آخرها عيدان ألكسندر.. صفقات غير مصير الحرب في قطاع غزة
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
في تطور لافت قد يعيد رسم خريطة الصراع في قطاع غزة، أعلنت حركة "حماس" عن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر بعد مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية، دون إشراك إسرائيل في تفاصيل الصفقة.
خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعادًا سياسية تتجاوز الإطار الإنساني، وترسم مسارًا جديدًا في التعامل مع الحرب الدائرة في القطاع منذ أكتوبر 2023.
عيدان ألكسندر: الجندي المزدوج الجنسية
عيدان ألكسندر، جندي في الجيش الإسرائيلي ويحمل الجنسية الأمريكية، أُسر خلال العمليات العسكرية في غزة. وفي أبريل 2025، بثّت كتائب القسام تسجيلًا مصورًا له، تحدث فيه عن شعوره بالتخلي من جانب الحكومة الإسرائيلية، متهمًا تل أبيب بعرقلة جهود تبادل الأسرى ومعبّرًا عن يأسه من العودة حيًّا.
تفاصيل الصفقة ومسار التفاوض
حسب بيان "حماس"، فإن الإفراج عن ألكسندر تم كـ "بادرة حسن نية" تجاه الولايات المتحدة، في أعقاب مفاوضات مباشرة مع واشنطن بعيدًا عن القنوات الإسرائيلية التقليدية.
وقد تم تسليمه إلى الصليب الأحمر الدولي في نقطة لم يُعلن عنها، في إطار صفقة شملت وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة 70 يومًا، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع، وبدء مفاوضات لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
ردود فعل متباينة في تل أبيب وواشنطن
الصفقة أثارت موجة من الجدل في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث شن زعيم المعارضة يائير لابيد هجومًا عنيفًا على حكومة بنيامين نتنياهو، واعتبر أن نجاح حماس في فتح قنوات مباشرة مع واشنطن دون علم إسرائيل يمثل "فشلًا سياسيًا وأمنيًا ذريعًا".
في المقابل، رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن ألكسندر، واصفًا الخطوة بأنها "إيجابية وتمهّد لمفاوضات أكثر عمقًا قد تُفضي إلى تهدئة مستدامة في غزة"، ما يعكس تغيرًا ملحوظًا في طريقة التعاطي الأمريكي مع أطراف الصراع.
دلالات الصفقة وتحول موازين النفوذ
يرى مراقبون أن صفقة ألكسندر تكشف تحولًا جوهريًا في مسار الصراع، حيث نجحت حماس في تجاوز الوساطة الإسرائيلية وأثبتت قدرتها على التفاوض المباشر مع قوة عظمى كواشنطن، مما يمنحها دفعة معنوية ودبلوماسية كبيرة.
كما يُنظر إلى الاتفاق كخطوة أولى نحو صفقة شاملة قد تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وتخفيفًا جزئيًا للحصار المفروض على غزة، رغم مساعي إسرائيل المستمرة لوضع شروط مسبقة قد تعرقل هذا المسار.
صفقات غيرت مصير الحرب
شهدت السنوات الماضية عدة صفقات تبادل أسرى بارزة بين "حماس" وإسرائيل، أبرزها:
صفقة شاليط (2011):
أُفرج خلالها عن الجندي جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 280 محكومًا بالمؤبد، في صفقة تاريخية بوساطة مصرية.
صفقة نوفمبر 2023:
عقب عملية "طوفان الأقصى"، أُفرج عن 50 امرأة وقاصرًا من أسرى حماس مقابل 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، ضمن هدنة مدتها 6 أيام.
صفقة الدوحة (يناير 2025):
تم الاتفاق في العاصمة القطرية على إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 50 فلسطينيًا، إلى جانب ترتيبات مستقبلية لتبادل الجثامين وعودة النازحين الفلسطينيين.
الوساطة المصرية: دور محوري مستمر
لطالما لعبت مصر دورًا محوريًا في صفقات التبادل، مستفيدة من خبرتها الطويلة في الوساطة بين الطرفين.
واحتضنت القاهرة جولات متكررة من التفاوض، ونسّقت الجهود بين الفصائل الفلسطينية، إسرائيل، والجهات الدولية المعنية.
مرحلة جديدة أم هدنة عابرة؟
تثير صفقة عيدان ألكسندر تساؤلات حول مستقبل الصراع: هل تكون مقدمة لتحولات استراتيجية في العلاقة بين أطراف النزاع؟ أم أنها مجرد "استراحة مؤقتة" في صراع طويل ومعقد؟
رغم غموض المشهد، فإن المؤكد أن قدرة حماس على التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة تضع إسرائيل أمام تحديات جديدة، وتفتح الباب أمام خيارات لم تكن مطروحة سابقًا على طاولة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عيدان ألكسندر حماس اسرائيل الولايات المتحدة غزة صفقة تبادل مفاوضات الاسري الصليب الاحمر وقف اطلاق النار المساعدات الانسانية دونالد ترامب يائير لابيد نتنياهو الحرب على غزة صفقة شاليط طوفان الاقصي صفقة الدوحة الوساطة المصرية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التهدئة الحصار على غزة الكتائب كتائب القسام واشنطن تل أبيب
إقرأ أيضاً:
انتقادات متصاعدة في إسرائيل لخطة نتنياهو
تصاعدت الانتقادات في إسرائيل لخطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– لاحتلال قطاع غزة، وأظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب تماما، في حين أكد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق أن الوقت في صالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وليس العكس.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد تعليقا على مؤتمر صحفي لنتنياهو، اليوم الأحد، استعرض فيه أهداف خطته الجديدة إن "احتلال غزة خطوة تشكل خطرا على إسرائيل وأمنها ولا هدف منها، وبدلا منها يجب إبرام صفقة وإعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب".
وأضاف أن "ما تابعناه ليس مؤتمرا صحفيا، بل عرض كارثي من رئيس وزراء فاشل استبدل الواقع بالاستعراض"، مؤكدا أن "ما اقترحه نتنياهو يعني أن المحتجزين سيموتون".
"أضاع 3 فرص"
من جانب آخر، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين إن "تكاليف احتلال غزة عسكريا وسياسيا وأخلاقيا لا يمكن تصورها"، وأشار إلى أن نتنياهو "أضاع 3 فرص لإنهاء حرب غزة بشروط جيدة".
وأكد يدلين أن "تقدير حماس بأن الوقت لصالحها صحيح"، موضحا أن السعي لتدمير كل قدرات الحركة سيكون "حربا بلا نهاية تخدم تكتيك حماس للاستنزاف".
في السياق نفسه، كتب اللواء احتياط إسحاق بريك في مقال بصحيفة هآرتس أن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يندفعون نحو الهاوية ويسحبون معهم الدولة".
وأضاف بريك أن نتنياهو يواصل الحرب لكي يحافظ على منصبه وهو "مستعد للتضحية بالمقاتلين والرهائن والدولة".
استطلاع جديد
في غضون ذلك، أظهر استطلاع رأي أجرته هيئة البث الإسرائيلية أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن "نتنياهو لا يدير الحرب بشكل جيد"، وأن 54% يؤيدون إنهاء الحرب تماما وانسحاب الجيش من غزة.
في المقابل، يؤيد 28% من الإسرائيليين -وفقا للاستطلاع- توسيع القتال واحتلال مدينة غزة.
إعلانوقد أقر المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، أول أمس الجمعة، خطة احتلال تدريجي لقطاع غزة تبدأ بتطويق مدينة غزة وتهجير سكانها البالغ عددهم حوالي مليون نسمة إلى الجنوب.
وادعى نتنياهو في تصريحاته الصحفية اليوم الأحد أن "مدينة غزة هي المعقل الأخير لحماس"، رغم استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية في مختلف أنحاء القطاع.
نتنياهو: هدفنا ليس احتلال #غزة ولكن تحريرها، والحرب يمكن أن تنتهي غدا إذا ألقت حماس سلاحها، وهدفنا هو نزع سلاح حماس وإنشاء إدارة مدنية غير إسرائيلية لا تقودها حماس أو السلطة الفلسطينية في القطاع#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/lsQLcd5DYL
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 10, 2025
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن قرار الكابينت "حاسم في القضاء على حماس"، مشيرا إلى أنه أمر الجيش بتقليص الجدول الزمني للسيطرة على مدينة غزة.
ومضى ليقول "سنفرض السيطرة الأمنية على قطاع غزة ونقيم حكما مدنيا بديلا لا يشمل حماس ولا السلطة الفلسطينية".
في تلك الأثناء، قالت صحيفة يسرائيل هيوم إن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي أوصى بتضمين قرار مجلس الوزراء "رفض إسرائيل أي اتفاق جزئي مع حماس بعد الآن".
وأضافت أن ديرمر أوضح أنه قلق من أي اتفاق جزئي يتبعه استئناف القتال وعدم تسامح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع استمرار الحرب، وفقا للصحيفة.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 153 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.