من العمق السوري.. إسرائيل تعلن عن استعادة رفات جندي إسرائيلي قُتل عام 1982 في لبنان
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
أعلنت إسرائيل عن استعادة رفات جندي إسرائيلي قُتل خلال اجتياح لبنان عام 1982، عبر عملية سرية نفذها الموساد والجيش الإسرائيلي من العمق السوري. تأتي هذه العملية بعد عقود من الجهود الاستخبارية لتحديد مكان الرفات وتأمينه. اعلان
أعلنت إسرائيل، الأحد، عن استعادة رفات جندي قتل في لبنان خلال اجتياح عام 1982، في عملية وصفتها بـ"الخاصة"، نفذها كل من الموساد والجيش الإسرائيلي.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه، أن "عملية خاصة من قبل جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) والجيش، أعادت إلى الوطن رفات تسفيكا فيلدمان الذي سقط في معركة بلدة السلطان يعقوب في يونيو/حزيران 1982"، التي تقع في منطقة البقاع شرق لبنان، وكانت مسرحًا لقتال بين القوات الإسرائيلية والسورية خلال تلك الفترة.
وقال الجيش الإسرائيلي والموساد في بيان مشترك: "في عملية خاصة بقيادة الجيش والموساد تم العثور على جثمان المساعد تسفيكا فلدمان المرحوم في العمق السوري وتم جلبه إلى إسرائيل".
وأضاف البيان أن الجثمان خضع للفحص الجيني في المركز المختص التابع للحاخامية العسكرية، ومن ثم تم إبلاغ عائلة الجندي بإشراف مباشر من رئيس الوزراء.
ووصفت المؤسسة الأمنية العملية بأنها "مثمرة وشاملة"، وتأتي نتيجة لجهود استخبارية وعملياتية استمرت أكثر من أربعين عامًا، بالتنسيق بين عدد من الأجهزة والأطر داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بما فيها منسق شؤون الأسرى والمفقودين، والموساد، وهيئة الاستخبارات العسكرية، والشاباك.
وأشار البيان إلى أن هذه العملية تشبه عملية سابقة أُعيد خلالها رفات الجندي زخاريا باوميل في عام 2019، بعد جهود متواصلة لجمع وتحليل المعلومات الاستخبارية حول مكان وجود الجثمان.
Relatedرهينة سابقة لدى حماس تتهم مدربًا إسرائيليًا باغتصابها في منزلهامقتل جندييْن إسرائيليين وإصابة أربعة آخرين في انفجار داخل نفق في رفحمن هو إيلي كوهين؟ الجاسوس الذي أعدمه النظام السوري وإسرائيل تسعى لاستعادة رفاته بعد 55 عامًاوأكد المتحدث باسم المؤسسة الأمنية أن "الدائرة قد أُغلقت"، مؤكدًا استمرار العمل حتى إعادة جميع المفقودين والأسرى، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، إلى موطنهم إسرائيل.
من جانبها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن النظام السوري الجديد لم يكن له دور في تسهيل استعادة الرفات، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة العملية أو كيف تم التعرف على مكان الجثمان.
ونقلت عن مصادر قولهم، إن عمليات استعادة رفات فيلدمان بدأت خلال حكم الأسد.
أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، فقد وصف إعادة الرفات بأنها "إغلاق دائرة مهمة"، ودعا الحكومة إلى عدم الانتظار 42 عامًا كما حصل مع فلدمان، لاستعادة الجنود المحتجزين حاليًا في قطاع غزة.
من هو تسفيكا فيلدمان؟تسفيكا فيلدمان كان جنديًا إسرائيليًا برتبة "مساعد"، قُتل خلال معركة السلطان يعقوب التي وقعت في البقاع اللبناني عام 1982، ضمن الحرب اللبنانية الأولى. كان فيلدمان واحدًا من ثلاثة جنود إسرائيليين قُتلوا في تلك المعركة الضارية، إلى جانب زكاريا باوميل ويهودا كاتس.
وتعد معركة السلطان يعقوب واحدة من المعارك الشهيرة التي خاضتها الفصائل الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي خلال اجتياح لبنان، وأدت إلى مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا وإصابة نحو 30 آخرين، بالإضافة إلى أسر رفات عدد من الجنود، من بينهم فيلدمان.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة مجاعة إيران روسيا السعودية محادثات مفاوضات غزة مجاعة إيران روسيا السعودية محادثات مفاوضات سوريا إسرائيل بنيامين نتنياهو جندي جنود لبنان غزة مجاعة إيران روسيا السعودية محادثات مفاوضات إسرائيل باكستان فرنسا كشمير دونالد ترامب أطفال الجیش الإسرائیلی استعادة رفات عام 1982
إقرأ أيضاً:
استعادة رفات جندي إسرائيلي من سوريا.. هل تمت بعلم النظام؟
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، عن استعادة رفات الجندي تسفيكا فيلدمان، الذي قُتل في عملية عرفت باسم "معركة السلطان يعقوب" خلال اجتياح لبنان عام 1982.
واستطاع الاحتلال عبر "عملية خاصة" نفذها جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، استعادة الرفات دون الكشف عن تفاصيل العملية أو الجهات التي شاركت بها بشكل مباشر.
وأكد بيان مشترك لجيش الاحتلال الإسرائيلي والموساد أن الجثمان تم العثور عليه "في العمق السوري"، في عملية وُصفت بـ"الخاصة والمعقدة"، بينما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن النظام السوري لم يشارك في العملية، ما يشير إلى احتمالية تنفيذها دون تنسيق رسمي مع دمشق.
????دعسته المقاومة قبل اربعين عاماً في حرب #لبنان الاولى 1982.
النتن ياهو: تم العثور على جثـ..مان الجندي "تسفي فيلدمان" في الأراضي السورية.
مهزلة الاراضي السورية. pic.twitter.com/TC7NGeRyOh — Jirah (@jirah_2) May 11, 2025
المعارضة ترحب
واعتبر رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إعادة جثمان فيلدمان "إغلاقًا لدائرة مؤلمة"، لكنه حذّر من تكرار سيناريو الانتظار لعقود لاستعادة الجنود، في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة منذ عام 2014. ودعا إلى تحرك حكومي عاجل لإعادتهم قبل أن "يُطوى ملفهم بالنسيان".
החזרת גופתו של צבי פלדמן היא סגירת מעגל חשובה. עלינו לפעול במהירות ובדחיפות להשבת כל בנינו ובנותינו המצויים בשבי. אסור לחכות 43 שנים כדי להחזיר אותם. אסור לחכות עוד דקה. — יאיר לפיד - Yair Lapid (@yairlapid) May 11, 2025
ما هي معركة السلطان يعقوب؟
ويعود تاريخ معركة السلطان يعقوب، التي وقعت في حزيران/يونيو 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث اشتبكت القوات الإسرائيلية مع الجيش السوري ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة البقاع شرق لبنان. وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي في تلك المعركة خسائر فادحة، شملت مقتل 20 جندياً وفقدان ستة آخرين، بينهم فيلدمان.
ووفق شهادات سورية، نُفذ الكمين بتخطيط دقيق من القوات السورية بقيادة العميد علي حبيب، وأسفر عن تدمير وإغتنام عدد من الدبابات الإسرائيلية. وقد وصفت الإدارة السياسية في الجيش السوري المعركة بأنها شكلت "منعطفاً تاريخياً" في التصدي للهيمنة الإسرائيلية على لبنان وسوريا.
عملية الموساد تفتح ملفات عالقة منذ أربعين عاماً في سوريا ولبنان
مع إعلان الجيش الإسرائيلي استعادة رفات أحد جنوده من سوريا، يُفتح ملف "المعركة الضارية" التي فقدت فيها إسرائيل أثر خمسة من جنودها، في سهل البقاع في لبنان، قبل 43 عاماً.
وعرفت بـ معركة السلطان يعقوب، التي تسببت بـ… pic.twitter.com/bMnnuCQpc0 — BBC News عربي (@BBCArabic) May 11, 2025
دور الجبهة الشعبية في العملية
وفق تقارير متعددة، شارك مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في معركة السلطان يعقوب إلى جانب القوات السورية، وأسهموا في أسر ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا ضمن طاقم دبابة. ويُعتقد أن جثمان فيلدمان ظل في إحدى مناطق سيطرة الفصائل الفلسطينية بالداخل السوري أو الحلفاء السوريين، ما يفسر مساعي تل أبيب الطويلة لاستعادته.
وفي عام 2019، استعاد الاحتلال الإسرائيلي عبر وساطة روسية جثمان الجندي زخريا باومل، الذي كان مفقوداً في المعركة ذاتها، بعد انتشاله من مقبرة في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، حين كان تحت سيطرة فصائل فلسطينية تتقدمها الجبهة الشعبية – القيادة العامة.
وقد أثارت هذه القضية حينها جدلاً واسعًا حول التنسيق الروسي-الإسرائيلي ومدى معرفة دمشق بالأمر.
توقيف طلال ناجي
في سياق متصل، أفادت مصادر لبنانية بأن السلطات السورية أوقفت مؤقتًا الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي الأسبوع الماضي، قبل أن تُفرج عنه بعد جلسة استجواب مطوّلة.
ولم تتضح خلفيات التوقيف، إلا أن توقيته – بعد أيام من استعادة رفات فيلدمان – يطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت دمشق تحاول الحصول منه على معلومات تتعلق برفات الجندي الإسرائيلي.
يذكر أن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" كانت من أبرز الفصائل الفلسطينية المقرّبة من نظام المخلوع بشار الأسد، وقد لعبت دوراً محورياً في محاصرة واستهداف عدد من المخيمات الفلسطينية في سوريا، وعلى رأسها مخيم اليرموك، وذلك خلال السنوات الأولى من الثورة السورية التي اندلعت في آذار/مارس عام 2011.
قرأت خبرًا متداولًا على تويتر يفيد بأن اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي، كان السبب في تمكّن إسرائيل من العثور على جثة الجندي الإسرائيلي.
لفت الخبر انتباهي وفكّرت بنشره، لكن كعادتي، أحاول دائمًا التحقق من صحة المعلومة قدر المستطاع.
أشارككم هنا ما… pic.twitter.com/UHxve92JiO — Tamer | تامر (@tamerqdh) May 11, 2025
الاتصالات الإسرائيلية السورية
وتزامنت العملية الأخيرة مع تقارير عن وساطة إماراتية لتقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب على المستوى الأمني، إذ ذكرت وكالة "رويترز" أن محادثات غير علنية جرت بين الطرفين تناولت "قضايا استخباراتية حساسة".
ونُقل عن مصادر دبلوماسية أن هذه الاتصالات بدأت عقب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات في نيسان/أبريل الماضي، وشملت لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين سابقين، وسط مساعٍ لبناء قنوات اتصال تحت غطاء الوساطة الخليجية.
وهو ما أكده الرئيس السوري أثناء زيارته إلى فرنسا٬ حيث قال إن بلاده منخرطة في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي عبر وسطاء إقليميين، بهدف تهدئة التوترات ومنع تدهور الأوضاع إلى مواجهات أوسع.
ووصف الشرع التحركات الإسرائيلية في المنطقة بـ"العشوائية"، مطالباً تل أبيب بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية. جاءت تصريحات الشرع خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، في أول زيارة رسمية له إلى أوروبا منذ تسلمه مهام منصبه.
لا يوجد تعاون مع الاحتلال
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي السوري٬ أحمد كامل٬ فلا يوجد تعاون أو لقاءات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي٬ ووصف كامل في حديثه لـ "عربي21" العلاقة بين المحتل والنظام السوري الجديد٬ كما هي العلاقة ما بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي٬ وهي على شاكلة تبادل الرسائل عبر وسطاء وليس اتصال مباشر.
وأكد أن "لقاءات مباشرة مع المحتل لا يوجد٬ واتصالات مباشرة لا يوجد٬ واعتراف مباشر لا يوجد"، موضحا أن "أخذ الرفات كان كما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية خاصة٬ لا يعلم النظام السوري الجديد عنها شئ".
وقال إن كل ما يريده "العهد السوري الجديد هو اتقاء شر الاحتلال الإسرائيلي بكل الأساليب الممكنة٬ من دون التنازل عن المبادئ أو إيذاء أخوتنا في فلسطين المحتلة".