أبريل 30, 2025آخر تحديث: أبريل 30, 2025

المستقلة/- تستعد وزارة الإعمار والإسكان في العراق للإعلان رسميًا عن فتح باب التقديم للحصول على الوحدات السكنية في مدينة الجواهري، المشروع السكني الذي يُعد من أكبر المشاريع السكنية الحديثة في العاصمة بغداد.

ويُعتبر هذا المشروع، الذي تم وضع حجر أساسه من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، نقلة نوعية في سياسة الإسكان، حيث يقدم مواصفات عصرية وموقعًا استراتيجيًا في منطقة أبو غريب، إذ يعكس نموذجًا متكاملاً للتخطيط الحضري ويجمع بين التوسع العمراني والمساحات الخضراء بما يلبي احتياجات الأسر العراقية.

مدينة الجواهري: مشروع سكني ضخم

وقال مدير مركز المبيعات في المشروع، الدكتور حسين الساعدي، في تصريح لـ “الصباح”، إن مدينة الجواهري تمتد على مساحة تفوق 7 آلاف دونم، وتشمل ما يقارب 30 ألف وحدة سكنية. يُنفذ المشروع عبر شراكة عراقية – صينية ويشمل عشرة قطاعات سكنية وخدمية متنوعة، تقدم مزيجًا من الخدمات التي تحسن من جودة الحياة لسكانها. تتراوح مساحات الوحدات السكنية بين 200 و600 متر مربع، مما يتيح خيارات متعددة تناسب احتياجات الأسر المختلفة.

خدمات ومرافق متكاملة

تتميز مدينة الجواهري بتقديم مجموعة من الخدمات والمرافق الأساسية التي تجعل منها مدينة حديثة ومتكاملة. وتشمل هذه الخدمات: بوليفارد حديث، مراكز شرطة، مصارف، جامعة دولية، مستشفيات دولية حديثة، ومحطات تعبئة وقود. كما تخصص 60% من المساحة الإجمالية للمدينة للمناطق السكنية، بينما تم تخصيص 40% للمساحات الخضراء والمناطق الترفيهية والثقافية، مما يعزز من جودة الحياة داخل المدينة.

موقع استراتيجي يساهم في التنمية الاقتصادية

تتمتع مدينة الجواهري بموقع استراتيجي، إذ تمر عبرها خطوط حيوية تسهم في تعزيز أهميتها الاقتصادية والاستثمارية. فهي تقع على مسار طريق التنمية الدولي الذي يُعتبر عنصرًا أساسيًا لدعم النشاط الاقتصادي والتجاري في المنطقة. كما أنها ترتبط مباشرة بالطريق الحلقي الذي يربطها بشبكة الطرق السريعة وبقية المحافظات، مما يسهل حركة التنقل ويسهم في تعزيز الروابط الاقتصادية بين بغداد وبقية المدن العراقية.

كما أن قرب المدينة من المحطة الدولية يعزز من أهمية موقعها، حيث يُتوقع أن تصبح إحدى الوجهات الاقتصادية والاستثمارية البارزة في المستقبل القريب.

تجربة مبيعات متكاملة

تم افتتاح مركز المبيعات لمدينة الجواهري السكنية الأسبوع الماضي، وقد شهد إقبالًا واسعًا من المواطنين، خاصة على الوحدات السكنية التي تبلغ مساحتها 200 متر مربع. يوفر المركز للزوار تجربة متكاملة، حيث يحتوي على قاعات استقبال مريحة مزودة بأحدث وسائل الراحة وشاشات عرض إلكترونية تعرض المخططات التفصيلية للمشروع. كما يتيح المركز للمهتمين الاطلاع على كتيبات تعريفية ومواد تسويقية شاملة، مع وجود فرق متخصصة للإجابة على استفسارات المواطنين.

ومن المقرر أن تبدأ عمليات التعاقد وتسليم الدفعات اعتبارًا من الخامس من مايو المقبل. سيتم اعتماد نظامين للدفع: الدفع النقدي أو التقسيط على شكل دفعات، مع تحديد سعر المتر الواحد بـ 900 ألف دينار عراقي.

مدينة نموذجية للمستقبل

يهدف مشروع مدينة الجواهري السكنية إلى أن يصبح نموذجًا حضريًا متكاملاً من خلال تبني معايير بيئية واستخدام أحدث التقنيات الذكية في جميع قطاعاتها. كما تسعى المدينة لتحقيق بيئة معيشية صحية وآمنة، مع توفير بنية تحتية متطورة تدعم أنماط الحياة الحديثة، مما يجعلها من أبرز المشاريع السكنية في بغداد.

بهذا المشروع، يواصل العراق سعيه لتطوير قطاع الإسكان بما يتماشى مع احتياجات المواطنين واحتياجات التطور العمراني، مع توفير بيئة سكنية حديثة ومتطورة تسهم في تحسين جودة حياة المواطنين.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: مدینة الجواهری

إقرأ أيضاً:

مستويات جفاف تاريخية بالعراق وتحذيرات من كارثة وشيكة

يواجه العراق أزمة جفاف غير مسبوقة تعد الأسوأ منذ أكثر من 90 عاما، حيث حذرت وزارة الموارد المائية من تداعيات خطيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، في حين يرى خبراء أن على السلطات إيجاد حلول مبتكرة لتلافي التبعات الخطيرة للتغير المناخي.

وأكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن هذا العام هو الأكثر جفافا منذ عام 1933، مبينة أن إيرادات نهري دجلة والفرات وصلت إلى 27% فقط مقارنة بالعام الماضي، وأن مخزون المياه في السدود والخزانات انخفض إلى 8% من قدرتها التخزينية بنسبة تراجع بلغت 57% عن العام الماضي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تفاقم أزمة المياه بالعراق وجفاف نصف أراضيه الزراعيةlist 2 of 4سد دوكان يفقد 75% من مياهه و4 ملايين عراقي يواجهون الجفافlist 3 of 4المياه الجوفية.. طوق النجاة المهدد في معركة العراق ضد الجفافlist 4 of 4دعم تركي مائي للعراق ومساعٍ لمواجهة خطر الجفافend of list

واقترنت موجة الجفاف المتواصلة منذ سنوات بدرجات حرارة قياسية تضرب خصوصا جنوب البلاد، حيث سجلت مدن عراقية -ومنها البصرة- أعلى درجات حرارة في العالم، مما يفاقم الأوضاع في بلد بات يعاني من مظاهر عدة لتطرف المناخ.

منسوب المياه في بحيرة الحبانية بمحافظة الأنبار العراقية المتأثر بالجفاف الشديد كما يظهر في أغسطس/آب 2023 (الفرنسية) صيف قائض آخر

لا تقتصر آثار موجة الجفاف على معاناة المزارعين والقطاع الزراعي الذي تقلصت مساحته بنحو 50% خلال السنوات الأخيرة حسب تقديرات وزارة الزراعة، بل أثرت أيضا على مياه الشرب، إذ إن محطات الضخ باتت غير قادرة على توفير المياه في مناطق عدة بسبب جفاف الأنهار أو ضعف منسوبها.

وتشير التقديرات إلى أن الإيرادات المائية للعراق تراجعت من نحو 70 مليار متر مكعب إلى 40 مليارا، كما تشير التوقعات إلى أن يصل نصيب الفرد من المياه إلى 479 مترا مكعبا بحلول عام 2030، في حين يصل معيار منظمة الصحة العالمية إلى 1700 متر مكعب سنويا للفرد.

وفي حديثه للجزيرة نت يكشف المواطن جاسم محمد -وهو أحد سكان أطراف بغداد- عن معاناة يومية قاسية يواجهها هو وأهالي منطقته جراء نقص المياه، مؤكدا أن الأطفال وكبار السن يدفعون ثمنا باهظا جراء نقص المياه وانقطاع التيار الكهربائي بسبب الحرارة الشديدة.

إعلان

وقال محمد للجزيرة نت إنه يضطر إلى شراء المياه الصالحة للاستخدام المنزلي من الحوضيات بسعة ألفي لتر بسعر مبالغ فيه وصل إلى 10 آلاف دينار عراقي (نحو 7 دولارات).

كما أن المياه تنقطع في أغلب ساعات النهار، مما يفرض على السكان الاعتماد على المضخات لدفع المياه إلى الخزانات المنزلية على الأسطح.

وتتفاقم الأزمة بسبب انقطاع الكهرباء الوطنية لساعات طويلة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث أكد محمد أن الأهالي يعتمدون على مبردات الهواء التي تحتاج إلى المياه، لكن نقص المياه المستمر يضاعف المعاناة، مما يضطرهم إلى إطفاء المبردات لساعات من النهار لتوفير المياه.

قارب يرقد في قاع بحيرة الحبانية بمحافظة الأنبار والتي ركدت بسبب التصحر والتبخر والجفاف (الأوروبية) تداعيات كارثية

بدوره، يؤكد عضو الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق أحمد العيساوي أن الأزمة المتفاقمة للجفاف في العراق وصلت إلى مستويات كارثية هذا العام، مما يهدد الأمن الغذائي ويقضي على سبل عيش المزارعين.

وأكد العيساوي للجزيرة نت أن حالة الجفاف وعدم وجود إستراتيجية وخطط استباقية من قبل السلطات أثرا مباشرة على الخطط الزراعية وكمية ونوعية المحاصيل الإستراتيجية.

وأضاف أن "المناطق التي تعتمد على الأنهر الفرعية تشهد وضعا مأساويا، حيث لم تصل المياه إليها منذ أكثر من 4 أشهر، مما أدى إلى ذبول المزروعات ونفوق المواشي وتلف الأشجار، حيث تشهد تلك المناطق كوارث بيئية حقيقية".

ويرى العيساوي في سياق تشخيصه أزمة شح المياه أن "دول الجوار قد قست على العراق بشكل كبير، إضافة إلى قسوة التغير المناخي والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وقساوة الصيف العراقي".

وأوضح أن المشكلة في العراق لا تكمن في الجفاف وشح المياه فحسب، بل تتعدى ذلك إلى غياب إدارة موارد المياه بالصورة الصحيحة، مشددا على أنه لو تم تحقيق الإدارة الصحيحة لأمكن معالجة ما يصل إلى 50% من مشكلة الشح.

وحذر العيساوي من عدم وجود أي خطة زراعية صيفية حتى الآن، مشيرا إلى أن "المياه المتوفرة حاليا مقتصرة على الاستخدام البشري وري المزروعات القديمة مثل النخيل والأشجار، وبالتالي لا توجد خطة للخضروات أو الأعلاف الخضراء أو غيرها".

أسماك نافقة في مستنقع جاف بمنطقة جبايش بمحافظة ذي قار جنوبي العراق (الفرنسية) سوء الإدارة المائية

من جانبه، دعا الخبير البيئي عادل المختار إلى إعادة النظر الفورية في السياسات الزراعية والمائية العراقية، مؤكدا أن الوضع الحالي "صعب جدا" ويحمل في طياته مخاطر كارثية.

وفند المختار خلال حديثه للجزيرة نت تبريرات وزارة الموارد المائية بشأن انخفاض الإطلاقات المائية من دول المنبع وتأثير التغير المناخي، مشيرا إلى أن "أزمة التغير المناخي مستمرة منذ أكثر من 5 سنوات، لكن سوء الإدارة كان السبب الرئيسي لما وصلنا إليه الآن".

وأشار إلى أن المخزون المائي بلغ بداية الصيف الماضي 21 مليار متر مكعب، كما أن المخزون في سد الموصل وصل إلى أعلى ارتفاع له بـ325 مترا، في حين المستوى الآمن هو 321 مترا، وكانت هناك مخاوف من انهياره.

ويعني ذلك -بحسب المختار- أن "مؤشرات الوفرة المائية كانت واضحة، لكن سوء الإدارة جعل العراق يهدر المياه حتى وصلنا إلى حالة الجفاف التي نعيشها هذا العام".

وحذر المختار من أن "سيناريو الشتاء المقبل الجاف مع قلة الأمطار كما حصل في الشتاء الماضي سيجعلنا نعيش أسوأ مرحلة في تاريخ العراق، وسيصبح الحصول على مياه الشرب أمرا شبه مستحيل".

إعلان

من جهته، أكد رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الأسدي أن "العراق يمر بأسوأ أزمة مائية في تاريخ الدولة العراقية".

وأشار الأسدي إلى أن أزمة الجفاف الحالية التي تضرب العراق أثرت بشكل بالغ على الثروة السمكية في البلاد، حيث أدى انخفاض مناسيب المياه إلى إزالة البحيرات المتجاوزة التي كانت ترفد الثروة السمكية، مما يثير مخاوف جدية بشأن الأمن الغذائي والاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • بالم هيلز للتطوير العقاري.. ريادة في بناء المجتمعات السكنية المتكاملة في مصر
  • السعودية تقود نقلة نوعية في النقل الإقليمي.. ممر تجاري يربط القاهرة بأربيل
  • عبيدات يكتب ( نقلة نوعية في قطاع النقل العام )
  • جبران: قانون العمل نقلة نوعية في تحقيق التوازن بين أصحاب الأعمال والعمال
  • وزير الإسكان يتابع خطة الدولة لإتاحة الوحدات السكنية لجميع المواطنين
  • السوداني يكشف إحباط هجمات ضد إسرائيل وقواعد امريكية بالعراق ويرفض التفاوض مع خاطفي تسوركوف
  • «صحة المنوفية»: مركز متكامل لطب الأسنان بتكلفة 1.5 مليون جنيه في مدينة السادات
  • الاحتلال يعيق حركة المواطنين شرقي مدينة قلقيلية
  • مشروع جديد سيغيّر حركة المرور في سامسون.. ما الذي سيحدث في أغسطس؟
  • مستويات جفاف تاريخية بالعراق وتحذيرات من كارثة وشيكة