رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: الحرب كلفتنا ثمنا باهظا
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
إسرائيل – الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان، إن تل أبيب تدفع “ثمنا باهظا” جراء حرب الإبادة التي تشنها ضد قطاع غزة، وإن عدد قتلاها بالحرب “في ازدياد مستمر”.
جاء ذلك في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، شكك فيه هايمن، من جدوى النتائج المترتبة عن استمرار الحرب.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وأضاف هايمان: “لم تنته الحرب، وعلينا أن نسأل أنفسنا لماذا عدد القتلى في ازدياد مستمر، ولم يتحقق نصر كامل”، دون الكشف عن أعداد هؤلاء القتلى الإسرائيليين.
واعتبر أن معظم العائلات الإسرائيلية “لا تريد أن تُسفر تضحياتها عن نصر باهظ الثمن أو عن تصورات وهمية، أو نزهة خالية من الفلسطينيين في غزة”.
وأوضح هايمان، أن النصر الحقيقي “لن يقاس باليوم الأول للهدنة، بل بتحسن واقع الأمن القومي على مر السنين”.
ولفت إلى أن الحرب “شرٌّ لا بد منه، وتقع مسؤولية تحديد ضرورتها على عاتق القيادة السياسية”.
وطالب هايمان، الإسرائيليين بألا ينخدعوا في أن “الحرب قادرة على حل جميع التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل”.
وتابع: “كان ديفيد بن غوريون (أول رئيس وزراء للبلاد) يعتقد أن إسرائيل تزدهر بين الحروب، لذا يجب أن تكون الحروب قصيرة، وعدوانية، وفعالة، حيث أن فترات ما بين الحربين حاسمة”.
وعلى هذا النحو، حث هايمان، القيادة السياسية في بلاده على “عدم الإفراط في التصحيح بسبب اضطراب ما بعد الصدمة الوطني”، وذلك كأحد تداعيات الهجوم الذي نفذته حركة حماس، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ضد المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وأردف: “لا يوجد ما يُسمى الأمن المطلق أو السلام المطلق”.
الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية، أشار إلى أن إسرائيل “أمام مفترق طرق” على خلفية الحرب ضد غزة.
واستدرك متسائلا: “هل سنعيد احتلال غزة بحملة عسكرية مطولة، أم سنسعى إلى اتفاق ينهي الحرب مقابل إعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس، أو التوصل لنظام أمني جديد استباقي لسكان جنوب إسرائيل؟!”
وعلى مدار الإبادة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بغزة منذ 19 شهرا، تحاول تل أبيب فرض سيطرتها الكلية على القطاع الفلسطيني عبر تقطيع أوصاله وتهجير سكانه، فضلا عن محاولتها القضاء على “حماس” واستعادة الأسرى في غزة.
لكن لم تتمكن إسرائيل من إنجاز تلك الأهداف كاملة علي مدار شهور الحرب، ما عرض حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لانتقادات سواء من اليمين المتطرف الذي يريد تضييق الخناق على القطاع أو اليساريين الطامحين لاستعادة الأسرى من غزة حتى لو كان المقابل وقف الحرب.
ويأتي هذا الفشل الإسرائيلي في تحقيق الأهداف المرجوة من الحرب والتي يكررها نتنياهو – المطلوب للعدالة الدولية – منذ أكثر من عام ونصف العام في ظل خسائر اقتصادية متنامية بسبب استمرار الحرب.
وفي أبريل/ نيسان الجاري، قدر الجيش الإسرائيلي تكلفة استئناف وتوسيع الحرب على قطاع غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي بـ10 مليارات شيكل (2.7 مليار دولار أمريكي).
ومطلع العام 2025، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن تكاليف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بلغت 42 مليار دولار، بمعدل 83.8 مليون دولار يوميا.
وعلى هذا النحو، استعرض هايمان عدة تساؤلات في بيانه تتعلق بسياسات تل أبيب في إدارة الصراع على الساحة الفلسطينية وسوريا ولبنان بشكل عام.
وقال: “هل سنستمر في إدارة الصراع على الساحة الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، آملين في الأفضل؟ أم سنواجه الواقع الديموغرافي بين البحر المتوسط ونهر الأردن بعيون مفتوحة وإدراك لضرورة اتخاذ قرارات سياسية وإقليمية صعبة ومهمة للحفاظ على هوية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وليبرالية ومزدهرة، وكجزء من الأسرة الدولية؟”.
واعتبر في هذا السياق أنه يتعين على إسرائيل “بذل ما في وسعها لتصحيح الوضع”، داعيا إلى استمرار الجهود “لإعادة الرهائن إلى ديارهم بسرعة، لإعادة تأهيل الأحياء ودفن القتلى”.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني على الحدود الشمالية لإسرائيل، تسائل هايمان إذا ستتجه تل أبيب “نحو حرب مع سوريا، وإنشاء منطقة عازلة جديدة في لبنان، وظهور جماعات إرهابية جديدة على الجبهة الشمالية – أم نحو تطبيع العلاقات مع لبنان وسوريا تحت إشراف دولي يحمي المصالح الأمنية لإسرائيل؟” لم يحددها.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، إلا أن تل أبيب تشن بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما لم يهدأ التوتر بين لبنان وإسرائيل على خلفية عدم التزام الأخيرة باتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إذ لم ينسحب الجيش الإسرائيلي من جميع النقاط اللبنانية التي احتلها كما هو متفق عليه، ولا يزال يشن ضربات على الأراضي اللبنانية في خروقات سافرة للاتفاق.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
وفي 8 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إسرائیل من أکثر من تل أبیب
إقرأ أيضاً:
في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة إنذار وتطوير الدفاع الجوي
أوصت الأكاديمية الوطنية للاستخبارات التركية في تقرير جديد وصفته وسائل إعلام تركية باللافت باتخاذ إجراءات عاجلة ذات أهمية قصوى، بينها بناء ملاجئ تحت الأرض في المدن الكبرى، وذلك بعد تقييم أجرته للحرب الإسرائيلية على إيران.
وذكرت وسائل إعلام تركية -من بينها صحيفة حرييت- أن الأكاديمية الوطنية للاستخبارات نشرت تحليلا لافتا للحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران، والتي هزت التوازن في المنطقة، حسب وصفها.
وتوقف التقرير -الذي يحمل عنوان "حرب 12 يوما والدروس المستفادة تركيا"- مع الإجراءات التي يجب على تركيا اتخاذها، خاصة في مجالي الدفاع والأمن الداخلي، مقدما توصيات عاجلة للسلطات التركية المعنية.
ومن بين التوصيات التي قدمها التقرير:
أنظمة الدفاع الجوييرى التقرير أن الحرب الأخيرة أظهرت فيها إسرائيل سيطرة جوية مطلقة، وينطلق من ذلك للتأكيد على أهمية بناء نظام دفاع جوي متعدد الطبقات.
ويشدد التقرير على أنه من المهم إعطاء أهمية خاصة لأنظمة الدفاع الجوي منخفضة الارتفاع، ولا سيما بشأن المنشآت الإستراتيجية التي تحتاج إلى الحماية، خصوصا مقار الأجهزة الأمنية.
أنظمة الدفاع ذات الأولويةويتوقف التقرير عند المجالات التي ينبغي لتركيا منحها الأولوية في صناعة الدفاع، مشيرا إلى أنه على الرغم من قوة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وتعددها فإنها لم تكن كافية لمواجهة الصواريخ الإيرانية "الفرط صوتية"، وهو ما يعني بالضرورة زيادة وتسريع الاستثمارات التركية في الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية.
الحرب الإلكترونيةكما يوصي التقرير بإعطاء الأولوية للأنظمة المسيّرة وتقنيات الحرب الإلكترونية، منتقدا في الوقت ذاته ما وصفها بعدم فاعلية استثمارات إيران طويلة الأمد في الدفاع التقليدي بمواجهة الحرب الإلكترونية.
ملاجئ تحت الأرضاقترح التقرير أيضا على الحكومة التركية إنشاء ملاجئ مزودة بالمتطلبات التقنية اللازمة في منشآت إستراتيجية، وبناء ملاجئ جماعية يسهل الوصول إليها، خاصة في المدن الكبرى.
أنظمة إنذار مبكركما حث التقرير على ضرورة وجود أنظمة إنذار مبكر ضد أي هجمات جوية محتملة.
إغلاق نوافذ التسلل داخلياوتوقف التقرير أيضا بالتحليل عند الدور الكبير الذي قامت به العناصر المجندة داخليا في الهجمات الإسرائيلية على إيران، منطلقا من ذلك للتأكيد على أهمية إعطاء عناية خاصة للعوامل المؤثرة على الأمن الداخلي، مثل الصعوبات الاقتصادية والمشاكل السياسية والاجتماعية الداخلية، لإغلاق الباب أمام عمليات مماثلة.
تعزيز عناصر الوحدة والتآخيوفي توصية أخرى تبدو مرتبطة بالتوصية السابقة، ذكر التقرير أنه يتعين على تركيا أن تعمل على تعزيز الشعور بالوحدة الوطنية والأخوة، وأن تتخذ التدابير اللازمة لمعالجة المشاكل الاقتصادية المحتملة، وجعل التوافق الاجتماعي أكثر شمولا من خلال مشاريع مثل "تركيا بلا إرهاب".
إعلانوكانت إسرائيل شنت فجأة وبدعم أميركي حربا على إيران بدأت في 13 يونيو/حزيران الماضي واستمرت 12 يوما، وطالت الهجمات مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية وأدت إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفرت عن 606 قتلى و5332 مصابا، وفق السلطات الإيرانية.
وردّت طهران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 28 قتيلا و3238 جريحا، حسب وزارة الصحة والإعلام الإسرائيلي.
ولاحقا، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية في إيران، فردّت طهران بقصف قاعدة العديد الجوية بقطر، قبل أن تعلن واشنطن في 24 يونيو/حزيران الماضي وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران، وسط إعلان كل من إسرائيل وإيران انتصارهما في "حرب الـ12 يوما".