في تطور دراماتيكي خطير ينذر بانفجار إقليمي، أطلقت باكستان فجر السبت عملية عسكرية واسعة ضد الهند، حملت اسم “البنيان المرصوص”، في رد انتقامي حاسم على ضربات هندية استهدفت أراضيها، لتشتعل شرارة مواجهة مباشرة بين قوتين نوويتين تهدد استقرار جنوب آسيا والعالم.

وبحسب وسائل إعلام محلية، أطلق الجيش الباكستاني عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الهند حملت اسم “البنيان المرصوص”.

وأكدت مصادر أمنية باكستانية أن العملية، تستهدف أهدافاً استراتيجية في عمق الأراضي الهندية، أبرزها منشأة لتخزين صواريخ “براهموس” في بياس، وقواعد جوية حيوية مثل أودامبور وباثانكوت.

ووفق المعلومات، سُمع دوي انفجارات عنيفة في مدينتي أمريتسار وجامو غرب الهند، تزامناً مع إطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق من باثانكوت إلى سريناغار، في حين أشارت وكالة “رويترز” إلى دوي انفجارات متزامنة أيضاً في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان.

في السياقK أصدر الجيش الهندي بيانًا صباح السبت، أعلن فيه تصديه لهجمات مضادة شنتها باكستان بعد استهداف صواريخ هندية لثلاث قواعد جوية باكستانية في وقت متأخر من الليل، وأسفرت الهجمات الباكستانية عن مقتل 5 أشخاص على الأقل في منطقة غامو بالشطر الهندي من إقليم كشمير.

وأشار الجيش الهندي إلى أن “محاولة باكستان السافرة لانتهاك سيادة الهند وتعريض المدنيين للخطر غير مقبولة”، مؤكدًا عزمه على “إحباط مخططات العدو”. كما أضاف الجيش في بيان على منصة “إكس” أن وحداته الجوية دمرت مسيّرات مسلحة كانت تحلق فوق مدينة أمريتسار.

,أفادت وكالة “برس تراست” الهندية، السبت، أن ثلاثة أشخاص، بينهم مسؤول حكومي هندي رفيع المستوى، أصيبوا بجروح خطيرة جراء قصف باكستاني استهدف منطقة راجوري في إقليم جامو وكشمير.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين هنود أن القصف وقع في منطقة حدودية متوترة تشهد منذ أيام تصعيداً في العمليات العسكرية بين الجانبين، دون أن توضح طبيعة مهمة المسؤول المصاب أو حالته الصحية الدقيقة.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الطيران المدني الهندية عن إغلاق 32 مطارًا في مختلف أنحاء البلاد، على خلفية التصعيد العسكري المستمر بين الهند وباكستان.

واشنطن تعرض الوساطة بين الهند وباكستان مع تصاعد التوترات الحدودية

عرض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وساطة بلاده لإطلاق “محادثات بناءة” بين الهند وباكستان، في ظل استمرار تبادل الهجمات بين الجارتين النوويتين لليوم الرابع على التوالي.

وجاء العرض الأميركي خلال مكالمة هاتفية أجراها روبيو مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، حيث شدد الوزير الأميركي على “ضرورة إيجاد سبل لخفض التصعيد واستئناف الاتصالات المباشرة لتجنب سوء التقدير”، وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن روبيو “واصل حض الطرفين على إيجاد سبل لخفض التوتر”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة “عرضت المساعدة في إطلاق محادثات بناءة لتفادي نزاعات مستقبلية”.

بالتوازي، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً دعت فيه الطرفين إلى “الحفاظ على الهدوء وضبط النفس”، محذّرة من مغبة اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.

وقال البيان، الصادر السبت: “تراقب الصين الوضع عن كثب وتشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الحالي”، مشدداً على أن “العودة إلى مسار التسوية السياسية السلمية تصب في مصلحة البلدين، وتعزز السلام والاستقرار الإقليميين، وتلبي تطلعات المجتمع الدولي”.

وأضافت بكين أنها “مستعدة لمواصلة لعب دور بناء في هذه المسألة”، في إشارة إلى رغبتها بالمساهمة في جهود احتواء الأزمة.

من جهته، اعتبر وزير الدفاع الباكستاني في مقابلة تلفزيونية أن “الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على لعب دور فعال في الوساطة بين الهند وباكستان”، في إشارة إلى الثقة التي توليها إسلام أباد للدور الأميركي في التهدئة.

وكانت الهند أعلنت ليل 6 – 7 مايو الجاري إطلاق عملية عسكرية سمتها “سِندور”، زعمت أنها تستهدف مواقع إرهابية في باكستان خططت لهجمات داخل الأراضي الهندية، خاصة بعد الهجوم الذي وقع في 22 أبريل بمنطقة بهالغام في إقليم جامو وكشمير، وأسفر عن مقتل 26 مدنياً بينهم سياح، حسبما نقلت وسائل إعلام هندية.

وفجر الهجوم في بهالغام موجة جديدة من التوتر، إذ حملت نيودلهي باكستان المسؤولية عن “الهجوم الإرهابي”، بينما نفت إسلام آباد أي صلة به، ودعا وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إلى فتح تحقيق دولي مستقل في ملابساته.

في المقابل، أكدت القيادة الباكستانية أن العملية الهندية تمثل “اعتداءً سافراً” و”عملاً حربياً صريحاً” يمس سيادتها، مؤكدة احتفاظها الكامل بحق الرد.

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني قبيل انطلاق العملية: “الهند تدفع المنطقة بأكملها نحو الحرب… وباكستان سترد في الوقت المناسب”، داعياً الجميع إلى “انتظار الرد من إسلام آباد”.

وتبادل الطرفان قصفاً مدفعياً عنيفاً واشتباكات على طول خط التماس في كشمير، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، معظمهم من المدنيين، بحسب تقارير أولية، وسط تحذيرات دولية من خطر انزلاق الأوضاع إلى صراع شامل.

الجدير بالذكر أن اسم العملية “البنيان المرصوص”، مقتبس من الآية الرابعة من سورة الصف: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ”، وسبق أن استخدمته سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، في حربها ضد إسرائيل عام 2014.

ويراقب المجتمع الدولي عن كثب تطورات هذا التصعيد، وسط مخاوف حقيقية من اندلاع حرب جديدة بين القوتين النوويتين.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الهند الهند وباكستان باكستان كشمير بین الهند وباکستان البنیان المرصوص

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: ترامب لديه خطط كبيرة للنفط الباكستاني

عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي عن صفقة لاستغلال احتياطيات النفط "الهائلة" في باكستان، حير ذلك الباكستانيين الذين حلموا لعقود بالعثور على ما يكفي من النفط واستخراجه لتحسين وضع بلادهم الاقتصادي.

ومع أن أيا من محاولات باكستان لاكتشاف النفط لم يكتب لها النجاح -كما تقول صحيفة واشنطن بوست- فإن ترامب أبدى تفاؤلا ملحوظا في منشور له على موقع "تروث سوشيال"، معلنا أن "باكستان والولايات المتحدة ستعملان معا على تطوير احتياطياتهما النفطية الهائلة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 24 عوامل تهدد قمة ترامب وبوتين حول أوكرانياlist 2 of 2كيف يدان اليهودي إذا نطق بالإبادة في غزة؟end of list

وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم ريك نواك وشايق حسين- أن باكستان تستورد حوالي 80% من إمداداتها من النفط، ومع ذلك قال ترامب متأملا "من يدري. ربما يبيعون النفط للهند يوما ما".

كومبو ترامب (يمين) وقائد الجيش الباكستاني عاصم منير (وكالات)

وقدرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن باكستان قد تمتلك 9.1 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج، وهو رقم يذكره المسؤولون الباكستانيون لجذب المستثمرين الأجانب، ولكنه لم يثبت بعد، كما تقول الباحثة في مجال الطاقة عافية مالك.

وأشارت الصحيفة إلى أن احتياطيات باكستان المثبتة أقل بكثير من ذلك، إذ أنتجت أقل من 100 ألف برميل من النفط يوميا عام 2023، وهو رقم أقل بكثير من أرقام كبار المنتجين في العالم، مثل الولايات المتحدة التي تنتج حوالي 13 مليون برميل يوميا.

وبعد تاريخ طويل من النكسات والإخفاقات، لا يعتقد كثير من الباكستانيين أن بلدهم سيصبح يوما ما دولة مصدرة للنفط، تقول عافية مالك "إن البيروقراطية والتدخل السياسي وعدم الكفاءة" قد ردعت المستثمرين الأجانب وحدت من التقدم في هذا لاتجاه.

الاهتمام الأميركي المتجدد بباكستان قد لا يتعلق بالنفط بقدر ما يتعلق بالوصول إلى المعادن والأتربة النادرة التي يعتقد أن باكستان تمتلك رواسب كبيرة وغير مستكشفة منها

المعادن النادرة

غير أن ترامب أشار إلى أن الاستثمارات الجديدة ستأتي من مصادر أميركية خاصة، وكتب "نحن بصدد اختيار شركة النفط التي ستقود هذه الشراكة"، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي "كما قال الرئيس، ستعمل باكستان والولايات المتحدة معا على تطوير احتياطياتهما النفطية الضخمة، مما سيعزز الأمن الاقتصادي لبلدينا".

إعلان

ورحب المسؤولون الباكستانيون بإعلان ترامب، وقال وزير الطاقة عويس ليغاري "إذا كانت هناك استثمارات قادمة من دول مثل الولايات المتحدة والصين وغيرها، فإننا نرحب بذلك. من الجيد أن نرى ذلك على رادار الرئيس ترامب".

غير أن عدم التصديق إلى حد السخرية أحيانا ساد بين المعلقين الباكستانيين، فرأى بعضهم أن ترامب يرسل رسالة إلى الهند المجاورة، وقال المحلل السياسي حسن عسكري رضوي "قد تكون باكستان مجرد نقطة ضغط، وليست المستفيد الرئيسي من هذا الارتباط".

سفينة نفط روسية في ميناء كراتشي تحمل النفط الخام إلى باكستان (رويترز)

وبينما يشكك البعض في كون باكستان أولوية بالنسبة لترامب، يقول المسؤولون إنهم لاحظوا تحسنا في العلاقات مع واشنطن، إذ توسطت واشنطن لوقف إطلاق النار عندما كاد القتال الحدودي بين الهند وباكستان يتحول إلى حرب شاملة، واستضاف ترامب قائد الجيش القوي عاصم منير على الغداء في البيت الأبيض، وقالت إسلام آباد إنها سترشح ترامب لجائزة نوبل للسلام.

ويعتقد بعض المحللين أن الاهتمام الأميركي المتجدد بباكستان قد لا يتعلق بالنفط بقدر ما يتعلق بالوصول إلى المعادن والأتربة النادرة التي يعتقد أن باكستان تمتلك رواسب كبيرة وغير مستكشفة منها، خاصة أن مسؤولين أميركيين حضروا منتدى الاستثمار في المعادن الباكستاني في أبريل/نيسان الماضي.

وكانت أكثر المحاولات طموحا لاكتشاف النفط في باكستان قد انتهت عام 2019، عندما بحث تحالف يضم شركة إكسون موبيل قبالة سواحل كراتشي، لكنه لم يعثر على أي رواسب نفط أو غاز.

مقالات مشابهة

  • الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان
  • قائد الجيش الباكستاني يهدد بشن حرب نووية تدمر نصف العالم
  • الهند تتهم باكستان بالتلويح بالحرب وبعدم المسؤولية
  • الخطوط الجوية الهندية تعلق رحلاتها إلى واشنطن
  • أموات يمشون.. هل تُخفي إيران علماءها النوويين الناجين؟
  • واشنطن بوست: ترامب لديه خطط كبيرة للنفط الباكستاني
  • فرنسا تشتعل حرّا .. و40 مقاطعة تحت الإنذار البرتقالي
  • نار الاحتجاجات تشتعل من جديد بحضرموت ..اغلاق شوارع رئيسية في المكلا
  • قائد القوات الجوية الهندية: أسقطنا 6 طائرات عسكرية باكستانية في حرب مايو
  • إعلان يضع الهندية ديبيكا بادكون في ورطة