يتساءل كثير من الناس عند زيارتهم لقبور أحبّائهم هل الميت يرى ويسمع ما نقوله له ويرانا عند زيارته؟ سؤال يتردد كثيرا على ألسنة البعض عند زيارتهم للمقابر.

وفي إجابته عن هذا السؤال، قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن الموتى في القبور يزورون بعضهم بعضًا، ولما يدخل عليهم ميت تتزاور الأرواح وتسلم عليه، أما العاصون فهم مشغولون بالعذاب.

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، في تصريحات تلفزيونية سابقة له، أن هناك حياة وزيارات بعد الموت، فمن هم في القبور ليسوا عدمًا، ومن يسلم عليهم يردون عليه، مشيرا إلى أن الميت يرى كل من يزوره من أهله وأحفاده وأقاربه ويسمع، لكن صوته لا يصلنا، لذلك الزيارة مستحبة، ولو قرأ الزائر القرآن فبركته تصل للميت.

حكم من يؤخر صلاة العشاء إلى منتصف الليل.. الإفتاء تحذر من 3 أمورهل الصلاة بقراءة الفاتحة فقط صحيحة؟.. الإفتاء توضح الحكمدار الإفتاء: حالة واحدة يجوز فيها للحائض لمس المصحف وقراءة القرآن منهدار الإفتاء توضح معنى التمتع بالعمرة إلى الحج وضوابطه

هل تزور الروح أهل البيت المقربين من الأحياء؟

الميت لا يمكن أن يزور أهله ولا يعود إلى الدنيا أبدا، كما قال تعالى: «وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ» (الأنبياء:95).

وعن جابر بن عبد الله بن حرام ـ رضي الله عنهما ـ قال: لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا جابر ما لي أراك منكسراً؟ فقلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالاً وديناً، فقال: ألا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وإن الله أحيا أباك فكلمه كفاحا فقال: يا عبدي تمن أعطك، قال: تحييني فأقتل قتلة ثانية، قال الله: إني قضيت أنهم لا يرجعون... رواه ابن حبان في صحيحه، وقال الشيخ شعيب الأرناوؤط: إسناده جيد.

وفي رواية عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: لما قتل عبدالله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا جابر ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك؟ قلت: بلى، قال: ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال: يا عبدالله تمن علي أعطك، قال: يارب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله هذه الآية: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {آل عمران: 169}». رواه الترمذي وغيره.

هل يزور أو يشعر أو يرى الأموات بعضهم بعضا في القبور ؟

ثبت لقاء أرواح المؤمنين وتزاورهم، وهذه بعض الأحاديث الدالة على ذلك، فعن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللَّهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنْ الأَرْضِ فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا. فَإِذَا قَالَ: أَمَا أَتَاكُمْ ؟ قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ. وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ ـ كساء من شعر ـ فَيَقُولُونَ : اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ» رواه النسائي (1833).

متى تصعد روح الميت إلى السماء؟

أين تذهب الأرواح بعد الموت إنّ مذهبُ أهل السُّنة في الرُّوح بعد الموت أنّ الملائكة ترفعُها إلى الله -تعالى- للسُّؤال، فإن كانت من السُّعداء؛ ساروا بها إلى الجنّة بقدر ما يُغسّل الميّت وأروه مقعدها، وبعد تغسيلهِ وتكفينه تُردُّ إلى الإنسان روحه وتكونُ بين الكفن والجسد، ويكونُ الميّت في حالةٍ يَسمع ما حوله ولكن من غير أن يتكلّم أو يُشير، لِقولهِ -تعالى-: «فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـكِن لَّا تُبْصِرُونَ».

 وبعد دفنه تُردُّ إليه روحه ويُجلس للسّؤال بروحهِ وجسده، بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: Jفتُعادُ رُوحُه، فيَأتِيهِ مَلَكانِ، فيُجْلِسانِه، فيَقولانِ له: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: رَبِّيَ اللهُ، فيَقولانِ له: ما دِينُكَ؟ فيَقولُ: دِينِيَ الإِسلامُ، فيَقولانِ له: ما هذا الرجلُ الذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فيَقولُ: هو رسولُ اللهِ، فيَقولانِ له ومَا عِلْمُكَ؟ فيَقولُ: قَرأتُ كِتابَ اللهِ فآمَنتُ به وصَدَّقْتُ، فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ أنْ صَدَقَ عَبدِي، فَأفْرِشُوه من الجنةِ، وألْبِسُوهُ من الجنةِ، وافْتَحُوا له بابًا إلى الجنةِ، فيَأتِيهِ من رَوْحِها وطِيبِها، ويُفسحُ له في قَبرِهِ مَدَّ بَصرِهِ».

طباعة شارك الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى دار الإفتاء الإفتاء هل الميت يرى ويسمع كل من يزوره

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمين الفتوى دار الإفتاء الإفتاء ف ی ق ول ون ی أ ت ون فی قول

إقرأ أيضاً:

حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب

قال الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن طلاق المرأة وهي حائض من الناحية الشرعية حكمه تكليفيًا حرام ويُعتبر طلاقًا بدعيًا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه الكريم قوله: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ"، وهذا يعني أن الطلاق يجب أن يُنطق به في حالة الطهر، ولا يجوز في الحيض أو في طهر جامعها فيه.

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم أن طلاق الحائض يعد طلاقًا بدعيًا، مشيرًا إلى حديث سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما، الذي طلق امرأته وهي حائض فسأل النبي عن ذلك فأجابه أن عليها مراجعتها ثم الانتظار حتى تطهر.

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن من الناحية الوضعية القضائية، إذا تم الطلاق رسميًا عند المأذون فهو واقع ويُحسب ضمن الطلقات الشرعية سواء كانت طلاقًا رجعيًا أو بائنًا بينونة صغرى أو كبرى، ويُعتبر وثيقة رسمية تلتزم بها الجهات المختصة.

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية "لا ينبغي أن يُفهم أن الطلاق في الحيض لا يقع، فالطلاق يقع شرعًا وقانونيًا عند المأذون، لكن من الناحية التكليفية فهو بدعي، لذا يُنصح في حالة الطلاق الشفوي أو غير الرسمي بمراجعة المختصين ودار الإفتاء للتحقق من وقوع الطلاق، والطلاق الرسمي الموثق عند المأذون يُحسب ويُعامل قانونيًا وشرعًا حسب نوعه وعدده".

حكم الأضحية عن الميت الذى اعتاد على التضحية.. الإفتاء تجيبحكم مغالاة التُجار في الأسعار بصورة غير مبررة .. دار الإفتاء تحذر المُغالينهل التدخين حرام شرعا أم مكروه .. دار الإفتاء تحسم الجدلما شروط وآداب ذبح الأضحية؟.. الإفتاء توضح

هل الشبكة من حق المخطوبة؟

وكان الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال إن الخطوبة هي وعد بالزواج وليست عقد زواج شرعيًا، وغالبًا ما تكون فترة للتعارف والتمهل قبل اتخاذ قرار الزواج.

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الجمعة، أن الشبكة التي يقدمها الخاطب للمخطوبة قد تكون إما هدية منه أو جزءًا من المهر، وفي كلا الحالتين إذا فسخ الخاطب الخطوبة قبل إتمام الزواج فلا تُعتبر الشبكة واجبة البذل على الخاطب، ويحق له استردادها.

وأشار إلى أن الخطوبة ليست ملزمة كعقد الزواج، ومن ثم فإن فسخ الخطوبة من قبل الخاطب يجيز له الرجوع في الشبكة، سواء كانت هدية أو جزءًا من المهر، دون حرج شرعي.

وعن حالات طول مدة الخطوبة مثل ثلاث سنوات، حيث يظل الخاطب والمخطوبة على تواصل ودخول وخروج من البيت، قال: "هناك بعض الآراء الفقهية التي ترى أن المخطوبة لها حق في الشبكة كتعويض عن هذه الفترة، لكن المذهب الحنفي الذي نرتكز عليه يؤكد أن الخطوبة فترة للتروي، ولا يجب أن تتحول إلى التزام دائم أو خسائر مادية للطرفين".

ودعا إلى تجنب المبالغة في حفلات الخطوبة أو الشبكة، موضحًا أن الخطوبة يجب أن تكون مرحلة بسيطة وليست سببًا في إحداث أعباء مالية أو خلافات.

وفيما يخص رفض المخطوبة إعادة الشبكة، قال: "إذا طلب الخاطب الشبكة بعد فسخ الخطوبة فلا يجوز للمخطوبة الاحتفاظ بها، ويجب عليها إعادتها، لأن الشبكة حق له".

طباعة شارك أمين الفتوى دار الإفتاء طلاق المرأة طلاق الحائض الطلاق الإفتاء

مقالات مشابهة

  • هل يجوز اشتراك شخصين في سهم واحد من الأضحية؟.. عالم بالأزهر يجيب
  • هل يجوز صيام بعض أيام العشر الأول من ذي الحجة.. أمين الفتوى يجيب
  • حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب
  • أمين الإفتاء: العصر له سنة مستحبة.. وهذه عدد ركعاتها
  • ما حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب
  • حكم الأضحية عن الميت الذى اعتاد على التضحية.. الإفتاء تجيب
  • أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا.. والجسد أمانة سنُسأل عنها يوم القيامة «فيديو»
  • ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب
  • من الميت الحي الذي تحدث نتنياهو عن القضاء عليه؟
  • ما حكم صكوك الأضحية؟.. علي جمعة يجيب