الصليب الأحمر: الوضع بغزة جحيم وحصار إسرائيل للقطاع غير مقبول
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، من انهيار وشيك لمنظومة العمل الإنساني في قطاع غزة ووصفت الوضع بأنه "جحيم" وشجبت "الحصار الكامل وغير المقبول" الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المدمّر.
ويحذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية منذ أسابيع من النقص المتزايد في الوقود والأدوية والغذاء والمياه الصالحة للشرب في القطاع ويعتبرون المساعدات الإنسانية شريان حياة سكانه، وذلك بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات كليا منذ مطلع مارس/آذار.
وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بيير كرينبول، اليوم الخميس إن على الحكومات التحرك فورا لوقف الفظائع في غزة، مضيفا أن المعاناة هناك وصلت إلى حد "يشكك في إنسانيتنا من جذورها".
وأضاف في تصريح للصحفيين في جنيف إنه "من غير المقبول منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، مؤكدا أن ذلك "يتعارض جوهريا مع كل ما ينصّ عليه القانون الإنساني الدولي".
وشدد كرينبول على أن "الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية"، و"سيأتي وقت ينفد فيه ما تبقى من الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات".
واعتبر مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "ما تشهده غزة مدعاة لسخطٍ عميق، ولا يمكن تقبّل التكلفة الإنسانية الفادحة لهذا النزاع بأي حال من الأحوال".
إعلانوفرضت إسرائيل حصارا شاملا على القطاع في مارس/آذار، عندما استأنفت حملة الإبادة الجماعية على فلسطينيي القطاع بعد وقف إطلاق النار في حربها المستمرة منذ 19 شهرا.
وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية في غزة أبوابها اليوم الخميس، بسبب نقص الإمدادات، مما أدى إلى قطع شريان حياة يستخدمه مئات الآلاف من الناس، وأثار مخاوف من مزيد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.
وأضاف كرينبول "إنها لحظة حاسمة لأن ترفض الدول والجهات الفاعلة العالمية والأطراف المعنية السماح باستمرار هذا الرعب المتواصل دون انقطاع".
ومضى يقول "يجب أن يشعر الجميع بأنه قد طفح الكيل إزاء ما يحدث في غزة"
وأضاف "بصراحة، إن كانت هذه هي ملامح الحروب المستقبلية، فعلينا جميعا أن نشعر بالذعر، وينبغي أن نعي أن ما يجري يهدد جوهر إنسانيتنا".
وبحسب تقارير، تسعى إسرائيل إلى إلغاء نظام توزيع المساعدات القائم حاليا بإشراف الأمم المتحدة في غزة، بحيث تمر جميع المساعدات عبر مراكز تابعة لها.
وأكد كرينبول أن "المنظمات الإنسانية لا تحتكر إيصال المساعدات، فالدول يمكنها أن فعل ذلك"، لكنه شدد على ضرورة أن لا تكون المساعدات مسيسة أو موجهة سياسيا وأن تصل فعليا إلى من يحتاجون إليها.
وأضاف "في الوقت الحالي، فإن أكثر الطرق فاعلية لإيصال المساعدات إلى الناس هي رفع القيود أو القرارات التي اتُخذت لمنع وصول المساعدات إلى داخل غزة"، مشددا على وجود "كميات هائلة من المساعدات على حدود غزة بالإمكان إدخالها غدا".
أطباء بلا حدودوفي الإطار ذاته اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أن غياب مساءلة إسرائيل عن جرائمها "أمر صادم"، وأن المنظمة "لا تجد كلمات أمام زهق الأرواح يوميا" بقطاع غزة مع تكثيف الهجمات على الفلسطينيين.
وأضافت في سلسلة تغريدات عبر منصة "إكس"، أنها تعاني من "نقص في الإمدادات الأساسية والوقود اللازم للحفاظ على استجابتها الطبية، في حين يستمر عدد المصابين بجروح خطِرة في الارتفاع".
إعلانوأكدت أنه منذ 2 مارس/آذار الماضي لم تدخل أي مساعدات إلى قطاع غزة "بسبب قرار من السلطات الإسرائيلية".
أونروامن ناحيتها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، أن غزة أصبحت "أرض اليأس".
وقالت في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إن "هذا جوع لم يسبق له مثيل"، وشددت على ضرورة رفع الحصار وتدفق الإمدادات، داعية إلى "إطلاق سراح الرهائن واستئناف وقف إطلاق النار الآن".
دفاع مدني غزةبدوره حذر الدفاع المدني في قطاع غزة الخميس من أنه على وشك التوقف التام عن العمل في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين، وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن "75% من مركباتنا توقفت عن العمل لعدم توافر السولار لتشغيلها".
وأضاف "نعاني عجزا كبيرا في توافر مولدات الكهرباء وأجهزة الأكسجين في غزة".
صحة غزةوأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 52 ألفا و760 شهيدا و119 ألفا و264 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت أن، "حصيلة الشهداء والمصابين منذ 18 مارس/آذار الماضي بلغت 2651 شهيدا و7223 مصابا"، وأضافت أنه خلال الـ24 ساعة الماضية وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 106 شهداء و367 مصابا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الیوم الخمیس مارس آذار قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
21 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
أفادت مصادر بمستشفيات غزة باستشهاد 21 فلسطينيا بغارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، بينهم 6 من منتظري المساعدات.
ففي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ذكرت قناة الأقصى الفضائية أن طيران الاحتلال أغار على خيام النازحين في محطة الشوا، مما أدى لسقوط عدد من الشهداء والمصابين.
وأكد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على شارع المنصورة بحي الشجاعية.
واستهدفت غارة إسرائيلية منزلا في منطقة المفتي شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مما خلف عددا من المصابين، وفق مصدر في الإسعاف والطوارئ للجزيرة.
وفي الوسط أيضا، استشهد 5 فلسطينيين -بينهم أطفال- وأصيب آخرون جراء قصف طيران الاحتلال منزلا في محيط مسجد السلام بدير البلح وسط القطاع.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين جراء إطلاق الاحتلال النار تجاه منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
وكانت وسائل إعلام محلية أكدت أن جيش الاحتلال أعدم عشرات الشبان من منتظري المساعدات في محور نتساريم وسط قطاع غزة، وألقى جثامينهم في بئر ومنع انتشالها.
من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن الناس في غزة يقتلون وهم يسعون للحصول على مساعدات.
وجاء ذلك في لقاء ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مع الجزيرة، إذ قال إن "الوقت ينفد بينما نواجه نقصا كبيرا في المواد الأساسية للحياة في قطاع غزة".
وأضاف أنه ليس هناك من يمارس ما يكفي من الضغط "لنؤدي عملنا في قطاع غزة كما يجب".
وأشار إلى أنه رغم كل الصعوبات، فإن منظمته تحاول الوصول إلى كل العائلات والناس الذين هم في حاجة للمساعدات.
إعلانوكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني وصف -أمس الثلاثاء- نظام توزيع المساعدات الحالي في قطاع غزة بأنه "مشين".
وقال لازاريني -في مؤتمر صحفي بجنيف- إن "ما تسمى آلية المساعدات، التي أُنشئت أخيرا، مشينة ومهينة ومذلة بحق الناس اليائسين. هي عبارة عن فخ قاتل يحصد الأرواح بأعداد أعلى بكثير مما ينقذ".
وأضاف أن "مؤسسة غزة الإنسانية" باتت تقترن لدى سكان غزة بالإهانة، مطالبا بالسماح للمجتمع الإنساني، بما في ذلك الأونروا، بالقيام بمهمته وتقديم المساعدات باحترام وكرامة.
وكانت منظمات حقوقية طالبت الاثنين الماضي "مؤسسة غزة الإنسانية" بوقف عملياتها، محذرة من خطر التواطؤ في جرائم حرب.
في الأثناء، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة والحصار المفروض على القطاع.
ويشتكي النازحون من مأساة النزوح المتكرر تحت وطأة القصف وصعوبة التنقل وانعدام الطعام والماء، وصعوبات تلقي العلاج في هذه الظروف القاسية.