خولة علي (أبوظبي) 
سلامة جمال الحمادي، طالبة في الصف العاشر بمدارس التكنولوجيا التطبيقية، مفعمة بالطموح والتطلع نحو المستقبل، شغفها العميق بعالم الذكاء الاصطناعي يدفعها لاستكشاف آفاق هذا المجال المتقدم والمتغير باستمرار، ومن خلال انضمامها إلى مركز «ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا» التابع لمؤسسة «ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين»، تسعى سلامة إلى توسيع مداركها العلمية وصقل مهاراتها التقنية، مدركةً أهمية الذكاء الاصطناعي في تشكيل المستقبل.


نقطة تحول  
في عام 2021، انضمت الحمادي إلى مؤسسة «سجايا فتيات الشارقة»، حيث شاركت في برامج وورش عمل متعلقة بالعلوم والتكنولوجيا، وفي عام 2023، كانت من ضمن المشاركات في برنامج «المدير التنفيذي للعلوم» الذي أطلقته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. وتخلل البرنامج رحلة إلى الكويت لمدة 12 يوماً، وكانت هذه التجربة بمثابة نقطة تحول، حيث اكتشفت خلالها شغفها العميق بالتكنولوجيا والهندسة، ما دفعها للاستمرار في استكشاف هذا المجال بشغف أكبر.
تطوير مهارات 
اكتسبت الحمادي مهارات متنوعة في مجالات التصميم والبرمجة، فضلاً عن تركيب وصنع الروبوتات، والعمل بروح الفريق، حيث أصبحت قادرة على التعاون بفعالية مع الآخرين لتحقيق الأهداف المشتركة.  
كل هذه المهارات أهلتها للتعامل مع التحديات التقنية المتقدمة بثقة وحماس، ما يعكس شغفها المستمر بالابتكار والتعلم.

مشاريع مبتكرة  
قدمت الحمادي العديد من المشاريع المبتكرة داخل الدولة وخارجها، وكان من أبرزها مشروع Type1 - Blackout، وهو جهاز مبتكر مخصص لمرضى السكري والزهايمر، يتم ربط الجهاز الصغير بمعصم اليد، وفي حال تعرض المريض لنوبة أو فقدان الذاكرة، يُرسل الجهاز رسالة تحذيرية إلى أفراد العائلة المسجلة أسماؤهم فيه، ما يتيح لهم التدخل وتقديم المساعدة أو طلب الإسعاف. وفي أغسطس 2024، قدمت مشروعاً يهدف إلى مساعدة الأطفال في تحسين أدائهم الدراسي، إلى جانب تطوير مهاراتهم في الإلقاء والمحادثة، مما يعكس شغفها بالابتكار وخدمة المجتمع.
برامج ومسابقات 
بعد انتهاء مشاركتها في برنامج «المدير التنفيذي للعلوم»، تم ترشيحها للمشاركة في مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023، لتحقق المركز الثاني على مستوى الدولة، كما انضمت إلى برنامج VEX V5، أكبر مسابقة عالمية للروبوتات، وفازت فيها بجائزة الإبداع في السنة الأولى. واستمرت الحمادي في المشاركة بالعديد من البرامج والمسابقات، مثل «الأمن السيبراني»، «مشروع العربة المريخية»، ومسابقات متعلقة بالروبوتات، وكان آخر هذه المشاركات برنامج «نواة»، الأول من نوعه، الذي امتد لمدة 10 أيام.

أخبار ذات صلة «تريندز» يستضيف اجتماع اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري أبوظبي.. مستقبل الاستدامة والتقنيات الناشئة

مشاركات أوسع 
تتطلع سلامة الحمادي إلى توسيع مشاركاتها على نطاق أكبر وأوسع، سواء محلياً أو عالمياً في مجال علوم الفضاء والذكاء الاصطناعي، وهدفها أن تصبح مهندسة ذكاء اصطناعي ورائدة فضاء في المستقبل، سعياً لخدمة وطنها الإمارات، التي لا تدخر جهداً في دعم المواهب وتمكينها في شتى المجالات.
إنجازات  
حققت الإماراتية سلامة الحمادي العديد من الإنجازات من خلال مشاركتها في برامج وفعاليات متنوعة، حيث نالت الميدالية الذهبية في مسابقات «مستكشف ربع قرن» و«العربة المريخية» عام 2024، و«مبرمج 50» و«رُبع قرن والعالم» 2023، بالإضافة إلى مسابقة NBD عام 2022. كما حصلت على الميدالية الفضية في عدد من الفعاليات والمسابقات، منها: المنتدى الدولي للاتصال الحكومي ضمن مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي 2023، مسابقة «سابق بالهيدروجين» 2023، ومسابقة «وادي السيليكون لتطوير التطبيقات» 2024. وحصدت أيضاً الميدالية البرونزية في الأمن السيبراني من أكاديمية اتصالات عام 2023.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين سجايا فتيات الشارقة الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا التطبيقية الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

دراسة.. أدوات الذكاء الاصطناعي توحد أساليب الكتابة

صراحة نيوز ـ أظهرت دراسة جديدة أن استخدام أدوات الكتابة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قد يُؤدي إلى توحيد أنماط الكتابة عالميًا دون قصد، مما يدفع المستخدمين من الثقافات غير الغربية إلى تبنّي أسلوب كتابي أقرب إلى الأمريكي. ففي دراسة قارنت بين مستخدمين من الهند والولايات المتحدة، تبين أن اقتراحات الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تروّج لمواضيع وأنماط كتابة غربية، مما يؤدي إلى تهميش التعبيرات الثقافية الهندية.

وقد اضطر المستخدمون الهنود إلى إجراء تعديلات كثيرة في النصوص التي قدمتها أدوات الذكاء الاصطناعي؛ مما قلّل الفائدة الإنتاجية المرجوة. ودعا الباحثون مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى إعطاء أولوية للحساسية الثقافية للحفاظ على تنوع أساليب الكتابة عالميًا.

تفاصيل الدراسة
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كورنيل (Cornell University) أن أدوات الكتابة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قد تكون غير فعالة بالنسبة لمليارات المستخدمين في العديد من بلدان العالم؛ لأنها تكتب بطريقة موحدة تجعلهم يبدون كأنهم أمريكيون.

وأظهرت الدراسة أنه عند استخدام الهنود والأمريكيين لمساعد كتابة بالذكاء الاصطناعي، أصبح أسلوب كتابتهم أكثر تشابهًا، لكن هذا التشابه جاء على حساب الأسلوب الهندي الخاص.

ومع أن المساعد ساعد كلا المجموعتين في الكتابة بنحو أسرع من قبل، فإن المستخدمين الهنود تحسنت إنتاجيتهم بنحو أقل بسبب اضطرارهم المتكرر إلى تصحيح الاقتراحات التي قدمها الذكاء الاصطناعي.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الأستاذ المساعد في علوم المعلومات Aditya Vashistha: “هذه من أولى الدراسات – إن لم تكن الأولى – التي تُظهر أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يمكن أن يؤدي إلى تنميط ثقافي وتوحيد لغوي”.
وأضاف: “يبدأ الناس بالكتابة بالطريقة نفسها عند استخدام هذه الأدوات، وهذا ليس ما نريده، فمن أجمل الأمور في هذا العالم التنوع الثقافي الذي نملكه”.

إن أدوات مثل ChatGPT وغيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعمل بنماذج لغوية ضخمة، تطورها شركات تقنية أمريكية، لكنها تُستخدم على نطاق عالمي واسع، إذ يستخدمها نحو 85% من سكان العالم الذين يعيشون في دول الجنوب العالمي.

ولمعرفة تأثير هذه الأدوات في الثقافات غير الغربية، اختار الباحثون 118 مشاركًا نصفهم من الهند والنصف الآخر من الولايات المتحدة، وطلبوا منهم الكتابة حول مواضيع ثقافية.

أنجز المشاركون نصف المهام الكتابية دون مساعدة، ولإكمال النصف الآخر من المهام استخدموا مساعد كتابة بالذكاء الاصطناعي يقدم اقتراحات لإكمال النص بنحو تلقائي. وتتبع الباحثون ضغطات المفاتيح ورصدوا قبول أو رفض كل اقتراح.

أظهرت مقارنة عينات الكتابة أن المستخدمين الهنود كانوا أكثر ميلًا لقبول الاقتراحات التي قدمها مساعد الذكاء الاصطناعي، فقد احتفظوا بنسبة 25% من الاقتراحات مقارنة بنسبة 19% فقط من الأمريكيين. ومع ذلك، كان الهنود أكثر عرضة لتعديل الاقتراحات لتناسب الموضوع وأسلوبهم الخاص في الكتابة؛ مما قلل من فاعلية تلك الاقتراحات.

فعلى سبيل المثال: عند الكتابة عن الطعام أو العطلة المفضلة، كان الذكاء الاصطناعي يقترح دومًا خيارات متعلقة بالثقافة الأمريكية مثل: “البيتزا” وعطلة “عيد الميلاد”. وعندما حاول أحد المشاركين الهنود كتابة اسم “Shah Rukh Khan”، وهو اسم ممثل هندي الشهير، واقتصر على كتابة الحرف “S”، كان الذكاء الاصطناعي يقترح أسماء لمشاهير من أمريكا مثل “Shaquille O’Neil” أو “Scarlett Johansson”.

وقال “Dhruv Agarwal“، أحد مؤلفي الدراسة: “عندما يستخدم الهنود اقتراحات الذكاء الاصطناعي، يبدأون بتقليد أساليب الكتابة الأمريكية إلى درجة أنهم يصفون مهرجاناتهم وأطعمتهم وتقاليدهم الثقافية من منظور غربي”.

ويرى الباحثون أن هذه الحاجة المستمرة من المستخدمين الهنود لمقاومة الاقتراحات الغربية دليل على ما وصفوه بـ “الاستعمار الرقمي” للذكاء الاصطناعي. فبطمس الثقافة الهندية وقيمها، يعرض الذكاء الاصطناعي الثقافة الغربية على أنها متفوقة؛ مما قد يؤثر في ما يكتبه الناس، وفي طريقة تفكيرهم أيضًا.

وأضاف “Dhruv Agarwal“: “مع أن هذه التقنيات تُضيف قيمة كبيرة إلى حياة الناس، فإن نجاحها في الأسواق العالمية، يتطلب من شركات التكنولوجيا أن تركز في الجوانب الثقافية، وليس الجوانب اللغوية فقط”.

مقالات مشابهة

  • كيف تعيد ميزة المهام في شات جي بي تي تشكيل علاقتنا مع الذكاء الاصطناعي؟
  • أوبن أيه.آي: انتشار الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن تعلم اللغات
  • 18 معدة تعمل بالذكاء الاصطناعي تعزز سلامة طرق المشاعر
  • في زمن الذكاءِ الاصطناعيِّ والجندرِ الحُرِّ: لماذا يعودُ العشقُ الإلهيُّ إلى الواجهة؟
  • دراسة.. أدوات الذكاء الاصطناعي توحد أساليب الكتابة
  • كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟
  • بابا الفاتيكان يحذّر: الذكاء الاصطناعي تحد للبشرية
  • الذكـاء الاصطناعـي «الخـارق» لـم يولـد بعـد!
  • تراجع عمليات البحث في سفاري لأول مرة بسبب الذكاء الاصطناعي
  • سعر ومواصفات موبايل هونر 400 برو.. يدعم الذكاء الاصطناعي