دشنت وزارة الإعلام الأسبوع الماضي إصدارها من "كتاب عُمان 2024"، ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، ذلك الإصدار الذي دأبت الوزارة على إصداره سنويا منذ عام 1979، وقد جاءت نسخة الكتاب بعنوان "عُمان.. الرؤية وصناعة المستقبل". ويمثل الإصدار مرآة حقيقية لما حققته سلطنة عُمان من منجزات على مختلف الأصعدة خلال العام الفائت، كما يعكس مؤشرات التقدم في القطاعات الاستراتيجية، ويرصد بموضوعية المستهدفات الوطنية سنويًا، ويُعد الكتاب مرجعًا للإعلاميين والباحثين والطلاب والمهتمين بالشأن العُماني.

وفي حوار خاص لـ"عُمان"، تحدث راشد بن حمد الهاشمي، مدير عام المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلان، رئيس فريق العمل الذي أعد "كتاب عُمان 2024"، عن أبرز ملامح التطوير في الإصدار الأخير، والتحديات التي رافقت عملية الإعداد.

وقال: جاء محتوى الكتاب في إصدار عام 2024 بشكل عصري مُحدَّث، مع تركيز على تحديث العناوين ومواكبة التحولات التقنية، إذ تضمن الكتاب رموز الاستجابة السريعة الـ(QR)، لبعض المقاطع المرئية والسمعية، بالإضافة إلى مقاطع بتقنية الواقع الافتراضي تنقل القارئ لتجربة المكان بشكل تفاعلي يلامس التفاصيل، كما حرصنا على تقديم المعلومات عبر نقاط رئيسية مدعومة بالرسوم البيانية والإنفوجرافيك لتسهيل وصول المعلومة إلى القارئ بشكل سهل ومبسَّط.

وأضاف الهاشمي: إن كتاب عُمان يمثل أحد أبرز الإصدارات الوطنية التي تجسّد حضور سلطنة عُمان على الساحة الدولية، حيث يصدر بخمس لغات عالمية (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، والإسبانية)، ما يُعزز من انتشاره في المحافل الدولية، ويكرّس حضوره في السفارات والقنصليات والمعارض والمهرجانات حول العالم. وأضاف: إن النسخة الرقمية للكتاب متاحة عبر الموقع الإلكتروني للبوابة الإعلامية www.omaninfo.om، مما يتيح وصولاً أوسع للمحتوى العُماني بأسلوب عصري يواكب تطورات النشر الرقمي، ويُسهم في تعميم الرسالة الإعلامية لسلطنة عُمان ومواقفها السياسية المشرفة، وما تزخر به من مقومات تنموية، وسياحية، واستثمارية على نطاق عالمي.

كما أوضح أن الكتاب يعتبر مرجعًا وطنيًا رصينًا، ومصدرًا معرفيًا موثوقًا للطلبة والباحثين والمهتمين بالشأن العُماني، داخل عُمان وخارجها، إذ يوثق سنويًا أبرز الإنجازات الحكومية ضمن رؤية شمولية تُصاغ في قالب متكامل من 13 فصلًا، يعكس كل منها بُعدًا من أبعاد التطوير والتقدم في مختلف قطاعات الدولة، ويأتي ذلك انسجامًا مع التزام سلطنة عُمان برؤية تنموية طموحة تواكب "رؤية عُمان 2040م"، تُعلي من قيم الاستدامة وتُرسّخ نهج التميز المؤسسي ورفع كفاءة الأداء العام.

وحول آلية العمل في الكتاب قال الهاشمي: بدأ تشكيل فريق متكامل لـ"كتاب عُمان 2024" في سبتمبر من نفس العام، ولقد اعتُمِدت خطة ممنهجة وفق تواريخ مجدولة حتى طباعته، وتم توزيع مهامّ العمل على الفريق كلٍ حسب اختصاصه، إلى جانب ذلك تمت مخاطبة نحو 62 جهة ومؤسسة حكومية من أجل إبراز منجزاتها خلال عام 2024.

وأضاف الهاشمي: لا شك أنه كانت هناك بعض التحديات والعقبات التي واجهت فريق العمل في الإصدار 2024 أبرزها تأخر استلام بعض المواد، فضلا عن إضافة بعض التحديثات بعد مرحلة التصميم، ولكن بفضل جهود أعضاء الفريق الملموسة تم التغلب عليها، لافتاً إلى أن إخراج هذا العمل المتكامل يعكس مدى التزام وزارة الإعلام وفريق العمل بتقديم محتوى وطني رصين، يواكب العصر ويخدم أهداف الوطن المستقبلية تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه .

وفي ختام الحوار وجه الهاشمي الشكر لكل الجهات الحكومية والمؤسسات والقطاعات المختلفة على صدق تعاونها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بورسعيد .. واجهة حضارية تتألق في معرض الكتاب

تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، شهد البرنامج الثقافي لمعرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة مميزة بعنوان "بورسعيد.. نبض من حضارة مصر"، بمشاركة نخبة من الرموز الفكرية والأدبية ذات الحضور الفاعل في المشهد الثقافي المصري.

شارك في الندوة كل من الروائي والمترجم الدكتور سامح الجباس، والأكاديمي المتخصص في التاريخ الحديث الدكتور مرسي قطب، والكاتب الأثري والمؤرخ شعبان إبراهيم، فيما أدار الحوار الباحث في التراث الشعبي عبد الفتاح البيه، الذي قدّم للقاء بإضاءة على أهمية توثيق هوية بورسعيد الثقافية كإحدى ركائز الوجدان الوطني.

تناولت الندوة أبعادًا متعددة من تاريخ بورسعيد، وموقعها الاستراتيجي، خاصة بعد حفر قناة السويس، حيث شكل بوابةً تلاقت عندها حضارات وثقافات من مختلف أنحاء العالم، لتصنع طابعها الفريد الذي يمزج بين الأصالة والانفتاح، وبين الحرف التقليدية والعمارة المميزة، وبين النضال الوطني والإرث الشعبي الغني.

أكد الدكتور سامح الجباس،  أن بورسعيد ليست مجرد مركز تجاري عالمي، بل تمثل بؤرة ثقافية زاخرة بالحيوية والتنوع، مشيرًا إلى تناولها روائيًا في أعماله، لاسيما في روايته "حي الإفرنج"، التي أبرزت ملامح المدينة من زاوية إبداعية تضيء على تاريخها وسكانها.

من جانبه، استعرض الدكتور مرسي قطب ملامح من بحثه حول التحولات التاريخية التي شهدتها المدينة، وخاصة خلال فترة العدوان الثلاثي، مؤكدًا أن بورسعيد كانت وما زالت في قلب الأحداث الوطنية الكبرى، بدءًا من إضراب عمال الفحم عام 1882، مرورًا بالحراك الشعبي في ثورتي 1919 و1952، وحتى بطولاتها أثناء المقاومة الشعبية في 1956.

كما أشار الكاتب والأثري شعبان إبراهيم إلى أن التراث المصري المادي واللامادي يتجلى بوضوح في بورسعيد، التي حافظت على تقاليدها الشعبية ومظاهرها الثقافية، مؤكدًا أن العادات القديمة مثل "سبوع المولود" تمتد بجذورها إلى عصور الفراعنة، وتعكس استمرارية الهوية الثقافية المصرية.

وتخللت الندوة مداخلات ثرية من عدد من المثقفين، حيث أكد الروائي السعيد صالح أن العلاقة بين التاريخ والرواية علاقة تكامل، فيما شدد الكاتب أسامة المصري على أهمية التأريخ الإبداعي من خلال العمل الروائي، وأشار المفكر عبد السلام الألفي إلى أن الروايات تؤصل وتؤرخ لوقائع قد يغفلها السرد التاريخي الرسمي.

في ختام اللقاء، أجمع المشاركون على أن بورسعيد تمثل نقطة التقاء فريدة للثقافات، ورمزًا وطنيًا للمقاومة والانفتاح، ومثالاً حيًا على التفاعل بين الماضي والحاضر في صياغة الذاكرة الجمعية للشعب المصري.

طباعة شارك وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو معرض بورسعيد الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد بهي الدين

مقالات مشابهة

  • محمد شردي يسرد «حكايات بورسعيدية» في معرض الكتاب
  • خبراء وكتّاب لـ"الرؤية": غياب الحلول الجريئة يفاقم أزمة الباحثين عن عمل.. والشركات الكبرى تتصدر مشهد التسريح وتهميش الكفاءات العُمانية
  • كتّاب لـ"الرؤية": غياب الحلول الجريئة يفاقم أزمة الباحثين عن عمل.. والشركات الكبرى تتصدر مشهد التسريح وتهميش الكفاءات العُمانية
  • ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟
  • الثقافة تحتفل بصدور كتاب أبطال في طابور الماء بثلاث لغات
  • أكثر من 96 ألف وظيفة جديدة في 2024… القطاع الخاص الأردني يقود النمو
  • مجهول يخترق البريد الإلكتروني لمدرب الكاميرون ويرسل كتاب استقالته
  • أم تحارب الجوع والسرطان في خيمة.. غزة تكتب فصول الموت البطيء
  • القدس في وجدان المغاربة.. من حارة التاريخ إلى ضمير الأمة.. كتاب جديد
  • بورسعيد .. واجهة حضارية تتألق في معرض الكتاب