وأضافت دبس، خلال استضافتها في برنامج بودكاست "ذوو الشأن" الذي تقدمه الإعلامية خديجة بن قنة، أن دورها كمسؤولة عن ملف المرأة يتمثل في دعم وتمكين النساء السوريات من مختلف الخلفيات، للمشاركة في بناء سوريا الجديدة بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.

وتحدثت دبس عن نشأتها في حي الميدان الدمشقي، واصفة إياه بأنه حي معروف في الشام وبأنه حي نضالي وثوري، موضحة أنها نشأت في عائلة عانت من اضطهاد نظام البعث منذ الخمسينيات، حيث تعرض عمها للاعتقال في سجن تدمر لمدة 13 عاما، فيما كان والدها ملازما في الجيش السوري وشارك في حركة الثمانين.

واستذكرت تجربة مؤلمة من طفولتها عندما كانت في السابعة من عمرها، قائلة: استصحبني أخي للمدرسة صباحا، أدار وجهي عن ذاك البيت لأنهم كانوا في تلك اللحظة يلمون أشلاء هؤلاء النشطاء ويضعونهم في شراشف مليئة بالدماء.

تأثير والدها

وأشادت دبس بتأثير والدها الكبير على شخصيتها وتوجهاتها، مؤكدة أنه علّمها منذ البداية "أن تدور مع الحق حيث دار"، وأضافت أنه بعد خروجه من المعتقل، جمع أبناءه وقال لهم "سأسمعكم أياما في جهنم"، ليروي لهم تجربته المريرة في فرع فلسطين، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب، وأسمعوه عن قصد أصوات اغتصاب النساء في المعتقل.

إعلان

وعن مشاركتها في الثورة السورية، قالت دبس إنها لم تحلم أو تتخيل أن تنقلب الثورة إلى ثورة مسلحة، وأنها كانت مع المظاهرات السلمية ومع الإصلاح والتغيير بالشكل السلمي.

وأوضحت أن أول مشاركة لها كانت في إعداد الورود للمتظاهرين، حيث كانت تزيل الشوك عن سيقان الورود حتى لا تُدمي أصابع المتظاهرين.

وبعد اشتداد القمع، أشارت دبس إلى أنها انخرطت في مساعدة العائلات المهجرة من حمص والحولة، حتى اضطرت هي وعائلتها للخروج من سوريا متوجهين إلى لبنان، ومن ثم إلى تركيا.

تجربة تركيا

وفي إسطنبول، كشفت دبس أنها عملت في الملف التعليمي وأسست مدرسة الفاتح للموهوبين التي كانت تضم حوالي 300 طالب سوري، موضحة أن الهدف كان بناء مجموعة من الطلاب الموهوبين ليكونوا في مفاصل الدولة الجديدة.

وأضافت أن تجربتها في تركيا كانت "ثرية وغنية"، مشيرة إلى أن وجودها في بلد متنوع الثقافات أكسبها ثروة جديدة من الخبرة والمعرفة والثقافة، مؤكدة أن اهتمامها الأساسي كان منصبا على تعليم الطلاب السوريين، الذين بلغ عددهم في تركيا نحو 350 ألف طالب.

على الرغم من استقرارها في تركيا، قررت دبس العودة إلى سوريا في عام 2018، واصفة هذا القرار بأنه "واجب" وليس خيارا، مؤكدة إيمانها بأن من يكون داخل وطنه على أرضه، مناضل، يدافع، يقاتل وهو ابن الواقع وابن الأرض، هو من يستطيع أن يصنع النصر.

وأوضحت أنها في إدلب نشطت في العمل مع المرأة السورية، وأسست "مؤسسة المرأة السورية"، ثم التقت بالسيد أحمد الشرع الذي عرض عليها تولي ملف المرأة، حيث وجدت، على حد تعبيرها، ضالتها في هذه الحكومة الوليدة، باعتبارها نواة حقيقية لمشروع سينطلق منه التحرير.

لحظة النصر

ووصفت دبس لحظات سقوط نظام الأسد، قائلة: كنت في إدلب، وكنت في الشارع، وأسمع التكبيرات من المآذن، وكنت أشعر أن كل خلية بجسمي تتنفس، سقط النظام، فتحت المعتقلات، زال الظلم، ستعيش سوريا بدون الأسد، بدون النظام.

إعلان

وأكدت أن هذه الفرحة لم تدم طويلا، إذ استفاقت منها بسرعة وأحست أنه حان وقت العمل، مضيفة أن الجهود الآن يجب أن تتركز على "بناء سوريا من جديد".

وعن رؤيتها للمرأة السورية في المرحلة المقبلة، وصفت دبس المرأة السورية بأنها إنسانة مثقفة، متمكنة، قوية، حاضرة، واعية، راقية، بناءة، صاحبة قرار، وصانعة قرار أيضا، مؤكدة أنها تستحق أن تتصدر وتتبوأ أعلى المناصب، وأن تصل بتشاركية مع الرجل إلى أقصى ما يستطيعه طموحها.

وأضافت أن "مبدأ الكفاءة" هو الأساس في اختيار الأشخاص للمناصب، رافضة مبدأ "الكوتة" النسائية، موضحة أن الدول المتقدمة كلها مع الكفاءة.

الصادق البديري9/5/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: على إسرائيل أن تكمل المهمة في إيران بنفسها

قالت صحيفة واشنطن بوست إن القضاء على البرنامج النووي الإيراني هدف ينبغي أن يتشاركه معظم العالم، وأشارت إلى أن دول المنطقة وغيرها تشيد -وإن كان بعض ذلك سرا- بحملة إسرائيل لتدميره.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أكثر من مجرد التشجيع على ذلك، خاصة من الولايات المتحدة التي تمتلك قنبلة خارقة للتحصينات قادرة على اختراق محطة فوردو النووية الإيرانية، بالإضافة إلى قاذفات الشبح "بي 2" التي تستطيع حملها.

لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي بدا حربيا ودبلوماسيا في آنٍ واحد- أصدر بيانا يفيد بأنه لا يزال يدرس توجيه ضربة أميركية مباشرة في الأسابيع المقبلة، ومع ذلك رأت الصحيفة أن على إسرائيل أن تكمل ما بدأته، لأنها هي لا الولايات المتحدة هي التي اختارت هذه الحرب.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو شن هجومه الجوي رغم أن ترامب طلب منه إنهاء الحديث عن هجوم عسكري على إيران لمنح الدبلوماسية مزيدا من الوقت، مما جعل إيران التي تتعرض للهجوم وتلغي الجولة الأخيرة من المحادثات النووية مع واشنطن.

نتنياهو يعرض مواد عن البرنامج النووي الإيراني المزعوم في تل أبيب عام 2018 (أسوشيتد برس)

ورأت "واشنطن بوست" أن لدى الإسرائيليين بدائل عن تدخّل واشنطن، كاستخدام قنابلها الصغيرة الخارقة لتدمير الموقع، أو قصف مداخل فوردو والبنية التحتية الخارجية التي تدعمه، كما يمكنها إرسال قوات خاصة إلى المنشأة، وهي عملية محفوفة بالمخاطر، ولكنها أكثر قابلية للتحقيق مع تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية وحالة الفوضى التي يعيشها جيشها.

واعتبرت الصحيفة أن السماح لإسرائيل بإنجاز المهمة بمفردها سيجلب لها وللولايات المتحدة فوائد طويلة الأجل، لأنه سيعيد إلى إسرائيل عامل الردع الذي فقدته في منطقة مضطربة بعد أن تضررت مكانتها الإقليمية وشعورها بالأمن بشدة جراء هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبالبقاء بعيدا عن الحرب ستقلل الولايات المتحدة احتمال إغلاق إيران الخليج ومهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة، كما سيعطي ترامب فرصة للتوصل إلى تسوية مستدامة مع طهران دون أن تنظر إلى الولايات المتحدة كطرف مشارك عسكريا، وإلا فستكون راغبة في إعادة بناء برنامجها النووي إذا دمرته إسرائيل.

وخلصت الصحيفة إلى أن ما هو أسوأ من التدخل الأميركي المباشر هو أن تفشل حملة إسرائيلية لتدمير البرنامج النووي الإيراني، لما يمنحه ذلك لطهران من القدرة على صنع أسلحة نووية تضمن لها الحماية من اعتداء خصومها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • هل ستندلع حرب بين تركيا وإسرائيل؟
  • أسعار الوقود في تركيا 24 يونيو: ارتفاعات حادة يعقبها خصم.. إليك الأسعار الجديدة في إسطنبول وأنقرة وإزمير
  • تركيا: اتفقنا مع سوريا على إنشاء مركز عمليات مشترك
  • الحريري: جريمة كنيسة دمشق تستهدف سوريا الجديدة بأمنها واستقرارها
  • مارغريت تشو تفتح النار: "إلين ديجينيرس كانت لئيمة وتحاملت عليّ لسبب شخصي"
  • كوميدية مشهورة تكشف سرا عن إلين ديجينيرس: كانت غير لطيفة
  • مستنكراً التفجير الانتحاري في سوريا.. سلام: واثقون بقدرة الدولة السورية ومؤسساتها على تجاوز هذه المحن
  • أبلغت الشرطة بنفسها.. أم تقتل أطفالها الثلاثة في حي راقٍ بالقاهرة
  • حشرة القراد تفتك بشخصين في تركيا
  • واشنطن بوست: على إسرائيل أن تكمل المهمة في إيران بنفسها