المثقفين والحركات في دائرة الاتهام
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
من أهم إشارات أنطونيو غرامشي في كتابه ( كراسات السجن) في تناوله إلي المثقفين التقليديين يقول عنهم " هكذا تشكلت تاريخيا فئات متخصصة لممارسة الوظيفة الثقافية. و قد ارتبطت هذه الفئات في نشأتها بكل الجماعات الاجتماعية، و على الأخص بأهمها. و ارتبط تطورها الشامل و المعقد بالجماعة الاجتماعية المسيطرة. فأهم ما يميز أية جماعة تتجه إلي السيطرة، هو نضالها من أجل استيعاب المثقفين التقليديين، و إخضاعهم ( يديولوجيا) غير أن هذا يتحقق على نحو أسرع و أفعل إذا ما نجحت في نفس الوقت في إعداد مثقفيها العضويين".
إذا حملنا الرؤية و عرضناها على المسرح السياسي و الثقافي في السودان نجدها مقولة مفارقة تماما، ربما للسودان وضعه المختلف، خاصة في تناول القضايا السياسية بمنظور غرامشي، أصبحت الفئة الغالبة هي المثقفين التقليديين، و غابت الفئات الأخرى و ذلك يعود لعدة أسباب الأزمة السياسية و عدم الاستقرار التى أدت إلي أزمة اقتصادية فقدت فيها الطبقة الوسطى هيبتها و وقارها، فضعف دورها الاستناري في المجتمع، فالواقع السياسي و الاجتماعي غير مساعد لظهور فئة المثقفين العضويين، فالكل خاضع لعملية الاستقطاب الحاد، و الاستقطاب الحاد أخطر سلبياته أنه لا يساعد على الإنتاج الفكري و المعرفي، لآن حالة الشوف فيه لا تتجاوز موقع القدم. و بالتالي يكتب لكي يبرر موقفه و ليس أن يصحح خطأ واقع.
أن أكبر كارثتين فعلتها الإنقاذ: الأولى تكوين ميليشيا الدعم السريع للقضاء على الحركات المسلحة في دارفور. الثاني تفاوضها مع الحركات المسلحة ليس لمعالجة جذور المشكلة كما كما تقول الحركات، بل استقطاب قياداتها بمنح الوظائف الدستورية، الأمر الذي أدى إلي أنشقاقات وسط الحركات وصلت لمرحلة أميبية في التشظي، أهملت فيه قضايا مواطني دارفور. و ظهر جليا في هذه الحرب حيث عجزت الحركات الدفاع عن آهلها في حرب التهجير و الإبادة. و تمسك البعض بموقعه في السلطة، و في نفس الوقت أعلنوا وقوفهم في الحياد. حياد في حرب الجيش و الميليشيا ممكن أن تجد له العذر، لكن كيف يكون الحياد في حماية المواطنين الذين تجلس بإسمهم في مقعد السلطة.، و من المفروض أن توفر لهم الأمن و المعاش.
قراءة الحرب و تطوراتها و تصريح القائد العام للجيش و نوابه، تؤكد أن الجيش لن يوقف الحرب حتى وضع حل للميليشيا، و عندما دخلت الميليشيا منازل المواطنين و سرقتها و الانتهاكات و الاغتصابات التي مارستها، كانت دافعا قويا أن يقف أغلبية الشعب مع الجيش، هذا التغيير لابد أن يؤدي لتغيير السياسات المطروحة، و هي الصورة التي لم يفطن لها المثقفين التقليدين و ظلوا في ثبات تكرر فيه ذات المقولات و استخدام مناهج التبرير، و البعض حمل كل ذلك علي ( الكيزان – و الفلول) و عندما تسأل إذا كان هؤلاء بهذه القوة المؤثر في التحدي و تمرير أجندتهم ما هو العمل؟ لا تجد غير الصمت...! هو ذات الصمت الذي كان عند القيادات السياسية عندما حدث انقلاب 25 أكتوبر حيث احتارت هذه القيادات تتمسك بالثلاث لاءات أم تكسرها و تخلق واقعا جديدا، و لكنها لم تفعل حتى جاءت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ( مولي في) لكي تحسهم على كسر الاءات الثلاث، و تغضب الزملاء الذين أطلقوا الشعار، و لكنهم أيضا فشلوا في إدارة الأزمة، بسبب غياب المثقفين العضويين الذين كان يجب أن يكون دورهم تقديم النصح و المشورة. أما المثقفين الأخرين وقفوا في حالة من الاندهاش و قبضوا على مصطلح ( الكيزان و الفلول) حتى لا يوقعهم تحت طائلة الاتهام. هذه الفزاعة هي واحدة من الاسباب التي ادت إلي الخمول العقلي. نسال الله حسن البصيرة
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أرقام شيسكو تضعه في دائرة إنقاذ اليونايتد
معتز الشامي(أبوظبي)
أخبار ذات صلةيمتلك السلوفيني بنجامين شيسكو، مهاجم لايبزيج الألماني البالغ 22 عاماً، موهبة تجعله مرشحاً لوجهة جديدة محتملة خارج الدوري الألماني، بعدما بات مانشستر يونايتد قريباً من التعاقد مع اللاعب، الذي يعد هدفاً لأبرز الأندية في أوروبا، بخلاف دخول أندية سعودية على خط المفاوضات مع اللاعب. ووفق التقرير التالي لموقع «أوبتا» العالمي، يمكن رصد أبرز نقاط القوة للهداف السلوفيني، الذي سجل أهدافاً عديدة، لكن يبقى السؤال، هل سيتحول مع اليونايتد إلى هداف عظيم، أم سيكون «الشياطين» وجهة غير مناسبة للاعب؟وترصد أرقام اللاعب نقاطاً إيجابية للغاية، حيث شهد الموسم الماضي 2024‑25، تسجيل شيسكو 13 هدفاً في البوندسليجا من أصل 68 تسديدة، بينما كانت القيمة التقديرية للأهداف المتوقعة كانت 9.9 هدف، ما يعني أن معدل التحويل لأهداف بلغ 19.1% - وهو أقل من بعض المهاجمين العالميين مثل إيزاك (23.2%) رغم تفوقه الواضح. وهو أيضاً أحد أفضل المهاجمين في اللعبة العالية، حيث خاض 122 مباراة هوائية ونجح في 57.4% منها، وهو الأعلى بين المهاجمين الذين لعبوا 60 مباراة على الأقل، لكن ماذا عن الفارق بين أرقامه داخل المنطقة وخارجها. ومن بين اللاعبين الذين سجلوا 12 هدفاً أو أكثر، كان شيسكو واحداً من أقل من سجل أهدافه من داخل المنطقة (76.9%)، بينما سجل الموهوب مايكل أوليز 66.7% من أهدافه داخل الصندوق، وهو ما يعكس أسلوب شيسكو الذي يفضل الابتعاد عن المنطقة وتأمين فرص من مسافات أطول. والسؤال الثاني، هل يمتلك شيسكو إمكانيات قابلة للتطور؟ فوفق معدل الأهداف المتوقعة لكل 90 دقيقة، كان يسجل 0.31، وهو ما يضعه في المرتبة الـ 25 من بين جميع المهاجمين الذين تجاوزت دقائق لعبهم 1000 دقيقة، وهذا يشير إلى وجود مجال كبير لتحسين حركة شيسكو واستغلاله بفاعلية. وداخل ألمانيا، سجل شيسكو 40 هدفاً في 102 مباراة رسمية مع لايبزيج بجميع المسابقات، و21 هدفاً من أصل 55 مباراة سابقة مع سالزبورج في الدوري النمساوي، مما يبرز تطوره التدريجي ومواكبته للمستوى المطلوب، كما كان أيضاً من أفضل مهاجمي الدوريات الأوروبية في عدة مؤشرات، مثل الكفاءة في المواجهات الهوائية بنسبة نجاح بلغت (57.4%)، كما يمتلك القدرة على التسديد من خارج المنطقة بثقة، ويتحسن باستمرار في نسبة تسجيل الأهداف، وهذه المؤشرات تجعل منه مرشحاً قويا للانتقال إلى ناد كبير، ورغم كونه لا يزال في مقتبل العمر، فإن شيسكو أثبت أنه مهاجم متكامل قادر أن يبقى ويطور مستواه. وقد لا يكون شيسكو (22 عاماً) صاحب موهبة متفجّرة في التسجيل بعد، لكن أرقامه تُظهر أنه لاعب ناضج هجومياً وفي تطور مستمر، ويعتمد عليه في المباريات الكبرى، فوفق معدلاته ودقته أمام المرمى، ووجوده كعنصر متنوع اللعب في خط الهجوم تجعل منه هدفاً مبرراً للإنفاق المتوقع في سوق الانتقالات الصيفي الجاري، خاصة من فريق مثل مانشستر يونايتد الباحث عن رأس حربة جديد يبنى عليه مستقبلاً.