صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-27@17:01:34 GMT

الكرة في ملعبهم

تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT

الكرة في ملعبهم

الكرة في ملعبهم

بابكر فيصل*

يطرح كثيرٌ من الناس  السؤال  المهم التالي: لماذا ترفض القوى المدنية الديمقراطية (صمود) إشراك المؤتمر الوطني (المحلول) والحركة الإسلامية التابعة له بقيادة علي كرتي وواجهاتهما في أية عملية سياسية تهدف لمناقشة وقف الحرب والفترة الانتقالية؟

وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا توضيح بعض الحقائق الهامة والتي يأتي في مقدمتها أن القوى الديمقراطية لا تؤمن بإقصاء أي طرف مدني من الساحة السياسية طالما كان هذا الطرف ملتزماً بالقواعد الحاكمة للعملية السياسية المفضية للتحول المدني الديمقراطي.

في هذا الإطار لم تتردد القوى المدنية في مد يدها لكافة القوى السياسية بما في ذلك الإسلامية التي أعلنت بوضوح رفضها للانقلاب العسكري وأكدت التزامها بقضية التحول المدني الديمقراطي الذي اندلعت من أجله ثورة ديسمبر، مما يعني أنه ليس لدى صمود موقفاً يهدف لإقصاء عموم التيار الإسلامي.

تؤمن صمود بأن الهدف النهائي لثورة ديسمبر يتمثل في “تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن”، وأنه لا يمكن فتح الطريق أمام التحول المدني المفضي إلى ديمقراطية مستدامة واستقرار وتنمية دون القيام بتلك المهمة ذلك لأن اشتراطات الوصول لتلك الأهداف لا يمكن أن تتحقق في ظل سيطرة دولة الحزب.

لا يمكن الحديث عن عملية انتقالية ناجحة تُفضي لانتخابات حُرَّة ونزيهة في الوقت الذي يوجد فيه “حزب حربي” يمتلك مليشيات مقاتلة ولديه نواة عسكرية وأمنية وشرطية صلبة تتحكم في مصادر القوة في الدولة.

هذا المنطق البسيط يستعصي على فهم الكثيرين من خِفاف العُقول وعديمي المروءة الذين يتهمون صمود بأنها مصابة بمتلازمة “الكيزانوفوبيا”، بينما هم يسمعون ويشاهدون بأعينهم ممارسات هذا الحزب الحربي على مدار أكثر من عامين من الحرب.

أما الوطنيين الشرفاء الذين يسألون عن ممانعة صمود في إشراك الحركة الإسلامية، فإننا نناشدهم أن يقرأوا ويعرفوا الأسباب العقلانية والموضوعية التي ذكرناها ليعلموا أن القوى المدنية بهذا الموقف تعمد إلى تعبيد الطريق أمام التحول الديمقراطي وعدم عودة الاستبداد ولا رغبة لديها في إقصاء أية جهة سياسية.

بناءً على ما سبق ذكره، فإنه يجب على كل من يسأل هذا السؤال- صادق أو مغرض- أن يتوجه بالسؤال للمؤتمر الوطني (المحلول) والحركة الإسلامية التابعة له وواجهاتهما:

هل توافقون على تفكيك أطر دولتكم القابضة على مفاصل الاقتصاد وبيروقراطية الدولة وخدمتها المدنية وأجهزتها العدلية (القضاء والنيابة العامة) ومن فوق ذلك كتائبكم ونواتكم الصلبة في الأجهزة الأمنية والعسكرية (الجيش، الشرطة، المخابرات)؟

الكرة الآن في ملعبهم، وليس ملعب القوى المدنية والديمقراطية.

* رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي والقيادي بتحالف صمود

الوسومالانقلاب التجمع الاتحادي التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الجيش الحركة الإسلامية السودان الشرطة القوى المدنية الديمقراطية المؤتمر الوطني المخابرات علي كرتي مليشيات

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الانقلاب التجمع الاتحادي التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود الجيش الحركة الإسلامية السودان الشرطة القوى المدنية الديمقراطية المؤتمر الوطني المخابرات علي كرتي مليشيات القوى المدنیة

إقرأ أيضاً:

العلم والتكنولوجيا والدولة المدنية مفتاح النصر والتقدم

العلم والتكنولوجيا والدولة المدنية مفتاح النصر والتقدم

مقالات مشابهة

  • برلمانية المصري الديمقراطي: رئاسة مصر للبرلمان الأورومتوسطي فرصة لإنهاء الموقف الإقليمي المتأزم
  • بحضور المدير الفني للاتحاد: القناة لألعاب القوى تُطلق مؤتمرها العام الأول بخطط طموحة للنهوض باللعبة
  • مواقف المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك من فلسطين حديث المنصات
  • السودان.. تطورات ميدانية في النيل الأزرق وتحالف «صمود» يطرح مبادرة شاملة لإنهاء الحرب
  • لأوّل مرة.. مُسلم يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك
  • «صمود» يطرح رؤيته للسلام على اجتماع دولي بشأن السودان في بروكسل
  • العلم والتكنولوجيا والدولة المدنية مفتاح النصر والتقدم
  • وزارة العمل تنظم دورة تدريبية لخريجي المحاسبة الباحثين عن عمل بالقطاع الخاص
  • حمدوك طول عمره باهت ما تقدر تمسك منه كلمه ولا اي راي واضح
  • برلماني: الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران لم تكن متكافئة من حيث موازين القوى