وافقت الولايات المتحدة على مبادرة قطرية لتمويل رواتب موظفي القطاع العام في سوريا، في خطوة اعتُبرت شريان حياة مالي للحكومة الانتقالية الجديدة، التي تسعى لإعادة بناء مؤسسات الدولة بعد سنوات من الصراع الدامي، وفقًا لما أكدته ثلاثة مصادر لوكالة "رويترز". اعلان

وبحسب هذه المصادر، فإن قطر تلقت مؤخرًا إشعارًا من واشنطن بالموافقة على المضي قدمًا في المبادرة.

وأشار مصدران مطلعان على الملف إلى أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية سيصدر قريبًا خطابًا يؤكد فيه إعفاء المبادرة القطرية من العقوبات الأمريكية.

وقد أكد وزير المالية السوري محمد يُسر برنية أن الدوحة ستقدّم لسوريا منحة شهرية بقيمة 29 مليون دولار، مخصصة لتغطية رواتب العاملين في قطاعات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية.

وتبدو هذه الخطوة مؤشراً على تبدل نسبي في الموقف الأمريكي من الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع، في ظل شروع عدد من الدول الأوروبية باتخاذ خطوات لتخفيف القيود المفروضة، ولو بشكل أسرع من واشنطن.

تمويل مشروط

أوضح مصدر مالي سوري لوكالة "رويترز" أن التمويل المقدم من قطر مشروط ومحصور بالموظفين المدنيين فقط في القطاع العام، ولا يشمل العاملين في وزارتي الداخلية والدفاع، وهو ما يعكس بحسب المصدر ودبلوماسيين غربيين، استمرار التحفظات الدولية تجاه خلفية الجماعة التي تتولى الحكم حاليًا في سوريا وإعادة تشكيلها للأجهزة الأمنية.

وكشف المصدر أن الحكومة السورية ستتكفل بتأمين الفارق المطلوب لتمويل زيادات الرواتب للموظفين الذين لا تشملهم المبادرة المدعومة من قطر.

ومن المتوقع أن يبدأ صرف هذه الأموال ابتداءً من الشهر المقبل، ما سيسمح بزيادة تدريجية للرواتب بنسبة 400% لأكثر من مليون موظف حكومي خلال عدة أشهر.

وكان وزير المالية في الحكومة المؤقتة قد أعلن في كانون الثاني/ يناير الماضي أن رواتب العاملين في القطاع العام سترتفع فعليًا اعتبارًا من شباط/ فبراير، بتكلفة شهرية تبلغ نحو 1.65 تريليون ليرة سورية (ما يعادل 130 مليون دولار)، مشيرًا حينها إلى أن جزءًا من هذه الزيادة سيتم تمويله عبر مساعدات إقليمية.

Relatedتصعيد ضد الفصائل الفلسطينية في سوريا: اعتقال أمين عام الجبهة الشعبية طلال ناجيغارة إسرائيلية قرب القصر الرئاسي بدمشق ونتنياهو يهدد: لن نسمح بنشر أي قوات جنوب سورياأربعة سيناريوهات لمستقبل سورياضغط خليجي يُحرّك المياه الراكدة

كانت قطر قد وضعت خطة لدعم رواتب الموظفين في سوريا عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد على يد هيئة تحرير الشام نهاية العام الماضي، غير أن الغموض الذي أحاط بالعقوبات الأمريكية، إلى جانب سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب في حينه، عطّل تنفيذ المبادرة.

غير أن الأشهر الماضية شهدت مؤشرات على تقدم حذر في جهود دول الخليج لإعادة توجيه السياسة الأمريكية. فقد مارست ضغوطًا على واشنطن للسماح بتوسيع هامش التعامل المالي مع دمشق. وبادرت كل من السعودية وقطر الشهر الماضي إلى سداد ديون مستحقة على سوريا لصالح البنك الدولي، وهو ما فتح الباب أمام إمكانية حصول دمشق على منح وقروض مستقبلًا.

وعلى هذا المسار، شاركت السعودية في استضافة اجتماع رفيع المستوى لمناقشة الشأن السوري، والذي عُقد على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن الشهر الماضي. وكان لافتًا حضور وزير المالية السوري وحاكم البنك المركزي هذا الاجتماع، وذلك لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات.

في المقابل، يواصل الرئيس الانتقالي في سوريا، أحمد الشرع، دعواته المتكررة إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على دمشق، والتي تم إقرارها سابقًا في إطار الجهود الدولية لعزل نظام الأسد بسبب حملته العسكرية خلال الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة دونالد ترامب حركة حماس غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة سوريا قطر الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات هيئة تحرير الشام أحمد الشرع دونالد ترامب حركة حماس غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة باكستان كشمير لبنان رجب طيب إردوغان سياسة الهجرة أزمة المهاجرين فی القطاع العام فی سوریا

إقرأ أيضاً:

طهران تقر إغلاق مضيق هرمز.. استهداف أمريكي لمنشآت نووية إيرانية

البلاد (واشنطن، طهران)
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس (الأحد)، تنفيذ بلاده هجمات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو وأصفهان ونطنز، مؤكداً أن العملية تمّت بدقة فائقة، وأن الطائرات الأمريكية غادرت الأجواء الإيرانية بأمان بعد تنفيذ مهمتها.
وقال ترمب عبر منصة “تروث سوشال”: إن قاذفات أمريكية ألقت “حمولة ثقيلة” من القنابل على منشأة فوردو شديدة التحصين، مشدداً على أن “لا قوة في العالم تستطيع إنجاز ما فعلته القوات الأمريكية”، خاتماً تصريحه بجملة: “لقد حان وقت السلام”.
وفي تصريحات لاحقة، اعتبر ترمب أن ما جرى “نجاح تاريخي لأمريكا وإسرائيل والعالم”، داعياً طهران إلى وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات، ملوّحاً بالمزيد من الضربات في حال عدم الامتثال.
من جهته، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان واشنطن بالوقوف خلف الهجمات الإسرائيلية منذ البداية، قائلاً إن “أمريكا هي المحرّك الرئيسي للعدوان على إيران، وتدخلت بشكل مباشر بعد عجز إسرائيل عن تحقيق أهدافها”.
وشارك بزشكيان لاحقاً في تظاهرة غاضبة وسط طهران، ندد خلالها آلاف الإيرانيين بالضربات الأمريكية، مشدداً على ضرورة توحيد الصفوف الداخلية لمواجهة “الاعتداء السافر”.
وفي خطوة تصعيدية، أقر البرلمان الإيراني مقترحاً بإغلاق مضيق هرمز، أبرز شريان لنقل النفط في العالم، في حين رُهن تنفيذ القرار بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
ويمر عبر المضيق أكثر من 21 مليون برميل نفط يومياً، إلى جانب نحو ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يجعله أحد أكثر الممرات البحرية حساسية.
وأكد النائب إسماعيل كوثري، القيادي في الحرس الثوري، أن خيار الإغلاق مطروح، وسيُنفذ “إذا تطلبت المصلحة الوطنية ذلك”، في حين حذّرت النائبة سارة فلاحي من أن هذا الملف سيكون حاضراً بقوة في جلسة مرتقبة للجنة الأمنية في البرلمان.
يأتي هذا التحرك بالتزامن مع تقارير تشير إلى نية طهران دراسة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، في ظل الهجمات المتواصلة على منشآتها الإستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • إعلام أمريكي: إيران نسّقت مسبقاً مع قطر وأبلغت واشنطن ضمنياً بضربة العديد
  • واشنطن تستبعد البوليساريو من القمة الأمريكية الأفريقية
  • توترات المنطقة تدفع موظفي السفارة الأمريكية في بالبحرين للعمل عن بعد
  • طهران تقر إغلاق مضيق هرمز.. استهداف أمريكي لمنشآت نووية إيرانية
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية في سوريا: العمل الجبان الذي استهدف مصلّين داخل بيت من بيوت الله هو اعتداء على جميع السوريين
  • قرار رسمي في سوريا بزيادة الرواتب والأجور بنسبة 200%
  • سوريا.. زيادة بنسبة 200% على الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين
  • الرئيس السوري يرفع رواتب الموظفين وأصحاب المعاشات 200%
  • سوريا.. الشرع يقرّ زيادة بنسبة 200% على رواتب العاملين والمتقاعدين
  • الأمم المتحدة توثق 583 انتهاكا بحق أطفال اليمن خلال العام الماضي