بوليتيكو: دلالات خطيرة للاختراق السيبراني للنظام القضائي الأميركي
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
تعرّض نظام تقديم القضايا الإلكتروني الذي تستخدمه السلطة القضائية الفدرالية في الولايات المتحدة، لاختراق سيبراني واسع النطاق يُعتقد أنه أدى إلى كشف معلومات حساسة تتعلق بالقضايا في عدة ولايات أميركية، وفقا لما أفاد به شخصان مطلعان على الواقعة لموقع بوليتيكو الأميركي.
وبحسب بوليتيكو، يُخشى أن يكون هذا الاختراق، الذي لم يُكشَف عنه سابقا، قد عرّض هويات مخبرين سريين يشاركون في قضايا جنائية في عدة محاكم فدرالية للخطر، بحسب المصدرين، اللذين طُلب منهما عدم كشف هويتهما لأنهما غير مخولين بالحديث علنا عن الحادثة.
وقال أحد المصدريْن للموقع إن المكتب الإداري للمحاكم الأميركية -وهو الجهة المسؤولة عن إدارة نظام الملفات القضائية الفدرالي- أدرك خطورة المشكلة لأول مرة حوالي 4 يوليو/تموز.
لكن هذا المكتب، إلى جانب وزارة العدل والمحاكم الفدرالية المختلفة في أنحاء البلاد، لا يزالون يحاولون تحديد مدى عمق هذا الاختراق.
ولا تزال هوية الجهة المنفذة للهجوم غير معروفة، وسط ترجيحات بضلوع جهات مرتبطة بدول أجنبية أو منظمات إجرامية متطورة.
وقد أحالت وكالة التحقيقات الفدرالية (FBI) الاستفسارات إلى وزارة العدل، التي لم تصدر أي تعليق رسمي حتى لحظة إعداد بوليتيكو لهذا التقرير.
كما لم يتضح بعد -يتابع الموقع- كيف تمكّن القراصنة من التسلل، لكن الهجوم السيبراني طال ما يُعرف بـ"نظام إدارة القضايا المركزي" الإلكتروني للسلطة القضائية، والذي يتكوّن من نظامين مترابطين هما: "نظام إدارة القضايا/الملفات الإلكترونية" "سي إم/إي سي إف" (CM/ECF) -الذي يستخدمه المحامون لتقديم وإدارة مستندات القضايا- ونظام الوصول العام إلى السجلات الإلكترونية "بي إيه سي إي آر" (PACER)، الذي يتيح للجمهور وصولا محدودا إلى نفس البيانات.
ووفق بوليتيكو، يحتوي هذا النظام -إلى جانب بيانات الشهود والمتهمين المتعاونين مع جهات إنفاذ القانون- على معلومات حساسة أخرى قد تثير اهتمام جهات أجنبية أو مجرمين، مثل لوائح اتهام مختومة تتضمن معلومات غير علنية عن الجرائم المزعومة، وأوامر توقيف وتفتيش يمكن أن يستخدمها مشتبه بهم للإفلات من الاعتقال.
يكشف هذا الهجوم السيبراني مدى هشاشة البنية التحتية الرقمية للنظام القضائي الأميركي، بحسب بوليتيكو
وخلال مؤتمر قضائي في مدينة كانساس الأسبوع الماضي، تم إطلاع قضاة الدائرة القضائية الثامنة -والتي تشمل ولايات مثل ميزوري ومينيسوتا وآيوا- على تفاصيل الحادث، في جلسة حضرها مدير المكتب الإداري للمحاكم الفدرالية، القاضي روبرت كونراد، وقاضي المحكمة العليا بريت كافانو، الذي لم يتطرق للاختراق في كلمته.
إعلانويكشف هذا الهجوم السيبراني مدى هشاشة البنية التحتية الرقمية للنظام القضائي الأميركي، بحسب بوليتيكو.
ففي شهادة سابقة أمام لجنة القضاء بمجلس النواب، وصف القاضي مايكل سكودر، رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات القضائية، نظامي إدارة القضايا المركزي الإلكتروني للسلطة القضائية في البلاد بأنهما "قديمان عفا عليهما الزمن، ولا يمكن استمرار العمل بهما نظرا للمخاطر التي تهدد الأمن السيبراني، مما يقتضي استبدالهما".
تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها النظام القضائي الفدرالي لهجوم إلكتروني، ففي عام 2020، اخترقت 3 مجموعات قرصنة أجنبية النظام ذاته، في حادثة وصفت حينها بالصادمة، ولا يزال مدى ارتباطها بالاختراق الحالي قيد التحقيق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
ترامب يختار القاهرة وجهة أولى لجولته في الشرق الأوسط عقب اتفاق الهدنة: دلالات سياسية هامة للزيارة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن عزمه لزيارة مصر لحضور مراسم توقيع اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة.
وقال ترامب، للصحفيين في واشنطن: "أنهينا الحرب في غزة.. وسنسعى إلى استعادة الرهائن يوم الإثنين أو الثلاثاء.. وهذا اليوم سيكون سعيدا"، مضيفًا "سنحاول التوجه إلى المنطقة ونحن نعمل على تحديد التوقيت.. سنتوجه إلى مصر، حيث سيكون هناك توقيع الاتفاق بشكل رسمي".
وقبل هذه الكلمة، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي ترامب.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن السيسي وجه التهنئة لترامب لنجاح جهوده الحثيثة في وقف الحرب في قطاع غزة، مبدياً تقديره البالغ لشخص الرئيس الأميركي، ولحرصه على وقف الحرب في القطاع.
السيسي: ترامب يستحق نوبل
من ناحيته، أعرب الرئيس ترامب عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز التاريخي، وبصداقته الوطيدة مع السيسي، مشيراً إلى أن الأنظار كانت تتجه نحو مصر خلال الأيام الماضية لمتابعة تطورات مفاوضات شرم الشيخ والتوصل إلى اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة.
وأشار الرئيس المصري في هذا الصدد إلى أن التوصل إلى الاتفاق هو إنجاز تاريخي، وأن ذلك تحقق لحرص وسعي الرئيس ترامب وجهوده الصادقة لتحقيق السلام، مؤكدا أن ترامب يستحق بناء على ذلك وعن جدارة الحصول على جائزة نوبل للسلام.
زيارة ترامب لمصر تحمل دلالات مهمة
أكدت الخبير السياسي الدكتور إكرام بدر الدين أن زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب إلى مصر في ظل الأحداث الجارية واتفاق الهدنة بين المقاومة الفلسطينية و«إسرائيل» تُعد زيارة بالغة الأهمية، لما تحمله من دلالات سياسية عميقة.
وأوضح بدر الدين. في تصريحات خاصة، لبوابة الوفد، أن الزيارة تعكس الدور المحوري الذي قامت به مصر في إرساء أسس اتفاق الهدنة ودعم جهود السلام في المنطقة، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة تُبرز عمق الدور المصري في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن قدوم ترامب إلى القاهرة يحمل رسائل واضحة، أبرزها توطيد العلاقات الأمريكية – المصرية، وإبراز رغبته في إثبات دوره في إحلال السلام العالمي، مؤكدةً أن مصر باتت اليوم ركيزة أساسية في أي تحرك دولي يستهدف تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.