حلم ضرب منشآت إيران النووية يراود إسرائيل.. التوتر يتصاعد بين ترامب ونتنياهو
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، كان نتنياهو يأمل بالحصول على دعم أميركي مباشر لأي هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. لكنه فوجئ بإعلان ترامب نيته بدء محادثات مع طهران. اعلان
عندما عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدا وكأنه ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسيران على الخط ذاته في ما يخص أبرز القضايا الملتهبة في المنطقة: الحرب في غزة، ومواجهة إيران.
لكن هذا الانسجام لم يصمد طويلاً. فبحسب مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين في الشرق الأوسط ومطلعين آخرين تحدّثوا إلى شبكة "ABC News"، تشهد العلاقة بين ترامب ونتنياهو توترًا متزايدًا مع اختلاف وجهات نظرهما بشأن كيفية التعامل مع التحديات الجديدة، لا سيما بعد تراجع قوة حماس وتضرر إيران.
فبينما يرى نتنياهو أن اللحظة مواتية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، يفضّل ترامب اغتنام الفرصة لعقد صفقة تحد من قدرات إيران النووية دون اللجوء إلى المواجهة المباشرة. وفي حين تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في غزة، يدفع ترامب نحو وقف إطلاق النار، ويخطط لما بعد الحرب، حيث يسعى لتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".
وعندما أوقف ترامب الحملة الأميركية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، بعد موافقتهم على وقف الهجمات على السفن الأميركية في البحر الأحمر، تفاجأ نتنياهو وغضب بشدة، خصوصًا أن الحوثيين كانوا قد أطلقوا صاروخًا سقط بالقرب من مطار بن غوريون في تل أبيب.
صفقة إيران: نقطة الخلاف الكبرىلكن الخلاف الأبرز بين الزعيمين يتمحور حول إيران. فنتنياهو ممتعض منذ أسابيع من رفض ترامب توجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية، وتوجهه بدلًا من ذلك إلى فتح قنوات تفاوض مباشرة مع طهران. ويؤكد الإسرائيليون أن أي اتفاق يتيح لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم — حتى لأغراض مدنية — مرفوض تمامًا، بينما عبّر ترامب عن انفتاحه على فكرة برنامج نووي مدني إيراني.
وقد نقل مستشار نتنياهو رون ديرمر هذا القلق بوضوح إلى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال اجتماع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، بحسب المصادر الأميركية.
Relatedترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تبلغ المفاوضات النووية خواتيم إيجابية؟إيران تكشف عن صاروخ جديد بعيد المدى وسط توترات مع الولايات المتحدةوما زاد من تعقيد العلاقة، إعلان ترامب، علنًا، أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية ضمن الاتفاق المحتمل. تصريح اعتبره نتنياهو بمثابة صفعة، كما تقول المصادر.
وبينما تراهن إسرائيل على ضعف إيران الاقتصادي وتراجع وكلائها في المنطقة لشن ضربة مباغتة، ترى إدارة ترامب أن التسوية الدبلوماسية أكثر جدوى، وتحذّر من أن الخيار العسكري الآن قد يجهض جهود إعادة إعمار غزة ويزيد من التوتر الإقليمي.
تحالف قوي… ولكن بشروطرغم هذه الخلافات، يواصل البيت الأبيض التأكيد على متانة العلاقة مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت للوكالة الأميركية: "لم تعرف إسرائيل صديقًا أفضل من الرئيس ترامب"، مضيفًا أن واشنطن "تعمل عن كثب مع حليفها لضمان تحرير جميع الرهائن في غزة، ومنع إيران من حيازة سلاح نووي، وتعزيز أمن الشرق الأوسط".
لكن وراء الكواليس، لا يبدو أن التنسيق على ما يرام. فقد فاجأ ترامب نتنياهو مجددًا عندما أعلن إنهاء العمليات الأميركية ضد الحوثيين دون تنسيق مسبق، على الرغم من التصعيد الحوثي ضد إسرائيل.
وخلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، كان نتنياهو يأمل بالحصول على دعم أميركي مباشر لأي هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. لكنه فوجئ بإعلان ترامب نيته بدء محادثات مع طهران.
ويعتقد نتنياهو، بحسب مصادر مطلعة للوكالة، أن التفاوض مع إيران مجرد مضيعة للوقت، لأن طهران "لا تفي بوعودها أبدًا"، فيما يرى أن الفرصة المتاحة لتوجيه ضربة استراتيجية قد لا تتكرر، خصوصًا بعدما أضعفت إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية في أكتوبر الماضي. ومع بدء طهران إعادة بناء تلك القدرات، يزداد قلق تل أبيب من ضياع هذه النافذة.
موقف الجمهوريين وتحفّظ نتنياهووفي الكونغرس، أعلن السيناتوران الجمهوريان توم كوتون وليندسي غراهام أن الاتفاق المقبول الوحيد مع إيران هو ذلك الذي يمنعها تمامًا من تخصيب اليورانيوم. ودعوا ترامب إلى عرض أي اتفاق نووي محتمل على مجلس الشيوخ للتصديق عليه، وهو ما يتطلب غالبية الثلثين.
وعلى غرار الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما عام 2015 دون تصديق مجلس الشيوخ، يمكن لترامب توقيع اتفاق جديد دون المرور بالإجراءات التشريعية المعقدة، ما يمنحه هامش تحرك أوسع، لكنه يثير قلق إسرائيل.
Relatedمتحدثًا عن اغتيال نصر الله ومستقبل حماس في غزة.. نتنياهو: سندمر المفاعلات النووية الإيرانية"لا يحب الظهور كشخص يتم التلاعب به".. ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهولكن، ورغم هذه التحفظات، لا يبدو أن نتنياهو يملك حاليًا القدرة السياسية أو الشعبية لمواجهة ترامب بشكل علني. فشعبية الرئيس الأميركي بين أنصار نتنياهو في إسرائيل لا تزال مرتفعة، ما يجبر الأخير على التعامل بحذر.
يأتي هذا التوتر بينما يستعد ترامب لزيارة جديدة إلى الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، لكن اللافت أنه لن يزور إسرائيل هذه المرة، رغم أهميتها في السياسة الخارجية الأميركية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة مجاعة إيران إسرائيل روسيا السعودية غزة مجاعة إيران إسرائيل روسيا السعودية إيران دونالد ترامب بنيامين نتنياهو غزة مجاعة إيران إسرائيل روسيا السعودية محادثات مفاوضات باكستان الاتحاد الأوروبي فرنسا دونالد ترامب أطفال النوویة الإیرانیة الشرق الأوسط فی غزة
إقرأ أيضاً:
تضارب بين البنتاجون ووكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن نتائج قصف منشآت إيران النووية
شهدت الإدارة الأمريكية حالة من التباين في التقديرات الرسمية بشأن نتائج الغارات الجوية التي أمر بها الرئيس السابق دونالد ترامب ضد منشآت نووية إيرانية، في عملية وُصفت بالأوسع نطاقًا منذ سنوات، وأثارت جدلًا سياسيًا وأمنيًا واسعًا داخل المؤسسات الأمريكية.
CIA: البرنامج النووي الإيراني تعرض لضرر بالغ وعدة منشآت دُمرت بالكاملأعلن جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، أن الوكالة تمتلك معلومات استخباراتية موثوقة تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني قد "تضرر بشدة" بفعل القصف الجوي الأمريكي، وأن "العديد من المواقع الرئيسية تم تدميرها"، مشيرًا إلى أن هذه الأضرار ستتطلب سنوات لإعادة البناء.
إيران تفتح المجال الجوي للنصف الشرقي من البلاد للرحلات الداخلية والدولية عاجل- ترامب يصف New York Times وCNN وNBC بـ“القمامة والحثالة” بعد تقارير تأكيد عدم تدمير نووي إيرانوأكد راتكليف عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه المعلومات تم جمعها من "مصدر/طريقة موثوقة ودقيقة تاريخيًا"، موضحًا أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام من تقييمات أخرى أقل تأثيرًا غير دقيق، ويعتمد على تقارير "غير قانونية" أو "ناقصة".
البنتاجون: تأثير الضربات مؤقت.. وتأخير البرنامج الإيراني لبضعة أشهر فقط
في المقابل، أصدرت وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقييمًا أوليًا مخالفًا، ذكرت فيه أن الضربات الجوية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية قد أخرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وهو تأثير أقل بكثير مما أعلنه ترامب عقب تنفيذ العملية.
وأشار التقييم إلى أن الأضرار لم تكن كافية لتعطيل البرنامج بشكل دائم، وأن إيران لا تزال تحتفظ ببعض مكونات البرنامج الأساسية، بما في ذلك أجزاء من أجهزة الطرد المركزي، التي لم يتم تدميرها أو حتى رصدها في المواقع المستهدفة.
ترامب يرفض تقييم البنتاجون.. ويصر على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكاملوقبل صدور بيان راتكليف، هاجم الرئيس السابق دونالد ترامب تقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية ووصفه بأنه "ضعيف الثقة" وغير حاسم، مؤكدًا أن جميع المنشآت النووية الإيرانية قد تم تدميرها، مشددًا على أن العملية "أجهزت بالكامل على البرنامج النووي لطهران".
كما أدان ترامب ونواب جمهوريون مقربون منه تسريب تقارير البنتاجون لوسائل الإعلام، متهمينها بـ "تقويض الموقف الأمريكي وتشويه إنجازات العملية العسكرية".
الديمقراطيون: البيت الأبيض يضخم النتائج والحقائق لم تُحسم بعد
وفي سياق متصل، وجه نواب الحزب الديمقراطي في الكونغرس انتقادات شديدة للرئيس السابق ترامب، متهمين إدارته بـ المبالغة في تقدير نتائج الضربات العسكرية بهدف تحقيق مكاسب سياسية، وسط غياب تقييم دقيق ونهائي لما تم إنجازه فعليًا على الأرض.
وأشار النواب إلى أن التقارير الاستخباراتية لا تزال غير مكتملة، وأن هناك أسئلة مفتوحة حول مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب ومدى الضرر الفعلي لأجهزة الطرد المركزي الحديثة التي لم يُعثر عليها في المواقع التي تعرضت للقصف.
تولسي جابارد تدعم تقييم CIA وتشير إلى دمار واسع النطاقمن جانبها، أكدت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، في وقت سابق من اليوم، صحة تقييم وكالة الاستخبارات المركزية، مشيرة إلى أن معلومات موثقة تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار كبيرة، تتطلب سنوات لإعادة تأهيله.
وأوضحت أن التحليلات المستندة إلى صور الأقمار الصناعية، وشهادات ميدانية، تشير إلى أن عدة منشآت أساسية خرجت عن الخدمة بالكامل، ما سيؤثر على قدرة إيران على استئناف التخصيب في المستقبل القريب.