قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الإسلام يأمر بالمعاشرة الحسنة وحسن المعاملة مع جميع الناس، وخصوصًا بين الزوجين، حيث جاء في القرآن الكريم: "وعاشروهن بالمعروف"، وهذا أمر رباني واضح بضرورة التعامل بالحسنى والرفق.

هل يجوز للزوجة منع زوجها من الفراش بسبب التدخين؟.. انتبه لآداب المعاشرةخالد سليم يحتفل بعيد ميلاد زوجته خيرية علي بحضور نجوم الفن

وأضاف الدكتور هاني تمام، خلال تصريح، أن هناك تخصيصًا وتنبيهًا خاصًا لحسن المعاشرة بين الزوجين حتى لو حصل شعور بالكراهية: "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا"، مشيرًا إلى أن الكراهية لا تعني بأي حال من الأحوال التعدي أو سوء المعاملة.

وأوضح: "حتى لو حصل بين الزوجين شيء يدعو للكراهية، فلا يجب أن يكون ذلك مبررًا للظلم أو المعاملة السيئة، لأن الحب والكراهية بيد الله سبحانه وتعالى، لكن المسلم مطالب بأن يحسن المعاشرة ويحافظ على الأخلاق الحسنة في بيته."

وأكد الدكتور هاني على أهمية التركيز على نقاط القوة والجوانب الإيجابية في شريك الحياة، والسعي لتنميتها، مع تجنب تضخيم النقاط السلبية التي قد تؤدي إلى زيادة المشاكل والخلافات.

وأشار إلى الحديث الشريف: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر"، مشددًا على ضرورة البحث عن الخير في الزوج أو الزوجة وتقديره.

طباعة شارك الدكتور هاني تمام الأزهر المعاشرة الحسنة حسن المعاملة القرآن الزوجين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور هاني تمام الأزهر حسن المعاملة القرآن الزوجين الدکتور هانی هانی تمام

إقرأ أيضاً:

ليلى كانينغهام.. الوجه الملوَّن لخطاب الكراهية في بريطانيا

"بريطانيا أصبحت مكبّا للأجانب من الدول الفاشلة"! بهذه الكلمات الفجّة تصف ليلى كانينغهام واقع البلد الذي وُلدت فيه، والذي استقبل والديها القادمين من مصر في ستينيات القرن الماضي. أي بؤس لغوي وأخلاقي في مثل هذا التعبير؟! وأي استعلاء هذا الذي يُخرج المرء من جلده وينصّب نفسه قاضيا على من يشبهونه؟ أليست هي ووالداها -بحسب منطقها المريض- من هذا "المكب" الذي تتحدث عنه؟ أليس في هذا القول احتقار لذاتها قبل الآخرين؟ إنه ليس مجرد رأي، بل قيء لفظي خالٍ من الحد الأدنى من الإنسانية، ويعبّر عن ازدراء مروع لفئات واسعة من الناس الذين لجأوا إلى بريطانيا طلبا للأمان والكرامة، تماما كما فعل أهلها.

ليلى كانينغهام، المحامية البريطانية من أصول مصرية، التي لم تُمض سنوات طويلة حتى أصبحت عضوا في مجلس ويستمنستر المحلي، ومن ثم تم اعتمادها مؤخرا كمرشحة لحزب "الإصلاح" اليميني المتطرف لمنصب عمدة لندن في انتخابات 2028، ليست إلا أحدث نسخة من ظاهرة متكررة في السياسة البريطانية، حيث يتم الدفع بأبناء الأقليات إلى الواجهة ليجمّلوا مشهدا سياسيا عنصريا في جوهره، قبل أن يُستهلكوا إعلاميا ثم يُركنوا جانبا. ليلى تعيد تدوير الخطاب اليميني الحاد ضد المهاجرين والمسلمين والأقليات، ولكن بصوت "داخلي" يُستخدم لتبرير ما لا يستطيع السياسي الأبيض قوله دون اتهام مباشر بالعنصرية.

ليلى تعيد تدوير الخطاب اليميني الحاد ضد المهاجرين والمسلمين والأقليات، ولكن بصوت "داخلي" يُستخدم لتبرير ما لا يستطيع السياسي الأبيض قوله دون اتهام مباشر بالعنصرية
وبدلا من أن تكون صوتا لمن يشبهونها، اختارت أن تكون مطرقة تُستخدم لضربهم. ففي أحد أبرز تصريحاتها، هاجمت الشريعة الإسلامية معتبرة أن "العمل بها ليس مساواة بل استسلام"، وأن على من يريدون ذلك أن "يعيشوا في مكان آخر"، موجهة اتهاما مباشرا لحزب العمال بأنه "يخضع لأقلية ويبيع القيم البريطانية من أجل أصوات انتخابية"، بحسب وصفها. لا تخجل من مهاجمة حق المسلمين في أن يحكموا أنفسهم وفق آليات طوعية توافقية، ولا تتردد في تصوير ذلك كتهديد لبريطانيا نفسها، ضاربة عرض الحائط بمبادئ التعددية والديمقراطية التي من المفترض أنها تؤمن بها.

اللافت أن ليلى لا تكتفي بتكرار خطاب الكراهية، بل تحاول أن تشرعنه من داخل المنظومة، مدعية أنها ليست ضد الإسلام، بل ضد "أسلمة" المجتمع. لكنها، حين تتحدث، لا تهاجم أفكارا متطرفة، بل تهاجم وجود المسلمين ذاته، وكأنهم عبءٌ ثقيل يجب التخلص منه أو إخضاعه بالكامل لما تعتبره "النموذج البريطاني الخالص"، الذي هو في الواقع خليط من القومية البيضاء والنزعة الإمبريالية القديمة.

المشكلة هنا ليست فقط في ليلى، بل في التيار السياسي الذي يستخدمها، كما استخدم من قبل سويلا برافرمان، وبريتي باتيل، وضياء يوسف، وغيرهم من أبناء الأقليات الذين صعدوا في أحزاب اليمين ثم تم الدفع بهم لتمرير سياسات الإقصاء والطرد، قبل أن يتم تجاوزهم لاحقا حين تنتفي الحاجة الرمزية لهم. وهي ظاهرة تؤكد أن هؤلاء ليسوا شركاء حقيقيين، بل أدوات تجميل لوجه قبيح، سرعان ما يُعاد إلى صورته الأصلية حين تنتهي الحاجة.

ليلى كانينغهام قد تحقّق نجاحا إعلاميا مرحليا، وربما تُستخدم لتمرير سياسات أكثر تطرّفا تجاه المهاجرين والأقليات، لكن الحقيقة أن مشروعها، وخطابها، وتحالفاتها، كلها تمثل عودة إلى الوراء، لا تقدما إلى الأمام
ويصعب تجاهل التناقضات الفجة في الخطاب الغربي حين يتعلق الأمر بالأقليات. فبينما يكثر الحديث عن "حقوق الأقليات" في العالم العربي، نجد أن العديد من القيادات الغربية تسعى لتهميش الأقليات داخل بلدانها، وتعيد قولبتها قسرا كي تندمج وفق تصورات ضيقة، لا تراعي الفروق الثقافية أو الدينية أو الاجتماعية. وكأن المطلوب ليس الاندماج بل الذوبان الكامل، وإلا فالمصير هو الإقصاء.

في مقابل هذا النموذج المُشوَّه من أبناء الأقليات، يبرز نموذج آخر ملهِم وإنْ لم يلقَ الدعم السياسي أو الإعلامي ذاته. الطالبة المصرية هايا آدم، التي واجهت الفصل من جامعتها بسبب دعمها العلني لفلسطين، لم تتراجع، ولم تتنازل عن قناعاتها، بل وقفت بشجاعة تدافع عن العدالة والحرية رغم الثمن. شابة في مقتبل العمر، اختارت الوقوف مع المظلوم، لا الصعود على أكتافه. وشتّان بين من يدفع ثمن التزامه بالمبدأ، ومن يبيع المبدأ من أجل حفنة أصوات أو وعود بمناصب.

ليلى كانينغهام قد تحقّق نجاحا إعلاميا مرحليا، وربما تُستخدم لتمرير سياسات أكثر تطرّفا تجاه المهاجرين والأقليات، لكن الحقيقة أن مشروعها، وخطابها، وتحالفاتها، كلها تمثل عودة إلى الوراء، لا تقدما إلى الأمام. لا أحد يصنع التغيير الحقيقي عبر جلد الذات، ولا أحد يُحترم حين ينكر جذوره، ويتبنى خطاب من يعتبره دخيلا في الأصل.

وحين تهتف ليلى على المنصات قائلة إن بريطانيا أصبحت مكبا للدول الفاشلة، فهي لا تُهين غيرها فقط، بل تُهين نفسها أولا، وتكشف أن ما تتبناه ليس موقفا سياسيا، بل عقدة نفسية مغلفة بشعارات الانضباط والهوية.

مقالات مشابهة

  • الاهتمام يتطلب ولا ما يتطلبش؟ هاني تمام يحسم الأمر
  • هاني تمام: هذا التصرف فى البيع والشراء باب قرب من الله
  • أمين الفتوى: المعاشرة بالمعروف قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية
  • ليلى كانينغهام.. الوجه الملوَّن لخطاب الكراهية في بريطانيا
  • ليلى كانينغهام.. الوجه الملوَّن لخطاب الكراهية
  • هل يجوز للزوجة منع زوجها من الفراش بسبب التدخين؟.. انتبه لآداب المعاشرة
  • مستشارة أسرية: معظم المشكلات بين الزوجين سببها اهتمام الزوجة الزائد بالأبناء
  • كنز النفس
  • ما هي الحقوق المشتركة بين الزوجين لينعما بحياة مستقرة وهادئة؟.. اعرفها