تترقب أوساط الاحتلال نتائج العدوان المتكرر على سوريا، بزعم مساعدة تيار من الدروز في الصراع الذي ‏يخوضونه مع الدولة، وسط مخاوف إسرائيلية من تكرار أخطاء الماضي حين تورطت في السياسة اللبنانية ‏الداخلية، وأسفرت عن نتائج كارثية.

واستذكرت أوساط الاحتلال، تدخلات سابقة، خاصة تلك التي حدثت بضجة ‏كبيرة لمساعدة المسيحيين في لبنان، وانتهت بعد ثمانية عشر عاما، بألف قتيل من الاحتلال وانسحاب مخجل من جنوب لبنان.



يهودا ويغمان الكاتب بصحيفة مكور ريشون ذكر ان "عمق العلاقات الاسرائيلية الدرزية لا يبرر التورط ‏في الساحة السورية الداخلية، يجب توضيح ذلك في أقرب وقت ممكن لقادة الدروز الذين يقودون إغلاق الطرق ‏وحرق الإطارات، بهدف دفع الاحتلال لحرب غير ضرورية، لأنه في هذه الحالة أيضا، فإن المصلحة الإسرائيلية ‏تفوق المصلحة الدرزية". ‏



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "مثل هذه السطور ستشعل نار الاحتجاج بين الجمهور ‏الدرزي، لكنهم في الوقت ذاته سيدفعون ثمنا باهظا نتيجة للقتال غير المجدي، والتدخل في غير محله، لأن مثل ‏هذه الدعوات تتطلب من الاحتلال الإجابة عن جملة تساؤلات ما زالت مبهمة وغير واضحة".‏

وأوضح أن أهم هذه التساؤلات: مدى المساعدة التي ينوي الاحتلال تقديمها للدروز، "أي من الدروز إلى ‏جانبنا، وأيهم بجانب الحكومة السورية، وماذا سيحدث عندما يتضح جليا أن الغارات الجوية لا تفيدهم في سوريا، ‏وهل قررت إسرائيل بنفسها عدم إشراك القوات البرية في القتال إطلاقا، أم سنرى قريبا جنودنا يقاتلون بجانب ‏الدروز في عمق سوريا، وهل وضع سياسة واضحة في ضوء دروس لبنان بشأن عمق القتال في الجولان، وأنواع ‏الأسلحة المستخدمة هناك، وإلى أي حد سيراعي نقص الجنود عند مناقشة التدخل في سوريا". ‏

وأكد أنه "لا أحد يعلم متى سينفد صبر حكام دمشق بمواجهة هجمات الاحتلال على أراضيهم، وإذا ‏قرروا الرد بهجوم بري، ففي هذه الحالة سيواجه صعوبة إضافية تضاف لصعوبات القوى البشرية، التي تعيق ‏عملياته في جميع الساحات الحربية، وفقا للجيش نفسه، مما يؤكد أن الشرق الأوسط منطقة متقلبة، وليس لدى ‏الاحتلال ما يدعوه لتعقيد الأمور، وعليه أن يدرس بعناية جميع تحركاته في سوريا، وتذكر درس لبنان".‏

موقع "ناتسيف" للشئون العسكرية، أكد أنه "بعيدا عن النقاش حول ما إذا كان ينبغي حماية ‏الدروز في جنوب سوريا، فهناك خطر واضح وحقيقي عليه، وكل من يتلعثم في الإجابة، فإنه يجيز دخول ‏مسلحين سوريين لحدود إسرائيل عبر الجولان، أما فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان ملزما بحماية الدروز في جنوب ‏سوريا، فهو ليس كذلك، رغم تحالف الدم والشراكة الاستراتيجية بيننا".‏



وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" ان جيش الاحتلال اتخذ خطوة في جنوب سوريا برا بهدف إنشاء ‏منطقة عازلة بوصفها عمقا استراتيجيا، وزعم أنه لن تيسمح بدخول قوات النظام الجديد إلى مناطق (درعا، ‏القنيطرة، السويداء، وجنوب العاصمة دمشق)، لكن من الناحية العملية، فقد حصل تسلل لهذه المناطق من قوات ‏مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام، مما قد يسمح لهم بالسيطرة والتمركز قرب مستوطنات الجولان.‏

وأكد أنه في الوقت الحالي، يبدو أن الاحتلال فشل بمنع تسلل هذه القوات لجنوب سوريا، ولم ‏تجد جميع الهجمات التي استهدفت تحذير النظام الجديد نفعا، وربما حان الوقت للتفكير بتوسيع المناورات البرية ‏في سوريا، وجمع الأسلحة والذخيرة، وإلا "فقد نكون على موعد مع السابع من أكتوبر وفق النموذج السوري، وهذا ‏خطر واضح وحقيقي، وربما لا يدرك الاحتلال مع من يتعامل، لأن هؤلاء الجهاديين أقسى بكثير من حماس، ‏يكرهون إسرائيل واليهود، ويطمحون لفتح سوريا الكبرى المسماة بلاد الشام".‏

وختم بالقول أن "الاحتلال لا يحتاج لخوض حرب من أجل الدروز في جنوب سوريا، فهناك ما يكفي ‏من السبل لمساعدتهم، ولكن في ظل المصلحة الأمنية الاستراتيجية المتمثلة بمنع تمركز الجهاديين السنة على ‏حدوده، فهناك مجال حتى لخوض حرب لمنع ذلك، قبل أن يهاجموه، ويبدأون حربا ضده". ‏

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال سوريا الدروز سوريا الاحتلال دروز صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب سوریا الدروز فی فی سوریا فی جنوب

إقرأ أيضاً:

الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل يدعو واشنطن لحماية دروز السويداء

طالب الزعيم الروحي للدروز في "إسرائيل"، الشيخ موفق طريف، الولايات المتحدة على توفير الحماية للطائفة الدرزية، لمنع تكرار أعمال العنف الشديدة التي شهدتها محافظة السويداء السورية التي يقطنها جزء من الطائفة الدرزية، الواقعة جنوبي البلاد.

وأوضح طريف لوكالة "رويترز" الثلاثاء، خلال زيارة رسمية إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف، إن واشنطن مطالبة بالقيام "بواجبها" في حماية حقوق الأقليات في سوريا من أجل تعزيز الاستقرار، مشيرا إلى أن الدعم الأمريكي سيغني أيضا عن الحاجة إلى أي تدخل إسرائيلي في جنوب سوريا.

وأكد في تصريحه: "إحنا نتأمل كأمريكا وكالرئيس الأمريكي ترامب، أمريكا كدولة عظمى، إنه هي تضمن حق الأقليات كلها في سوريا تضمن حق الأقليات وعدم التعدي عليها وعدم أن نكون هناك بعد مجازر أو مذابح للأقليات".



وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تعهد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ببذل كل ما يستطيع لمساعدة سوريا على النجاح، بعد محادثات تاريخية مع نظيره السوري أحمد الشرع.

يعد الدروز أقلية دينية لها أتباع في إسرائيل وسوريا ولبنان، وفي تموز/يوليو، اندلعت اشتباكات بين مليشيات من الدروز والسكان البدو في السويداء عقب عمليات خطف متبادلة، ما تسبب في سقوط قتلى على مدى أسبوع، وهدد التعايش الهش الذي استمر لأجيال.

وتفاقمت أعمال العنف مع وصول قوات حكومية لإعادة فرض النظام، ووقوع مواجهات مع مسلحين دروز، ترافقت مع تقارير متعددة عن عمليات نهب وإعدامات ميدانية وانتهاكات أخرى.

ودخلت إسرائيل على خط المواجهة بناء على طلب من الأقلية الدرزية، وهاجمت القوات الحكومية بهدف معلن يتمثل في حماية الدروز السوريين والحفاظ على حدودها خالية من القوات النظامية.

وأدت المواجهات إلى تهجير عشرات الآلاف من أبناء البدو بعد سلسلة عمليات قصف جوي وبري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وانتهت بغياب شبه كامل للبدو عن معظم مناطق محافظة السويداء.

وفي سياق متصل، دعا زعماء دروز إلى إنشاء ممر إنساني يصل هضبة الجولان المحتلة بالسويداء، وطالبوا بمنح حق تقرير المصير، وهو ما ترفضه الحكومة السورية.



وردا على سؤال حول مقترحات حكمت الهجري بفصل السويداء عن سوريا، تبنى طريف موقفا مغايرا، مؤكدا ضرورة منح المحافظة حكما ذاتيا داخليا أو شكلا من الإدارة الذاتية داخل سوريا، باعتباره وسيلة لحماية الأقليات وضمان حقوقها، مشيرا إلى النظم الاتحادية في سويسرا وألمانيا كنماذج مشابهة.

وأضاف أنه من غير الواقعي مطالبة الدروز بتسليم أسلحتهم، وكانت المحادثات الجارية لإعادة ضم قوات الشرطة السابقة في السويداء للعمل تحت سلطة دمشق، مع السماح للدروز بالاحتفاظ بسلطة محلية واسعة، قد شهدت تقدما مطردا، قبل أن تتوقف نتيجة أحداث العنف في تموز/يوليو، التي عطلت تلك الجهود.

وتعهد الشرع بحماية الدروز، غير أن الهجري ظل يعتبره تهديدا وجوديا للطائفة، وسبق أن رفض في أيلول/سبتمبر خارطة طريق من 13 بندا كانت الولايات المتحدة قد توسطت لإقرارها بهدف إنهاء العداء.

وعند سؤاله عن إمكان استئناف المحادثات، قال طريف إن إعادة بناء الثقة تتطلب السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم وضمان وصول المساعدات الإنسانية بالكامل إلى السويداء.

مقالات مشابهة

  • لبنان يتلقى تحذيرات بأن إسرائيل تستعدّ لشنّ هجوم واسع ضدّه
  • تحذيرات إسرائيلية من أسلحة كاسرة للتوازن في الضفة الغربية
  • عاجل | وزير خارجية لبنان للجزيرة: وصلتنا تحذيرات من جهات عربية ودولية أن إسرائيل تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان
  • مصدر : سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة جنوب وشرق لبنان
  • 10 غارات إسرائيلية تستهدف الجنوب والبقاع الغربي في لبنان
  • غارات إسرائيلية تستهدف مناطق جنوب وشرق لبنان
  • غارات إسرائيلية متزامنة على مواقع حزب الله جنوب وشرق لبنان
  • غارات إسرائيلية تستهدف مناطق جنوب لبنان
  • الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل يدعو واشنطن لحماية دروز السويداء
  • قوة إسرائيلية تفجر منزلا بعد تسللها في جنوب لبنان