الفردوسي.. صاحب أطول ملحمة في التاريخ
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
عيسى الغساني
حضارة فارس واحدة من أهم وأقدم الحضارات الإنسانية عبر الأزمان، وعاصر السومريون 2700 قبل الميلاد حضارة العيلاميين في جنوب غرب إيران، لكن المنعطف التاريخي حدث 550 ق.م حين ظهرت الإمبراطورية الأخمينية وقورش الكبير؛ حيث يُعدُّها المؤرخون بداية حضارة فارس بمفهومها الإمبراطوري. ووحد قورش الكبير الشعوب الفارسية والميدية، وأنشأ إمبراطورية امتدت من الهند شرقًا إلى اليونان غربًا.
وتزامنت الفترة الأخمينية مع مدن الدول في اليونان مثل أثينا وإسبرطة ومقدونيا وكذلك مع ممالك "ماجادها" ومع الحضارة المصرية القديمة ومع بابل. ويرى المفكر الإيراني البارز على شريعتي بأنَّ الحضارات تنمو وتتداخل نتيجة الهجرات البشرية فينتقل مركز الحضارة من منطقة إلى أخرى. وفارس في عصرها الذهبي كانت بحق تشكل مركز الحضارة الإنسانية.
ويُعدّ أبو القاسم الفردوسي أحد أعظم شعراء الفارسية، وهو صاحب الملحمة الشعرية الشهيرة "الشاهنامه" (أي كتاب الملوك)، التي تُعد أطول قصيدة ملحمية (تقع في نحو 60 ألف بيت). استطاع الفردوسي من خلال هذه الملحمة أن يحفظ اللغة الفارسية، ويخلّد تاريخ إيران القديم بأسلوب شعري بديع.
وُلِد الفردوسي عام 940م في مدينة طوس، التي كانت جزءًا من خُراسان الكبرى. ومنذ صغره، أبدى اهتمامًا كبيرًا بالأدب والتاريخ، مما دفعه إلى البحث في الروايات التاريخية والأساطير الفارسية القديمة.
بدأ الفردوسي في كتابة الشاهنامه بعد وفاة الشاعر الدقيقي، الذي كان قد بدأ في نظمها لكنه توفي قبل إتمامها. استغرق الفردوسي 30 عامًا في تأليف هذه الملحمة، التي تضم حوالي 60 ألف بيت شعري، وتروي تاريخ إيران منذ العصور القديمة وحتى اضمحلال الإمبراطورية الساسانية.
مقاطع شعرية من الشاهنامه:
"إذا ما ضاقت الأرضُ بالهموم،
فلا تيأس، فالنورُ في القلبِ يدوم،
فمن يسعى بعزمٍ نحو الأمل،
يجدُ الفجرَ في خطاهُ يحوم
مقطع اخر للفردوسي؛ حيث يتحدث عن الشجاعة والمجد:
"إذا ما اشتدَّت الرياحُ في الدروب،
فلا تخشَ، فالنورُ في القلبِ لا يغيب،
فمن يسعى بعزمٍ نحو العُلى،
يجدُ المجدَ في خطاهُ القريب.
ولذا يظل الفردوسي أحد أعظم شعراء العالم؛ حيث استطاع أن يخلّد تاريخ أمته بأسلوب شعري رائع، وأن يحافظ على اللغة الفارسية.
ويُمكن القول إن الشاهنامه ليست مجرد قصيدة؛ بل هي سجل تاريخي وثقافي يعكس عظمة الحضارة الفارسية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أمسيتان في مديريتي صنعاء القديمة والوحدة ابتهاجًا بالمولد النبوي
الثورة نت/..
نظّمت مديرية صنعاء القديمة في أمانة العاصمة اليوم أمسية خطابية ابتهاجًا بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.
وفي الأمسية، أشار رئيس محكمة استئناف أمانة العاصمة القاضي طه عقبة، ووكيل أمانة العاصمة المهندس عبدالفتاح الشرفي، إلى دلالات واهمية الاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم، وإبراز مظاهر الابتهاج، والاعتراف بمِنّة الله العظيمة على المسلمين، والحديث عن أخلاقه وقيمه وسيرته العطرة، وربطها بواقع الأمة اليوم.
وأكّدا أهمية هذه المناسبة الدينية الجليلة، وجعلها محطة تربوية لتعزيز الولاء والمحبة للنبي الكريم، والاقتداء به، والسير على نهجه في مواجهة أعداء الإسلام والأمة، ونصرة غزة والشعب الفلسطيني، مشيدَين بتفاعل ودور أبناء حارتي الزمر وباب شعوب في إقامة هذه الأمسية.
تخللت الأمسية، التي حضرها وكيل أمانة العاصمة علي شريم، ومدير المديرية مهدي عرهب، وقيادات محلية وتنفيذية ووجهاء وعُقّال وجمع من المواطنين، فقرات إنشادية وشعرية عبّرت عن الابتهاج بقدوم المولد النبوي الشريف.
إلى ذلك، أقام أبناء حارة عذبان بحي الصافية الغربية بمديرية الوحدة أمسية ثقافية وخطابية وإنشادية، ابتهاجًا بقدوم ذكرى المولد النبوي
وفي الأمسية، أشار عضو مجلس الشورى جبري إبراهيم،إلى أهمية الالتزام بنهج النبي الكريم – صلوات الله عليه وآله – وصفاته وشمائله وأخلاقه، والاقتداء به، وتجسيد ذلك في مواجهة الأعداء، ونصرة المستضعفين، ورفع الظلم عنهم.
وأوضح أن اليمنيين هم السبّاقون في حب النبي محمد ونصرته، والعمل بمنهجه، والاقتداء بسيرته العطرة، وأن الرهان لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله، ونصرة المستضعفين، هو على أيدي أبناء يمن الإيمان والحكمة، نفس الرحمن.
واستعرض ما يشهده الواقع من أحداث جعلت اليمن رقمًا صعبًا بفضل التولّي الصادق لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
واعتبر مناسبة المولد النبوي محطة مهمة ينبغي أن يقف عندها كل أبناء الأمة لاستلهام الدروس والعبر من سيرة المصطفى – صلوات الله وسلامه عليه – لافتًا إلى أهمية تعظيم النعمة التي أنعم الله بها على الأمة، من خلال الارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى، ورسوله، وآل بيته.
من جهته، أكّد مدير المديرية سامي حُميد أن الاحتفالات بذكرى المولد النبوي تأتي من منطلق الهوية الإيمانية، والتمسّك بالقيم والمبادئ التي جاء بها الرسول الأعظم، وتبيّن مدى ارتباط أبناء اليمن بنبيهم الكريم، متطرّقًا إلى ما تمثله هذه الذكرى العظيمة من دلالات في تجسيد المنهج المحمدي لتغيير واقع الأمة، وإخراجها من حالة الضعف والتبعية.
وجدّد التأكيد على أنه لا خلاص ولا فوز في الدنيا والآخرة إلا باتباع الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والسير على نهجه، والاقتداء به، وتجسيد ذلك واقعًا عمليًا في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار.
وشدّد على أهمية المشاركة الحاشدة في الفعاليات المركزية، احتفاءً بميلاد الرحمة المهداة والسراج المنير، مشيرًا إلى أهمية الاقتداء بسيرة نبي الرحمة، ومعلم البشرية، ومنقذها، والسير على نهجه، والاهتداء بهديه، واستلهام الدروس والعبر من سيرته العطرة.
وتخللت الأمسية، التي حضرها رئيس جمعية الوحدة التعاونية متعددة الأغراض محمد النمر، وقيادات محلية وتنفيذية ومشايخ وعُقّال ووجهاء وشخصيات اجتماعية وجموع من المواطنين، فقرات إنشادية وشعرية، وموشحات، وابتهالات، ومسرحيات، ورقصات شعبية، ومسابقات للأطفال، وفقرات تكريمية، إلى جانب عدد من الكلمات التي عبّرت عن عظمة المناسبة، وفضائل إحيائها، والاحتفاء بها.