في تطور لافت قد يعيد رسم خريطة الصراع في قطاع غزة، أعلنت حركة "حماس" عن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر بعد مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية، دون إشراك إسرائيل في تفاصيل الصفقة.

خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعادًا سياسية تتجاوز الإطار الإنساني، وترسم مسارًا جديدًا في التعامل مع الحرب الدائرة في القطاع منذ أكتوبر 2023.

 

عيدان ألكسندر: الجندي المزدوج الجنسية

عيدان ألكسندر، جندي في الجيش الإسرائيلي ويحمل الجنسية الأمريكية، أُسر خلال العمليات العسكرية في غزة. وفي أبريل 2025، بثّت كتائب القسام تسجيلًا مصورًا له، تحدث فيه عن شعوره بالتخلي من جانب الحكومة الإسرائيلية، متهمًا تل أبيب بعرقلة جهود تبادل الأسرى ومعبّرًا عن يأسه من العودة حيًّا.

 

تفاصيل الصفقة ومسار التفاوض

حسب بيان "حماس"، فإن الإفراج عن ألكسندر تم كـ "بادرة حسن نية" تجاه الولايات المتحدة، في أعقاب مفاوضات مباشرة مع واشنطن بعيدًا عن القنوات الإسرائيلية التقليدية.

وقد تم تسليمه إلى الصليب الأحمر الدولي في نقطة لم يُعلن عنها، في إطار صفقة شملت وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة 70 يومًا، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع، وبدء مفاوضات لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.

 

ردود فعل متباينة في تل أبيب وواشنطن

الصفقة أثارت موجة من الجدل في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث شن زعيم المعارضة يائير لابيد هجومًا عنيفًا على حكومة بنيامين نتنياهو، واعتبر أن نجاح حماس في فتح قنوات مباشرة مع واشنطن دون علم إسرائيل يمثل "فشلًا سياسيًا وأمنيًا ذريعًا".

في المقابل، رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن ألكسندر، واصفًا الخطوة بأنها "إيجابية وتمهّد لمفاوضات أكثر عمقًا قد تُفضي إلى تهدئة مستدامة في غزة"، ما يعكس تغيرًا ملحوظًا في طريقة التعاطي الأمريكي مع أطراف الصراع.

 

دلالات الصفقة وتحول موازين النفوذ

يرى مراقبون أن صفقة ألكسندر تكشف تحولًا جوهريًا في مسار الصراع، حيث نجحت حماس في تجاوز الوساطة الإسرائيلية وأثبتت قدرتها على التفاوض المباشر مع قوة عظمى كواشنطن، مما يمنحها دفعة معنوية ودبلوماسية كبيرة.

كما يُنظر إلى الاتفاق كخطوة أولى نحو صفقة شاملة قد تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وتخفيفًا جزئيًا للحصار المفروض على غزة، رغم مساعي إسرائيل المستمرة لوضع شروط مسبقة قد تعرقل هذا المسار.

 

صفقات غيرت مصير الحرب

شهدت السنوات الماضية عدة صفقات تبادل أسرى بارزة بين "حماس" وإسرائيل، أبرزها:

صفقة شاليط (2011):
أُفرج خلالها عن الجندي جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 280 محكومًا بالمؤبد، في صفقة تاريخية بوساطة مصرية.


صفقة نوفمبر 2023:


عقب عملية "طوفان الأقصى"، أُفرج عن 50 امرأة وقاصرًا من أسرى حماس مقابل 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، ضمن هدنة مدتها 6 أيام.


صفقة الدوحة (يناير 2025):
تم الاتفاق في العاصمة القطرية على إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 50 فلسطينيًا، إلى جانب ترتيبات مستقبلية لتبادل الجثامين وعودة النازحين الفلسطينيين.

 

 

الوساطة المصرية: دور محوري مستمر

لطالما لعبت مصر دورًا محوريًا في صفقات التبادل، مستفيدة من خبرتها الطويلة في الوساطة بين الطرفين.
واحتضنت القاهرة جولات متكررة من التفاوض، ونسّقت الجهود بين الفصائل الفلسطينية، إسرائيل، والجهات الدولية المعنية.

 

مرحلة جديدة أم هدنة عابرة؟

تثير صفقة عيدان ألكسندر تساؤلات حول مستقبل الصراع: هل تكون مقدمة لتحولات استراتيجية في العلاقة بين أطراف النزاع؟ أم أنها مجرد "استراحة مؤقتة" في صراع طويل ومعقد؟

رغم غموض المشهد، فإن المؤكد أن قدرة حماس على التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة تضع إسرائيل أمام تحديات جديدة، وتفتح الباب أمام خيارات لم تكن مطروحة سابقًا على طاولة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عيدان ألكسندر حماس اسرائيل الولايات المتحدة غزة صفقة تبادل مفاوضات الاسري الصليب الاحمر وقف اطلاق النار المساعدات الانسانية دونالد ترامب يائير لابيد نتنياهو الحرب على غزة صفقة شاليط طوفان الاقصي صفقة الدوحة الوساطة المصرية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التهدئة الحصار على غزة الكتائب كتائب القسام واشنطن تل أبيب

إقرأ أيضاً:

صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 70.369 قتيلا و171.069 إصابة منذ الـ7 من أكتوبر 2023، وجاء في التقرير الإحصائي اليومي لضحايا الحرب على القطاع، أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 3 قتلى تم انتشال أحدهم من تحت الأنقاض و 5 إصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية.

فيما لا يزال عدد آخر من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

ومنذ وقف إطلاق النار في الـ11 من أكتوبر 2025، بلغت حصيلة ضحايا الحرب نحو: «إجمالي الشهداء: 379 - إجمالي الإصابات: 992 - إجمالي حالات الانتشال: 627»

وأهابت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بذوي الشهداء والمفقودين ضرورة استكمال بياناتهم عبر التسجيل في الرابط المرفق، لاستيفاء جميع البيانات ضمن سجلات وزارة الصحة.

اقرأ أيضاًالرئيس الفلسطين يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا تثبيت وقف إطلاق النار في غزة

غزة تشهد 46% من حالات قتل الصحفيين خلال 2025

قافلة «زاد العزة» الـ91 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة

مقالات مشابهة

  • ضغوط لحسم الصراع مع إسرائيل وحصر السلاح
  • عمرو أديب: عقلية الخوف داخل إسرائيل تتجدد مع أي تعاون مصري – تركي
  • أكد عدم اطلاعهم عليها بعد.. مسؤول بالكرملين: قد لا نرحب بالمقترحات الأمريكية الأخيرة بشأن الصراع في أوكرانيا
  • حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية
  • حماس ترفض تقرير العفو الدولية وتتهمه بتبني الرواية الإسرائيلية
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • ترامب يمنح زيلينسكي مهلة حتى عيد الميلاد لقبول صفقة سلام