أردوغان: استقرار العراق وأمنه مرتبط بأمن تركيا
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أنقرة بأن “استقرار العراق وأمنه يعدان جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار تركيا”، حيث جاءت تصريحات أردوغان في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تقدمًا كبيرًا، خاصة في مجالات الأمن والطاقة والبنية التحتية.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أردوغان، مع رئيس الوزراء العراقي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أكد الرئيس التركي أن “استقرار العراق وأمنه لا ينفصل عن أمن واستقرار تركيا”، مشددًا على أن “أنقرة وبغداد عزمتا على مواصلة الكفاح ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي لكلا البلدين”.
وأشار أردوغان إلى أهمية مشروع “طريق التنمية” الاستراتيجي، داعيًا الدول المعنية للمشاركة فيه، ومؤكدًا أنه “سيسهم بشكل كبير في استقرار وازدهار العراق والمنطقة بأكملها”.
وأوضح الرئيس التركي أن المشروع، الذي يمتد من العراق إلى تركيا ويشمل شبكة من الطرق البرية وسكة حديدية بطول 1200 كيلومتر داخل العراق، يهدف إلى تعزيز حركة البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
كما أكد أردوغان على رغبة بلاده في المضي قدمًا في استئناف ضخ النفط عبر خط أنابيب النفط العراقي التركي، في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
من جهتها، أفادت رئاسة الوزراء العراقية بأن السوداني وأردوغان شهدا التوقيع على 10 مذكرات تفاهم بين العراق وتركيا، في مجالات الصناعات الدفاعية، وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى إجراءات التشغيل القياسية للعودة الطوعية للمواطنين العراقيين من تركيا.
وتعد تركيا والعراق شريكين استراتيجيين في العديد من القضايا الإقليمية، حيث يواجهان تحديات مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود. ومن أبرز المشاريع المشتركة بين البلدين مشروع “طريق التنمية”، الذي يُعتبر خطوة محورية في تعزيز الربط البري بين العراق وتركيا وتسهيل حركة البضائع بين أوروبا ودول الخليج. كما تلعب العلاقات الاقتصادية، بما في ذلك أنابيب النفط، دورًا حيويًا في تعزيز التعاون بين الدولتين.
وفي سياق التعاون الأمني، شدد الرئيس التركي على أهمية التنسيق بين البلدين لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تشكل تهديدًا للأمنين التركي والعراقي. وقد جاء هذا الاجتماع في وقت حساس للمنطقة، مما يعكس رغبة كلا البلدين في تعزيز استقرار المنطقة عبر تعاون أمني واقتصادي مشترك.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العراق العراق وتركيا تركيا الرئیس الترکی بین البلدین
إقرأ أيضاً:
سفيرة الاحتلال السابقة في تركيا: علينا الحفاظ على خط اتصال مع أنقرة
أكدت السفيرة السابقة للاحتلال الإسرائيلي لدى تركيا ومصر، أميرة أورون، والباحثة الحالية في معهد دراسات الأمن القومي، في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، أن العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا شهدت تدهوراً كبيراً بعد حادثة "مافي مرمرة"، مشيرة إلى أن هذه العلاقات انتقلت منذ ذلك الحين إلى مسار متقلب من صعود وهبوط.
وأوضحت أورون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتمد في أيديولوجيته على "حماية المسلمين أينما كانوا"، وأنه يعتبر الفلسطينيين في موقف مشابه لداود، بينما ترى إسرائيل في نفسها جالوت.
ولفتت إلى أن الحرب الحالية في غزة قد أدت إلى تصعيد غير مسبوق في التوترات بين البلدين، معتبرة أن هذه الحرب تختلف عن غيرها من الحروب، وأنها "طويلة ودامية" وأن نتائجها ستكون وخيمة ومدمرة.
ورغم توقّع إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن أورون أكدت أن استعادة العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا لن تكون سهلة، حيث قالت إن "استعادة العلاقات ستستغرق سنوات عديدة".
وأشارت إلى أن القدرة على المناورة ضد أردوغان تظل "محدودة للغاية"، ما لم يتغير الموقف الإسرائيلي بشكل جوهري بشأن الاتفاقات مع الفلسطينيين.
وعن شخصية أردوغان، وصفت أورون الرئيس التركي بأنه "شخص قوي جداً وصارم جداً"، معتبرة إياه مثالاً حياً على الإسلام السياسي.
وأضافت أن أردوغان نجح في تغيير النظام في تركيا بشكل كامل على مدار 25 عاماً، حيث ألغى مبدأ فصل السلطات، ليحوز على "صلاحيات رئيس فوق الجميع"، وهو أمر تقول أورون إنه يصعب العثور على مثيل له في أي دولة أخرى٬ بحسب إدعائها.
واعتبرت أورون أن أردوغان يشبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من حيث أن كليهما جاء لتغيير الأسس القائمة، وقاما بحملات انتخابية حادة تميزت بالقوة والتمرد على القواعد السياسية التقليدية.
وفي ظل هذه التوترات، أكدت أورون أن من الأهمية بمكان الحفاظ على قنوات الاتصال مع تركيا، مشيرة إلى ضرورة العمل على "خفض التصعيد" بين البلدين كما حدث مع روسيا في سوريا.
وتوقعّت أنه لن يكون هناك عودة إلى العلاقات التي كانت قبل عام 2000، لكنها أوضحت أنه إذا حدث تغيير في القيادة في إسرائيل أو تركيا، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقييم جديد للعلاقات. وفي الوقت الراهن، دعت أورون إلى التركيز على التنسيق بين البلدين لتفادي التصعيد والحفاظ على قنوات الاتصال الأساسية.