خطة لتوزيع المساعدات تُشرعن التجويع والحصار .. إسرائيل تدير الموت في غزة بغطاء إنساني زائف
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
البلاد – رام الله
تحت غطاء “آلية إنسانية جديدة”، تمضي إسرائيل في إدارة جريمة التجويع الممنهج ضد سكان قطاع غزة، عبر خطة تبدو في ظاهرها تنظيمًا لتوزيع المساعدات، لكنها في جوهرها هندسة مدروسة لإطالة أمد الحصار وتجويع السكان وتهجيرهم. بينما يحذّر المرصد الأورومتوسطي من منح جريمة الإبادة طابعًا شرعيًا، تصرخ الأونروا من مشهد “يفوق التصور”، والموت يزحف على المدنيين يومًا بعد يوم، فيما يعقد مجلس الأمن جلسة جديدة الخميس في محاولة متأخرة لوقف النزيف الممتد منذ 19 شهرًا.
الخطة الإسرائيلية، التي تُروج لها بالتعاون مع أمريكا وبعض الجهات المانحة، تقوم على إنشاء صندوق دولي يشرف على إدخال المساعدات، فيما يتولى جيش الاحتلال بناء مجمّعات داخل غزة لتوزيع الطرود الغذائية أسبوعيًا على السكان، وسط رقابة أمنية مشددة من شركة أمريكية خاصة. المرصد الأورومتوسطي وصف الخطة بأنها “آلية لتطبيع التجويع”، تتحكم إسرائيل عبرها في دورة الحياة الكاملة للفلسطينيين، من نوع المساعدات وكميتها إلى توزيعها والفئات المستهدفة، بما يُحوّل الغذاء إلى أداة ابتزاز وسلاح إبادة جماعية.
وحذّر المرصد من تكرار السيناريو الممنهج الذي شهده شمال القطاع في أكتوبر الماضي، حين استخدمت إسرائيل مزيجًا من الحصار والقصف والمناشير الورقية لدفع السكان نحو “المنطقة الإنسانية” في المواصي، تحت تهديد الحرمان من المساعدات. الآن، تعيد الخطة المقترحة إنتاج المشهد نفسه، بآلية لوجستية تُقصي وكالة الأونروا والمنظمات الإغاثية ذات الخبرة، وتمنح جيش الاحتلال السيطرة على “مفاتيح الحياة والموت”.
الأونروا، من جهتها، حذّرت من مجاعة تقترب من الجميع، مؤكدة أنّ قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر منذ أكثر من تسعة أسابيع. وقال مفوضها العام فيليب لازاريني إن الأطفال والنساء يموتون بصمت، حتى من دون أن تصيبهم شظايا القصف.
وأشارت الوكالة إلى أنّ أكثر من 90 بالمئة من سكان غزة باتوا نازحين بلا مأوى، وسط تفشٍ متزايد للأمراض، وموت جماعي يهدد الجميع.
على هذه الخلفية القاتمة، أعلن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أمس الأحد عن جلسة لمجلس الأمن الخميس المقبل لمتابعة الأوضاع في قطاع غزة، والضغط لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية. وأضاف أنه لا يمكن أن يبقى مجلس الأمن صامتًا أمام التجويع الممنهج للمواطنين الذي ينتهجه الاحتلال في قطاع غزة.
وأكد تكثيف العمل الدبلوماسي والقانوني مع كافة المؤسسات السياسية والقانونية الدولية بالخصوص، مشيرًا إلى عقد اجتماعين تحضيريين في الـ 23 من الشهر الجاري في نيويورك، وفي الـ 25 من الشهر ذاته في إسبانيا، على مستوى وزاري لإنجاح المؤتمر الدولي، لتحقيق “حل الدولتين” برئاسة السعودية وفرنسا، والمزمع عقده في نيويورك الشهر المقبل.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«حماس»: تعطيل الاحتلال إدخال المساعدات إلى غزة سياسة ممنهجة لاستمرار مخطط التجويع
أكدت حركة حماس أن، «تعطيل الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات إلى قطاع غزة هو سياسة ممنهجة تهدف إلى استمرار مخطط التجويع بحق المدنيين الأبرياء» بحسب ما أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية».
وأضافت حماس أن الاحتلال يحاول استخدام التجويع في غزة كأداة لتثبيت واقع سياسي وميداني تحت غطاء مشاريع إغاثية مضللة.
وأشارت حماس إلى تمسكها بدور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات، مؤكدة أنها تعتبر محاولة تجاوز هذا الدور وتهميشه سلوكا خطيرا.
من جهة أخرى، صرح رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، أن جيش الاحتلال سيعمل على تقصير الحرب في غزة بما يتماشى مع أهدافها.
وأضاف زامير أن الحرب في غزة ليست بلا نهاية، مؤكدًا أن الاحتلال يبذل كل ما في وسعه لاستعادة المحتجزين.
وأشار أيضًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيحسم المعركة في خان يونس كما فعل في رفح الفلسطينية.
اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 53939 شهيدا و122797 مصابًا
برنامج الأغذية العالمي: العائلات الفلسطينية بغزة لا تزال على شفا المجاعة
استشهاد صحفي فلسطيني في قصف الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة