وقعت الحكومة السورية أول اتفاقية استثمارية دولية منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مع شركة الشحن والخدمات اللوجستية الفرنسية العملاقة "CMA CGM".

 

وجاءت الاتفاقية لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية على البحر المتوسط لمدة 30 عامًا، في خطوة تعد مؤشراً على انفتاح اقتصادي جديد بعد سنوات من الحرب والعزلة الدولية.

 

وبحسب بيان رسمي، وقعت الاتفاقية في قصر الشعب بدمشق، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وقيادات من الهيئة العامة للموانئ البحرية، وممثلين عن الشركة الفرنسية.

 

وتشمل الاتفاقية استثمارًا أوليًا قدره 230 مليون يورو (نحو 260 مليون دولار)، يخصص لتحديث البنية التحتية، وبناء رصيف جديد بطول 1.5 كيلومتر وعمق 17 مترًا، بما يسمح باستقبال سفن الحاويات العملاقة لأول مرة في تاريخ الميناء.

 

وفقًا لـ"رويترز"، ستبدأ "CMA CGM" بضخ استثمارات أولية قدرها 30 مليون يورو في العام الأول، على أن تتبعها استثمارات إضافية بقيمة 200 مليون يورو خلال السنوات الخمس الأولى من تنفيذ العقد.

 

وتهدف هذه الاستثمارات إلى تحويل ميناء اللاذقية إلى مركز لوجستي إقليمي يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا.

 

تعود علاقة الشركة الفرنسية بميناء اللاذقية إلى عام 2009، حين بدأت بإدارة محطة الحاويات هناك بعقد تشغيل متجدد، كان آخره في أكتوبر 2024، لكن بعد سقوط النظام السابق، أعادت الحكومة الانتقالية التفاوض لتعديل بنود الشراكة، بما يتناسب مع أولويات المرحلة الجديدة في إعادة الإعمار والانفتاح الاقتصادي.

 

بحسب تقرير لـ "L’Orient-Le Jour"، فإن هذا العقد يُعد أول استثمار أجنبي مباشر كبير في سوريا منذ أكثر من عقد، ويأتي بعد تحسن تدريجي في العلاقات الدولية مع دمشق، خاصة بعد تغير المواقف الغربية عقب نهاية الحرب الأهلية وبدء المرحلة الانتقالية.

 

ينص الاتفاق على تقاسم العائدات بنسبة 60% لصالح الدولة السورية و40% لصالح "CMA CGM"، مع إمكانية تعديل النسبة وفقًا لحجم النمو في عدد الحاويات المتداولة بالميناء.

 

ويُنظر إلى هذا المشروع على أنه مؤشر قوي على بدء إعادة هيكلة الاقتصاد السوري، وإعادة دمج البلاد في شبكات التجارة العالمية. كما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في مسار الاستقرار السياسي في سوريا بعد سنوات من العزلة والحصار.

 

وتُعد شركة CMA CGM، ومقرها في مدينة مرسيليا الفرنسية، ثالث أكبر شركة شحن بحري في العالم، وتدير أكثر من 50 ميناء حول العالم، ما يمنح سوريا شريكًا استراتيجيًا قويًا في جهود إعادة إعمار قطاع النقل البحري والبنية التحتية

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: میناء اللاذقیة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الهولندي تخصيص 25 مليون يورو لدعم سكان غزة

أعلن وزير الخارجية الهولندي ديفيد فان فيل، عن تخصيص 25 مليون يورو لدعم المساعدات الطبية الموجهة إلى سكان القطاع، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام بلاده بالتضامن الإنساني والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناة المدنيين.

وخلال مؤتمر صحفي عقده من أمام بوابة معبر رفح البري من الجانب المصري، أعرب فان فيل عن قلق بلاده البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مثمنًا الدور المحوري الذي تلعبه مصر في تسهيل دخول المساعدات والإشراف على عمليات الإخلاء الطبي، مؤكدًا أن هذا الجهد يمثل “نموذجًا يحتذى به في تحمل المسؤولية الإنسانية وسط أجواء إقليمية بالغة التعقيد”.

وأوضح الوزير الهولندي أن بلاده تواصل تنسيق جهودها مع الأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية لضمان وصول المساعدات بشكل آمن وسريع إلى المحتاجين داخل القطاع.

وفي سياق متصل، أعرب فان فيل عن أمله في أن تسهم مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحسين الأوضاع الميدانية وإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني بشكل كامل، بما يتيح تدفق المساعدات واستئناف حركة الإغاثة دون عوائق.

وختم وزير الخارجية الهولندي كلمته بالتأكيد على أن الأزمة الإنسانية في غزة تتطلب حلولًا عملية وتنسيقًا دوليًا فعالًا، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل دعم الجهود المصرية والدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الهولندي تخصيص 25 مليون يورو لدعم سكان غزة
  • ارتفاع عدد الحاويات الواردة والصادرة عبر ميناء حاويات العقبة .. تفاصيل
  • ميناء شرق بورسعيد يحتل المركز الثالث عالميا والأول إقليميا في مؤشر أداء موانئ الحاويات
  • نقيب الأشراف مهنئًا العناني بمنصب مدير اليونسكو: يعكس الثقة التي تحظى بها مصر دوليًا
  • ما وراء الخبر يتناول أول انتخابات بسوريا بعد سقوط الأسد
  • انطلاق أول انتخابات لمجلس الشعب في سوريا منذ سقوط الأسد
  • الأولى منذ سقوط الأسد.. انطلاق انتخابات مجلس الشعب في سوريا
  • خلال ساعات..سوريا تترقب أول مجلس شعب بعد سقوط نظام الأسد
  • سوريا.. انطلاق انتخابات مجلس الشعب الأولى منذ سقوط الأسد
  • مجلس الشعب.. محطات في تاريخ السلطة التشريعية بسوريا