التصالح مع الذات (السعادة الأبدية)
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
دعني أبحر وإياك في تلك القيمة النبيلة التي إذا امتثلناها عشنا حياة سعيدة أبدية وهي التصالح مع ذواتنا، الله عز وجل لما خلق الدنيا قدر فيها الأقدار ووزع الأرزاق،
فتجد الغني والفقير والقوي والضعيف والصحيح والسقيم والمعافى والمبتلى والمتعلم والجاهل وغيرها على هذه البسيطة، تجد أخوين في بيت واحد أحدهما قد رزقه الله مالاً والآخر يسأل الناس الحاجة، وآخر قد فتح الله له من العلوم والرفعة في العلم والثاني ليس معه إلا المرحلة الثانوية، وآخر قد رزق بالولد وأخيه قد حرم منه،
وتجد امرأة قد ترزق بزوج شديد الطباع غليظ في التعامل وأختها أو صديقتها قد أرتبطت بزوج دمث الأخلاق هين لين،فهذا كله من علم الله وهو من يقدر الأقدار وقس على ذلك الشيء الكثير في هذه الحياة ، فعلينا بالرضى وأن نتصالح مع أنفسنا فيما رزقنا الله به ، قلَّ أن تجد شخصين لهما نفس الظروف المادية والتعليمية ويعيشان بسعادة فغالباً يخرج لهما ما ينغص عليهما حياتهما من معارك الحياة ،
نحن اليوم نعيش في زمن الماديات وأصبحت هي المحرك الأساس في حياتنا لأننا نظرنا لها بذلك وتحولت الكماليات إلى أساسيات وذهبت القناعة والتصالح مع الذات وأصبحنا نجري خلف المتغيرات ونبحث عن كل جديد ونطالع بما في أيدي الناس،
في زمن مضى قبل أربعين سنة كان التصالح مع الذات أساس الحياة تجد الرجل يكدح ويبني نفسه ومن يعول ولا يمد عينيه إلى ما لا يستطيعه ويعيش الحياة والسعادة الأبدية لم يكن يفكر أن يسافر خارج البلاد للفسحة ويحمل نفسه ما لا تطيق من التكاليف لم يكن ليشتري سيارة فارهة أو ذات تكلفة عالية وهو ليس معه مالاً لم يكن ليستدين لشراء الكماليات بل كان متصالحاً مع نفسه يعيش قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أصبحَ منكم آمِنًا في سِربِه، معافًى في جسَدِه، عِندَه قُوتُ يومِه، فكأنما حُيزت له الدنيا)،
نعيش تحديًا كبيرًا في كيف نتصالح مع ذواتنا وننقلها لمن نعول فوسائل التواصل الاجتماعي تنقل الغث والسمين وأصبحت وسيلة ضغط والكل يتطلع لعيش الحياة الوهمية أو السعادة المؤقتة، عندما نرى الحياة بالعين المجردة نجد أن الإنسان خلق فيها في كبد فلا تستقر له حال وهذا على كل البشر الصغير والكبير، الذكر والأنثى، الغني والفقير، ولكن السعيد الذي عرف مفتاح السعادة وتصالح مع ذاته،
على سبيل المثال عندما تشتري سيارة ما هو هدفك هو قضاء حاجاتك الدنيوية أم أنك تريد أن تريه الناس، قد يكون عندك تحدي في المال فالأول الذي فهم الدنيا وتصالح مع ذاته سوف يشتري ما تيسر ولا يمد عينيه إلى ما لا يستطيعه ويعيش حياته، أما الآخر الذي يرى كيف تكون نظرة الناس له سوف يكلف نفسه ما لا تطيق ويستدين ويقتر على نفسه، ومثل ذلك شراء المنزل هل أشتري منزلاً جديدًا أم أتصالح مع ذاتي وأشتري منزلاً يتناسب مع إمكانياتي وظروفي المادية ، السعادة في الدنيا نستطيع أن نعيشها ونستطيع أن نحرم منها ويعود ذلك لطريقة تفكيرنا وتصالحنا مع ذواتنا وطريقة الحياة التي نود أن نكون عليها،
في الأخير يجب أن نفهم أن ما كُل ما نريده ونصعد له سوف نناله نحن علينا فعل السبب ولكن النتيجة من الله، فلا نلطم الخدود ونشق الجيوب ونتحسر لرزق لم يسوقه الله لنا أو مرض ابتلينا به أو حاجة من حوائج الدنيا فاتت ولم نصب منها خيرًا، ابتسم دومًا وتصالح مع نفسك وانظر أنك في الدنيا مسافر إلى جنة النعيم والسعادة الأبدية، فكل شيء سيفنى ولن يبقى لك إلا ما قدمت من عمل صالح.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
لمتابعة ملف التصالح..جولة مفاجئة لمحافظ الغربية للتأكد من تبسيط الإجراءات
أجرى اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، ظهر اليوم، جولة ميدانية مفاجئة لمتابعة العمل داخل المركز التكنولوجي بحي أول طنطا ومركز ومدينة طنطا، وذلك للوقوف على مستوى الأداء وضمان تيسير الإجراءات وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بشأن تسريع إنهاء ملف التصالح في مخالفات البناء وتقديم خدمات فعالة للمواطنين.
جولة ميدانية لمحافظ الغربيةوأكد المحافظ أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التصالح باعتباره من الملفات الحيوية التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الزيارات الميدانية هو الاطمئنان على انتظام العمل وتذليل أي معوقات تواجه المواطنين، تحقيقًا للاستقرار القانوني والمجتمعي، وبما يتماشى مع توجه الدولة نحو تحسين مستوى الخدمات الحكومية وتقديمها بمستوى لائق.
تحسين خدمات التصالحوخلال جولته، تفقد اللواء أشرف الجندي سير العمل داخل المراكز التكنولوجية، وراجع منظومة استقبال المواطنين وآلية التعامل مع الطلبات، موجهًا بضرورة الالتزام الكامل بتبسيط الإجراءات وتقديم الدعم اللازم، خاصة لكبار السن وذوي الهمم، مع التأكيد على حسن استقبال المواطنين والاستماع إليهم والرد على استفساراتهم بشفافية تامة.
دعم المواطنين المترددينكما حرص المحافظ على فتح حوار مباشر مع عدد من المواطنين المترددين على المراكز، للاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم بشأن الخدمات المقدمة، مؤكدًا أن تحسين تجربة المواطن داخل المراكز التكنولوجية يأتي على رأس أولويات العمل التنفيذي، وأن هناك متابعة يومية من القيادات المعنية للارتقاء بمستوى الأداء.
دعم المواقعوخلال لقائه برؤساء الأحياء ومديري المراكز، ناقش المحافظ نسب الإنجاز الفعلية في ملفات التصالح، وشدد على ضرورة الإسراع في مراجعة الملفات واستيفاء الإجراءات دون إخلال بالقانون، مؤكدًا على استمرار العمل خلال الفترات المسائية لتقليل الضغط اليومي وتسهيل حصول المواطنين على خدماتهم.
حل مشكلات المواطنينواختتم المحافظ جولته بالتشديد على ضرورة استمرار أعمال المتابعة الميدانية المكثفة، وتقديم كل أوجه الدعم الفني والإداري لإنهاء هذا الملف بالصورة التي تليق بمستوى طموحات الدولة والمواطنين على حد سواء.