إنطلقت أمس بمحكمة القُطب الجزائي المتخصص في قضايا الفساد المالية و الاقتصادية بسيدي امحمد، جلسة محاكمة سعيدة نغزة وابنها. وبلقاسم ساحلي وحمادي عبد الحكيم وحوالي 80 متهما من بينهم 68 متهما موقوفا رهن الحبس المؤقت. الذين تمت متابعتهم في قضية فساد طالت شراء توقيعات استمارات الترشح لرئاسيات سبتمبر 2024.

ووجّهت لهم تهم تضمّنها قانون مكافحة الفساد، تتعلق بجُنح منح مزية غير مستحقة، استغلال النفوذ، تقديم هبات نقدية أو الوعد بتقديمها قصد الحصول أو محاولة الحصول على أصوات الناخبين، سوء استغلال الوظيفة، تلقي هبات نقدية أو وعود من أجل منح أصوات انتخابية والنصب.

بداية المحاكمة تميّزت باستجواب أربعة متهمين تحصلوا على مزايا من طرف سعيدة نغزة مقابل جمعهم استمارات الترشّح.

50 ألف استمارة مقابل مبلغ 4 ملايير سنتيم

وبعد استجواب المتهم “ب.م”، نائب رئيس الكونفيديرالية للمؤسسات الجزائرية، أنكر التُهم المنسوبة إليه، وخلال مواجهته من طرف القاضي حول الاتفاق الذي جرى بينه وبين نغزة يتعلق بجمع 50 ألف استمارة مقابل تلقيه مبلغ 4 ملايير سنتيم، أنكر ذلك.

وبعد استجواب شقيقه المتهم “ب.ع”، صرّح أنه يعمل بمدينة البليدة ومن حين لآخر تتصل به نغزة وتطلب منه الحضور، ثم طلبت منه نقل شخص لا يعرفه “ف.ب” إلى العاصمة، مضيفاً أنه سبق وأن اجتمع مع نغزة وسلّمته استمارات زرقاء وكلفته بمهمة، كما طلب منه المدعو”ف.ب” التوسط له مع نغزة للحصول على مصاريفه، إلا أنه أخبره أن الأمر لا يعني له، وأنه قام بنقله فقط.

هذا وقد واجهه القاضي أنه خلال التحقيق صرح أن شقيقه “ب.م” طلب منه إيصال المدعو “ف.ب” إلى مقر حملة سعيدة نغزة بدالي ابراهيم واتفق معها على جمع 50 ألف استمارة مقابل 4 ملايير، أي 800 دج للاستمارة الواحدة وطلب منه التوسط له للحصول على تسبيق مالي.

حيث أجاب المتهم “ب.ع” أنه اوصله إلى المقر وغادر، ولم يسمع بـ 50 ألف استمارة و 4 ملايير، وليس لديه أي علم بخصوص الاتفاق الذي يتعلق بجمع امضاءات المنتخبين التي تتمثل في 15 الف استمارة خضراء، وأن سعيدة نغزة اتصلت به وطلبت منه نقل الاستمارات، ولم يسلم أي مبلغ مالي للمدعو” ف.ب”. وأكد بأنه لا يعرف معنى استمارة خضراء واستمارة زرقاء، وليس سياسيا، ولا علم له بما هو مكتوب في الاستمارات

القاضي انتقل الى استجواب المتهم “ف.ب”، حيث أنكر هذا الأخير التهم المنسوبة إليه وصرّح أنه اتصل به صديقه المدعو “ع.ب” وطلب منه التحضير لحملة انتخابية ووافق على ذلك ومهمته كانت جمع استمارات للمواطنين ووضعهم داخل تطبيقة، وصرح أنه كان مستعدا لجمع 50 ألف استمارة لصالح نغزة سعيدة، مقابل مصاريف التنقل. وبعد مواجهته من قبل القاضي حول تغيير تصريحاته خلال مراحل التحقيق، أنه طلب من سعيدة نغزة مبلغا لجمع الاستمارات بقيمة 4 ملايير سنتيم ، أجاب المتهم أن فعلا حضر اجتماع مع سعيدة نغزة، قائلا “الكلام هذا نص منو صحيح ونص منو غالط..أنا حكيتلهم على بكري..”.
وأكد بأنه يقوم بجمع الاستمارات ويقوم بإدخالها بالتطبيقة التي يشرف عليها ومن حقه طلب مبلغ مالي مقابل عمله.

وفي سؤاله من قبل القاضي حول اتصاله بالمدعو “م.م” عضو بالمجلس الشعبي لبلدية الأربعاء بخصوص جمع هذا الأخير توقيعات منتخبين خضراء مقابل 5 ملايين سنتيم عن كل استمارة خضراء وسبق وأن منح له 50 مليون سنتيم وأضاف له نفس المبلغ مرة أخرى، بعدما قام بجمع له 17 استمارة،كما أنه تم تأكيد أعضاء آخرين انهم قاموا بالإمضاء على 17 استمارة مقابل 5 ملايين عن كل استمارة، حيث أجاب المتهم قائلا بذلك “مكاش منها سيدي القاضي”.

وعند سؤاله من قبل القاضي حول جمعه استمارات من ولاية تيارات من قبل السيد “م.ع” فلاح، أجاب المتهم أنه صديق له وهو فلاح وعلاقته جد ممتازة مع الفلاحين ووعده هذا الأخير بأنه سوف يجمع له 7 استمارات من تيارات بدون أي مقابل.

وعن جمع 70 استمارة بمبالغ مالية بقيمة 500 إلى 600 ألف دج، دون المصادقة عليها، أجاب المتهم أنه كانت فيه تعليمة لتسهيل العملية ولم يمنح لهم أي مبالغ، واكد أنه استغل اصدقائه، واحبابه لجمع الاستمارات وادخالها في التطبيقة.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: محاكم ألف استمارة سعیدة نغزة القاضی حول طلب منه من قبل طلب من

إقرأ أيضاً:

الأخبار الزائفة حتى وإن كانت “في صالحنا” قد تضرّ بنا

نحذر من خطورة نشر أو مشاركة الأخبار الزائفة والمفبركة، حتى وإن كانت تبدو إيجابية أو في مصلحة الطرف الوطني، أن مثل هذا السلوك قد يتحول إلى أداة خفية تُستخدم ضد الأفراد والمجتمعات.

يأتي تحذيرنا هذا في ظل تصاعد موجات التضليل الرقمي، خاصة خلال فترات النزاع أو التوتر السياسي، حيث تنتشر مئات المنشورات والمقاطع التي لا تستند إلى مصادر موثوقة، لكنها تُصاغ بطريقة مؤثرة تستهدف عواطف الجمهور.

تهديدات للأمن السيبراني

الأخبار الزائفة تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن السيبراني، كونها تُستخدم ضمن حروب المعلومات الحديثة (Modern Information Warfare)، والتي تهدف إلى إرباك الرأي العام، والتأثير على القرارات، أو حتى فتح ثغرات أمنية من خلال استدراج الجمهور إلى روابط مشبوهة أو تطبيقات خبيثة.

أن الجهات التي تنخرط في نشر مثل هذه الأخبار، حتى بنوايا وطنية أو حماسية، قد تُفقد نفسها المصداقية على المدى الطويل، وتُعرّض بيئتها المعلوماتية للفوضى والتلاعب، وهو ما يُعد ضعفًا استراتيجيًا أمام الهجمات السيبرانية.

سلاح للهندسة الاجتماعية

من جانب الهندسة الاجتماعية فأن الأخبار الكاذبة والمزيفة تُستخدم بشكل واسع للتأثير السلوكي والنفسي على الأفراد، من خلال صناعة تصورات زائفة، أو دفعهم إلى الثقة بجهات غير موثوقة، ما يُسهّل عمليات الاحتيال الإلكتروني أو سرقة البيانات.

هنا وجب التحذير من أن بعض الأخبار الزائفة تُنشر بهدف خلق شعور زائف بالأمان، كأن توهم الناس بأن جميع الهجمات قد تم صدّها بنجاح، ما يُقلل من وعيهم ويجعلهم يتجاهلون التحذيرات الأمنية الحقيقية.

ولذا نشدد على أن مكافحة الأخبار الزائفة لا تقتصر على الجهات الرسمية فحسب، بل تبدأ من وعي الأفراد وسلوكهم الرقمي، داعين إلى عدم مشاركة أي خبر إلا بعد التحقق من مصدره، وعدم الانخداع بالعناوين العاطفية أو الشعارات البراقة. كما ندعو إلى تعزيز حملات التوعية الرقمية، وتكثيف التدريب على التحقق من المعلومات (Fact-checking) كجزء من الثقافة السيبرانية الوطنية، مؤكدين أن المعلومة المضلِّلة قد تكون أخطر من الهجوم الرقمي نفسه.

أستاذ هندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT

 

مقالات مشابهة

  • مي القاضي تثير الجدل بإطلالة جريئة
  • «ذكريات لا تُشترى بالمال».. حمزة المثلوثي يوجه رسالة مؤثرة لجماهير الزمالك
  • بإشراف محمد الحوثي.. جهود قبلية تنهي قضية قتل بين آل الشغدري وآل القاضي وآل سلام في إب
  • حجز محاكمة المتهمين في رشوة الجمارك الجديدة للحكم
  • رئيس بلدية بقاعصفرين: قرار القاضي العقاري حول القرنة السوداء يتناقض مع الوثائق والمعطيات
  • الأخبار الزائفة حتى وإن كانت “في صالحنا” قد تضرّ بنا
  • سعيدة.. تسمم 3 أشخاص بالغاز المنبعث من سخان الماء
  • تأجيل محاكمة المتهمين في رشوة الجمارك الجديدة
  • التكبالي يهاجم الدبيبة: يظن أن العاصمة تُشترى بالأموال.. وطرابلس ستبتلعه حتماً
  • ضبط صاحب محل ملابس استولى على 3 ملايين جنيه من مواطنين بزعم توظيفها بسوهاج