أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن قلقها البالغ إزاء خطة إعادة هيكلة وزارة الخارجية الأميركية التي أعلنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، محذرة من أنها قد تؤدي إلى تقويض العمل المتعلق بحقوق الإنسان والعدالة.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد تخفيضات كبيرة في المساعدات الخارجية، مما أضر ببرامج حقوق الإنسان على نطاق واسع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كسور وبقع.. حماس تتهم إسرائيل بتعذيب الأسير عبد الله البرغوثي والسعي لقتلهlist 2 of 2العفو الدولية: غزة تشهد إبادة جماعية على الهواء مباشرةend of list

وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في 22 أبريل/نيسان الجاري عن خطة "إعادة تنظيم شاملة"، تهدف إلى مواءمة سياسة الوزارة مع شعار "أميركا أولا" الذي تبناه الرئيس ترامب.

ووفقا للهيكلة الجديدة، تم إلغاء العديد من المكاتب والوظائف العليا المخصصة لحقوق الإنسان.

ووفق المنظمة تثير هذه التغييرات قلقا واسعا بشأن ما إذا كانت حقوق الإنسان ستظل أولوية في السياسة الخارجية الأميركية.

وقالت سارة ياغر، مديرة مكتب واشنطن في هيومن رايتس ووتش "على الرغم من أن أي إدارة أميركية لم تحقق التزاماتها الكاملة تجاه حقوق الإنسان، فإن وزارة الخارجية طالما لعبت دورا حيويا في دمج حقوق الإنسان في السياسة الدبلوماسية الأميركية، ودعم المدافعين عن الحقوق، وتعزيز العدالة لضحايا الجرائم الفظيعة"، وهو ما قالت إنه قد يصبح جزءا من الماضي.

إعلان

وتتضمن إعادة الهيكلة إلغاء عدة مكاتب رئيسية، بما في ذلك "مكتب قضايا المرأة العالمية" و"مكتب العدالة الجنائية العالمية". كما سيتم دمج "مكتب مكافحة الاتجار بالبشر" في مكتب "السكان واللاجئين والهجرة".

وأكدت هيومن رايتس ووتش أن هذه التغييرات تعرّض العمل على قضايا حساسة مثل مكافحة الجرائم الدولية ودعم حقوق النساء واللاجئين لخطر الإهمال.

وأشارت المنظمة إلى أن العديد من أعضاء الكونغرس، الذين سبق أن دعموا هذه البرامج بشدة، يجب أن يضغطوا على الوزير روبيو للتراجع عن هذه القرارات، خاصة أن بعضها سبق أن حظي بدعم حزبي واسع، بما في ذلك من روبيو نفسه خلال فترة عمله في مجلس الشيوخ.

وأعربت المنظمة عن مخاوفها من أن إزالة مكاتب حقوق الإنسان تضاف إلى سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب وأضرت بحقوق الإنسان عالميا، وتضمنت انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفرض عقوبات على مدعي المحكمة الجنائية الدولية، فضلا عما عدته تحولا نحو "سياسات هجرة عنصرية"، وإلغاء المكاتب المخصصة لقضايا الصحة الإنجابية وحقوق الأقليات الجنسية.

وتوقعت المنظمة "تغييرات" في التقرير السنوي لحقوق الإنسان الذي ستصدره وزارة الخارجية في مايو/أيار المقبل، حيث يُتوقع حذف الأقسام الخاصة بحقوق النساء وحرية التعبير والتجمع.

وذكّرت المنظمة بمهاجمة روبيو مكاتب حقوق الإنسان، خلال إطلاق خطة إعادة الهيكلة، حين ادعى أنها أصبحت "منصات لنشطاء يساريين" لتبني أجندات معادية لدول صديقة مثل المجر وبولندا وإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حريات حقوق الإنسان رایتس ووتش

إقرأ أيضاً:

هجمات "الزيرو كليك" تهدد الهواتف عالميا.. ماذا يمكن أن نفعل؟

تشهد الهواتف الذكية في السنوات الأخيرة تصاعداً غير مسبوق في حجم ونوعية الهجمات السيبرانية التي تستهدفها، مع تحوّلها إلى المخزون المركزي لبيانات المستخدمين وحياتهم الشخصية والمصرفية والمهنية. ولم تعد هذه الهجمات مقتصرة على محاولات القرصنة التقليدية، بل تطورت إلى عمليات اختراق معقدة تعتمد على تقنيات متقدمة قادرة على التسلل بصمت، دون أن يلحظ المستخدم أي تغيير في أداء جهازه.

وفي هذا السياق، يتزايد القلق العالمي بعدما أعلنت شركتا غوغل وآبل عن رصد موجة من الهجمات المتطورة تستهدف الهواتف في أكثر من 150 دولة، من بينها مصر، مستخدمة أدوات تُصنف ضمن فئة “الثغرات الصفرية” التي تُمكّن المهاجمين من اختراق الأجهزة دون الحاجة إلى نقر المستخدم على رابط أو تثبيت ملف، وهو ما يعرف بـ"الزيرو كليك أو النقرة الصفرية".

وقد دفع هذا التطور بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات إلى إصدار تحذير رسمي يحث فيه المواطنين على توخي الحذر واتباع إجراءات وقائية صارمة.

هذا النوع من الهجمات يعكس تحوّلاً استراتيجياً في نشاط مجموعات القرصنة، التي باتت تتعامل مع الهواتف باعتبارها هدفاً مثالياً يمكن من خلاله الوصول إلى الحسابات البنكية، ومحادثات المستخدمين، وملفات العمل، وحتى التحكم في الكاميرا والميكروفون دون علمهم.

وكانت "غوغل" و"آبل" قد أرسلتا في وقت سابق تنبيها لمستخدميهم حول العالم على خلفية تهديد سيبراني ضد هواتفهم، بعد أن تأكدت الشركتان من وجود التهديدات، وقالت "غوغل" إن برمجيات شركة "إنتليكسا" الإسرائيلية هي المسؤولة عن هذا الاختراق، مشيرة إلى كون الضحايا في عدد من الدول العربية والآسيوية، وفق رويترز.

تحذير مصري

الحديث عن محاولات اختراق الهواتف أثارت جدلا ومخاوف واسعة بين المستخدمين، مما دفع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات إلى إصدار تحذير للمستخدمين من ثغرات جديدة تستغل في عمليات الاختراق، بالإضافة إلى إرسال روابط ورسائل قد تبدو وكأنها من جهات موثوقة.

وفي بيان أصدره جهاز تنظيم الاتصالات ممثلا في المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات (EG-CERT) الأربعاء، أهاب الجهاز بالمواطنين ضرورة الاهتمام بتأمين هواتفهم، وأكد على أن تحديث الهاتف والتطبيقات باستمرار يعدّ خط الدفاع الأول ضد أي محاولات اختراق، موضحا أن كل تحديث جديد يتضمن إصلاحًا لثغرات قد يستغلها المهاجمون، ولذلك يُفضل تفعيل خاصية التحديث التلقائي كلما أمكن.

 توصيات للحماية من الاختراق

وقدم الجهاز نصائح للمواطنين تساعدهم على تجنب عمليات الاختراق مثل:

• تفعيل إعدادات الأمان المتقدمة المتاحة على الهواتف مثل وضع "Lockdown Mode" على أجهزة iPhone والخيارات المتقدمة للحماية على أجهزة Android
• الحذر أثناء التعامل مع الروابط والرسائل والمرفقات، خصوصا تلك التي تصل من مصادر غير معروفة أو تبدو غير طبيعية، حتى لو ظهرت في صورة رسائل من جهات أو شركات معروفة.
• استخدام متصفحات آمنة وأدوات حظر الإعلانات، لما لها من دور في تجنب التعرض للإعلانات الخبيثة التي قد تحتوي على أكواد ضارة.
• استخدام رمز تحقق إضافي عند تسجيل الدخول للحسابات المهمة، مثل البريد الإلكتروني أو حسابات التواصل الاجتماعي، لضمان عدم تمكن أي شخص من الدخول إليها حتى لو حصل على كلمة المرور.

وشدد الجهاز في بيانه على ضرورة أن يكون كل مستخدم واعيا بأساليب الاحتيال الحديثة، سواء عبر الرسائل أو المكالمات أو الروابط، وأن يكون متيقظا لأي سلوك غير مألوف على هاتفه، مثل البطء المفاجئ أو ارتفاع استهلاك البيانات أو ظهور تطبيقات لم يقم بتثبيتها.

وأكد أنه يتابع الموقف بشكل مستمر بالتعاون مع الشركات العالمية والجهات المعنية داخل الدولة، ويعمل على اتخاذ كل ما يلزم لضمان حماية مستخدمي الهواتف في مصر.

وقالت الخبيرة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني رحاب الرحماوي إن الانتقال من الاحتيال إلى الاستغلال الصامت "Zero-Click" جعل هناك إصدار تحذيرات من عملاقي التكنولوجيا آبل وغوغل، مبينة أن هذه ليست مجرد إخطارات أمنية روتينية، بل هي اعتراف بانتشار واسع لاستغلال ثغرات اليوم الصفري (Zero-Day).

التحليل التقني للاختراق


وأضافت الرحماوي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن التحليل التقني لما حدث من اختراقات هو أن هذه الهجمات تنتمي إلى الجيل المتقدم، حيث تجاوز المهاجمون الاعتماد على الهندسة الاجتماعية إلى آلية "النقرة الصفرية".

ولفتت إلى أن الاختراق يتم عبر استغلال عيوب في سلاسل معالجة البيانات مثل مكتبات معالجة الصور أو محركات المتصفحات، دون الحاجة لأي تفاعل من المستخدم، موضحة أن استخدام ثغرات اليوم الصفري بهذا النطاق الجغرافي (أكثر من 150 دولة) يضعنا أمام جهات فاعلة متطورة جدا، غالبا ما تكون مدعومة من دول أو تعمل ضمن صناعة أدوات المراقبة التجارية، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي والأفراد المستهدفين.

وبحسب الرحماوي فإن رصد هذه الموجة من الاختراقات في مصر يتطلب تحولا في استراتيجيات الحماية من التوعية العامة إلى تطبيق الإجراءات الصارمة لتضييق سطح الهجوم، وإدراك أن الهاتف الذكي اليوم هو "نقطة نهاية" بالغة الأهمية تتطلب نفس مستوى الحماية المطبق على الخوادم والشبكات الحساسة.

وذكرت عدة خطوات يجب على المواطن العادي اتخاذها لحماية هاتفة من الاختراق مثل تثبيت أي تحديث لنظام التشغيل (iOS) أو (Android) والتطبيقات فور إصداره، وعدم النقر على أي شيء غير متوقع من روابط أو رسائل، وتفعيل القفل الإضافي "التحقق بخطوتين" لجميع الحسابات الشخصية الهامة مثل الإيميل وفيسبوك وخدمات البنوك، بالإضافة لضرورة استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة والحذر من شبكات الـ Wi-Fi العامة.

وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال استشاري تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي إسلام غانم إن العالم يعيش حالة من عدم الأمان فيما يخص تكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أنه بين فترة وأخرى تظهر ثغرات جديدة في بعض التطبيقات، وتكون الأجهزة التي تحتوي على هذه التطبيقات أكثر عرضة للاختراق.

وأضاف أن هناك نوعا من أنواع الثغرات التي يتم اختراق الهواتف الذكية من خلالها يعرف بـ"زيرو كود" وهو الاختراق الذي يتم في الوقت بين اكتشاف ثغرات التطبيقات حتى معالجة الشركات المالكة لهذه التطبيقات للثغرات المكتشفة، مؤكدا أن هناك عددا من الشركات تعمل على تتبع واكتشاف الثغرات بهدف تجميع المعلومات على نطاق دولي.

وأشار إلى أن تقليل محاولات اختراق الهواتف الذكية تكون عن طريق برامج حماية "Anti Virus" لجميع الأجهزة الشخصية المترتبطة بالانترنت، مؤكدا أنه لا توجد حماية كاملة للهواتف أو الأجهزة وإنما هي حماية نسبية.

مقالات مشابهة

  • مكتب «النائب العام» يشدد على دور العدالة والمجتمع المدني في صون الكرامة
  • هجمات "الزيرو كليك" تهدد الهواتف عالميا.. ماذا يمكن أن نفعل؟
  • روبيو يبحث مع وزير الخارجية الإسرائيلي تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
  • اتفاقات داخل الزنزانة.. إحالة 29 متهما في قضية إعادة هيكلة التنظيم للجنايات| خاص
  • الخارجية الأمريكية: الوزير روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي خطة ترامب في غزة
  • الخارجية الأمريكية: روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في سوريا ولبنان
  • خلاف بين المفوضية الأوروبية والنمسا حول مراكز إعادة اللاجئين في إفريقيا بسبب حقوق الإنسان
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: أجريت نقاشا جيدا مع روبيو حول التحديات بالمنطقة
  • رايتس ووتش تحذر من تسليم سوريا جاسم الشامسي إلى الإمارات
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. ما حققته مصر من تطورات لدعم منظومة الحريات