سودانايل:
2025-12-14@00:43:20 GMT

فات الأوان.!!

تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT

بعد دخولها عامها الثالث، حرب السودان تفرز الغث من السمين، وغربال الحق من الباطل يقذف بأصحاب الغرض إلى خارج صندوق "الدواس"، في نفس الوقت الذي تدخل فيه الأسلحة النوعية لا (الكمية) ساحة المعركة، سوف يندم أنصار الدولة والنظام القديمين أيما ندم، ويتأسف قادة وفود التفاوض التابعين للشق المشعل للحرب أيما أسف، فالفرصة المثالية لن تتكرر، والعاجز عن إبداء رأيه في الوقت المناسب، ليس له من الحظ غير عض إصبع الندم، والمثل التقليدي الشعبي في معناه يقول: (من يستحقر الرجال لا محالة ميت)، لقد صبر الناس والأجاويد على تسويف قائد الجيش المرتهن لأجندة الإخوان المسلمين – الحركة الإسلامية، وآثر الركون لشيخه الحركي (الكرت)، فكل امرئ يكتوي بوعود عرّابه، وها هو "البرهان"، يدفع ثمن الانجرار وراء (المشروع الميت)، الذي يماثل (الكرت الميت)، ولقد وضح جلياً أن الرياح سكنت عن العصف باتجاه الفئة الباغية، منذ اليوم الذي سقط فيه أول شهيد أمام بوابة الجيش المغتصب (بفتح الصاد)، وانقطع التيار الكهربائي عن الاتصال بالمنفذ العاطل (البلك الطافي)، كما يقول صديقي العزيز، إنّ الغباء الإخواني – الحركي الإسلامي لا يجيد صناعة الإبداع، لأنه اعتمد طيلة مسيرته على مُنظّر واحد وشيخ أوحد (حسن الترابي)، فتاه في صحراء اليباس وتوغل في فسيفساء الضياع، وطبيعياً أن يحصد الحسرة والندامة من خان شيخه، كما سمعنا في تسجيل صوتي عاجز و(شائخ) للدكتاتور عمر البشير وهو يستذكر أفضال (شيخ حسن).


لقد تغنى السودانيون الأحرار بصوت المطرب الراحل صلاح بن البادية، وهو يشدو برائعته "فات الأون"، وأهدوها لكل مناصر للنظام البائد والدولة القديمة، ووضح جلياً بما لا تشوبه شائبة أن المرحلة الآنية من حرب "الندامة" (لسان حال فلول النظام البائد)، لا تبشر بخير يذكر يأتي إليهم، وهم المغضوب عليهم من شعوبهم الحانقة عليهم، ومن العالم من حولهم، ومن الإقليم الذي ينظر إليهم شذر مذر، فالعالم قد سأم الإرهاب والإرهابيين، والإقليم علم جوهر نواياهم التخريبية والتدميرية، بعد أن قضى أحفاد إبراهيم المنسلين من صلب إسحق، على ترسانة الشر في الإقليم، التي تدعي زيفاً أنها صاحبة الصك المفتوح الموقع من حفيد إسماعيل (أبي القاسم)، لقد نسي المتطرفون العلائق الإنسانية الجامعة لهم بأبناء عمومتهم، وقد كان حسن الترابي صاحب نظرة بعيدة حينما دعا لمؤتمر حوار الأديان، المشروع الذي لم يستوعبه تلامذته الأغبياء، فالآن تبنى عين المشروع أولئك الذين يستأهلونه، ولو كان (الشيخ) حياً لقال للمهرجين من تلامذته السكارى والحيارى من حيرانه، أن اصمتوا واتبعوا الرجل الذي جاءكم من أقصى البادية يسعى، اتبعوه لأنه لم يسألكم أجرا وهو المهتدي إلى سواء السبيل، والموصل بلاد السودان لنهاية الطغيان، فعلى المتدبرين لآيات المهندس الأعظم والمعلم الأكبر، أن يقتفوا أثر من سلك مسلك محمد، الذي رعى الإبل وامتهن التجارة، ثم ساس الناس فبنى الحضارة العابرة لكل قارة.
لسنا منجمون ولا سحرة ولا (كهنة)، بل لم نكن في يوم من الأيام من ذوي الدراية بطقوس ضرب الرمل ولا شعوذة قراءة الفنجان، لكن البصيرة تأتي قبل البصر، وهي نافذة القلب الخالي من الشوائب، الذي قال كلمته من أول يوم لانطلاقة رصاصة الغدر والخيانة من (الحارس مالنا ودمنا)، وما آل إليه حال الناس بعد السنتين المليئتين بكل ما تشمئز منه النفس البشرية، لهو آخر العظات المرسلة من رب العباد، لسكان السودان من المواطنين الأبرياء، الذين كانوا عائشين حياتهم الطبيعية، يصبحون على أكل العيش واتباع أسباب الرزق، ويركنون مساءً إلى بيوتهم الآمنة المطمئنة، بأن لا تنجرّوا وراء الضلال المبين الذي أورثكم الفاقة وسوء المآل، فقد آن أوانكم لأن تكفروا برواية الإخوان المسلمين – (الحركة الإسلامية)، الموغلة في التضليل والتزييف والتزوير وقلب رأس الأمور على عقبها، ومن لم يصل إلى يقين بأن الحرب قد بدأها الحركيون الإسلاميون (الكروت المحروقة)، يكون مثله كمثل أبي لهب الذي تحدى رسولنا الكريم، فلم يقبل الدعوة إلى دخول الدين الجديد حينها، ولم يرضخ للوعيد بنار جهنم، فتبجح أمام سيد الخلق غروراً واستكباراً ونفوراً من التغيير، وخوفاً من انتصار المشروع الجديد، فهؤلاء السائرون على درب أبي لهب الذين يطلق عليهم اسم البلابسة، هم الذين سينتهون بسوء الخاتمة التي أنتهى إليها أبو لهب، والأيام بيننا.

إسماعيل عبد الله
[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

من هدي القرآن الكريم:من يدعون إلى السكوت عن مواجهة الأعداء عليهم أن يستحوا ويحذروا

الشهيد القائد/حسين بدرالدين الحوثي

هؤلاء الذين يسكتون، وينطلقون يثبطون الناس عن الكلام، ويثبطون الناس عن العمل، نقول لهم: هل تعتقدون أن السكوت حكمة؟ أي أنه هو العمل الحقيقي في مواجهة أعداء الله، فأوضحوا لنا هذه الخطة، فإذا ما رأيناها إيجابية وعملية فعلاً وبناءة في مواجهة العدو وستضرب العدو، فنحن إنما نبحث عن العمل الذي يكون له أثره على العدو.

من الذي يستطيع أن يجعل سكوته سكوتاً عملياً في مواجهة هذه الأحداث؟ إنما هو مخدوع يخدع نفسه. والإنسان الذي يكون على هذه الحالة هو أيضاً من سيكون قابلاً لأن يُخدع من قبل أعدائه عندما يقول الأمريكيون: نحن إنما نريد من دخولنا اليمن أن نُعِيْنَ الدولة على مكافحة الإرهاب، وأن نحارب الإرهابيين. فهو من سيقتنع سريعاً بهذا الكلام؛ لأن المبدأ عنده هو السكوت والقعود، فهو من سيتشبث بأي كلام دون أن يتحقق ويتأكد من واقعيته، يميل بالناس إلى القعود فيقول: [يا أخي ما دخلوا إلا وهم يريدوا يعينوا دولتنا، بل الله يرضى عليهم، وعاد لهم الجودة، يسلِمونا شر ذولا الإرهابيين الذين يؤذوننا سيكلفوا علينا].

يقبل بسرعة أن ينخدع، والعرب ما ضربهم مع إسرائيل إلا خداع اليهود والنصارى، كان كلما تأهبوا لمواجهة إسرائيل ودخلوا معها في حرب جاء من ينادي بالصلح وهدنة، فترتاح إسرائيل فترة وتعبّئ نفسها، وتُعِدّ نفسها أكثر، ثم تنطلق من جديد، وهؤلاء واثقون بأنها هدنة – وإن شاء الله ستتلطف الأجواء ومن بعد سنصل إلى سلام، وينتهي ويغلق ملف الحرب!. أولئك أعداء قال الله عنهم: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}(البقرة: من الآية217) وسيستطيعون فعلاً إذا لم يقف المؤمنون في مواجهتهم، سيستطيعون فعلاً أن يردوا الناس عن دينهم.

فهو إذاً من سيصبح بوقاً لأعدائه يخدعونه، سيتحدث ويعمل على أن يقنع الآخرين بذلك الخداع فهو يظلم الأمة، أليس هو يظلم الأمة؟ إنك من تعمل على أن تهيئ أمتك للضربة الموجعة وأنت تقعدهم، وأنت من لا ترضى لنفسك أن يكون حديثك مع أولادك هكذا إذا ما كان هناك طرف من أصحابك من أهل قريتك اعتدى على شيء من ممتلكاتك، أليس هو من سينطلق يشجع أولاده؟ أليس هو من سيشتري لهم أسلحة؟ أليس هو من سيعبئ روحيتهم قتالاً ومقاومة؟ يقول لهم: أنتم رجال، يقول له ابنه: يا أبي نحن نريد أن نحاول إذا اصطلحنا. فيقول: أبداً، أنت تريد أن تسكت حتى يأخذوا حقك. أليس هذا ما يقال فعلاً؟ لكن هنا يجعل السكوت – حتى يدوسه الأعداء بأقدامهم – هو الحكمة، ويدعو الآخرين إلى أن يسكتوا، وإلى أن يقعدوا.

يجب عليهم أن يستحيوا من موقف كهذا، يحب عليهم أن يحذروا، إن أولئك أعداء أعداء بما تعنيه الكلمة، وأنه حتى أنت إذا ما رأيت آخرين وإن كانوا كباراً حتى ولو رأيت رئيس الدولة في موقف هو موقف المخدوع بأولئك الأعداء فلا تستسلم أنت؛ لأنك ستكون الضحية، لا تقل إذاً الرئيس قد هو أعرف وأدرى، هو الذي هو عارف وقد هو رئيس الدولة ورئيس كذا.

إنهم يخدعون الرؤساء والمرؤوسين، ويخدعون الصغار والكبار، وهذه المقابلات التلفزيونية التي نراها توحي فعلاً بأنهم قد خدعوا إلى الآن، بأن الكبار هنا في بلدنا قد خدعوا إلى الآن وهناك حملة شديدة ضد اليمن دعائية، وأنهم خدعوا والدليل على أنهم خدعوا أنهم يقولون للناس أن يسكتوا، بينما هؤلاء الأعداء هم من يحركون وسائل الإعلام أن تهاجم اليمن وتهاجم السعودية وإيران وبلدان أخرى، أليس هذا هو الخداع؟ أليس هذا هو الموقف المخزي؟ أن يكون زعماء أعدائنا، زعماء الدول التي هي عدوة لهذه الأمة ولدينها هم من يحركون شعوبهم، هم من يحركون الكُتّاب والصحفيين ووسائل الإعلام لتقوم بحملات ضد هذا البلد أو هذا البلد أو الأمة بكلها، أليسوا هم من يبحثون عن رأي عالمي يؤيد مواقفهم ضد هذه الأمة، فكيف ينطلق هؤلاء الزعماء ليقولوا لشعوبهم اسكتوا، أليس هذا هو الخداع؟ ألم يُخدعوا إذاً؟.

نحن نقول – فيما نعتقد – على ضوء القرآن الكريم ومن منطلق الثقة بالله سبحانه وتعالى وبكتابه وعلى أساس ما نشاهد: لسنا أقل فهماً منكم، ليس ذلك الشخص لكونه قد أصبح رئيس وزراء أو وزير خارجية أو رئيس جمهورية هو بالطبع أصبح أذكى الناس وأفهم الناس، ألم يعرف الناس كلهم أن زعماء الدول العربية هم في موقف مخزي وموقف ضعف؟ حتى الرجل العامي في هذا البلد أو ذاك يعرف هذه، من أين أتى هذا؟ أليس هذا من خداع حصل، ومن نقص في فهمهم أو في إيمانهم أو مرض في قلوبهم أو أي شيء آخر؟.

دروس من هدي القرآن الكريم

بتاريخ: 11 /2 /2002م

اليمن – صعدة

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • طارق الشناوي: عمار الشريعي أحد أهم الموهوبين الذين ظهروا في العالم العربي
  • من أين جاء لاعبو الإمارات الذين هزموا الجزائر في كأس العرب؟
  • تعلن محكمة النادرة أن على المدعى عليهم أولاد صالح النمراني الحضور إلى المحكمة
  • مستوطنون يلاحقون شبانًا في خربة ابزيق ويطلقون الرصاص عليهم
  • الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة
  • كاسبرسكي تحذر من المجرمين السيبرانيين الذين يستخدمون الكتب التركية والعربية الرائجة كطعمٍ لسرقة البيانات الشخصية
  • يعلن مستشفى الناس الدولي لأصحاب الرهونات بأن عليهم مراجعة المستشفى
  • من هدي القرآن الكريم:من يدعون إلى السكوت عن مواجهة الأعداء عليهم أن يستحوا ويحذروا
  • تعلن محكمة رداع أن على المدعى عليهم الحضور الى المحكمة