون الدولة العباسية المعروف بالاسود .. فما كان من الوزير فضل بن سهل الا ان اقترح ان يكون لون القصر واللباس الرسمي اخضرا .. فوافق الخليفة وانتشر الخبر وطغى اللون على جميع المؤسسات ورجال الدولة في واقعة لا يمكن ان تمر وتعبر دون تدقيق فيما يعني اللون العاكس للسلطة والقوة .. اذ ان الكثير من الألوان يستخدمها البعض بصورة غير شرعية مما يعكس مدى تسلط اللون الطاغي اكثر من جميع شعارات السلطات الأخرى .

(إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد ؟ ) هكذا قال كونفوشيوس قبل الاف السنين .. كذا قال فيلسوف الاسلام ترجمانه النظري والعملي علي بن ابي طالب (عفة الجنود من عفة قائدهم ) ..
ان المؤسسات لا تفسد الا عبر مسؤول افسد .. لذا فان كثيراً من مفاصل الدولة في زمن بعض الدكتاتوريات الدخيلة على الأمم تبقى سالمة برغم فساد راس السلطة … السبب يكمن في ان على راس ادارتها موظفين عرفوا بالنزاهة بعيدا عن التلوث بالوان السلطة وشعاراتها الزائفة واستغلالها للرمزية بشكل مُخز ..
في الدساتير الخاصة بالدولة الحضارية التي تاسست بعد ثورات كبرى وما زالت دولاً عظمى او تدور بهذا الفلك .. سيما في سياساتها الداخلية .. نجد ان الضرائب هي اول واهم بنود الدستور واخطرها مهمة اذ تعتمد أسس الدولة والشعب على إدارة ملف الضرائب الذي يبحثون له في كل المؤسسات ومفاصل الدولة عن موظفين على مستوى عالٍ من النزاهة والمعرفة والوطنية والولاء … كي يحافظوا على أموال الدولة وشرف السلطة الحاكمة وحقوق الشعب وهذا هو الأهم ..
في التاريخ الصيني يقال ان هناك اغنية انتشرت في حقبة زمنية ما على لسان الفقراء و الفلاحين مطلعها : ( فار ضخم … فار ضخم … ) اريد بها أولئك الموظفون الذين يرسلهم الملك لجباية الضرائب من الفلاحين وفقراء الشعب .. ممن اخذوا يستغلون ويستخدمون السلطة لانتزاع الأموال لمصالحهم الشخصية وبطونهم المتكرشة ونزواتهم العاهرة .. ولا يذهب لميزانية الدولة الا رسوم شحيحة زادت من بؤس الشعب واضعفت أجهزة الحكومة وضاعفت من نقمة الشعب وادت الى ثورة كبرى اقتلعت السلطان وزبانيته .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

أسامة الدليل: الجيش هو الضامن الأساسي لبقاء الدولة الحديثة

قال الكاتب الصحفي أسامة الدليل أن  مثلث إسقاط الدول يقوم على ثلاثة أضلاع: السلطة، والجيش، والشعب، قائلاً: إذا تم ضرب العلاقة بين الشعب والجيش، انتهى البنيان، وانتهت الدولة كما نعرفها".

وأضاف الدليل خلال حواره مع برنامج :" نظرة" المذاع عبرقناة “صدى البلد” أن دولًا كثيرة حولنا انهارت لأنها فقدت هذا الضلع الحاسم.

القوات المسلحة أسامة الدليل: من خططوا لأحداث 25 يناير تلقوا تدريبات بالخارج

واعتبر الدليل أن القوات المسلحة المصرية هي صاحبة الشرعية في النظام الجمهوري منذ ثورة 23 يوليو، إذ لم يخرج الشعب ضد الملك فاروق مطالبًا بالجمهورية، بل أعلن الجيش في 18 يونيو 1953 قيام النظام الجمهوري، مما جعله الضامن الأساسي لبقاء الدولة الحديثة.

وتابع: الجيش هو من أقام البنية التحتية، والمراكز القومية، والسد العالي، وكل مظاهر الدولة القوية الحديثة، ولهذا بقيت الكراهية القديمة معلقة فيه، لأنه حامي فكرة الدولة.

وختم حديثه بالتأكيد على أن ما جرى بين 25 يناير و30 يونيو كان معركة وجود، وأن الشعب المصري أدرك الخطر في اللحظة المناسبة، ولجأ إلى المؤسسة الوحيدة القادرة على حفظ الدولة، وهي الجيش المصري.

طباعة شارك أسامة الدليل الجيش المصري صدى البلد اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • أسامة الدليل: الجيش هو الضامن الأساسي لبقاء الدولة الحديثة
  • تيته: مطالب الشعب الليبي بتوحيد المؤسسات لا خلاف عليها
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد حول مستجدات العدوان على غزة وإيران
  • جمال أسعد: تحديات غير مسبوقة تحيط بالوطن في الفترة الحالية.. ولابد من الإصطفاف خلف القيادة السياسية
  • الحريديم.. من تحدي السلطة إلى طاعة الجبهة الداخلية والاعتراف بـرجال الحرب
  • الشعب الثائر لا يُقهر!
  • لماذا يُعدّ التنافس العام على الحقائب الوزارية خطراً على الدولة؟
  • جهود لتوحيد المؤسسات: المستشار صالح والعبيدي يناقشان تشكيل حكومة جديدة تقود الانتخابات
  • د.حماد عبدالله يكتب: "المال "والسَّلطَّة !!
  • «أبو الغيط» يدعو المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للتوقف عن نهب مُقدرات الشعب الفلسطيني