فردوس محمد.. حكاية "أم السينما المصرية" التي أخفت ابنتها عن الجميع!
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
في ذكرى ميلادها، تطل علينا سيرة واحدة من أعظم ممثلات جيلها وأكثرهن تأثيراً في وجدان الجمهور العربي، إنها الفنانة القديرة فردوس محمد، لم تكن مجرد ممثلة تجيد أداء دور الأم، بل كانت أيقونة للحنان والدفء على الشاشة، خلفها قصة حياة مليئة بالألم والنجاح، والقرارات الصعبة التي اتخذتها في صمت.
نروي لكم حكاية امرأة صنعت تاريخاً فنياً لا يُنسى، رغم جراحها الخفية التي لم يعرفها الكثيرون.
ولدت فردوس محمد يوم 13 يوليو عام 1906 في حي المغربلين الشعبي بالقاهرة. فقدت والديها وهي في سن صغيرة، لتنتقل إلى كنف الشيخ علي يوسف، مؤسس جريدة "المؤيد"، الذي تبناها ورباها.
التحقت بمدرسة إنجليزية في حي الحلمية، حيث تعلمت مبادئ القراءة والكتابة والتدبير المنزلي، ما منحها ثقافة متوازنة لم تكن متاحة للكثير من الفتيات في ذلك الزمن.
الطريق إلى المسرح ثم السينمابدأت مشوارها الفني في أواخر العشرينات، عندما التحقت بفرقة أولاد عكاشة وشاركت في أولى مسرحياتها "إحسان بك" ثم توالت مشاركاتها مع فرق مسرحية مرموقة منها فرقة رمسيس لفاطمة رشدي، وفرقة إسماعيل ياسين، ما منحها خبرة كبيرة في الأداء المسرحي.
في عام 1935، خطت أولى خطواتها نحو السينما من خلال فيلم "دموع الحب" للمخرج محمد كريم، وشيئاً فشيئاً أصبحت من أبرز الوجوه على الشاشة، خصوصاً في تجسيد دور الأم، حتى لُقبت بـ"أم السينما المصرية" بعد أن قدمت هذا الدور في أكثر من 100 فيلم من أصل نحو 130 عملاً فنياً.
تزوجت فردوس محمد مرتين. الزواج الأول كان تقليديًا وانتهى سريعًا بالطلاق أما الزواج الثاني فكان من الفنان محمد إدريس، وكان في البداية زواجاً شكليًا فقط، حتى تتمكن من السفر مع فرقتها الفنية إلى فلسطين، نظراً لعدم السماح بسفر النساء بدون محرم لكن بمرور الوقت، تحول الزواج الصوري إلى زواج فعلي دام 15 عامًا، قبل أن تفقد زوجها برحيله.
أمومة حزينة وقصة ابنتها السريةرغم كونها أشهر من جسّد دور الأم، فإن حياتها الخاصة مع الأمومة كانت مأساوية. فقدت ثلاثة من أطفالها بعد الولادة، ما سبب لها ألماً عميقاً جعلها تخفي حملها الرابع خوفاً من الحسد.
وعندما أنجبت ابنتها الوحيدة، لم تخبر أحداً عنها، وادعت أنها تبنتها ولم تكشف الحقيقة إلا يوم زفاف الابنة، حين أعلنت أمام الجميع أنها والدتها، وكانت المفاجأة أن المصور السينمائي الشهير محسن نصر هو العريس.
في الثلاثينات من عمرها بدأت معاناتها مع مرض السرطان، لكنها أخفت آلامها كعادتها، ساندتها الفنانة فاتن حمامة، التي تولت مسؤولية علاجها وسفرها للخارج في آخر أيامها لكنها فارقت الحياة يوم 30 يناير عام 1961 عن عمر ناهز 54 عامًا، بعد أن تركت إرثاً فنياً ضخماً لا يزال حياً في ذاكرة المشاهد العربي.
أعمال خالدة وذاكرة لا تُنسىمن أبرز أفلامها: "غزل البنات"، "سيدة القطار"، "شباب امرأة"، "صراع في الميناء"، "رد قلبي"، "حكاية حب"، "أين عمري"، وغيرها من الأعمال التي جسّدت فيها مشاعر الأمومة والاحتواء ببساطة وصدق جعلها نموذجاً استثنائياً.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سعاد محمد مرض السرطان فاتن حمامة السينما المصرية فاطمة رشدي الفنانة فاتن حمامة
إقرأ أيضاً:
ياسر شوري: غياب الوعي السياسي يجعلنا على "فوهة بركان" وحماية الوطن مسئولية الجميع
أكد الكاتب الصحفي ياسر شورى، رئيس تحرير بوابة الوفد الإلكترونية، أن ضعف الوعي السياسي يمثل أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الشائعات والانجرار وراء الدعوات التحريضية، مشددًا على أن امتلاك المواطن لحصانة فكرية ومعرفة سياسية كافية يجعله بمنأى عن الوقوع في فخ الأكاذيب، مهما بدت مثيرة أو واقعية.
وأشار شوري خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة "الحدث اليوم"، إلى مثال لفيديو مفبرك بتقنية الذكاء الاصطناعي حول "ابتلاع حوت لمدربه"، الذي أثار تفاعلًا واسعًا رغم أنه محض خيال من العالم الافتراضي، موضحًا أن امتلاك ثقافة سياسية وإدراك حقيقي للأحداث كفيل بتمييز الحقيقة عن الوهم.
وأضاف أن الشعب المصري بطبيعته شعب "مسيس" منذ فجر التاريخ، وضرب مثالًا بالمزارع المصري الذي يمتلك وعيًا سياسيًا يفوق أحيانًا كبار الساسة في المنطقة، مستشهدًا بقصة "الفلاح الفصيح" وموروثات الحضارة الفرعونية التي كانت تحض على الحفاظ على الموارد، مثل المقولة التاريخية: "لا تبصق في النهر فقد تشرب منه أمك".
ولفت إلى المفارقة بين وعي الأجداد وسلوكيات بعض الأجيال الحالية، التي رغم الإرث التاريخي القوي، صارت أكثر عرضة للتأثر بالدعوات الهدامة والشائعات، مؤكدًا أن غياب الوعي السياسي يجعل أي مجتمع فريسة سهلة للتحريض، حتى يصل الأمر إلى الإيمان بقضايا باطلة والعمل ضد مصلحة الوطن دون إدراك.
وشدد على أن المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، وفي القلب منها مصر، مرحلة مفصلية شديدة الخطورة، حيث يقف الوطن العربي كله على "فوهة بركان"، مستهدفًا من الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن أي تهديد لدولة عربية، سواء كانت في الخليج أو في مصر، هو تهديد للأمة العربية كلها.
وطالب شوري المواطنين بضرورة إدراك خطورة اللحظة، والتعامل معها بوعي، من خلال متابعة الأخبار من مصادر موثوقة ووسائل إعلام تحظى بالمصداقية، وعدم الانسياق وراء المعلومات المجهولة المصدر.
وأوضح أن الأمر لا يتطلب التعمق في قراءة كتب السياسة، وإنما يكفي اختيار الوسائل الإعلامية الموثوقة التي تقدم المعلومات الصحيحة، بعد التأكد من نزاهتها ومصداقيتها.
ونوه إلى أن ضعف الوعي السياسي لدى بعض فئات المجتمع يعد من أهم أسباب تصديق الشائعات والانجرار وراء الدعوات التحريضية، مشيرًا إلى أن الوعي السياسي يمثل "حصانة فكرية" تحمي الأفراد من الوقوع في فخ الأكاذيب.
وأوضح أن واقعة انتشار فيديو مفبرك صُنع بتقنيات الذكاء الاصطناعي يظهر فيه " هجوم حوت قاتل من نوع "الأوركا" على مدربة بحرية تُدعى جيسيكا رادكليف"، تعكس حجم التحديات التي تواجه المجتمع في عصر المعلومات المضللة، حيث تفاعل معه كثيرون رغم كونه مشهدًا افتراضيًا بالكامل.
وأضاف أن الشعب المصري بطبيعته "شعب مسيّس" منذ فجر التاريخ، إلا أن تراجع الوعي في بعض المراحل يجعل المجتمع أكثر عرضة للتأثر بالشائعات، مؤكدًا أن غياب الإدراك السياسي يجعل الأفراد فريسة سهلة للتوجيه نحو أهداف تخريبية دون وعي منهم.
وشدد شوري على ضرورة إدراك خطورة المرحلة الراهنة، ليس فقط في مصر بل في المنطقة العربية بأكملها، التي وصفها بأنها "على فوهة بركان" وتواجه تهديدات مشتركة، لافتًا إلى أن أي تهديد لدولة عربية هو تهديد لبقية الدول.
واختتم رئيس تحرير الوفد حديثه بالتأكيد على أهمية تلقي المعلومات من وسائل إعلام موثوقة، داعيًا المواطنين إلى تحري الدقة ومتابعة المصادر الجديرة بالثقة، لتفادي الوقوع ضحية للأخبار الزائفة والمحتوى المفبرك الذي قد يضر بمصالح الوطن.
شاهد الفيديو بالضغط هنا..