كيف تستخدم الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية لتحقيق مكاسب استراتيجية؟
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
لطالما استغلت الولايات المتحدة الأمريكية ملف المساعدات الإنسانية بهدف تحقيق مكاسب وأهداف استراتيجية مختلفة، وهو أمر تكرر في أفغانستان وباكستان والعراق وحتى في السودان والكونغو، وسط حديث عن دور أمريكي بارز حاليًا في قطاع غزة.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أن "مؤسسة" جديدة ستتولى قريبًا مهمة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، في ظل منع الاحتلال دخولها إلى القطاع الذي يواجه المجاعة منذ الثاني من آذار/مارس 2025.
وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن شركات أمن خاصة ستتولى ضمان سلامة العاملين وتوزيع الغذاء في قطاع غزة، لكن "إسرائيل" لن تشارك في توزيع المساعدات وستكون مشاركتها أمنية فقط.
أفغانستان
بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، قدمت إدارة الرئيس جورج بوش الابن الحرب على أفغانستان كجزء من "الحرب على الإرهاب"، لكنها سرعان ما أضافت بُعدًا إنسانيًا يتعلق بحقوق المرأة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2001، صرحت السيدة الأولى لورا بوش بأن "الحرب ضد الإرهاب هي أيضًا حرب من أجل حقوق وكرامة المرأة"، مما ساعد في كسب دعم داخلي وخارجي للتدخل العسكري.
وعُرف هذا الخطاب فيما بعد بمفهوم "النسوية المضمّنة - Embedded Feminism"، حيث تُستخدم قضايا حقوق المرأة لتبرير التدخلات العسكرية، دون أن تكون هناك نية حقيقية لتحسين أوضاع النساء على المدى الطويل.
وجرى ترويج التدخل الأمريكي في أفغانستان على أنه حملة إنسانية، بينما كان الهدف الأساسي هو القضاء على تنظيم القاعدة، الذي اتخذ من أفغانستان ملاذًا آمنًا، وإسقاط نظام طالبان الذي وفر له الحماية. بالإضافة إلى ذلك، سعت الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في منطقة آسيا الوسطى، الغنية بالموارد الطبيعية والمهمة استراتيجيًا، بحسب تقرير لموقع "إي انترناشيونال ريلاشن".
ومن خلال تقديم المساعدات الإنسانية، تمكنت الولايات المتحدة من ترسيخ وجودها العسكري والسياسي في منطقة استراتيجية تقع بين الصين وروسيا وإيران، ما ساهم في مراقبة الأنشطة الإقليمية وممارسة ضغط جيوسياسي على القوى المنافسة.
وروّجت الولايات المتحدة لمساعداتها الإنسانية كوسيلة لكسب "قلوب وعقول" الأفغان، مما ساعد في تحسين صورتها الدولية وتبرير تدخلها العسكري، فقد تم إسقاط أكثر من 2.4 مليون حصة غذائية يومية في أفغانستان خلال الأشهر الأولى من الحرب، رغم أن فعاليتها كانت محدودة.
وتم توجيه جزء كبير من المساعدات إلى شركات أمريكية من خلال عقود إعادة الإعمار، مما وفر فرصًا اقتصادية لها. ومع ذلك، لم تصل هذه المساعدات بشكل فعال إلى الشعب الأفغاني، حيث أشارت تقديرات إلى أن حوالي 40 بالمئة من المساعدات الأمريكية انتهت في أيدي فاسدين أو جماعات مسلحة، بحسب توثيق صحيفة "واشنطن بوست".
باكستان
استخدمت الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية والعسكرية كأداة استراتيجية لتعزيز نفوذها في باكستان، خاصة بعد 2001، وهي التي كانت تهدف رسميًا إلى دعم جهود "مكافحة الإرهاب"، إلا أن تقارير متعددة كشفت عن إساءة استخدام واسعة النطاق للأموال، مما أدى إلى تعزيز نفوذ الجيش الباكستاني على حساب المؤسسات المدنية، وزيادة الفساد، وتقويض الأهداف المعلنة للمساعدات.
وبين عامي 2002 و2008، قدمت الولايات المتحدة حوالي 6.6 مليار دولار كمساعدات عسكرية مباشرة لباكستان، لكن تقارير أفادت بأن الجيش الباكستاني استلم فقط 500 مليون دولار منها، بينما تم تحويل الباقي إلى دعم الاقتصاد المحلي أو شراء أسلحة تقليدية لمواجهة الهند، مثل مقاتلات إف 16 وأنظمة رادار، وهي معدات لا تفيد في مكافحة الجماعات المسلحة، بحسب "سي بي إس نيوز".
وجرى تقديم جزء كبير من المساعدات عبر "صناديق دعم التحالف - Coalition Support Funds"، التي تفتقر إلى آليات رقابة فعالة، مما سمح بإساءة استخدام الأموال دون محاسبة، فقد تم دفع 55 مليون دولار لصيانة مروحيات، لكن تبين لاحقًا أن الجيش الباكستاني استلم فقط 25 مليون دولار لهذا الغرض، بحسب مجلة "غلوبال بوليسي".
وفي عام 2011، استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" برنامج تطعيم ضد شلل الأطفال كغطاء لجمع معلومات عن مكان أسامة بن لادن، مما أدى إلى فقدان الثقة في برامج التطعيم وتراجع جهود مكافحة شلل الأطفال في باكستان، بحسب تقرير لصحيفة "الغادريان".
العراق
استخدمت الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في العراق بعد عام 2003 كأدوات استراتيجية لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي، مع تحقيق فوائد مباشرة لشركات أمريكية مقربة من دوائر الحكم، على حساب التنمية الحقيقية للشعب العراقي.
وتم إسناد عقود إعادة الإعمار الكبرى لشركات أمريكية مثل "بكتل - Bechtel"، و"هاليبرتون - Halliburton"، و"بارسونز - Parsons"، دون منافسة حقيقية، رغم أن بعضها كان له علاقات وثيقة بصناع القرار في واشنطن.
وحصلت شركة "بكتل" مثلاً على عقود بقيمة 1.8 مليار دولار لإعادة بناء البنية التحتية، لكنها فشلت في إكمال أكثر من نصف المشاريع الموكلة إليها، بحسب تقرير لمجلة "نيوز لاين".
وفقًا لتقارير المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار العراق "SIGIR"، تم هدر ما لا يقل عن 8 مليارات دولار من أصل 60 مليارًا خُصصت للإعمار، بسبب الفساد وسوء الإدارة. شملت التجاوزات تضخيم الأسعار بنسبة تصل إلى 12,000 بالمئة في بعض العقود، وتورط ضباط أمريكيين في عمليات رشوة وغسيل أموال.
وتم تهميش الشركات العراقية في عمليات الإعمار، حيث تم إسناد معظم المشاريع لشركات أمريكية، مما حرم الاقتصاد المحلي من فرص النمو، وعزز التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة، كما تم فرض سياسات خصخصة واسعة النطاق على القطاعات الحيوية مثل النفط، مما أثار جدلاً واسعًا حول نوايا الإدارات الأمريكية المختلفة.
وتم في تلك الفترة إنشاء "صندوق تنمية العراق" لإدارة عائدات النفط، لكنه خضع لسيطرة سلطة الائتلاف المؤقتة بقيادة الولايات المتحدة، مع ضعف في الرقابة والمحاسبة، وكشفت تقارير عن فقدان 8.8 مليار دولار من أموال الصندوق دون توضيح كيفية إنفاقها.
في عام 2014، استخدمت الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية كغطاء لتدخل عسكري ضد تنظيم "داعش"، حيث تم تنفيذ ضربات جوية بالتوازي مع إسقاط مساعدات غذائية للمدنيين المحاصرين في منطقة جبل سنجار، رغم أهمية هذه المساعدات، إلا أنها كانت جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة الانخراط العسكري في العراق، بحسب تقرير لمجلة "التايم".
وأدت سياسات الإعمار الأمريكية إلى ترسيخ الفساد في مؤسسات الدولة العراقية، حيث تم تعيين مسؤولين بناءً على الولاءات السياسية والطائفية، مما أضعف كفاءة الإدارة العامة، وأدى إلى تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والتعليم.
السودان
بعد الثورة السودانية في 2019، وعدت الولايات المتحدة بدعم الحكومة المدنية بمبلغ 700 مليون دولار، ومع ذلك، تم توجيه هذه الأموال عبر منظمات دولية بدلاً من الحكومة مباشرة، مما أدى إلى عدم صرف جزء كبير منها، وأضعف من قدرة الحكومة على تقديم الخدمات الأساسية، مما أثر سلبًا على مسار التحول الديمقراطي واستقرار البلاد.
وفي التسعينيات، قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية عبر دول مجاورة لدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان في مواجهة حكومة الخرطوم، هذا الدعم ساهم في إطالة أمد الحرب الأهلية، وأثار جدلاً حول استخدام المساعدات كوسيلة للتدخل غير المباشر في الشؤون الداخلية للسودان، بحسب موقع "African Arguments".
أثار هذا الدعم جدلاً واسعًا، حيث اعتبر تدخلاً غير مباشر في الشؤون الداخلية للسودان، وساهم في إطالة أمد الحرب الأهلية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
الكونغو
تُعد الكونغو مصدرًا رئيسيًا لموارد مثل الكوبالت والليثيوم والتنتالوم، وهي الضرورية لصناعة التكنولوجيا الحديثة والبطاريات، وخلال العام الجاري، قدم الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي عرضًا للولايات المتحدة يتضمن منح امتيازات تعدين مقابل دعم عسكري ضد تمرد حركة M23 المدعومة من رواندا.
وفي الفترة التي أعقبت استقلال جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) عام 1960، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في دعم نظام الرئيس حينها موبوتو سيسي سيكو، مستخدمة المساعدات كوسيلة لتعزيز نفوذها في المنطقة خلال الحرب الباردة.
وبين عامي 1962 و1991، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 1.03 مليار دولار كمساعدات تنموية و227.4 مليون دولار كمساعدات عسكرية لزائير، بينما تمتع موبوتو بعلاقات قوية مع عدة رؤساء أمريكيين، بما في ذلك ريتشارد نيكسون ورونالد ريغان وجورج بوش الأب.
خلال زيارة رسمية في عام 1983، أشاد الرئيس ريغان بموبوتو واصفًا إياه بأنه "صوت الحكمة والنوايا الحسنة"، بحسب موقع "South African History".
وقدمت وكالة الاستخبارات المركزية دعمًا ماليًا مباشرًا لموبوتو، حيث تم دفع ملايين الدولارات نقدًا له شخصيًا، كما ساعدت الوكالة في تثبيت حكمه من خلال تقديم معلومات استخباراتية عن التهديدات المحتملة.
وأشارت تقارير إلى أن بعض المساعدات الأمريكية تُستخدم بشكل غير مباشر في دعم جماعات مسلحة أو تعزيز نفوذها، مما يؤدي إلى تفاقم النزاعات المحلية، هذا الاستخدام غير المباشر للمساعدات يثير تساؤلات حول فعالية وشفافية البرامج الإغاثية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الولايات المتحدة المساعدات الإنسانية باكستان العراق العراق الولايات المتحدة باكستان افغانستان المساعدات الإنسانية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة المساعدات الإنسانیة ملیار دولار ملیون دولار مما أدى إلى بحسب تقریر حیث تم
إقرأ أيضاً:
كيف سترد إيران على الولايات المتحدة؟
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
بعد أكثر من أسبوع من حملة القصف الإسرائيلية ضد إيران، انضمت الولايات المتحدة إلى المعركة بهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية. تستعد الولايات المتحدة الآن لرد إيران، الذي يبدو وشيكًا. وفي حديث على التلفزيون الإيراني بعد الهجوم الأمريكي، أعلن مذيع أخبار: “السيد ترامب، لقد بدأتها، وسننهيها”.
إذًا، كيف يمكن أن يبدو الرد الإيراني؟ من بين الخيارات الأكثر ترجيحًا العمليات غير المتماثلة، مثل الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، أو الهجمات الإرهابية من قبل وكلاء إيران في الغرب، وربما في الولايات المتحدة.
أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى أن الولايات المتحدة بهجومها هذا قد تجاوزت “خطًا أحمر كبيرًا جدًا”. في هذه المرحلة من الصراع، إذا لم يرد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، فقد يفقد مكانته بين المتشددين في النظام. الرد الإيراني هو احتمال مؤكد، حتى لو كان الإطار الزمني لا يزال غير معروف.
سيكون الهدف الأول والأكثر وضوحًا هو “القواعد العسكرية الأمريكية” في الشرق الأوسط، حيث يتمركز عشرات الآلاف من الجنود. تحتفظ الولايات المتحدة بقواعد أو مواقع عسكرية في البحرين والعراق والأردن وقطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة. السفارات والمجمعات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية الأخرى كلها أهداف محتملة. يمكن مهاجمة بعض هذه المواقع بصواريخ إيرانية، وفي حالات أخرى، يمكن لوكلاء إيران أخذ زمام المبادرة – سواء الحوثيين في اليمن أو الميليشيات الشيعية في العراق. وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرات سفر للمواطنين الأمريكيين في إسرائيل، ودعت السفارتان في العراق ولبنان إلى مغادرة جميع الموظفين الأمريكيين غير الأساسيين.
التهديد الأكثر خطورة يكمن في العراق عبر الشبكة المحيطة بكتائب حزب الله، وهي جماعة ميليشيا شيعية مدعومة من إيران هاجمت القواعد الأمريكية في السنوات الأخيرة ويمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى. أصدر الأمين العام لكتائب حزب الله، أبو حسين الحميداوي، بيانًا الأسبوع الماضي حذر فيه: “إذا تدخلت أمريكا في الحرب، فسوف نتحرك مباشرة ضد مصالحها وقواعدها المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة دون تردد”.
يمكن أن تجد دول الخليج الأخرى نفسها أيضًا في مرمى نيران إيران، كما حدث في سبتمبر/أيلول 2019، عندما قامت الجماعات الحوثية، وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بإطلاق طائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية. وتعرضت ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة للهجوم قبل بضعة أشهر من تلك الضربات. واليوم، هناك احتمال واضح بأن تسعى إيران ووكلاؤها إلى إحداث فوضى في خليج عمان ومضيق هرمز، بما في ذلك عن طريق نشر ألغام بحرية، كما فعلوا من قبل. من شأن الهجمات على الناقلات والشحن التجاري أن تعرقل عبور الطاقة العالمي وتزعزع استقرار الأسواق العالمية.
على مدى الأشهر العشرين الماضية، تعرضت المجموعات في محور المقاومة، وهو ائتلاف فضفاض من الوكلاء المدعومين من إيران، لضعف كبير بسبب الهجمات الإسرائيلية – بما في ذلك ميليشيا حزب الله اللبنانية المخيفة، التي تحتفظ بوجود عالمي من الخلايا الإرهابية. لكنها لا تزال تحتفظ ببعض القدرة العسكرية خارج المنطقة. والآن بعد أن انخرطت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع مع إيران، يمكن لطهران تفعيل هذه الشبكة لتنفيذ هجمات في الغرب.
شن حزب الله في الماضي هجمات ضد أهداف في أمريكا اللاتينية وأوروبا، جزئيًا انتقامًا لهجمات على أفراده، وأيضًا لتعزيز المصالح الإيرانية. في أوائل التسعينيات، أدت تفجيرات حزب الله للمؤسسات الإسرائيلية واليهودية في الأرجنتين إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات. كما أدى تفجير حافلة في بورغاس ببلغاريا عام 2012، وهو أيضًا هجوم لحزب الله، إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين. قامت إيران ووكلاؤها بعمليات مراقبة ضد أهداف يهودية في قبرص والهند ونيجيريا.
في السنوات الأخيرة، تم اعتقال عناصر من حزب الله في الولايات المتحدة. في عام 2017، تم اعتقال رجلين وتوجيه تهم إليهما بإجراء مراقبة لأهداف محتملة لحزب الله في البلاد، بما في ذلك المنشآت العسكرية ومنشآت إنفاذ القانون في مدينة نيويورك. في مايو/أيار 2023، حُكم على أحد سكان نيوجيرسي بالسجن 12 عامًا لتلقيه تدريبًا عسكريًا من حزب الله أثناء استكشافه قائمة طويلة من الأهداف المحتملة، بما في ذلك تمثال الحرية، ومركز روكفلر، وتايمز سكوير، ومبنى إمباير ستيت، والعديد من عناصر البنية التحتية للنقل، ومقر الأمم المتحدة. لم تنفذ الجماعة هجومًا ناجحًا في الولايات المتحدة. لكن إيران تورطت في عدة محاولات اغتيال ضد مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في مجال الأمن القومي على مر السنين، بمن فيهم جون بولتون ومايك بومبيو والرئيس ترامب.
على الرغم من التهديد الأقل نسبيًا بهجوم إرهابي داخلي، خصص مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، كاش باتيل، المزيد من الموارد لمراقبة احتمال وجود “خلايا نائمة داخلية” مرتبطة بحزب الله في الأيام الأخيرة.
في العمليات التقليدية، تتفوق الولايات المتحدة وإسرائيل عسكريًا على إيران. اخترقت المخابرات الإسرائيلية البلاد بشكل شامل، كما يتضح من الاغتيالات المستهدفة لعلماء نوويين إيرانيين وقادة الحرس الثوري الإسلامي وغيرهم من الأعضاء رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية.
تعكس العمليات غير المتماثلة والهجمات الإرهابية ميزة إيران النسبية، التي تعود إلى هجوم عام 1983 على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في لبنان، عندما قتلت منظمة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران 241 جنديًا أمريكيًا باستخدام قنبلة محمولة على مركبة. كان تفجير أبراج الخُبر عام 1996 في المملكة العربية السعودية، الذي نُسب إلى إيران، والذي أصاب قاعدة عسكرية أمريكية، مما أسفر عن مقتل 19 جنديًا أمريكيًا وإصابة ما يقرب من 500 شخص آخرين، تذكيرًا بأن طهران يمكنها استخدام الخلايا النائمة في البلدان الأجنبية لتنفيذ هجمات معقدة، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الانتحارية. توفر إيران أيضًا ملاذًا آمنًا وملجأ لزعماء القاعدة الكبار، بمن فيهم الزعيم الفعلي الحالي للجماعة، سيف العدل.
خلال فترة ولاية السيد ترامب الأولى، أذن بقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، قاسم سليماني. وتكشف رد إيران على مدى شهور، بما في ذلك استهداف القوات الأمريكية في القواعد في العراق.
بعد هجوم القصف الليلة الماضية، قد تشعر إيران بأنها مجبرة على الرد فورًا وبقوة. سيحتاج المسؤولون العسكريون الأمريكيون في الخارج وأفراد إنفاذ القانون في الداخل إلى البقاء في حالة تأهب قصوى، واتخاذ تدابير دفاعية، وتكثيف موارد مكافحة الإرهاب للتحضير لمجموعة من الإجراءات الإيرانية المحتملة.
السيد كلارك هو مدير الأبحاث في مجموعة صوفان، وهي شركة استشارية في مجال الاستخبارات والأمن مقرها مدينة نيويورك.
المصدر: نيويورك تايمز
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...