البلاد – رام الله
تحت غطاء “آلية إنسانية جديدة”، تمضي إسرائيل في إدارة جريمة التجويع الممنهج ضد سكان قطاع غزة، عبر خطة تبدو في ظاهرها تنظيمًا لتوزيع المساعدات، لكنها في جوهرها هندسة مدروسة لإطالة أمد الحصار وتجويع السكان وتهجيرهم. بينما يحذّر المرصد الأورومتوسطي من منح جريمة الإبادة طابعًا شرعيًا، تصرخ الأونروا من مشهد “يفوق التصور”، والموت يزحف على المدنيين يومًا بعد يوم، فيما يعقد مجلس الأمن جلسة جديدة الخميس في محاولة متأخرة لوقف النزيف الممتد منذ 19 شهرًا.


الخطة الإسرائيلية، التي تُروج لها بالتعاون مع أمريكا وبعض الجهات المانحة، تقوم على إنشاء صندوق دولي يشرف على إدخال المساعدات، فيما يتولى جيش الاحتلال بناء مجمّعات داخل غزة لتوزيع الطرود الغذائية أسبوعيًا على السكان، وسط رقابة أمنية مشددة من شركة أمريكية خاصة. المرصد الأورومتوسطي وصف الخطة بأنها “آلية لتطبيع التجويع”، تتحكم إسرائيل عبرها في دورة الحياة الكاملة للفلسطينيين، من نوع المساعدات وكميتها إلى توزيعها والفئات المستهدفة، بما يُحوّل الغذاء إلى أداة ابتزاز وسلاح إبادة جماعية.
وحذّر المرصد من تكرار السيناريو الممنهج الذي شهده شمال القطاع في أكتوبر الماضي، حين استخدمت إسرائيل مزيجًا من الحصار والقصف والمناشير الورقية لدفع السكان نحو “المنطقة الإنسانية” في المواصي، تحت تهديد الحرمان من المساعدات. الآن، تعيد الخطة المقترحة إنتاج المشهد نفسه، بآلية لوجستية تُقصي وكالة الأونروا والمنظمات الإغاثية ذات الخبرة، وتمنح جيش الاحتلال السيطرة على “مفاتيح الحياة والموت”.
الأونروا، من جهتها، حذّرت من مجاعة تقترب من الجميع، مؤكدة أنّ قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر منذ أكثر من تسعة أسابيع. وقال مفوضها العام فيليب لازاريني إن الأطفال والنساء يموتون بصمت، حتى من دون أن تصيبهم شظايا القصف.
وأشارت الوكالة إلى أنّ أكثر من 90 بالمئة من سكان غزة باتوا نازحين بلا مأوى، وسط تفشٍ متزايد للأمراض، وموت جماعي يهدد الجميع.
على هذه الخلفية القاتمة، أعلن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أمس الأحد عن جلسة لمجلس الأمن الخميس المقبل لمتابعة الأوضاع في قطاع غزة، والضغط لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية. وأضاف أنه لا يمكن أن يبقى مجلس الأمن صامتًا أمام التجويع الممنهج للمواطنين الذي ينتهجه الاحتلال في قطاع غزة.
وأكد تكثيف العمل الدبلوماسي والقانوني مع كافة المؤسسات السياسية والقانونية الدولية بالخصوص، مشيرًا إلى عقد اجتماعين تحضيريين في الـ 23 من الشهر الجاري في نيويورك، وفي الـ 25 من الشهر ذاته في إسبانيا، على مستوى وزاري لإنجاح المؤتمر الدولي، لتحقيق “حل الدولتين” برئاسة السعودية وفرنسا، والمزمع عقده في نيويورك الشهر المقبل.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مصر تُعلن المشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة

الثورة نت /..

أكد رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، أن “هناك رؤية مصرية جرى وضعها بشأن إعادة الإعمار في قطاع غزة، وجرى إقرارها من الدول العربية والإسلامية والعديد من الدول الكبرى”، موضحاً أن “لمصر دور رئيسي في إعدادها مع السلطة الفلسطينية، وهذه الخطة هي إطار عام”.
وأشار مدبولي، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي، إلى أنه “بعد توقيع اتفاق غزة تجري ترجمة الإطار العام والخطة المبدئية لخطة تفصيلية بتوقيتات زمنية وتدفقات مالية، ومصر ستشارك فيها، وجزء من هذه الخطة التفصيلية سيكون أحد أهم مخرجات مؤتمر إعادة الإعمار المقرر عقده في القريب العاجل”.
وأضاف أن “مصر بما لديها من خبرات كبيرة وما تمتلكه من شركات كبرى ستكون من أهم الكيانات التي ستشارك في عملية إعادة الإعمار، بحكم أنها هي الجار المباشر لقطاع غزة”.

مقالات مشابهة

  • أونروا: إسرائيل تواصل منع دخول المساعدات إلى غزة رغم توافرها واستعداد فرقنا للتوزيع
  • الاحتلال الإسرائيلي يؤجل موعد فتح معبر رفح أمام حركة السكان
  • مصر تُعلن المشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة
  • وزيرة التضامن: مصر تدير أكبر عملية إغاثة إنسانية لغزة
  • وزيرة التضامن: مصر تدير أكبر عملية إغاثة إنسانية لغزة.. وتُسهِّل تدفق المساعدات
  • الأورومتوسطي .. خطر المجاعة لم يغادر غزة وتقليص المساعدات يعكس إصرار إسرائيل على استخدام التجويع
  • الاحتلال يخترق اتفاق وقف النار: معبر رفح تحت الحصار وقيود على المساعدات
  • “الأورومتوسطي” يحذّر من تفاقم خطر المجاعة في غزة رغم سريان وقف إطلاق النار
  • "الأورومتوسطي": "اسرائيل" تواصل استخدام التجويع كأداة إبادة جماعية
  • كيف واجه الغزيون التجويع وسوء التغذية بالأغذية البديلة؟