اعلنت الأمم المتحدة أن المعارك العنيفة في جنوب السودان تحول منذ نحو شهر دون إيصال المواد الغذائية التي يحتاج اليها 60 ألف طفل يعانون سوء التغذية.
ويعاني هذا البلد الفقير منذ سنوات انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي، لكن المعارك الأخيرة في ولاية أعالي النيل (شمال) بين القوات المتحالفة مع الرئيس سلفا كير وقوات خصمه نائبه السابق رياك مشار، أثار قلق المراقبين.

معاناة 300 ألف طفلوفقًا لبيان مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فلم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى المنطقة منذ نحو شهر بسبب القتال العنيف على طول نهر النيل الأبيض الذي يعد وسيلة نقل رئيسية.
أخبار متعلقة ردًا على ترامب.. تهديد أوروبي بفرض رسوم جمركية على منتجات أمريكية"شرف كبير" للولايات المتحدة.. ترامب يهنئ أول بابا أمريكي للفاتيكانوأضاف برنامج الأغذية العالمي واليونيسف أن هذه المنطقة الواقعة في شمال البلاد تضم "أكثر من 300 ألف طفل يعانون سوء التغذية المعتدل أو الشديد منذ العام الماضي ووصلت الى نقطة انهيار".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المعارك تمنع وصول المساعدات إلى 60 ألف طفل في جنوب السودان - allAfrica
وقالت ماري إلين ماكغروارتي ممثلة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان: "كل يوم حاسم بالنسبة لطفل يعاني سوء التغذية ويحتاج إلى علاج منقذ للحياة".سرقة 2000 صندوقوقد سُرق نحو ألفي صندوق من المواد الغذائية الحيوية منذ اشتداد الأعمال العدائية، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.
وأوضح ممثل اليونيسف أوبيا أتشينغ أن انقطاع خطوط الإمداد غير مسبوق بسبب القتال المستمر وأعمال النهب وقطع الممر المائي.
وأضاف: "إذا استمر ذلك فإننا ببساطة سنواجه نقصًا في الإمدادات في المقاطعات عبر ولاية أعالي النيل بحلول نهاية مايو الحالي مع نتائج كارثية محتملة للأطفال الأصغر سنًا والأكثر ضعفًا".
ويشهد جنوب السودان عدم استقرار منذ استقلاله عن السودان عام 2011، ودارت حرب أهلية بين قوات كير ومشار استمرت 5 سنوات مخلفة 400 ألف قتيل، وانتهت عام 2018 بعد اتفاق لتقاسم السلطة انهار كليًا في الأشهر الأخيرة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: نيروبي جنوب السودان الأمم المتحدة الأمم المتحدة في السودان ولاية أعالي النيل سوء التغذية أطفال جنوب السودان فی جنوب السودان سوء التغذیة ألف طفل

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة

صفاء الزين

يوافق العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وفي المقابل يواجه السودان واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، ففيه أكثر من 12 مليون نازح ولاجئ وفق تقارير الأمم المتحدة ومنسقية الشؤون الإنسانية (OCHA) خلال ديسمبر 2025م، وما يزيد عن 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأكثر من 30 ألف قتيل موثق، بينما تبقى أعداد غير معروفة تحت الأنقاض وفي المناطق المعزولة.

الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2023م ما زالت تمزّق كل شيء، فالحقوق الأساسية تلاشت بالكامل. الحق في الحياة تحوّل إلى رفاهية بعيدة، قذائف تتساقط فوق الأحياء السكنية، والمدفعية تضرب المستشفيات، والأسواق تتعرض للقصف وسط اكتظاظ المدنيين. الحق في الغذاء يوشك على الانهيار التام، خمسة ملايين سوداني يقفون على حافة مجاعة كارثية تمتد إلى 12 ولاية، والمجاعة أُعلنت رسميًا في أغسطس الماضي.

مع امتداد الحرب اتسعت دائرة العنف في مناطق متعددة، وبات المدنيون يواجهون ضغوطًا وانتهاكات متنوعة ترتبط بطبيعة الاشتباكات واتساع نطاقها، وتشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن حجم الوقائع في الميدان أكبر من الأرقام المتاحة، فكثير من الحالات لا يجري توثيقها نتيجة غياب الأمان وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

كما أدى استخدام الطيران الحربي في عدد من الجبهات إلى توسيع نطاق الخسائر وسط المدنيين، القصف الجوي طال مناطق مكتظة بالسكان، وتسبب في تدمير واسع للبنية التحتية الأساسية، من طرق ومرافق خدمية ومستشفيات، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن استمرار الضربات الجوية يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، ويعرقل عمليات الإجلاء والإغاثة، ويضاعف من معاناة الأسر المحاصرة بين خطوط القتال.

وقد ظل الأطفال في دائرة الخطر المباشر، لأن أكثر من 19 مليون خارج المدارس، وآلاف جُنّدوا قسرًا في صفوف المتقاتلين، والمئات سقطوا ضحايا للألغام والعبوات الناسف، أما كبار السن وذوو الإعاقة يعيشون وحدهم خلف خطوط النار بلا دواء ولا غذاء.

كما أن المشهد الصحي ينهار لأن المستشفيات تحولت إلى أطلال، والصيدليات فارغة، والمياه النظيفة حلم بعيد في معسكرات النزوح التي تضم أكثر من ستة ملايين شخص.

اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام يحمل صيحة واضحة، صيحة في وجه صمت المجتمع الدولي الذي يكتفي بتصريحات لا تغيّر واقعًا يزداد قسوة، وصيحة في وجه كل من يضع “الاستقرار السياسي” فوق حياة الملايين، إن حماية المدنيين واجب قانوني وأخلاقي يحتاج تطبيقًا فوريًا، لا بيانات إدانة مؤجلة.

كما أن احترام حقوق الإنسان في السودان يشكّل الطريق الوحيد للخروج من الحرب، فأي حديث عن المستقبل بلا معنى إذا لم تُحمَ الأرواح اليوم، وإذا لم تُصن الكرامة في هذه اللحظة بالذات.

السودان ليس خبرًا عابرًا في نشرة، لكنه اختبار حقيقي لضمير العالم، النجاح في هذا الاختبار يمنح الملايين فرصة للحياة، والتقاعس يسجّل البشرية كشاهد صامت على واحدة من أفظع المآسي في القرن الحادي والعشرين.

????: [email protected]

الوسومالأمم المتحدة السودان المجتمع الدولي اليوم العالمي لحقوق الإنسان حرب 15 ابريل 2023م صفاء الزين منسقية الشؤون الإنسانية

مقالات مشابهة

  • «الأغذية العالمي»: نحو 70 إلى 100 ألف شخص ما زالوا محاصرين في الفاشر
  • الأغذية العالمي: اتفاق مبدئي مع الدعم السريع لدخول فرق الإغاثة للفاشر
  • فرق الأمم المتحدة الإغاثية: توصلنا لاتفاق الوصول إلى الفاشر المنكوبة غربي السودان
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن خفض الحصص المقدمة للسودان
  • الأغذية العالمي يقرر تقليص حصص من يواجهون المجاعة في السودان
  • وزير الزراعة يتابع مع مدير برنامج الأغذية العالمي بمصر مشروعات التعاون المشترك
  • وزير الزراعة يلتقي مدير برنامج الأغذية العالمي بمصر لمتابعة مشروعات التعاون المشترك
  • وزير الزراعة: برنامج الأغذية العالمي شريك رئيسي في دعم المبادرات الوطنية
  • أميركا تهدد بخفض مساعداتها لجنوب السودان بسبب رسوم الإغاثة
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة