شيخة الجابري تكتب: العالم على صفيح ساخن
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
بدأ الطقسُ يتغير، والفصول تتحور، نحن الآن في فصل الصيف القيض يعني بلهجتنا وبالفصيح كذلك، فلهجة أهل الإمارات يعود جذر الكثير منها إلى اللغة العربية الفصيحة، في بعض البقع من العالم مازال الربيع يرسل أشعة شمسه الدافئة كل صباح، وفي بقع أخرى يترك الصقيع آثاره في مناطق عديدة، وحدها سخونة الأجواء السياسية والاقتصادية على مستوى العالم ملتهبة، ويبدو أن علاجها يحتاج عصاً سحرية ليس شرطاً أن تكون عصا الرئيس ترامب.
ذلك أن العصا التي يحملها يحركها وفق مواقفه السياسية التي ترتبط مباشرة بالسياسة الأميركية، ولا تعود كما يفسرها بعض المحللين إلى مزاج الرئيس الذي في لحظة واحدة يُعلن انطفاء فتيل حرب، كما حدث مع الهجمات الأميركية على المواقع الحوثية، وكما حدث كذلك مع الهند وباكستان في اليوم التالي الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي وقف التصعيد بين البلدين.
في الجانب الآخر من ضفاف هذا العالم هناك حربٌ لفظية خارج بعضها عن حدود الأدب واللياقة، يشنها مأجورون وفارغون وبيّاعو كلام وصيادو مواقف، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تعد تردع من يتجاوز الأخلاقيات، بل إن ما يحدث هناك يعتبر سوقاً مفتوحة لمن أراد أن يحقق الأرباح على حساب العلاقات الإنسانية وحتى الرسمية.
إن ما نشهده من تحول أخلاقي وعداوات من شعوب تجاه شعوب أخرى، ومن تجاوزات لمنشقين عن بلدانهم وممولين من الخارجين يندى له الجبين، فقد هانت بعض الأوطان على أبنائها ممن غُرّر بهم من الحاقدين والحاسدين ومشعلي الفتن ما ظهر منها وما بطن، مؤسف أنك حينما تذهب إلى تلك المواقع لمتابعة حدث الأخبار والأحوال يصدمك ما يدور من حواراتِ رعاعٍ على منصات «إكس، وتيك توك، وسناب شات، وفيس بوك» هذه المنصات أصبحت مرتعاً للأوبئة والأوباش.
لم تعد الخطوط الحمراء معترفاً بها إلا من بعض نفرٍ ممن رحِمَ ربي ممن يؤمنون بأن الأخلاق عنصر لا يتجزأ من عناصر ديننا القويم، ومبادئنا كعرب ومسلمين، وثوابتنا الأخلاقية الراسخة التي تخلى عنها بعض الذين يتطاولون بسيئ القول، وبغيض السلوك بدعوى أنهم ينافحون عن أوطانهم، وأوطانهم لم تخولهم القيام بذلك، حتى من يهيمون في الشوارع أصبحوا نجوماً على تلك المنصات بما ينشرون من غثِّ القول وقبيحه.
إنه الصفيح الساخن الملتهب الذي لابد من مواجهته ليس بالحكمة فلا أحد هناك في تلك المواقع يؤمن بها، إنهم يحتاجون اتباع طرق جديدة لا أعرف ما هي، لكن لا بد من تصرف يوقف تلك المشاحنات البغيضة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تكتب قصة نجاح في الذكاء الاصطناعي
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي طفرة نوعية تعكس صعود الإمارة إلى مصاف المراكز العالمية للابتكار والتطوير التقني، إذ كشفت بيانات غرفة تجارة وصناعة أبوظبي عن ارتفاع عدد الشركات المتخصصة في هذا القطاع إلى 673 شركة ما بين يونيو 2023 ويونيو 2024، محققًا نمواً سنوياً لافتاً بنسبة 61 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وتم تقدير عدد الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عالمياً بنحو 90.904 شركات حتى العام 2024، وهو ما يُبرز مكانة أبوظبي مركزا بارزا ضمن هذا المشهد المتسارع.
وتُظهر المؤشرات أن أبوظبي تُعد أسرع مراكز النمو في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما ترسّخ موقعها وجهة عالمية رائدة في الابتكار والمشاريع البحثية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وتُرسّخ أبوظبي مكانتها مركزا عالميا في تبني الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات الإستراتيجية، من خلال وضع معايير دولية مدعومة بمنظومة مؤسسات وهيئات رائدة، وتشمل هذه المنظومة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، الذي يتولى صياغة السياسات والإستراتيجيات المتعلقة بالبحث العلمي، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
وتضم المنظومة مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، ومعهد الابتكار التكنولوجي، ومركز "AI71" للحلول التطبيقية، ومنظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي "Hub71"، ومجموعة جي 42 للتكنولوجيا، وشركة سبيس 42 لتكنولوجيا الفضاء، مما يعكس تكامل الجهود نحو بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتقنيات المستقبلية.
وذكرت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن ما يزيد عن 58 بالمئة من شركات الذكاء الاصطناعي في الإمارة تتركز أنشطتها حول الابتكار والبحث والاستشارات، ما يُبرز بيئة أعمال متقدمة تعتمد على المعرفة والبحث العلمي، وتأسست 150 شركة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مدفوعةً بالاستثمارات الإستراتيجية، خلال النصف الأول من العام الجاري ، وتوافر بنية تحتية متطورة، إلى جانب الطلب المتزايد من مختلف القطاعات الحيوية في أبوظبي.
وأكد شامس علي خلفان الظاهري، النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لغرفة أبوظبي، أن قطاع الذكاء الاصطناعي في الإمارة يشهد تحولًا متسارعًا من مرحلة التبني المبكر إلى مرحلة النضج والتطبيق المؤسسي الفعلي، مع تزايد الأنشطة التي ترتكز على البحث العلمي، والاستشارات الإستراتيجية، والحلول المؤسسية المتقدمة.
وأشار إلى أن هذا النمو لا يُقاس بالأرقام فقط، بل يُجسّد مجتمعًا نابضا بالحياة يضم نخبة من رواد الأعمال والعلماء والقادة العالميين الذين يَرون في أبوظبي بيئة مثالية لإطلاق المشاريع التكنولوجية الطموحة، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام".
وأكد على ريادة منظومة الذكاء الاصطناعي في أبوظبي والتي تعكس قوة الشراكة بين الحكومة وقطاع الأعمال، والتكامل بين الخبرات العالمية والمواهب الناشئة، والربط الفعّال بين البحث العلمي والصناعة، موضحا أن الغرفة تلعب دورا محوريا في تعزيز هذه الروابط، وتهيئة بيئة داعمة للابتكار، ليكون معيارًا ثابتًا وليس استثناءً.
وتمثل خارطة الطريق الإستراتيجية الجديدة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي للفترة 2025–2028؛ محورا أساسيا في دفع التحول الاقتصادي، إذ تركز على تعزيز سهولة ممارسة الأعمال، وتطوير السياسات الداعمة، وتعزيز تكامل المنظومة الاقتصادية.
وتضم مجموعة العمل المعنية بدعم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا نخبة من قادة القطاع الذين يسهمون بفاعلية في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، ويُسهم هذا التعاون في منح الإمارة ميزة تنافسية فريدة، ويُرسّخ مكانتها مركزا رياديا للابتكار والمشاريع التكنولوجية المتقدمة.