قيمة السماحة في الإسلام .. على جمعة يعدد فوائدها
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الدين الإسلامي دينُ سَمَاحٍ وسهولةٍ ويُسر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: قيل لرسول الله: أيُّ الأديان أحبُّ إلى الله؟ قال: «الحنيفية السمحة» [رواه أحمد].
وأضاف علي جمعة، في تصريح له، أن الإمام الشافعي استنبط من هذا الحديث قاعدةً أصولية مفادها: أن المشقة تجلب التيسير، وإذا ضاق الأمر اتسع.
وقد أمر رسولنا الكريم المسلمَ أن يكون سمحًا متسامحًا، حتى يُسْمَح له من الله تعالى، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: «اسمح يُسمح لك».[رواه أحمد] قال الحافظ المناوي في شرحه لهذا الحديث (اسمح يُسْمَحْ لك): (أسمح) أمر من السماح. (يسمح لك) بالبناء للمفعول. والفاعل الله : أي عامل الخلق الذين هم عيال الله وعبيده بالمسامحة والمساهلة يعاملك سيدهم بمثله في الدنيا والآخرة.
وفي الإنجيل : "إن غفرتم للناس خطاياهم، غفر لكم أبوكم السماوي خطاياكم، وإن لم تغفروا للناس خطاياهم، لم يغفر لكم، وفيه: لا تحبوا الحكم على أحد لئلا يحكم عليكم ، اغفروا يغفر لكم ، أعطوا تعطوا".
السماحة في المعاملةوقال بعض الحكماء : "أحسِنْ إن أحببت أن يُحسَن إليك، ومن قلَّ وفاؤه كثر أعداؤه"، وهذا من الإحسان المأمور به في القرآن، المتعلق بالمعاملات، وهو حث على المساهلة في المعاملة، وحسن ، وهو من سخاوة الطبع وحقارة الدنيا في القلب ، فمن لم يجده من طبعه فليتخلق به؛ فعسى أن يسمح له الحق بما قصر فيه من طاعته، وعسر عليه في الانقياد إليه في معاملته إذا أوقفه بين يديه لمحاسبته.[فيض القدير].
وتابع علي جمعة: وقد أخبرنا رسولنا المصطفى أنه الأمة كلها مبعوثة من ربها، وأن الله ابتعث هذه الأمة للتيسير على عباده، وليس للتعسير عليهم، فعن أبي هريرة قال قام أعرابى فبال في المسجد فتناوله الناس، فقال لهم النبي «..... فإنَّمَا بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَم تُبعَثُوا مُعَسِّرِينَ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الدكتور علي جمعة السماحة المعاملة التسامح علی جمعة
إقرأ أيضاً:
هشام عبد العزيز: الإسلام رسالة أخلاق وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
أكد الدكتور هشام عبد العزيز، من علماء وزارة الأوقاف، أن الإسلام دين الأخلاق أولًا وقبل كل شيء، وأن رسالة النبي محمد كانت في جوهرها رسالة رحمة للناس كافة، كما قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين."
وأوضح عبد العزيز، خلال تصريح تليفزيوني، أن المسلم ينبغي أن يكون مرآة مشرقة للإسلام في كل معاملاته، وأن يتحلى بخلق الرحمة، والصدق، والأمانة، والإخلاص، والمحبة، والوفاء، مشددًا على أن العبادات في الإسلام لم تُشرَع لمجرد الأداء الشكلي، بل لتهذيب النفس وتنظيم العلاقات بين الناس، كما قال تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر".
وأشار إلى أن العبادات كالصلاة والصوم والحج هدفها الأخلاقي الأول هو تحسين السلوك الإنساني، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ عن الحج: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه."
ودعا الدكتور هشام عبد العزيز المسلمين إلى التحلي بالأخلاق النبيلة حتى لو كانت بعيدة عن طبعهم الأصلي، قائلاً: "حتى لو ما عنديش خُلق الكرم، أتعمد أكون كريم، مش بالمال بس، بالقول والعمل ومساعدة الناس".
وأكد أن النبي ﷺ حين سئل عن أحب الناس إلى الله قال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، وأن أحب الأعمال إلى الله ليست فقط العبادات الفردية، وإنما "سرور تدخله على مسلم"، لافتًا إلى أن الإسلام دين حياة وعمارة وأخلاق، لا يقتصر على المسجد، بل يمتد إلى كل أوجه الحياة اليومية.