100 يوم لترامب.. رئيس "أميركا أولاً" يعيد تشكيل نظام العالم
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
في أول مئة يوم من عودته إلى البيت الأبيض، قاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة سياسية صاخبة قلبت ملامح النظام العالمي الذي رعته واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بحسب تحليل أجرته وكالة رويترز استنادًا إلى مقابلات مع أكثر من 12 مسؤولًا حكوميًا حاليًا وسابقًا، ودبلوماسيين ومحللين مستقلين في واشنطن وعواصم عالمية.
خلال هذه الفترة القصيرة، شن ترامب حربًا جمركية واسعة، خفّض المساعدات الخارجية الأميركية، انتقد الحلفاء التقليديين في حلف شمال الأطلسي، وتبنى سرديات روسية بشأن النزاع في أوكرانيا. كما طرح أفكارًا مثيرة للجدل، منها ضمّ جزيرة جرينلاند الدنماركية إلى الولايات المتحدة، وإعادة السيطرة على قناة بنما، بل وتحدث عن تحويل كندا إلى الولاية الأميركية الحادية والخمسين.
اضطراب النظام العالمييشير مسؤولون سابقون، مثل إليوت أبرامز الذي خدم في إدارات ريغان وبوش الابن وعُين مبعوثًا خاصًا خلال ولاية ترامب الأولى، إلى أن ترامب بات "أكثر تطرفًا" مما كان عليه قبل ثماني سنوات. ويضيف أبرامز: "لقد فوجئت بالفعل بحدة مواقفه الجديدة".
سياسة "أميركا أولًا" التي ينتهجها ترامب باتت تنفّر الحلفاء وتشجع الخصوم، ما يثير قلقًا دوليًا واسعًا من تداعيات قد يصعب تداركها لاحقًا حتى لو عاد رئيس أكثر تقليدية إلى السلطة في 2028.
التوتر الداخلي في الولايات المتحدة أضاف إلى هذا القلق، مع مؤشرات متزايدة على تراجع ديمقراطي، تمثلت في الهجمات اللفظية ضد القضاء، ضغوط على الجامعات، وحملات ترحيل صارمة وصلت إلى نقل مهاجرين إلى سجون سيئة السمعة مثل تلك الموجودة في السلفادور.
حلفاء يراجعون حساباتهمالدول الأوروبية، التي طالما اعتمدت على المظلة الأمنية الأميركية، بدأت بالفعل بتعزيز صناعاتها الدفاعية، تحسبًا لاحتمال تراجع الالتزام الأميركي تجاه حلف شمال الأطلسي. وفي آسيا، أثارت تصرفات ترامب نقاشات داخل كوريا الجنوبية حول تطوير برنامج نووي محلي، بينما تسعى كندا لإعادة ضبط علاقاتها الاقتصادية والأمنية مع أوروبا، وسط تراجع الثقة بواشنطن كشريك موثوق.
وفي استطلاع أجرته رويترز/إبسوس، أشار أكثر من نصف الأميركيين إلى أن ترامب يبدو "مرتبطًا بشدة" بروسيا، وهي نسبة تشمل واحدًا من كل خمسة جمهوريين.
الخطاب التوسعي ومخاطر المواجهةبأسلوبه المثير للجدل، طرح ترامب خططًا لضم جرينلاند، وهاجم كندا، وهدد بالسيطرة على قناة بنما، وألمح إلى تحويل غزة إلى منتجع سياحيK تحركات يرى فيها المحللون ملامح إحياء لنهج تقسيم مناطق النفوذ على غرار الحرب الباردة، وهو ما قد يشجع قوى كبرى مثل الصين على خطوات عدائية، خصوصًا تجاه تايوان.
وقد عبرت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن عن قلق بالغ تجاه هذه التوجهات، مؤكدة أن الضغط الأميركي يمس أساسات النظام العالمي الذي تم بناؤه عبر عقود.
عالم يعيد ترتيب أوراقهفي مواجهة السياسات الأميركية المرتبكة، كثفت دول مثل ألمانيا وفرنسا إنفاقها العسكري، بينما بدأ الاتحاد الأوروبي بوضع خطط لفرض رسوم جمركية مضادة. في الوقت نفسه، تحاول دول مثل إسبانيا تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين، التي تستغل هذا الفراغ لتعزيز دورها العالمي.
ويحذر الدبلوماسي الأميركي المخضرم آرون ديفيد ميلر من أن الأضرار التي تلحق الآن بالعلاقات الأميركية الدولية قد تكون عميقة، مضيفًا أن "ما يحدث لم يتجاوز بعد نقطة اللاعودة، لكنه يهدد بإحداث شروخ يصعب إصلاحها".
هل هناك مجال للتراجع؟رغم تصاعد التوترات، يرى بعض المحللين أن المجال لا يزال متاحًا أمام ترامب لتغيير مساره، خصوصًا إذا اشتدت الضغوط عليه من داخل الحزب الجمهوري القلق على مصير الانتخابات التشريعية المقبلة. ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة من أن استمرار هذه السياسات سيجعل من مهمة أي رئيس أميركي لاحق مهمة شاقة لإعادة بناء الثقة وترسيخ النظام العالمي التقليدي.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ترامب حلف شمال الأطلسي الولايات المتحدة كندا أميركا أول ا بنما مته فريدريكسن إسبانيا الصين ترامب 100 يوم منذ 100 يوم 100 يوم ترامب أميركا أولا أميركا أولا النظام العالمي ترامب حلف شمال الأطلسي الولايات المتحدة كندا أميركا أول ا بنما مته فريدريكسن إسبانيا الصين أخبار أميركا النظام العالمی
إقرأ أيضاً:
بعد فرار بشار وقرب إنهيار نظام الخميني…العد العكسي لسقوط النظام العسكري الجزائري
زنقة 20. الرباط / هيئة التحرير
يبدو أن العد العكسي لسقوط الأنظمة العسكرية الشمولية في العالم العربي وجيرانهم قد بدأ بسقوط وفرار رأس النظام السوري، بشار الأسد، لينظم إليه النظام الشمولي في إيران الفارسية، بقيادة الدجال الخميني.
تقارير إستخباراتية ومراكز دراسات بريطانية وأمريكية رجحت سقوطاً سريعاً لنظام الخميني في إيران، بعدما بات الشعب الإيراني على بعد خطوة من التحرر الديمقراطي من أحد أشد الإنظمة قمعاً ودكتاتورية في العالم.
الضربة الأمريكية للقدرات النووية الإيرانية، شكلت أخر مسمار في نعش النظام الإيراني الذي كان يتشدق بقوة وهمية، قبل أن يتهاوى بضربة واحدة من الولايات المتحدة، عجز عن الرد على واشنطن بشكل مباشر وعلى قواعدها التي تنتشر كالفطر بكل الجهات المحيطة بإيران.
أبعاد الإنهيار المؤكد للنظام الإيراني الذي يلي إنهيار أقرب حليف له وهو النظام السوري، لن يمر مرور الكرام، بل وصل صداه إلى أحد أقرب حلفاءها، النظام العسكري الجزائري، الذي بدوره يحكم الشعب الجزائري بقوة الحديد والنار، منذ عقود.
وتجمع التقارير الإستخباراتية أن النظام العسكري الجزائري سيكون هو التالي ليذوق مرارة السقوط الحر، ليتسلم الشعب الجزائري الشقيق مشعل بناء وطنه، بما يملك من ثروات ظلت منهوبة طيلة عقود ومكدسة في أرصدة الجنرالات عبر البنوك الأوربية والكندية والأمريكية والروسية والتركية.
الحركات الإحتجاجية في الجزائر مرشحة بدورها للعودة بقوة حسب تقارير إستخباراتية دولية، حيث تظل حركة “مانيش راضي” الأبرز التي تشتغل بصمت للعودة إلى الواجهة، وقيادة ثورة تحررية على جنرالات الجيش التي حكم مختلف قطاعات البلد بالحديد والنار.